برلين - هامبورج – د.ب.أ
أعربت قيادة حزب الخضر عن استبعادها لتشكيل أي ائتلاف حكومي مستقبلا مع التحالف المسيحي الذي يضم حزب ميركل الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي في بافاريا وهو التحالف الذي يشكل مع حزب وزير الخارجية جيدو فيسترفيله الديمقراطي الحر الائتلاف الحكومي الحالي.
و قال جيم أوزديمير زعيم حزب الخضر لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية الصادرة يوم أمس الأحد: "لا يوجد مثل هذا الخيار بعد أن أزاحه التحالف" في إشارة إلى قرار حكومة ميركل بتمديد عمل المفاعلات النووية في البلاد لمدة 12 عاما في المتوسط.
في حين قالت كلاوديا روت التي تشارك أوزديمير زعامة حزب الخضر إن قرار التحالف تمديد عمل المفاعلات "صار بالتحالف إلى أبعد ما يكون عنا، فقرار تمديد عمل المفاعلات النووية يمثل ضربة كبيرة لنا نحن الخضر".
إلى ذلك؛ أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن اعتقادها بأن شعبية تحالفها المسيحي الديمقراطي ستعود إلى التحسن مرة أخرى في استطلاعات الرأي عندما تظهر أثار القرارات الإصلاحية التي اتخذتها حكومتها. وفي مقابلة مع مجلة "فوكوس" الألمانية الصادرة اليوم الإثنين قالت ميركل إن الشعب "يترقب في الوقت الراهن مدى صمود هذه القرارات ولذا يجب علي أنا كمستشارة أن أفعل الشئ الصحيح والضروري على المدى البعيد لا أن أتخذ قرارا يحظى بشعبية على المدى القصير".
وأضافت ميركل أنه عندما يشعر الشعب بالآثار الإيجابية لهذه القرارات "سنكون مقنعين له ومن ثم ستعاود مستويات شعبية تحالفنا تحسنها في استطلاعات الرأي". وفيما يتعلق بالمستويات القياسية التي حققها حزب الخضر في الاستطلاعات الأخيرة قالت ميركل إن الخضر يثيرون انطباعا بأن لديهم حلولا بسيطة للقرارات الإصلاحية "غير المريحة" التي اتخذتها الحكومة مثل قرار إصلاح القطاع الصحي "الذي لا يحظى كذلك بالشعبية" وبرنامج التقشف للحد من الديون والذي "اتخذناه بدافع المسئولية تجاه الأجيال المقبلة". ووصفت ميركل مثل هذه الخطوات بأنها لم تلق بعد شعبية لدى المواطنين.
على صعيدٍ آخر؛ ادعى خيرت فيلدرز السياسي الهولندي المعادي للإسلام عن اعتقاده بأن سياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "تطابق" سياسته. وقال فيلدرز في مقابلة مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية الصادرة اليوم الإثنين: "ميركل لديها مخاوف إذ أن نتائج استطلاعات الرأي تشير إلى إمكانية أن تحصل شخصية كاريزمية مثلها على 20% على أقصى تقدير من أصوات الناخبين في ألمانيا وكذلك الحال معي في هولندا".
وأضاف فيلدرز زعيم حزب "الحزب من أجل الحرية" اليميني أن هذه التطورات تمثل "تهديدا للأحزاب الشعبية لذلك فهي تحاول تقليدنا" مشيرا إلى تصريحات ميركل التي أعلنت فيها عن "فشل" سياسة المجتمع المتعدد الثقافات في ألمانيا.
في الوقت نفسه قال فيلدرز الذي يوفر حزبه الأغلبية داخل البرلمان لحكومة الأقلية في أمستردام إن غالبية الألمان ترفض مقولة إن "الإسلام جزء من ألمانيا" وأكد أن " ما حدث معنا في هولندا يحدث الآن معكم في ألمانيا فالنخبة السياسية غاضبة".
وفي هذا السياق أشار فيلدرز إلى هورست زيهوفر رئيس وزراء بافاريا وزعيم الحزب المسيحي الاجتماعي الذي يشارك حزب ميركل المسيحي الديمقراطي في التحالف المسيحي عندما طالب بوقف استقدام المزيد من المهاجرين العرب والأتراك إلى ألمانيا بعد أن أصبح "من الواضح أن هؤلاء المهاجرين يواجهون صعوبات متزايدة" في إشارة على ضعف قدرتهم على الاندماج في المجتمع الألماني. وكان فيلدرز قال في خطاب ألقاه أمام البرلمان الهولندي قبل أسبوعين إن تحالف ميركل المسيحي "تسلم قيادة انتقاد الإسلام".
ورفض المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت هذه العبارة ووصفها بأنها "غير حقيقية". وكانت ميركل قد أعربت في وقت سابق على هذا الخطاب عن أسفها لعلاقة الحكومة الجديدة بحزب فيلدرز غير أنها أكدت استمرار التعاون بين بلادها وهولندا.