كتب - خميس السلطي
"تطوير العلوم الشرعية وتأثرها بالمدارس المنهجية الحديثة" دراسة تحليلية للباحث والمفكر خميس بن راشد العدوي، وهي واحدة من ضمن سلسلة دراسات النادي الثقافي التي قدمت هذا العام، هذه الدراسة تناولت أربعة محاور رئيسية وهي أطوار العلوم الشرعية وعوامل تطورها ومراحل هذا التطور إضافة إلى استحقاقات هذا التطور.
بدأ الباحث العدوي دراسته حول أطوار العلوم الشرعية، مبينا أن العلوم الشرعية كائن حي كغيرها من الكائنات، يسري عليها قانون الولادة والموت، والصحة والسقم، والانتعاش والخمول، وهي كالنهر الجاري ما أن يشيخ حتى يجدد نفسه، وقد مرت العلوم الشرعية بخمسة أطوار أغلبها دخل فيه عنصر الانفتاح، وأثر عليه، ولذلك كانت أطوارا ثرية بالعطاء، تفاعلت مع البعد الحضاري للإنسان ورفدته في كل عصوره، ومن معالم هذه الأطوار الخمسة طور النص المؤسس والذي قال العدوي بشأنه إنه في البدء لم يكن هناك نص شرعي وإنما كانت جاهلية، ولم يكن علما بل هو ضرب من ضروب الأساطير وأوهام الخرافات، ولم تكن العلوم الشرعية علوما مدونة ممنهجة وإنما روايات شفهية تخضع لفهم ناقلها وذوقه، وعندما ابتدأ الوحي الإلهي يتنزل بدأ العلم وبدأ الشروع في التدوين، وكان منعطفا لتحول إنساني كوني تشاهد معطياته حتى الآن وقد دخل ضمن مرحلتين وهما المرحلة المكية والمرحلة المدنية. أما الطور الثاني فهو طور بناء الدولة، حيث كان عهد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام هو عهد نشوء الأمة المؤمنة، ولم يتطرق العلم الشرعي إلى إنشاء الدولة، لا بالمعنى الذي سبق الإسلام كدولة فارس أو الروم أو مصر أو غيرها، ولا بالمعنى الذي لحق بالعهد النبوي، كالدول التي عرفها العرب، ولم يرد مصطلح الدولة بهذا المعنى في كتاب الله، ولا في الرواية عن النبي، فالكيان القائم كان كيان أمة، وإنما بدأ يتشكل كيان الدولة بعد ذلك. أما الطور الثالث فهو طور التدوين والذي ابتدأ بعد استقرار الدولة، وبعد الانتهاء من حركة الفتوحات وإخضاع المعارضة، أو إقصاؤها جانبا بعد تهميش فاعليتها، وبحسب تعبير ابن خلدون بعد انتقال السيف إلى القلم، وقد بدأت هذه المرحلة مع بدايات العهد العباسي، مع طور الانكماش والتي توضح أن الأمة الأسلامية دخلت بعد القرن الرابع الهجري طور الانكماش الحضاري، نتيجة عوامل لا يزال الباحثون مختلفين فيها، أو على أقل تقدير لم تحسم بعد. ثم طور الانبعاث والذي يبرز أن وضع الخفوت والجمود ظل سائدا في العلوم الشرعية، حتى دكت مدافع الاستعمار الغربي بلدان المسلمين مع الحملات العسكرية والفرنسية والإنجليزية، وقد ذهل المسلمون من القوة الجديدة لدى الغرب التي لم يألفوها من قبل، فهم حتى ذلك الوقت لا يرون إلا حضارتهم.
