لماذا تخلى الشيعة عن مسيرات البراءة من الشيطان هذا العام ؟؟!..فك الشفرة
[B]شرّع الخميني لشيعته في كل موسم من مواسم الحج اقامة مظاهرة لاعلان البراءة من الشيطان الاكبر والطاغوت وقوى الاستكبار العالمي وذلك منذ ان اصبح رئيسا لايران,
ورغم ان الخميني لم يعلن براءته من الشيطان الاكبر عندما كانت شحنات الاسلحة في "ايران كيت" تشحن من واشنطن وتل ابيب الى قم وطهران,ورغم انه وهو الولي الفقيه والنائب عن المعصوم لم يراع لايات القران حرمة عندما عصى نص القران بعدم اثارة الرفث والفسوق والجدال في الحج ,ولم يلتزم بقول الله تعالى"الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ...[البقرة : 197],
ورغم ان اتباعه لم يتذكروا شعارات براءتهم من الشيطان الاكبر يوم ان قال ابطحي "لولا ايران لما استطاعت امريكا احتلال العراق وافغانستان",
ورغم ان شيعته لم يرفعوا شعار البراءة من الشيطان الاكبر وهم يركبون دبابته لاحتلال العراق, وانهم لم يخجلوا من تسليم سيف "ذي الفقار" لرامسفيلد,ولم يتبرأوا منه عندما نصبهم المحتل ملوكا على رؤوس العراقيين,
ورغم ان احمدي نجاد لم يرفع شعار البراءة عندما زار العراق وطائرات الشيطان الاكبر تحميه,
ورغم ان السيستاني لم يصرح لحد الان ببراءته من المحتل الكافر,
الا اننا ما زلنا نشهد تحركات الشيعة الحثيثة لتنظيم مثل هذه المظاهرات في اقدس مكان وزمان عند المسلمين (وليس عند الشيعة بالتاكيد).
ولا نعرف ماهو الداعي لاصرار الشيعة على اقامة مظاهرات البراءة هذه من الاستكبار العالمي , وهم الذين رتعوا من جنته اكثر مما يحلمون ان يرتعوا من جنة الله! وذاقوا من عدل "الطاغوت" اكثر مما تمنوا ان يذوقوا من عدل مهديهم المنتظر,
فلولا ذلك الطاغوت "امريكا" لما كان للمالكي او الحكيم او الصدر ان يذكر لهم مجرد ذكر في العراق؟!,
ولولا ذلك الطاغوت "امريكا" لما كانت لعمامة الخميني ان تحط بسلام في مطار طهران رغم كل قوة الشاه وبطشه!!,
ثم لماذا هذا الاصرار على اقامة مثل هذا الاستعراض الاعلامي في السعودية تحديدا ؟!,
هل هو الرغبة في اثارة"الجدل" في الحج ليثبتوا بحق انهم ضد الاسلام وتعاليمه الصريحة حتى على مستوى هذه التفاصيل؟,ام يجب ان نحسن الظن بهم ونقول ان اصرارهم ذلك نابع من الرغبة في ايصال صوتهم للامريكان؟
ان كان الغرض من اقامة هذه المظاهرة في السعودية هو لايصال الصوت الى الامريكان , فانا نعتقد ان صوتهم يستطيع ان يصل الى الامريكان بصورة اسرع واوضح وادق من خلال اقامة هذه المظاهرات في العراق وليس في اي مكان اخر حيث جنود الشيطان الاكبر يسرحون ويمرحون في كل الشارع والطرقات , وبالتالي فلماذا لا ينظم الشيعة مثل هذه المظاهرة في النجف او الكاظمية او كربلاء,وهم تحت انظار واسماع بل وحتى حماية الشيطان الاكبر , بل لماذا لا ينظمونها في وسط المنطقة الخضراء نفسها حيث مكتب دولة رئيس الوزراء(!) الذي باركه البابا "علي خامنئي" والبابا"السيستاني" لا يبعد كثيرا عن مقر السفارة الامريكية!,
وعندها سوف تصل صرخات"الموت للشيطان الاكبر" و"كلا كلا امريكا" الى اسماعهم بل وتشق طبلات اذانهم باشد مما لو سمعوها او سمعوا عنها من خلال وسائل الاعلام؟!.
اما ان كان الهدف من اقامتها في موسم الحج هو لاستغلال جموع الحجاج المليونية ولكي يكون الصوت اكثر دويا, فانا نقول انكم تزعمون ان عدد زوار كربلاء اضعاف عدد حجاج بيت الله (عدد حجاج بيت الله ثلاثة ملايين حاج بينما بلغ عدد زوار قبر الحسين سبعة ملايين زائر !!) وبالتالي فان كان حجتكم كثرة الحجيج فكثرتهم في كربلاء اكبر , فلماذا لا تقيمون مراسيم البراءة هناك؟!,
ام انها مجرد الرغبة في الرياء والتظاهر بالعداء لولي نعمتك الذي لولاه لما كان لكم ذكر يذكر, وان الشذوذ وعصيان اوامر الله مقدمة عندكم على اي شيء اخر؟!.
اما ان كانت حجتكم من اقامتها في مكة وفي هذا الوقت تحديدا هو لاجل استعراض قوتكم في بلد "السلفية" و"الوهابية" و"النوصب" لتقولوا لهم :نحن هنا,وسوف نصليكم بنارنا المقدسة التي بدات تزحف اليكم من صحراء العراق بعد ان كنتم تخشون ان تصلكم عبر مياه الخليج, فانتم بذلك محقون ولكم الحجة في فعل هذا, خصوصا وان "عربان"الخليج كانوا هم اول من دعمكم لاجل الوصول الى ما وصلتم اليه, والثمانية مليار دولارات التي وهبها ال سعود الى الجعفري ليشتري بها "دريلات" تثقب اجساد العراقيين , سوف تصل بالتاكيد الى جدران مكة, وعندها سوف لن يستطيع"آل سعود" الاستعانة بالامريكان ليدفعوا عنهم شر الشيعة بعد ان يكتشفوا ان" الدريل "الذي يستخدمه جماعة صولاغ مصنوع في "امريكيا"!!.
لقد كتبت هذه السطور اعلاه قبل سنتين من الان,
وتحديدا في ايام عيد الاضحى سنة 2008, وحينها كان خامنئي ما زال يصر على اقامة مثل هذه المسيرات في مكة, وقد اعتاد التحريض على اقامة هذه المسيرة في السنوات السابقة او اللاحقة,
الغريب اننا في هذه السنة وعلى غير العادة,لم نسمع من خامنئي ولا من أي من مراجع الشيعة أي دعوة لاقامة مثل هذه المسيرات في موسم الحج رغم انهم يقولون بان الخلافات بين امريكا وايران على اشدها حتى لتوشك امريكا ومن خلفها اسرائيل ان تقصف ايران بين عشية او ضحاها كما يروجون ,فما هو السبب يا ترى؟؟.
في نفس الوقت,
وبدلا من التحذيرات الامنية التي كان تصدرها اجهزة الامن والاستخبارات السعودية عن احتمالية قيام عناصر او منظمات شيعية تابعة لايران باعمال شغب قد تصل حد التخطيط لبعض التفجيرات في موسم الحج كما كانت تفعل في العادة خصوصا بعد القاء القبض على خلايا ايرانية متورطة بتفجيرات في مكة ,فاننا في هذا العام سمعنا تحذيرات من قبل اجهزة الامن السعودية لكنها تقول بان القاعدة هي من قد تخطط للقيام بتلك التفجيرات وليس ايران ولا حتى اسرائيل !!!.
بغض النظر عن تلاعب السلطات السعودية بمشاعر المسلمين والحجاج تحديدا من خلال استخدام التهديدات الامنية ومستوى "اطمئنان" الحجيج كورقة سياسية من اجل تشويه سمعة تنظيم القاعدة او تحقيق اهداف سياسية ,في مخالفة واضحة وصريحة لابسط مقومات "المفهوم الامني" فضلا عن مقومات"الواجب الديني" الذي يقتضي عدم اخافة المسلمين او ارعابهم (وتحديدا الحجاج وفي اقدس بقعة عند المسلمين ),
الا ان ذلك التحول الغريب في نوع العلاقة بين السعودية وايران والذي انعكس في احدى صوره بعدم دعوة خامنئي لقطعانه باقامة مظاهرات البراءة ليشير بصورة واضحة الى ما كنا قد اشرنا اليه من قبل عن وجود اتفاق سعودي ايراني بواسطة الوسيط السوري والكفيل الامريكي يقتضي تقسيم المصالح بين هذه الاطراف بعيدا عن أي اعتبار لمدى انهار الدماء التي سالت على يد هذا الطرف او ذاك.
