متابعة - عمر الوهيبي
يعتبر الأسطورة الكروية العمانية "غلام خميس" من أبرز المواهب الكروية التي انجبتها السلطنة وواحدا ممن دونوا في السجلات الذهبية لتاريخ بطولات كأس الخليج مع منتخبنا الوطني، وقد كان شاهدا وحاضرا ومسجلا في اول فوز لمنتخبنا في دورات كأس الخليج.
وفارق لاعب الاهلي ومنتخبنا الوطني الاول السابق غلام خميس الحياة عام 2008 بعد معاناة مع مرض السكري، وترك خلفه اهدافه الحاسمة مع المنتخب ومهاراته الفنية التي مازالت الى الآن في ذاكرة الجماهير العمانية والخليجية.

بداية غلام
ظهر غلام خميس في فترة السبعينيات، حيث كانت انطلاقته الاولى من مدرستي حسان بن ثابت والوليد بن عبدالملك وقد خطف الانظار اليه بسرعة كبيرة حتى سعى بعد ذلك نادي الاهلي الى استقطاب هذا الاسم الذي ينتظره مستقبل كبير جدا ونجح في ذلك لينضم غلام الى الكتيبة الأهلاوية في عام 1964، ونجح غلام نجاحا باهرا مع نادي الاهلي واستطاع ان يحقق معها العديد من الانجازات والبطولات لعل اهمها بطولة الدوري عام 1982 وبطلا لكأس صاحب الجلالة لكرة القدم اعوام 1982 و1983 و1987 وتعتبر تلك الفترة الذهبية لنادي الاهلي الذي استطاع ان يسيطر على البطولات المحلية في السلطنة بمساعدة النجم غلام خميس الذي صنع مع زملائه في الفريق تاريخ نادي الاهلي.
غلام بدأ مع الأهلي عام 1976 واستمر حتى بداية التسعينيات حيث تعرض لإصابة أبعدته عن الملاعب، ليعلن بعدها اعتزاله كرة القدم نهائيا ويبدأ مشوارا آخر مع المعاناة والألم.

مشوار المنتخب
التحق غلام خميس بصفوف المنتخب الوطني الأول بعد عامين من انضمامه للأهلي وكان ذلك في عام 1978، وكانت اول مشاركة له في بطولات كاس الخليج ببغداد الخامسة، وظهر منتخبنا الوطني في تلك المشاركة بمستوى متواضع جدا حيث خسر بنتائج كبيرة واحتل المركز الاخير بعدما تلقت شباكه 21 هدفاً ولم يحرز سوى هدف يتيم سجله أحمد صومار. ولكن تعتبر هذه البطولة لغلام خميس فرصة مثالية لاكتشاف قدراته الفنية خصوصا وانه احتك مع نجوم لامعين في ذلك الزمن.
بعدها جاءت بطولة الخليج السادسة في الامارات والتي شهدت تطورا ملحوظا لمنتخبنا الوطني حيث استطاع غلام خميس وزملاؤه من لاعبي المنتخب ان يكونوا ندا قويا لمنتخبات كبيرة كانت تفوز على المنتخب بكل سهولة، كما نجح غلام خميس في لفت انظار المتابعين والرياضيين الخليجيين وقد وصوفوه حينها بالنجم، وذلك بعدما أدهش الجميع برشاقته ومهاراته في ثاني مشاركة له في بطولات الخليج وسط مشاركة اسماء خليجية عملاقة مثل ماجد عبدالله وجاسم يعقوب وحسين سعيد ومنصور مفتاح والكثير من الأسماء الرنانة في الكرة الخليجية.
دورة الخليج السابعة التي احتضنتها السلطنة تعتبر من أهم الدورات الخليجية التي شارك فيها غلام ، وقد علقت الجماهير آمالا كبيرة على غلام خميس وزملائه في المنتخب لكي يتمكن المنتخب من مغادرة المركز الأخير الذي كان دائما مقعدا محجوزا لمنتخبنا، ولكن منتخبنا لم ينجح في مغادرة مركزه الأخير رغم أنه كان يلعب على أرضه وبين جمهوره! واستطاع غلام كسب رهانه الخاص ولم يخيب ظن محبيه فيه بعد أن قدم عطاءات رائعة في جميع المباريات التي شارك فيها ليحصل في ختامها على لقب أفضل لاعب، مؤكداً نجوميته التي بزغت في أبوظبي.
في الدورة الخليجية الثامنة لم يقدم منتخبنا شيئا يذكر في هذه الدورة، ولكن غلام حافظ على توهجه فيها وأكد نجوميته، ووضح خلالها تركيز الإعلام عليه وأيضاً مدربي الفرق الذين أصبحوا يحسبون له ألف حساب ويرسمون خططهم واضعين في اعتبارهم خطورته، وبالرغم من تواضع منتخبنا إلا أن غلام كان حالة خاصة يمكنها أن تقلب الموازين في أية لحظة.

أول فوز للمنتخب في دورات كأس الخليج
الدورة التاسعة كانت شاهدة على أول فوز لمنتخبنا الوطني في تاريخ مشاركاته بدورات كأس الخليج لكرة القدم، حيث حقق منتخبنا أول فوز في تاريخ البطولة، وكان بطل الإنجاز هو نجمنا الراحل غلام خميس عندما أحرز هدف منتخبنا الثاني في المرمى القطري بتسديدة صاروخية، في تلك البطولة واصل الاسطورة العمانية تألقه وإمتاعه واستطاع ان يحصل على لقب أفضل لاعب.

رحيل الأسطورة
عانى غلام خميس على سرير المرض حيث اصيب بمرض السكري والفشل الكلوي، وقد كانت حالة النجم صعبة جدا وتوفي الاسطورة العمانية عام 2008 تاركا خلفه ذكرياته مع الساحرة المستديرة التي ستظل ماثلة في قلوب الجماهير العمانية الى الابد.