أسلوب الأنظمة الفاشلة

    • أسلوب الأنظمة الفاشلة

      أسلوب الأنظمة الفاشلة


      إن طريق النجاح ملئ بالعقبات و من طبع البشر الخطأ
      و الناجح هو الذي يستفيد من أخطاءه و يتخذها سلما للارتقاء و الصعود
      و بداية الطريق الصحيح هو أن يعرف الشخص انه أخطأ ثم تكون لديه الجرأة على الاعتراف بالخطأ ثم أن تكون لديه رغبة و إرادة حقيقية في النجاح و تلافي الأخطاء
      و الفاشل و الظالم لنفسه هو من يكابر و لا يعترف بفشله و أخطاءه و لا يراجع نفسه و نهجه و الأظلم و الأطغى منه هو من يرمي بفشله على الآخرين
      و هذا ينطبق على الأفراد و الجماعات و الأنظمة
      و أخص بالذكر هنا بعض الأنظمة العلمانية الثورية العسكرية الفاشلة فقد مضى على سيرها في الطريق الخاطئ أكثر من خمسين عاما و هي تنتقل من فشل إلى فشل اكبر منه و رغم ذلك فلا تريد أن تراجع نفسها و لا أن تعيد حساباتها في نهجها الخاطئ بل تكابر و تغالي في الظلم و الطغيان فتلقي باللوم في فشلها على أشقائها
      و تجد تناقض عجيب في تبرير فشلها هذا
      فهي تتبجح بالقوة و تصف دول الخليج و خاصة السعودية بالدول الضعيفة الخانعة و ما إلى ذلك من الأوصاف
      و بالمقابل تلقي بسبب فشلها على دول الخليج فيتم نقل الصورة و كأن أمريكا و إسرائيل يأتمرون بأمر دول الخليج و خاصة السعودية فالذي تريده دول الخليج تنفذه أمريكا و إسرائيل
      ففي هذا تناقض عجيب فتارة يصفون دول الخليج بالضعف و الاستكانة و تارة يتهمونها بتحريك أقوى قوة في العالم في الاتجاه الذي يريدون
      و السؤال الذي يطرح نفسه
      ما هذه القوة التي يتبجحون بها إذا كانت دول الخليج الضعيفة –على حد وصفهم- قادرة على إفشالهم ؟؟؟
      و إذا كان لدى دول الخليج من القوة ما يستطيعون بها تحريك أمريكا و إسرائيل على العدوان على بلد ما أو منعهم من العدوان على بلد ما فلماذا لا يحركونهما في الاتجاه الايجابي من اجل صنع أمجاد شخصية فمن طبع البشر أنهم يحبون أن يصنعوا لأنفسهم أمجاد يخلدهم التاريخ بها و خاصة بن الجزيرة العربية ؟؟؟
      و هل أمريكا و إسرائيل من السذاجة ما يمكن تحريكهم من قبل دول نامية ؟؟؟
      و هل حكومات دول الخليج العربي هي التي أوجدت هذا الواقع أم انه فرض على امتنا في مرحلة من مراحل ضعفها و تخلفها ؟؟؟
      و دول الخليج العربي سائرة في التخلص من هذا الواقع عن طريق إنشاء مجلس التعاون الخليجي و عن طريق عملية التنمية الكبيرة في بلدانها فماذا فعل الآخرون للتخلص من هذا الواقع الأليم؟؟؟
      فهذا هو أسلوب الأنظمة و التنظيمات الفاشلة ترمي بفشلها على الآخرين ظلماً و عدواناً و بتناقض عجيب والأعجب منه هو هؤلاء الذين يصفقون لها و خاصة المفكرين و الكتاب منهم.
      و إنني اعلم بان البعض أصبح يتأفف من كثرة المواضيع التي نشرتها حول هذا الأمر
      و لكنني أرى بان ما أقوم به بالغ الأهمية لأنه يدخل ضمن باب الدفاع عن الحق و عن حياض الإسلام و رسوله صلى الله عليه و سلم و عن المقدسات و عن أعراض المسلمين
      و ضمن باب نصرة قضايا امتنا العادلة
      و أرى بأنه الطريق الصحيح للنهوض و التحرر و لم الشمل
      و هذه الرؤية نابعة من فهم عميق لروح الإسلام و تعاليمه السامية السمحة

      الكاتب :عبدالحق صادق

    • اهدافي الرئيسية من نشر هذه المواضيع هي :
      - دحض التهم الباطلة التي يتم الصاقها ببلاد الحرمين الشريفين لخطورة ذلك لأنها اساءة عير مباشرة للإسلام و المقدسات لأن السعودية تحكم بما انزل الله و ترعى المقدسات فالأعداء و المنافقون لا يستطيعون مهاجمة الاسلام و المقدسات بشكل مباشر فيلجئون الى مهاجمة السعودية
      - اعادة الموازين المختلة الى نصابها و في هذا نصرة للحق
      -
      التعرف على اسباب الوضع الماساوي الذي نعيشه اولا حتى يتم التعرف على طريق النهوض و الكرامة لأمتنا