ويتطرق العدوي في دراسته إلى العوامل التي أثرت على العلوم الشرعية، ومن بينها تطورات الحياة، حيث المستجدات في الحياة كانت تتسارع بشدة في كل المناحي، في الاقتصاد والسياسة والأوضاع الدولية والطب والنفس والاجتماع وغيرها، إضافة إلى المستوى التقني، ومنها دخول المطابع وسرعة انتشار الكتب. إضافة إلى الاستشراق وأثره البالغ في عملية الانبعاث المعرفي لدى المسلمين، وقد أتى أثره من جهتين: الأولى اشتغال المستشرقين بتحقيق التراث الإسلامي بمختلف أوجهه ومذاهبه، أما الثانية فتتركز في أن الكثير من الدراسات الاستشراقية لم يكن موضوعيا بل متحيزا، وفي كثير منه طعن في الاسلام وقيمه بدون اعتبارات علمية. كما أن هناك عاملا آخر أثر على العلوم الشرعية، وهي المدارس الغربية وأثرها على العلوم الشرعية وتوجد في ثلاثة اتجاهات أولها التحقيق فكان اهتمامه هو إحياء النصوص القديمة بغية تحليلها. واتجاه آخر وهو اتجاه الشك، فقد وجد في الأفكار والمعارف أطّر له فلسفيا الفيلسوف ديكارت وهو الشك، الشك في كل المسلمات بدون استثناء. أما الاتجاه الأخير فهو اتجاه التفكيك، وهو قائم على تحليل النص بتفكيكه وفق المقارنة النصوصية والبنى الاجتماعية، ودلالات اللغة وإيحاؤها.
كما عرج العدوي في دراسته على مراحل تطور العلوم الشرعية والمتمثلة في "مرحلة نقد التفكير" وهي المرحلة التي ابتدأ بها المفكر والعالم محمد عبده مشروعه الإصلاحي وكان يهدف منه إلى تنقية العقل المسلم من الأساطير والتصورات السادية وحمله على التفكير المنطقي. إضافة إلى مرحلة تفكيك التراث والتي أخذت في ظهورها من كتابات محمد عابد الجابري في نقد التراث بداية ثمانينيات القرن العشرين، وذلك من خلال مشروعه الكبير "نقد العقل العربي". مع مرحلة نقد الرواية ومرحلة التحليل.
كما توجه خميس العدوي في دراسته إلى استحقاقات تطور العلوم الشرعية والمتمثلة في تفكير جديد يمارسه عقل المسلمين، الذي انفكت منه خمسة مذاهب من بينها مذهب الشك، ومذهب النقد ومذهب القرآنيين ومذهب الروائيين ومذهب زمانية النص، كما طرح العدوي عدة أسئلة حول هذا الأمر من بينها: هل يمكن تجنب استحقاقات الانفتاح وأين موقع الفقيه.
"تطوير العلوم الشرعية وتأثرها بالمدارس المنهجية الحديثة" دراسة تحليلية للباحث والمفكر خميس بن راشد العدوي، وهي واحدة من ضمن سلسلة دراسات النادي الثقافي التي قدمت هذا العام، هذه الدراسة تناولت أربعة محاور رئيسية وهي أطوار العلوم الشرعية وعوامل تطورها ومراحل هذا التطور إضافة إلى استحقاقات هذا التطور.
بدأ الباحث العدوي دراسته حول أطوار العلوم الشرعية، مبينا أن العلوم الشرعية كائن حي كغيرها من الكائنات، يسري عليها قانون الولادة والموت، والصحة والسقم، والانتعاش والخمول، وهي كالنهر الجاري ما أن يشيخ حتى يجدد نفسه، وقد مرت العلوم الشرعية بخمسة أطوار أغلبها دخل فيه عنصر الانفتاح، وأثر عليه، ولذلك كانت أطوارا ثرية بالعطاء، تفاعلت مع البعد الحضاري للإنسان ورفدته في كل عصوره، ومن معالم هذه الأطوار الخمسة طور النص المؤسس والذي قال العدوي بشأنه إنه في البدء لم يكن هناك نص شرعي وإنما كانت جاهلية، ولم يكن علما بل هو ضرب من ضروب الأساطير وأوهام الخرافات، ولم تكن العلوم الشرعية علوما مدونة ممنهجة وإنما روايات شفهية تخضع لفهم ناقلها وذوقه، وعندما ابتدأ الوحي الإلهي يتنزل بدأ العلم وبدأ الشروع في التدوين، وكان منعطفا لتحول إنساني كوني تشاهد معطياته حتى الآن وقد دخل ضمن مرحلتين وهما المرحلة المكية والمرحلة المدنية. أما الطور الثاني فهو طور بناء الدولة، حيث كان عهد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام هو عهد نشوء الأمة المؤمنة، ولم يتطرق العلم الشرعي إلى إنشاء الدولة، لا بالمعنى الذي سبق الإسلام كدولة فارس أو الروم أو مصر أو غيرها، ولا بالمعنى الذي لحق بالعهد النبوي، كالدول التي عرفها العرب، ولم يرد مصطلح الدولة بهذا المعنى في كتاب الله، ولا في الرواية عن النبي، فالكيان القائم كان كيان أمة، وإنما بدأ يتشكل كيان الدولة بعد ذلك. أما الطور الثالث فهو طور التدوين والذي ابتدأ بعد استقرار الدولة، وبعد الانتهاء من حركة الفتوحات وإخضاع المعارضة، أو إقصاؤها جانبا بعد تهميش فاعليتها، وبحسب تعبير ابن خلدون بعد انتقال السيف إلى القلم، وقد بدأت هذه المرحلة مع بدايات العهد العباسي، مع طور الانكماش والتي توضح أن الأمة الأسلامية دخلت بعد القرن الرابع الهجري طور الانكماش الحضاري، نتيجة عوامل لا يزال الباحثون مختلفين فيها، أو على أقل تقدير لم تحسم بعد. ثم طور الانبعاث والذي يبرز أن وضع الخفوت والجمود ظل سائدا في العلوم الشرعية، حتى دكت مدافع الاستعمار الغربي بلدان المسلمين مع الحملات العسكرية والفرنسية والإنجليزية، وقد ذهل المسلمون من القوة الجديدة لدى الغرب التي لم يألفوها من قبل، فهم حتى ذلك الوقت لا يرون إلا حضارتهم.
ويتطرق العدوي في دراسته إلى العوامل التي أثرت على العلوم الشرعية، ومن بينها تطورات الحياة، حيث المستجدات في الحياة كانت تتسارع بشدة في كل المناحي، في الاقتصاد والسياسة والأوضاع الدولية والطب والنفس والاجتماع وغيرها، إضافة إلى المستوى التقني، ومنها دخول المطابع وسرعة انتشار الكتب. إضافة إلى الاستشراق وأثره البالغ في عملية الانبعاث المعرفي لدى المسلمين، وقد أتى أثره من جهتين: الأولى اشتغال المستشرقين بتحقيق التراث الإسلامي بمختلف أوجهه ومذاهبه، أما الثانية فتتركز في أن الكثير من الدراسات الاستشراقية لم يكن موضوعيا بل متحيزا، وفي كثير منه طعن في الاسلام وقيمه بدون اعتبارات علمية. كما أن هناك عاملا آخر أثر على العلوم الشرعية، وهي المدارس الغربية وأثرها على العلوم الشرعية وتوجد في ثلاثة اتجاهات أولها التحقيق فكان اهتمامه هو إحياء النصوص القديمة بغية تحليلها. واتجاه آخر وهو اتجاه الشك، فقد وجد في الأفكار والمعارف أطّر له فلسفيا الفيلسوف ديكارت وهو الشك، الشك في كل المسلمات بدون استثناء. أما الاتجاه الأخير فهو اتجاه التفكيك، وهو قائم على تحليل النص بتفكيكه وفق المقارنة النصوصية والبنى الاجتماعية، ودلالات اللغة وإيحاؤها.
كما عرج العدوي في دراسته على مراحل تطور العلوم الشرعية والمتمثلة في "مرحلة نقد التفكير" وهي المرحلة التي ابتدأ بها المفكر والعالم محمد عبده مشروعه الإصلاحي وكان يهدف منه إلى تنقية العقل المسلم من الأساطير والتصورات السادية وحمله على التفكير المنطقي. إضافة إلى مرحلة تفكيك التراث والتي أخذت في ظهورها من كتابات محمد عابد الجابري في نقد التراث بداية ثمانينيات القرن العشرين، وذلك من خلال مشروعه الكبير "نقد العقل العربي". مع مرحلة نقد الرواية ومرحلة التحليل.
كما توجه خميس العدوي في دراسته إلى استحقاقات تطور العلوم الشرعية والمتمثلة في تفكير جديد يمارسه عقل المسلمين، الذي انفكت منه خمسة مذاهب من بينها مذهب الشك، ومذهب النقد ومذهب القرآنيين ومذهب الروائيين ومذهب زمانية النص، كما طرح العدوي عدة أسئلة حول هذا الأمر من بينها: هل يمكن تجنب استحقاقات الانفتاح وأين موقع الفقيه.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions