المعلقات

    • المعلقات

      معلقة الحارث بن حلزه
      رب ثاو يمل منه الثواء
      فأدنى ديارها الخلصاء
      فتاق فعاذب فالوفاء
      فالشعبتان فالأبلاء
      اليوم دلها وما يحير البكاء
      أخيراً تلوي بها العلياء
      بخزازى هيهات منك الصلاءُ
      بعود كما يلوح الضياء
      إذا خف بالثوي النجاء
      أم رئال دوية سقفاءُ
      عصراً وقد دنا الإمساء
      منيناً كأنه إهباء
      ساقطات الوت بها الصحراء
      ابن هم بلية عمياء
      خطب نعني به ونساء
      علينا في قيلهم إخفاء
      ولا ينفع الخلي الخلاء
      موال لنا وأنا الولاء
      أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
      خيل خلال ذاك رغاء
      عند عمرو وهل لذاك بقاء
      قبل ما قد وشى بنا الأعداء
      حصون وعزةٌ قعساء
      الناس فيها تغيظ وإباء
      جونا ينجاب عنه العماء
      في الدهر مؤيد صماءُ
      وتأبى لخصمها الإجلاء
      ومن دون ما لديه الثناء
      إلينا تشفى بها الأملاء
      فيه الأموات والأحياء
      وفيه الإسقام والإبراءُ
      عينا في جفنها الأقذاءُ
      ثتموه له علينا العلاءُ
      غواراً لكل حي عُواء
      سيراً حتى نهانا الحساءُ
      وفينا بناتُ قوم إماءُ
      ولا ينفع الذليل النجاءُ
      رأس طودٍ وحرةٌ رجلاءُ
      فيها لما لديه كفاءُ
      هل نحن لابن هند رعاءُ
      عليه إذا أصيب العفاءُ
      فأدنى ديارها العوصاء
      كل حي كأنهم ألقاءُ
      بالغ تشقي به الأشقياء
      إليكم أمنيةٌ أشراءُ
      رفع الآل شخصهم والضحاءُ
      عند عمرو وهل أتاك انتهاء
      ثلاثٌ كلهن القضاءُ
      معد لكل حي لواءُ
      قرظي كأنه عبلاءُ
      إلا مبيضةٌ رعلاءُ
      من خربةٍ المزاد الماءُ
      شلالا ودمي الأنساءُ
      في جمة الطوي الدلاء
      وما إن للحائنين دماءُ
      وله فارسية خضراء
      وربيع إن شمرت غبراءُ
      بعد ما طال حبسه والعنـاءُ
      عنود كأنها دفـواءُ
      شلالاً وإذا تلظى الصلاءُ
      كرها إذ لا تكال الدماء
      كرام أسلابهم أغلاء
      من قريب لما أتانا الحباءُ
      فلاةٌ من دونها أفلاءُ
      تتعاشوا ففي التعاشي الداءُ
      فيه العهود والكفلاءُ
      ما في المهارق الأهواء
      اشترطنا يوم اختلفنا سواءُ
      عن حجرة الربيض الظبءُ
      غازيهم ومنا الجزاءُ
      بجوز المحمل الأعباء
      ولا جندل ولا الحذاءُ
      منكم إن غدرتم براءُ
      رماح صدورهن القضاءُ
      بنهاب يصم منها الحداء
      جمعت من محارب غبراءُ
      علينا فيما جنوا أنداءُ
      لهم شامٌ ولا زهراءُ
      نطاع لهم عليهم دعاءُ
      ولا يبرد الغليل الماءُ
      لا رأفة ولا إبقاءُ
      الحيارين والبلاءُ بلاءُ
      آذنتنا ببينها أسماء
      بعد عهد لنا ببرقة شماء
      فالمحياة فالصفاح فأعناق
      فرياض القطا فأودية الشربب
      لا أرى من عهدت فيها فأبكي
      وبعينيك أوقدت هند النار
      فتنورت نارها من بعيد
      أوقدتها بين العقيق فشخصين
      غير أني قد أستعين علىالهم
      بزفوف كأنها هقلة
      آنست نبأةً وأفزعها القناص
      فترى خلفها من الرجع والوقع
      وطراقاً من خلفهن طراق
      أتلهى بها الهواجر إذ كل
      وأتانا من الحوادث والأنباء
      إن إخواننا الأراقم يغلون
      يخلطون البريء منا بدي الذنب
      زعموا أن كل من ضرب العير
      أجمعوا أمرهم بليل فلما
      من منادٍ ومن مجيب ومن تصـهال
      أيها الناطق المرقش عنا
      لا تخلنا على غراتك إنا
      فبقينا على الشناءة تنمينا
      قبل ما اليوم بيضت بعيون
      فكأن المنون تردي بنا أرعن
      مكفهراً على الحوادث لا ترتـوه
      إرمي بمثله جالت الخيل
      ملك مقسط وأفضل من يمشي
      أيما خطةٍ أردتم فأدوها
      إن نبشتم ما بين ملحة فالصاقب
      أو نقشتم فالنقش يجشمه الناس
      أو سكتم عنا فكنا كمن أغمض
      أو منعتم ما تسألون فمن حد
      هل علمتم أيام ينتهب الناس
      إذا رفعنا الجمال من سعف البحرين
      ثم ملنا على تميم فأحرمنا
      لا يقيم العزيز بالبلد السهـل
      ليس ينجي الذي يوائل منا
      ملك أضرع البرية لا يوجد
      كتكاليف قومنا إذا غزا المنذر
      ما أصابو من تغلبي فمطلول
      إذا أحل العلياء قبة ميسون
      فتأوت له قراضبةُ من
      فهداهم بالأسودين وأمر الله
      إذ تمنونهم غروراً فساقتـهم