      - تعرية المناهج الفاسدة و كشف زيفها و تحطيم الرموز الجوفاء التي تم صنعها لإلهاء الامة عن المنهج الصحيح و القيادة الفعلية لهذه الامة
      - البحث عن التجارب الناجحة في واقعنا المعاصر و تسليط الاضواء عليها لتستفيد الامة منها و تلتف حولها و تدافع عنها و التي يتم التعتيم عليها من قبل الإعلام
      -الدعوة الى الواقعية و عدم العيش في الاحلام و الخيالات لأن من يعيش في الاحلام و الخيالات و يكتفي بالتغني بالماضي المجيد فسيبقى مكانه و لن يتقدم و العالم من حوله يسير بسرعة

      -الدعوة لعدم تعميم السلبيات على الجميع لأن في هذا ظلم و خلط للأوراق و اشاعة لجو الاحباط و الياس و قتل لكل جهد بناء و لكل محاولة نهوض و قتل للمروءة و الفضيلة فالواقع الذي نعيشه يشهد بوجود فروقات ففي العائلة الواحدة توجد فروقات بين الاخوة و الصف الواحد توجد فروقات بين الطلاب و في مكان العمل الواحد توجد فروقات بين الموظفين و هذا ينطبق على المؤسسات و الدول
    • العلمانيون الثوريون يؤمنون بنظرية فصل الدين عن الدولة و كل من يدعوا الى هذا يصفونه بالرجعي و الظلامي و المتقوقع و غير ذلك من الصفات و هم لا يخفون معارضتهم لذلك و محارتهم لأي طرح من هذا النوع و السعودية تعلن على الملئ بانها تحكم بالكتاب و السنة فمن الطبيعي ان تكون مستهدفة من قبلهم لأن الصورة الناجحة الناصعة عنها لدى الشعوب العربية تعني فشلهم و عدم صحة منهجهم و صحة نهج السعودية
      و في الإعلام هناك ما يسمى بالهمس الخفي عن طريق نشر الاشاعات و توزيع الاتهامات و هو اشد فتكا و خطرا من الاعلام المعلن و هذا ما تقوم به الأنظمة الثورية منذ اكثر من ستين عاما و خاصة النظام الناصري
      و احترام المقدسات دون احترام من يرعىاها المقصود منها إساءة غير مباشرة للمقدسات و الإسلام
      فالذي يقول لك انني احترم بيتك و لكنه يسئ الى اولادك و والدك فهل تقبل منه ذلك

      و الذي يسئ الى خادمك و عاملك و يقول لك اني احترمك فهل تقبل منه ذلك
      و اذا كنت مديرا ناجحا في مدرسة و مدرستك افضل مدرسة في المكان الذي انت فيه و فيها بعض السلبيات و اتي من يطعن فيك و في طلابك وفي استاذة المدرسة بكلام عام وقال عن قيل و لا دليل عليه و بعبارات قاسية او يركز على بعض السلبيات و ينسى الايجابيات الكثيرة و يترك باقي المدارس الفاشلة و يقول لك انني احترم مبنى المدرسة و لا اعتدي عليه فهل تقبل منه ذلك و الا يدل هذا على نقده لأسلوبك و منهجك في الادارة و يسئ الى سمعة كيان المدرسة بشكل عام و هذا سوف يؤدي الى نظرة سلبية اليها لدى الناس و كم هو خطير هذا الفعل على مستوى التعليم في البلد و على نهضته بشكل عام عندما تتحول افضل مدرسة فعليا الى اسوا مدرسة في نظر الناس فهذا هو القتل بعينه لأي نهضة او اصلاح
    • أحيانا تكون المشكلة في فهم و تفسير البعض للأمور بسبب أمور دفينة في دواخلهم تحجب عنهم رؤية الحقيقة

      فالشعور الطبيعي و السليم لأي مسلم أو عربي الاعتزاز بأي ايجابية في إي بلد عربي
      و لكن ما تفسير انزعاج البعض من ذكر السعودية بخير و إنكار أي ايجابية تخصها ولو كانت صادرة من مراكز أبحاث متخصصة في الدول المتقدمة و اتهام أي جهة تذكر هذه الايجابيات

      و شعورهم بالنشوة و كأنهم وقعوا على صيد ثمين عند التقاطهم أو سماعهم لأي خبر أو إشاعة تطعن في السعودية و لو كان مصدرها صحافة الأعداء و قيامهم بنشر هذه الإشاعات بكل ما أوتوا من قوة على بلاد الحرمين الشريفين التي فيها قبلة المسلمين و مقدساتهم و التي منها نبع العروبة و الإسلام

      والتي قال عنها الكاتب طه حسين :إن لكل مسلم وطنان الأول الذي يعيش فيه و الثاني المقدس و يقصد السعودية
      فالسعودية هي الوطن الثاني لجميع المسلمين
      و السعودية ليست بحاجة لمدح أحد و لا يضرها ذم احد فقد أغناها الله عن الخلق فوهبها خيري الدنيا و الآخرة فالدول العظمى تخطب ودها لأنهم يعرفونها جيدا أكثر مما تعرفها الشعوب العربية
      و المستفيد من معرفة التجربة السعودية الناجحة هي الأمة العربية و الإسلامية و نجاحها دليل قاطع على أن الإسلام صالح لكل زمان و مكان لأن التجربة خير برهان فهي وصلت إلى ما وصلت إليه من التقدم

      و الحضارة و قوة الاقتصاد و المكانة بفضل تحكيمها شرع الله

    • - ان لكل دين او فكر او منهج رمز فالسعودية في وقتنا الحاضر رمز للإسلام لأن منها انطلقت الدعوة و منها شع نور الإسلام و فيها ولد و دفن نبي الإسلام و فيها الحرمين الشريفين و المشاعر المقدسة هذا من جهة

      و من جهة أخرى السعودية كحكومة تعلن على الملئ بأنها تحكم بالكتاب و السنة

      فعندما يتم التركيز عليها في الطعن و تشويه سمعتها و لصق التهم بها و نشر الاكاذيب و الاشاعات المغرضة عنها من قبل اليمين المتطرف المتصهين في الغرب دون بقية البلاد الإسلامية فهذا أمر مقصود و اختيارهم لها ليس عبثا فالمقصود من وراء ذلك هو :

      - الإساءة الى رمز المسلمين و إضعاف الحمية على المقدسات

      - إيصال رسالة الى المسلمين و العالم بان الإسلام لا يصلح للحكم في هذا الزمن و شاهدهم السعودية تحكم بالشريعة و هي أسوا دولة إسلامية على حد زعمهم

      - حتى تنهض الامة لا بد لها من قائد يوحدها و ينهض بها و الحكومة السعودية هي افضل الموجود اسلاميا و بالتالي هي المؤهلة لقيلدة العالم الاسلامي نحو الوحدة و النهضة ولذلك يعمدون الى تشويه سمعتها لدى المسلمين من اجل نزع ثقة المسلمين بها حتى لا يلتفوا حولها و يبقوا متفرقين لا قيادة لهم او يصنعوا لهم قادة جوفاء يقودونهم إلى مزيد من التخلف و الذل

      و يتلقف إشاعتهم المغرضة هذه و المنشورة في صحفهم او مواقعهم الالكترونية البعض من ابناء جلدتنا ممن ذابوا في ثقافة الغرب و يعلنون صراحة بان الاسلام هو سبب تخلفنا و لا نتقدم الا اذا أقصينا الإسلام من حياتنا اليومية كما فعل الغرب

      و يبذلون قصارى جهدهم في سبيل إضعاف الوازع الديني لدى الشعب و نشر الرذيلة و محاربة الفضيلة

      و يقوم هؤلاء بنشر هذه الاشاعات بين الناس عن طريق الهمس الخفي و العزف على الوتر الحساس للشعوب العربية باسم الغيرة على بلاد المسلمين و العزة و الكرامة

      و يقوم عامة الشعب بترديد هذه الإشاعات الخطيرة دون أن يدروا ابعادها الخطيرة و دون ان يعرفوا مصدرها

      و كمثال يوضح هذا الأمر إن الأزهر رمز المسلمين في مصر فالتركيز على الأزهر بالنقد اللاذع من قبل فئة لها توجه فكري معين يدل على ان الإسلام هو المستهدف

      و كذلك إذا كانت فتاة محجبة و ملتزمة بتعاليم الإسلام و خلوقة و تقوم بواجباتها و تساعد الآخرين و تدعوا الى الالتزام بالدين في بيئة غير ملتزمة دينيا و قام هؤلاء بالاستهزاء من حجابها و تشويه سمعتها و نشر الإشاعات عليها الا يدل هذا على ان الإسلام هو المستهدف لأنهم ينزعجون من رؤية مظهر إسلامي

      و يجب التفريق بين النقد لتصرف خاطئ قام به شخص معين و بين النقد العام فالأول لا إشكال فيه إذا كان منضبطا شرعا و الثاني هو الخطير و الذي احذر منه

      - إنني لا اتحدث عن كمال فلا يوجد كمال على وجه الارض و لكنني اتحدث عن افضل الموجود و بالادلة فهل يستطيع احد في هذا الزمن الصعب ان يدعي بانه يطبق الاسلام بالكلية و بحذافيره فكما اخبرنا الصادق المصدوق بانه في آخر الزمان من ياتي بمعشار الصحابة ينجوا و الدول مثل الافراد تخطا و تصيب و التقييم يتم من خلال نسبة الاخطاء
      و الفساد موجود في جميع دول العالم بما فيها المتقدمة و الغنية و لكن المشكلة في نسبة الفساد فكلما زاد الفساد هزل الاقتصاد و العكس صحيح فالوضع الاقتصادي لأي بلد فيه مؤشر على نسبة الفساد و السعودية من ضمن الدول العشرين في قوة الاقتصاد على مستوى العالم و احتلت المرتبة الحادية عشر على مستوى العالم في سهولة الأعمال