وهذا الاتفاق الذي اشرنا اليه قبل فترة والذي تضمن تخلي السعودية عن العراق مقابل تخلي ايران عن لبنان (منح علاوي رئاسة الوزراء مقابل رفع ايران يدها عن حزب الله وهو الاتفاق الذي ستتبرأ منه ايران حين ياتي دورها للوفاء بالتزاماتها!),سيشمل بالاضافة الى العراق ولبنان قيام السعودية بتخفيف الضغط الاعلامي عن ايران مقابل اجراء مماثل من قبل ايران, تجلى باغلاق بعض القنوات السنية (صفا ووصال تحديدا) مقابل ان تلغي ايران مسيرات البراءة وغيرها من المسيرات الاستفزازية بالاضافة طبعا الى تخفيف حدة التهجم على الصحابة ورموز اهل السنة ولو مؤقتا.
النقطة التي اتفقت عليها كل الشياطين الاربعة (امريكا ايران السعودية سوريا) هي ان تنظيم القاعدة هو العدو الاول والاخطر بالنسبة لهم,وعلى هذا الاساس فقد تيقن الجميع ان اضعاف أي طرف من هذه الاطراف يعني صعود تلقائي لتنظيم و"امبراطوريته" السرية,ولهذا لن تسمح السعودية ومن فوقها امريكا باضعاف حزب الله,لان اضعاف حزب الله يعني تلقائيا تمكين القاعدة من تهديد الجبهة الشمالية لاسرائيل,وذلك امر مرعب بالنسبة لامريكا واسرائيل,واضعاف ايران يعني تلقائيا تمدد تنظيم القاعدة بين افغانستان والعراق وتهديد منابع النفط في الخليج العربي,وهذا خطر ماحق تبذل السعودية وامريكا كل الجهود من اجل منعه,اضعاف السلطة السعودية او السلطة في أي بلد عربي اخر يعني تلقائيا صعود نجم تنظيم القاعدة في ذلك البلد,وهذا ما لا يمكن ان تقبل به امريكا, ولهذا سوف تدعم امريكا والسعودية ترشيح جمال مبارك لخلافة والده في مصر,وسوف تدعم ايران وسوريا هذا التوجه وتتخلى ايران عن دعم الاخوان المسلمين او البرادعي كما كانت تفعل من قبل,
بالاضافة الى ذلك فسوف تساعد امريكا في صعود نجم خامنئي على حساب السيستاني , مقابل ان يقوم خامنئي بسحب البساط من تحت اقدام احمدي نجاد ( تذكرون اننا كتبنا قبل سنوات مقالا يحتم على خامنئي الابتعاد عن احمدي نجاد لضمان القبول الامريكي له),
وهكذا سوف يتشكل تدريجيا تحالف ضمني بين ما يسمى بمحور الاعتدال الذي تراسه السعودية ومصر,وبين محور ما يسمى بالممانعة بقيادة سوريا وايران,بالاضافة طبعا الى امريكا واسرائيل,غاية هذا التحالف هو ابقاء الخريطة السياسية في المنطقة على ما هي عليه قدر الامكان,لان جميع الاطراف قد اتفقت على ان أي تغيير في الخارطة السياسية الحالية سوف يؤدي الى تمدد (كبير او صغير) لخارطة تنظيم القاعدة,ولهم في العراق خير شاهد ودليل, وهذا ما لا تريده كل تلك الاطراف,ولهذا اتفقت جميع الاضداد على هذه النقطة تحديدا, ولهذا ايضا توقفت فجاة مصطلحات "التغيير" ولم يعد احد يستخدمها او يقرب منها!,
ولهذا ايضا لم يحدث أي تغيير في خارطة العراق السياسية وعاد المالكي والطلباني وحتى طارق الهاشمي وهوشيير زيباري لنفس المناصب,
ولهذا ايضا لن يصدر قرار المحكمة الدولية في لبنان لا هذا الشهر ولا السنة القادمة ,
ولهذا ايضا سوف يفوز جمال مبارك لخلافة والده,
ولهذا ايضا لن تشهد المنطقة في القريب العاجل أي تغيير وفق الخطة الموضوعة ,ليصبح مفهوم التغيير في الختام يعني "بقاء الحال على ما هو عليه",وتلك هي المعادلة الحالية,ومن يملك ما يخالفها فلياتنا بالدليل!!.
وكل عام وانتم بخير
والسلام عليكم
[/B]
: 
: 
: