رسالتي ( الاولى ) إلى من اُحب .. مواقف من ذكرياتي . شاركني ..!!

    • رسالتي ( الاولى ) إلى من اُحب .. مواقف من ذكرياتي . شاركني ..!!


      اعتدتُ على أن تشيح النساء عَنّي فلا يُصَادقْنَني، لا أعرف لذلك سببا.. أهيَ قامتْ بإبلاغهن واحدة تلو الأُخرى، أم هُن قد تعاطفن مَعها ضِمناَ.. دهشةٌ في نفسي تجرّني لأبذل جُهدا صَادقًا في استمالة الرشيقات منهن، وأحاول جاهداً أن أتعرّض للجميلات، بُغية الوصول إلى قلوبهن. أتساءل : أليس بينهن مَحبوبتي التي أرغب ..؟! رُبَما هي تلكم الجميلة .. قد غَيّرتْ مَلامِحها .. فشاحتْ بوجهها بعيداً عنّي .. قلت بصوتٍ يكاد يسمعه القريب مني ، إنها هي. وضللتُ أتابع ، كمنْ يقتفي أثراً .. أتابع بجهدٍ كبير ، جُهد عاشقٍ ولْهان ، جُهد مُحبٍ لِمَحبوبته ولكنه جُهدٍ بغير تدبير ، فأضيع بين وجوهٍ كثيرة ، ضاحكة وعبوسةٍ ، مُستبشرة ويائسة ، غنيّة بطبيعتها فضفاضةٍ وفقيرة تستحقر كُل من حولها ، أتلفّت يَمنةً ويسْرة ، يضيق صدري ، يكاد يتمزّق كخرقةٍ بلّتها قطرة الندى بليلٍ مُثقلٍ برطوبةٍ ثم أصابتها شمس النهار قويةً بلا رحمة .. ضربتها بأشعتها فمزّقتها إرباً ، وصفعتها بقوة سُلطتها .. وها أنا ابتليتُ بوهجٍ قاسٍ وجه هذه الفتاة التي تمنعني حتى لا أرى غيرها، حضوراً وغياباً، وها أنا ذا أعود أدراجي خاوياً كالعادة بلا جدوى.. أقبع بلا حراك ، انظُر هنا وهناك ، أُصوّب عيني يسرة ويمنة ، تُحمل مرفرفةً بأهدابها ، برضاها وهدوءها أو بقوةٍ سُلطتي عليها وحدها من يتحرك ، ترتفع أهدابها نشوزاً أو إعراضاً ، وتهبط تكلّفاً أو عن قناعةٍ ورغبة ، كأنما رفرفتها تُبددُ سُكوني .. وتُخفف عليّ تنازعاً في نفسي .. اجلس كمن اعتاد طرقاتٍ مشبوهةٍ متسمّراً مشدوهاً .. أتألّم وفي داخلي حُسافةٌ من عداوة وغضب لا استنكف عن بقيّة مفاسدي من شدّة غيظي ، فلا اقضي حاجتي فكل شيء إنْحَسفَ بيدي وانْفتّ ، أبْصُر ناظراً على ما فرّطتُ في جنب نفسي .. تُرى لماذا أبقى بلا واحدة منهن .. أتحسّر على أيام مضتْ ، أندم على حظّي ، أخشى على نشاط رجولتي وخوفي يُرافقني ولا يكاد يُغادرني .. ألوم نفسي برائحة لوّامة نتنةٍ .. ترى أتكون قد لحقتْ بي الضُّر أم يكون الضّر من نفسي ، فألحقتُه بضُر الذُّل والامتهان ، أم أنا قصّرتُ في حقّها حين رَكبتني الدّناءةَ فغدوتُ من أسافل القومِ خسيس الرجولة مطعون الرذالة .. ولحظة بلحظة ، أستنهض فِكري مُحاولا أن أنفض عُتمة أيّامٍ غَبرتْ ، نفضتُها عن كاهلي ، ولكن لا هروبَ من أثقال نسوةٍ مَررن بمحطات عُمري .. رُبماجميعهنّ ساخطات على صداقتي .. أو رُبما لا يُحبذن إئتلافاً قلبيا ، ولا يَرغَبْن في توأمةٍ رُوحيّة .. تَبرق في ذِهني صُور ومواقف باهتة .. أستعرض سُقوطها وتفاصيلها.. أتأسّف كثيرا .. أنّ هذه وتلكَ غير ذات شأن ، تبّاً لهن جميعاً ، تباّ أينما ذهبنَ .. تبّاً لمواقفهن ، تفلتُ وأنا على حسرةٍ خانقةٍ ، عساكُنّ في الجحيم ..!! أتمنّى لو تتحوّل كل رغباتهنّ وجميع مواقفهنّ الضدّية إلى (خردة) ذكريات .. لا تمت إلى حياتي الجديدة بصلة .!