      لم يغروكم غروراً ولكن
      أيها الناطق المبلغ عنا
      من لنا عنده من الخير آيات
      آية شارق الشقيقة إذا جاءت
      حول قيس مستلئمين بكبش
      وصتيت من العواتك لا تنـهاه
      فرددناهم بطعن كما يخرج
      وحملناهم على حزم ثهلاًن
      وجبهناهم بطعن كما تنهز
      وفعلنا بهم كما علم الله
      ثم حجراً أعني ابن أم قطام
      أسد في اللقاء وردٌ هموس
      وفككنا غل امريء القيس عنه
      ومع الجون جون آل بني الأوس
      ما جزعنا تحت العجاجة إذ ولوا
      وأقدناه رب غسان بالمنذر
      وأتيناهم بتسعة أملاك
      وولدنا عمرو بن أم أناس
      مثلها نخرج النصيحة للقوم
      اتركوا الطيخ والتعاشي وإما
      أذكروا حلف ذي المجاز وما قدم
      حذر الجور والتعدي وهل ينقض
      واعلموا أننا وإياكم فيما
      عنناً باطلا وظلما كما تعتر
      أعلينا جناح كندة أن يغنم
      أم علينا جر أياد كما نيط
      ليس المضربون ولا قيس
      أم جنايا بني عتيق فإنا
      وثمانون من تميم بأيديهم
      تركوهم ملحبين وآبوا
      أم علينا جرى حنيفة أو ما
      أم علينا جرى قضاعة أم ليس
      ثم جاؤوا يسترجعون فلم ترجع
      لم يحلوا بني رزاح ببرقاًء
      ثم فاؤوا منهم بقاصمة الظهر
      ثم خيل من بعد ذاك مع الغلاق
      وهو الرب والشهيد على يوم
    • معلقة زهير بن أبي سلمى

      مراجيع وشم في نواشر معصم
      وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
      فلأيا عرفت الدار بعد توهم
      ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلم
      ألا نعم صباحاً أيها الربع واسلم
      تحملن بالعلياء من فوق جرثم
      وكم بالقنان من محل ومحرم
      ورادٍ حواشيها مشاكهة الدم
      عليهن دل الناعم المتنعم
      فهن ووادي الرس كاليد للفم
      أنيق لعين الناظر المتوسم
      نزلن به حب الفنا لم يحطم
      وضعن عصي الحاضر المتخيم
      على كل قيني قشيب ومفأم
      رجال بنوه من قريش وجرهم
      على كل حال من سحيل ومبرم
      تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
      بمال ومعروف من القول نسلم
      بعيدين فيها من عقوق ومأثم
      ومن يستبح كنزاً من المجد يعظم
      ينجمها من ليس فيها بمجرم
      ولم يهريقوا بينهم ملء محجم
      مغانم شتى من إفال مزنم
      وذبيان هل أقسمتم كل مقسم
      ليخفى ومهما يكتم الله يعلم
      ليوم الحساب أو يعجل فينقم
      وما هو عنها بالحديث المرجم
      وتضرى إذا ضريتموها فتضرم
      وتلقح كشافاً ثم تنتج فتتئم
      كأحمر عادٍ ثم ترضع فتفطم
      قرى بالعراق من قفيز ودرهم
      بما لا يؤاتيهم حصين بن ضمضم
      فلا هو أبداها ولم يتقدم
      عدوي بألف من ورائي ملجم
      لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم
      له لبد أظفاره لم تقلم
      سريعاً وإلا يبد بالظلم يظلم
      غماراً تفرى بالسلاح وبالدم
      إلى كلإ مستوبل متوخم
      دم ابن نهيك أو قتيل المثلم
      ولا وهب منها ولا ابن المخزم
      صحيحات مال طالعات لمخرم
      إذا طرقت إحدى الليالي بمعظم
      ولا الجارم الجاني عليهم بمسلم
      ثمانين حولاً لا أبالك يسأم
      ولكنني عن علم ما في غد عم
      تمته ومن تخطيء يعمر فيهرم
      يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
      يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
      على قومه يستغن عنه ويذمم
      إلى مطمئن البر لا يتجمجم
      وإن يرق أسباب السماء بسلم
      يكن حمده ذماً عليه ويندم
      يطيع العوالي ركبت كل لهذم
      يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
      ومن لا يكرم نفسه لا يكرم
      وإن خالها تخفى على الناس تعلم
      زيادته أو نقصه في التكلم
      فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
      وإن الفتى بعد السفاهة يحلم
      ومن أكثر التسآل يوماً سيحرم
      أمن أم أوفى دمنة لم تكلم
      ودار لها بالرقمتين كأنها
      بها العين والآرام يمشين خلفة
      وقفت بها من بعد عشرين حجةً
      أثافي سفعاً في معرس مرجل
      فلما عرفت الدار قلت لربعها
      تبصر خليلي هل ترى من ظعائن
      جعلن القنان عن يمين وحزنه
      علون بأنماط عتاق وكلةٍ
      ووركن في السوبان يعلون متنهُ
      بكرن بكوراً واستحرن بسحرة
      وفيهن ملهى للطيف ومنظر
      كأن فتات العهن في كل منزل
      فلما وردن الماء زرقاً جمامه
      ظهرن من السوبان ثم جزعنه
      فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله
      يميناً لنعم السيدان وجدتما
      تداركتما عبساً وذبيان بعد ما
      وقد قلتما إن ندرك السلم واسعاً
      فأصبحتما منها على خير مواطن
      عظيمين في عليا معد هديتما
      تعفى الكلوم بالمئين فأصبحت
      ينجمها قوم لقوم غرامةً
      فأصبح يجري فيهم من تلادكم
      ألا أبلغ الأحلاف عني رسالة
      فلا تكتمن الله ما في نفوسكم
      يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر
      وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم
      متى تبعثوها تبعثوها ذميمة
      فتعرككم عرك الرحى بثفالها
      فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم
      فتغلل لكم ما لا تغل لأهلها
      لعمري لنعم الحي جر عليهم
      وكان طوى كشحاً على مستكنةٍ
      وقال سأقضي حاجتي ثم أتقي
      فشد فلم يفزع بيوتاً كثيرة
      لدي أسدٍ شاكي السلاح مقذف
      جريءٍ متى يظلم يعاقب بظلمه
      رعوا ظمأهم حتى إذا تم أوردوا
      فقضوا منايا بينهم ثم أصدروا
      لعمرك ما جرت عليهم رماحهم
      ولا شاركت في الموت في دم نوفل
      فكلا أراهم اصبحوا يعقلونه
      لحي حلال يعصم الناس أمرهم
      كرام فلا ذو الضعف يدرك تبله
      سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
      وأعلم ما في اليوم والأمس قبله
      رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
      ومن لم يصانع في أمورٍ كثيرةٍ
      ومن يجعل المعروف من دون عرضه
      ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله
      ومن يوف لا يذمم ومن يهد قلبه
      ومن هاب أسباب المنايا ينلنه
      ومن يجعل المعروف في غير أهله
      ومن يعص أطراف الزجاج فإنه
      ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه
      ومن يغترب يحسب عدواً صديقه
      ومهما تكن عند امرءٍ من خليقة
      وكائن ترى من صامت لك معجب
      لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
      وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده
      سألنا فأعطيتم وعدنا فعدتم
    • معلقة طرفة بن العبد

      يقولون لا تهلك أسى وتجلد
      خلايا سفين بالنواصف من دد
      يجور بها الملاح طوراً ويهتدي
      كما قسم الترب المفايل باليد
      مظاهر سمطي لؤلؤ وزبرجد
      تناول أطراف البرير وترتدي
      تخلل حر الرمل دعص له ندي
      أسف ولم تكدم عليه بإثمد
      عليه نقي اللون لم يتخدد
      بعوجاء مرقال تروح وتغتدي
      على لا حب كأنه ظهر برجد
      سفنجة تبري لأزعر أربد
      وظيفاً وظيفاً فوق مور معبد
      حدائق مولي الأسرة أغيد
      بذي خصل روعات أكلف ملبد
      حفافية شكا في العسيب بمسرد
      على حشف كالشن ذاوٍ مجدد
      كأنهما باب منيف ممرد
      وأجرنة لزت بدأي منضد
      وأطر قسي تحت صلب مويد
      تمر بسلمي دالج متشدد
      لتكتنفن حتى تشاد بقرمد
      بعيدة وخد الرجل موارة اليد
      لها عضداها في سقيف مسند
      لها كتفاها في معالي مصعد
      موارد من خلقاء في ظهر قردد
      بنائق غر في قميص مقدد
      كسكان بوصي بدجلة تصعد
      وعي الملتقي منها الى حرف مبرد
      كسبت اليماني قده لم يجرد
      بكهفي حجاجي صخرة قلت مورد
      كمكحولتي مذعورة أم فرقد
      لهجس خفي أو لصوت مندد
      كسامعتي شاة بحومل مفرد
      كمرداة صخر في صفيح مصمد
      عتيق متى ترجم به الأرض تزدد
      مخافة ملوي من القد محصد
      وعامت بضبعيها نجاء الخفيدد
      ألا ليتني أفديك منها وأفتدي
      مصاباً ولول أمسى على غير مرصد
      عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
      وقد خب آل الامعز المتوقد
      تري ربها أذيال سحل ممدد
      ولكن متى يسترفد القوم أرفد
      وإن تقتنصني في الحوانيت تصطد
      إلى ذروة البيت الرفيع المصمد
      تروح علينا بين بردٍ ومجسد
      بحبس الندامى بضة المتجرد
      على رسلها مطروقة لم تشدد
      تجاوب أظار على ربع ردي
      وبيعي وإنفاقي طريفي ومتلدي
      وأفردت إفراد البعير المعبد
      ولا أهل هذاك الطراف الممدد
      وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
      فدعني أبادرها بما ملكت يدي
      وجدك لم أحفل متى قام عودي
      كميت متى ما تعل بالماء تزبد
      كسيد الغضا نبهته المتورد
      ببهكنةٍ تحت الطراف المعمد
      على عشر أو خروع لم يخضد
      ستعلم إن متنا غدا أينا الصدى
      كقبر غوي في البطالة مفسد
      صافئح صم من صفيح منضد
      عقيلة مال الفاحش المتشدد
      وما تنقص الأيام والدهر ينفد
      لكالطول المرخي وثنياه باليد
      كما لامني في الحي قرط بن معبد
      متى أدن منه ينأ عني ويبعد
      كأنا وضعناه على رمس ملحد
      نشدت فلم أغفل حمولة معبد
      متى يك أمر للنكيثة أشهد
      وإن يأتك الأعداءُ بالجهد أجهد
      بكأس حياض الموت قبل التهدد
      هجائي وقذفي بالشكاة ومطردي
      لفرج كربي أو لأنظرني غدي
      على الشكر والتسآل أو أنا مفتدي
      على المرء من وقع الحسام المهند
      ولو حل بيني نائباً عند ضرغد
      ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد
      بنون كرام سادة لمسود
      خشاش كرأس الحية المتوقد
      لعضب رقيق الشفرتين مهند
      كفى العود منه البدء اليس بمعضد
      إذا قيل مهلاً قال حاجزه قدي
      منيعاً إذا بلت بقائمه يدي
      بواديها أمشي بعصبٍ مجرد
      عقيلة شيخ كالوبيل يلندد
      ألست ترى أن قد أتيت بمؤبد
      شديد علينا بغية متعمد
      وإلا تكفوا قاصي البرك يردد
      ويسعى علينا بالسديف المسرهد
      وشقي على الجيب يا ابنة معبد
      كهمي ولا يغني غنائي ومشهدي
      ذلول بأجماع الرجال ملهد
      عدواة ذي الأصحاب والمتوحد
      عليهم وإقدامي وصدقي ومحتدي
      نهاري ولا ليلي على بسرمد
      حفاظاً على عوراته والتهدد
      متى تعترك فيه الفرائض ترعد
      على النار واستودعته كف مجمد
      ويأتيك بالأخبار من لم تزود
      بتاتاً ولم تضرب له وقت موعد
      لخولة أطلال ببرقة ثهمد
      وقوفاً بها صحبي على مطيهم
      كأن حدوج المالكية غدوة
      عدولية أو من سفين ابن يامن
      يشق حباب الماء حيزومها بها
      وفي الحي أحوى ينفض المرد شادن
      خذول تُراعي ربرباً بخميلةٍ
      وتبسم عن ألمي كأن منوراً
      سقته إياة الشمس إلا لثاته
      ووجه كأن الشمس حلت رداءها
      وإني لأمضي الهم عند احتضاره
      أمون كألواح الأران نصأتها
      جماليةٍ وجناء تردي كأنها
      تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت
      تربعت القفين في الشول ترتعي
      تريع إلى صوت المهيب وتتقي
      كأن جناحي مضرحي تكنفا
      فطوراً به خلف الزميل وتارةً
      لها فخذان أكمل النحض فيهما
      وطي محال كالحني خلوفه
      كأن كناسي ضالةٍ يكنفانها
      لها مرفقان أفتلان كأنها
      كقنطرة الرومي أقسم ربها
      صهابية العثنون موجدة القرى
      أمرت يداها فتل شزر وأجنحت
      جنوح دفاق عندل ثمر أفرعت
      كأن علوب النسع في دأباتها
      تلاقي وأحياناً تبين كأنها
      وأتلع نهاض إذا صعدت به
      وجمجمة مثل العلاة كأنما
      وحد كقرطاس الشامي ومشفر
      وعينان كالماويتين آستكنتا
      طحوران غوار القذي فتراهما
      وصادقتا سمع التوجس للسرى
      مؤللتان تعرف العتق فيها
      وأروع نباض أحذ ململم
      وأعلم مخروت من الأنف مارن
      وإن شئت لم ترقل وإن شئت أرقلت
      وإن شئت سامى واسط الكور رأسها
      على مثلها أمضى إذا قال صاحبي
      وجاشت إليه النفس خوفاً وخالة
      إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني
      أحلت عليها بالقطيع فأجذمت
      فذالت كما ذالت وليدة مجلس
      ولست بحلال التلاع مخافةً
      فإن تبغني في حلقة القوم تلقني
      وإن يلتق الحي الجميع تلاقني
      نداماي بيض كالنجوم وقينة
      رحيب قطان الجيب منها رقيقة
      إذا نحن قلنا أمسعينا آنبرت لنا
      إذا رجعت في صوتها خلت صوتها
      وما زال تشرابي الخمور ولذتي
      إلى أن تحامتنى العشيرة كلها
      رأيت بني غبراء لا ينكرونني
      ألا أيهذا اللائمي أحضر الوغى
      فإن كنت لا تستطيع دفع منيتي
      ولولا ثلاث هن من عيشة الفتى
      فمنهن سبق العاذلات بشربه
      وكري إذا نادى المضاف محنباً
      وتقصير يوم الدجن والدجن معجب
      كأن البرين والدمالج علقت
      كريم يروي نفسه في حياته
      أرى قبر نحام بخيل بماله
      ترى حثوتين من تراب عليهما
      أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي
      أرى العيش كنزاً ناقصاً كل ليلةٍ
      لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى
      يلوم وما أدري علام يلومني
      فما لي أراني وابن عمي مالكاً
      وأيأسني من كل خيرٍ طلبته
      على غير ذنب قلته غير أنني
      وقربت بالقربى وجدك إنني
      وإن أدع للجلي أكن من حماتها
      وإن يقذفوا بالقذع عرضك أسقهم
      بلا حدث أحدثته وكمحدث
      فلولا كان مولاي امرأ هو غيره
      ولكن مولاي آمرؤ هو خانقي
      وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
      فذرني وخلقي إنني لك شاكر
      فلو شاء ربي كنت قيس بن خالد
      فأصبحت ذا مالٍ كثير وزارني
      أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه
      فآليت لا ينفك كشحي بطانة
      حسام إذا ما قمت منتصراً به
      أخي ثقة لا ينثني عن ضريبةٍ
      إذا ابتدر القوم السلاح وجدتني
      وبرك هجود قد أثارت مخافتي
      فمرت كهاة ذات خيف جلالة
      يقول وقد تر الوظيف وساقها
      وقال ألا ماذا ترون بشارب
      وقال ذروه إنما نفعها له
      فظل الإماء يمتللن حوارها
      فإن مت فانعيني بما أنا أهله
      ولا تجعليني كامريء ليس همه
      بطيء عن الجلى سريع إلى الخنا
      فلو كنت وغلاً في الرجال لضرني
      ولكن نفى عنى الرجال جراءتي
      لعمرك ما أمري على بغمةٍ
      ويوم حبست النفس عند عراكه
      على موطن يخشى الفتى عنده الردى
      وأصفر مضبوح نظرت حواره
      ستبد لك الأيام ماكنت جاهلاً
      ويأتيك بالأخبار من لم تبع له
    • معلقة عمرو إبن كلثوم

      إذا ما الماء خالطها سخينـــــــــا
      إذا ما ذاقها حتى يليــــــــــــــــنا
      عليه لماله فيها مهيــــــــــــــــنا
      وكان الكأس مجراها اليميـــــــنا
      بصاحبك الذي لا تصبحيــــــــــــنا
      وأخرى في دمشق وقاصريــــــنا
      مقدرةً لنا ومقدرينــــــــــــــــــــــا
      نخبرك اليقين وتخبرينــــــــــــــــا
      لوشك البين أم خنت الأميـــــــنا
      أقر به مواليك العيونـــــــــــــــــــا
      وبعد غدٍ بما لا تعلمينــــــــــــــــا
      وقد أمنت عيون الكاشحيــــــــنا
      هجان اللون لم تقرأ جنيــــــــــنا
      حصاناً من أكف اللامسيـــــــــــنا
      روادفها تنوء بما وليــــــــــــــــــنـا
      وكشحاً قد جننت به جنونـــــــــا
      يرن خشاش حليهما رنينـــــــــــا
      أضلته فرجعت الحنيــــــــــــــــنـا
      لها من تسعةٍ إلا جنيـــــــــــــــنا
      رأيت حمولها اصلاً حدينـــــــــــــا
      كاسياف بأيدي مصلتيــــــــــــــنا
      وأنظرنا نخبرك اليقــــــــــــــــــينا
      ونصدرهن حمراً قد روينـــــــــــــا
      عصينا الملك فيها أن نديــــــــــنا
      بتاج الملك يحمي المحجرينــــــا
      مقلدةً أعنتها صفونــــــــــــــــــــا
      ألى الشامات تنفي الموعديــــنا
      وشذبنا قتادة من يليــــــــــــــــنا
      يكونوا في اللقاء لها طحيـــــــــنا
      ولهوتها قضاعة أجمعيــــــــــــــنا
      فأعجلنا القرى أن تشتمونـــــــــا
      قبيل الصبح مرداةً طحونــــــــــــا
      ونحمل عنهم ما حملونــــــــــــــا
      ونضرب بالسيوف إذا غشينــــــــا
      ذوابل أو ببيض يختليــــــــــــــــنا
      وسوق بالأماعز يرتميـــــــــــــــنا
      ونختلب الرقاب فتختليـــــــــــــنا
      عليك ويخرج الداء الدفيــــــــــــنا
      نطاعن دونه حتى يبيــــــــــــــــنا
      عن الأحفاض نمنع من يليــــــــنا
      فما يدرون ماذا يتقــــــــــــــــــونا
      مخاريق بايدي لاعبيـــــــــــــــــنا
      خضبن بأرجوان أو طليــــــــــــــنا
      من الهول المشبه أن يكــــــــونا
      محافظةً وكنا السابقيـــــــــــــــنا
      وشيب في الحروب مجربيـــــــنا
      مقارعةً بنيهم عن بنيـــــــــــــــنا
      فتصبح خيلنا عصباً ثبيــــــــــــــنا
      فنمعن غارةً متلببيـــــــــــــــــــنا
      ندق به السهولة والحزونـــــــــــا
      تضعضعنا وأنا قد ونيــــــــــــــــــنا
      فنجهل فوق جهل الجاهليــــــنا
      نكون لقيلكم فيها قطيـــــــــــــنا
      تطيع بنا الوشاة وتزدريـــــــــــــنا
      متى كنا لأمك مقتويــــــــــــــــنا
      على الأعداء قبلك أن تليـــــــــنا
      وولته عشوزنة زبونـــــــــــــــــــــا
      تشج قفا المثقف والجبيـــــــــنا
      بنقص في خطوب الأوليـــــــــــنا
      أباح لنا حصون المجد دينـــــــــــا
      زهيراً نعم ذخر الذاخريـــــــــــــنا
      بهم نلنا تراث الأكرميـــــــــــــــنا
      به نحمي ونحمي المحجرينــــــا
      فأي المجد إلا قد ولينـــــــــــــــا
      تجذ الحبل أو تقص القرينـــــــــــا
      وأوفاهم إذا عقدوا يميــــــــــــــنا
      رفدنا فوق رفد الرافديـــــــــــــــنا
      تسف الجلة الخور الدريــــــــــــنا
      ونحن العازمون إذا عصيــــــــــــنا
      ونحن الآخذون بما رضيــــــــــــنا
      وكان الأيسرين بنو أبيـــــــــــــــنا
      وصلنا صولة فيمن يليـــــــــــــــنا
      وأبنا بالملوك مصفديـــــــــــــــــنا
      الما تعرفوا من اليقيـــــــــــــــــنا
      كتائب يطعن ويرتميــــــــــــــــــنا
      واسياف يقمن وينحنيــــــــــــــنا
      ترى فوق النطاق لها غصونــــــــاً
      رأيت لها جلود القوم جونــــــــــــا
      تصفقها الرياح إذا جريـــــــــــــــنا
      عرفن لنا نقائذ وافتليــــــــــــــــنا
      كأمثال الرصائع قد بليـــــــــــــــنا
      ونورثها إذا متنا بنيــــــــــــــــــــنا
      نحاذر أن تقسم أو تهونــــــــــــــا
      إذا لا قوا كتائب معلميــــــــــــــنا
      وأسرى في الحديد مقرنينــــــــا
      قد اتخذوا مخافتنا قرينــــــــــــــاً
      كما اضطربت متون الشاربيــــــنا
      بعولتنا إذا لم تمنعونــــــــــــــــــا
      خلطن بميسم حسباً ودينــــــــا
      ترى منه السواعد كالقليــــــــــنا
      ولدنا الناس طراً أجمعيــــــــــــنا
      حزاورة كرات لاعبينــــــــــــــــــــا
      قباباً لي بأبطحها بنيـــــــــــــــــنا
      وأنا المهلكون إذا ابتليــــــــــــــنا
      وأنا النازلون بحيث شيـــــــــــــنا
      وأنا الآخذون إذا رضيـــــــــــــــــنا
      وأنا العازمون إذا عصيــــــــــــــــنا
      ويشرب غيرنا كدراً وطيــــــــــــنا
      ودعميا فكيف وجدتمونــــــــــــــا
      أبينا أن نقر الذل فيــــــــــــــــــنا
      وماء البحر نملؤه سفيــــــــــــــنا
      تخر له الجبابر ساجديــــــــــــــنا ألا هبي بصحنك فأصبحينـــــــــــا
      مشعشعةً كأن الحص فيهـــــــــا
      تجور بذي اللبانة عن هــــــــــــواه
      ترى اللحز الشحيح إذا أمــــــــرت
      صبنت الكأس عنا أم عمـــــــــــرو
      وما شر الثلاثة أم عمــــــــــــــــرو
      وكأس قد شربت ببعلــــــــــــــبك
      وإنا سوف تدركنا المنايــــــــــــــــا
      قفي قبل التفرق يا ظعيـــــــــــنا
      قفي نسألك هل أحدثت صرمــــاً
      بيوم كريهةٍ ضرباً وطعنـــــــــــــــــاً
      وإن غداً وإن اليوم رهــــــــــــــــن
      تريك إذا دخلت على خـــــــــــــلاء
      ذراعي عيطل أدماء بكــــــــــــــــر
      وثدياً مثل حق العاج رخصـــــــــــاً
      ومتنى لدنةٍ سمقت وطالـــــــــت
      ومأكمةً يضيق الباب عنهـــــــــــــا
      وساريتي بلنطٍ أو رخـــــــــــــــــام
      فما وجدت كوجدي أم سقـــــــب
      ولا شمطاء لا يترك شقاهـــــــــــا
      تذكرت الصبا واشتقت لمــــــــــــا
      فأعرضت اليمامة واشمخــــــــرت
      أبا هند فلا تعجل عليـــــــــــــــــنا
      بأنا نورد الرايات بيـــــــــــــــــــــضا
      وأيام لنا غر طــــــــــــــــــــــــــوالٍ
      وسيد معشر قد توجــــــــــــــــوه
      تركنا الخيل عاكفةً علـــــــــــــــيه
      وأنزلنا البيوت بذي طلــــــــــــــوحٍ
      وقد هرت كلاب الحي منـــــــــــــا
      متى ننقل إلى قومٍ رحانـــــــــــــا
      يكون ثفالها شرقي نجـــــــــــــــدٍ
      نزلتم منزل الضياف منـــــــــــــــــا
      قريناكم فعجلنا قراكــــــــــــــــــم
      نعم أناسنا ونعف عنهــــــــــــــــم
      نطاعن ما تراخى الناس عنـــــــــا
      بسمرٍ من قنا الخطي لـــــــــــدنٍ
      كأن جماجم الأبطال فيهـــــــــــــا
      نشق بها رؤوس القوم شقـــــــــاً
      وإن الضغن بعد الضغن يبــــــــــدو
      ورثنا المجد قد علمت مـــــــــــعد
      ونحن إذا عماد الحي خـــــــــــرت
      نجذ رؤوسهم في غير بــــــــــــــر
      كأن سيوفنا من ومنهــــــــــــــــم
      كأن ثيابنا منا ومنهـــــــــــــــــــــم
      إذا ما عي بالأسناف حـــــــــــــي
      نصبنا مثل رهوة ذات حــــــــــــــد
      بشبان يرون القتل مجــــــــــــــداً
      حديا الناس كلهم جميعـــــــــــــاً
      فأما يوم خشيتنا عليـــــــــــــــهم
      وأما يوم لا نخشى عليــــــــــــهم
      برأس من بني جشم بن بكــــــــر
      ألا لا يعلم الأقوام أنـــــــــــــــــــــا
      ألا لا يجهلن أحدٌ علينـــــــــــــــــا
      باي مشيئةٍ عمرو بن هنــــــــــــد
      بأي مشيئةٍ عمرو بن هنــــــــــــد
      تهددنا وأوعدنا رويــــــــــــــــــــــداً
      فإن قناتنا يا عمرو أعيـــــــــــــــت
      إذا عض الثقاف بها اشمـــــــــأزت
      عشوزنةً إذا انقلبت أرنــــــــــــــت
      فهل حدثت في جشم بن بكـــــر
      ورثنا مجد علقمة بن سيــــــــــف
      ورثت مهلهلاً والخير منـــــــــــــــه
      وعتاباً وكلثوماً جميعــــــــــــــــــــاً
      وذا البرة الذي حدثت عنــــــــــــه
      ومنا قبله الساعي كليـــــــــــــب
      متى نعقد قرينتنا بحبــــــــــــــــل
      ونوجد نحن أمنعهم ذمــــــــــــــاراً
      ونحن غداة أوقد في خـــــــــزازى
      ونحن الحابسون بذي أراطــــــــى
      ونحن الحاكمون إذا أطعنـــــــــــــا
      ونحن التاركون لما سخطنــــــــــا
      وكنا الأيمنين إذا التقينــــــــــــــــا
      فصالوا صولةً فيمن يليهـــــــــــــم
      فآبوا بالنهاب وبالسبايـــــــــــــــــا
      إليكم يا بني بكر إليكــــــــــــــــم
      الما تعلموا منا ومنكــــــــــــــــــم
      علينا البيض واليلب اليمانــــــــي
      علينا كل سابغـــــــــــــــــةٍ دلاص
      إذا وضعت عن الأبطال يومـــــــــــاً
      كأن غصونهن متون غــــــــــــــــدر
      وتحملنا غداة الروع جـــــــــــــــرد
      وردن دوارعاً وخرجن شعـــــــــــثا
      ورثناهن عن آباء صــــــــــــــــــدق
      على آثارنا بيض حســــــــــــــــان
      أخذن على بعولتهن عهــــــــــــداً
      ليستلبن افراساً وبيضـــــــــــــــــاً
      ترانا بارزين وكل حــــــــــــــــــــي
      إذا ما رحن يمشين الهويـــــــــــنا
      يقتن جيادنا ويقلن لســـــــــــــتم
      ظعائن من بني جشم بن بكــــــر
      وما منع الظعائن مثل ضــــــــــرب
      كأنا والسيوف مســــــــــــــــللاتٌ
      يدهدون الرؤوس كما تدهـــــــدي
      وقد علم القبائل من معـــــــــــــد
      بأنا المطعمون إذا قدرنـــــــــــــــــا
      وأنا المانعون لما أردنـــــــــــــــــــا
      وأنا التاركون إذا سخطنـــــــــــــــا
      وأنا العاصمون إذا أطعنــــــــــــــــا
      ونشرب إن وردنا الماء صفــــــــــواً
      ألا أبلغ بني الطماح عنــــــــــــــــا
      إذا ما الملك سام الناس خســفاً
      ملأنا البر حتى ضاق عنــــــــــــــا
      إذا بلغ الفطام لنا صبــــــــــــــــيٌ
    • معلقة عنترة بن شداد

      لما نسجتها من جنوب وشمال
      وقيعانها كأنه حب فلفل
      لدى سمرات الحي ناقف حنظل
      يقولون لا تهلك أسى وتجمل
      فهل عند رسم دارس من معول
      وجارتها أم الرباب بمأسل
      نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
      على النحر حتى بل دمعي محملي
      ولا سيما يوم بدارة جلجل
      فيا عجب من كورها المتحمل
      وشحم كهداب الدمقس المفتل
      فقالت لك الويلات إنك مرجلي
      عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
      ولا تبعديني من جناك المعلل
      فألهيتها عن ذي تمائم محول
      بشق وتحتى شقها لم يحول
      علي وآلت حلفة لم تحلل
      وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
      وأنك مهما تأمري القلب يفعل
      فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
      بسهميك في أعشار قلب مقتل
      تمتعت من لهو بها غير معجل
      على حراصاً لو يسرون مقتلي
      تعرض أثناء الوشاح المفضل
      لدى الستر إلا لبسة المتفضل
      وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
      على أثرينا ذيل مرط مرحل
      بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل
      على هضيم الكشح ريا المخلخل
      ترائبها مصقولة كالسجنجل
      غداها نمير الماء غير المحلل
      بناظرة من وحش وجرة مطفل
      إذا هي نصته ولا بمعطل
      أثيث كقنو النخلة المتعثكل
      تضل العقاص في مثنى ومرسل
      وساق كأنبوب السقي المدلل
      نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
      أساريع ظبي أو مساويك إسحل
      منارة ممسي راهب متبتل
      إذا ما اسبكرت بين درع ومجول
      وليس فؤادي عن هواك بمنسل
      نصيح على تعذاله غير مؤتل
      على بأنواع الهموم ليبتلي
      وأردف أعجازاً وناء بكلكل
      بصبح وما الإصباح منك بأمثل
      بأمراس كتان إلى صم جندل
      على كاهل مني ذلول مرحل
      به الذئب يعوي كالخليع المعيل
      قليل الغنى إن كنت لما تمول
      ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل
      بمنجرد قيد الأوابد هيكل
      كجلمود صخرٍ حطه السيل من عل
      كما زلت الصفواء بالمتنزل
      إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
      أثرن الغبار بالكديد المركل
      ويلوي بأثواب العنيف المثقل
      تتابع كفيه بخيط موصل
      وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
      بضاف فويق الأرض ليس بأعزل
      مداك عروس أو صلاية حنظل
      عصارة حناءٍ بشيب مرجل
      عذارى دوار في مُلاءٍ مذيل
      بجيد معم في العشيرة مخول
      جواحرها في صرةٍ لم تزيل
      دراكاً ولم ينضح بماءٍ فيغسل
      صفيف شواءٍ أو قدير معجل
      متى ما ترق العين فيه تسفل
      وبات بعيني قائماً غير مرسل
      كلمع اليدين في حبي مكلل
      أمال السليط بالذبال المفتل
      وبين العذيب بعد ما متأملي
      وأيسره على الستار فيذبل
      يكب على الأذقان دوح الكنهبل
      فأنزل منه العصم من كل منزل
      ولا أطماً إلا مشيداً بجندل
      كبير أناس في بجادٍ مزمل
      من السيل والغثاء فلكةُ مغزل
      نزول اليماني ذي العياب المحمل
      صبحن سلافاً من رحيق مفلفل
      بأرجائه القصوى أنابيش
      قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
      فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها
      ترى بعر الأرام في عرصاتها
      كأني غداة البين يوم تحملوا
      وقوفاً بها صحبي على مطيهم
      وإن شفائي عبرة مهراقة
      كدأبك من أم الحويرث قبلها
      إذا قامتا تضوع المسك منهما
      ففاضت دموع العين مني صبابة
      ألا رب يوم لك منهن صالح
      ويوم عقرت للعذارى مطيتي
      فظل العذارى يرتمين بلحمها
      ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة
      تقول وقد مال الغبيط بنا معاً
      فقلت لها سير وأري زمامه
      فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
      إذا ما بكى من خلفها انصرفت له
      ويوماً على ظهر الكثيب تعذرت
      أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل
      أغرك منى أن حبك قاتلي
      وإن تك قد ساءتك مني خليفة
      وما ذرفت عيناك إلا لتضربي
      وبيضة خدر لا يرام خباؤها
      فجاوزت أحراساً إليها ومعشراً
      إذا ما الثريا في السماء تعرضت
      فجئت وقد نضت لنوم ثيابها
      فقالت : يمين ا لله مالك حيلة
      خرجت بها أمشي تجر وراءنا
      فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى
      هصرت بفودى رأسها فتمايلت
      مهفهفة بيضاء غير مفاضة
      كبكر المقاناة البياض بصفرة
      تصد وتبدي عن أسيل وتتقي
      وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش
      وفرع يزين المتن أسود فاحم
      غدائرها مستشزرات إلى العلا
      وكشح لطيف كالجديل مخصر
      وتضحى فتيت المسك فوق فراشــها
      وتعطو برخص غير شثن كأنه
      تضيء الظلام بالعشاء كأنها
      إلى مثلها يرنو الحليم صبابة
      تسلت عمايات الرجال عن الصبا
      ألا رب خصم فيك ألوى رددته
      وليل كموج البحر أرخى سدوله
      فقلت له لما تمطى بصلبه
      ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
      فيالك من ليل كأن نجومه
      وقربة أقوام جعلت عصامها
      ووادٍ كجوف العير قفر قطعته
      فقلت له لما عوى : إن شأننا
      كلانا إذا ما نال شيئاً أفاته
      وقد اغتدى والطير في وكناتها
      مكر مفر مقبل مدبر معاً
      كميت يزل اللبد عن حال متنه
      على الذبل جياش كأن اهتزامه
      مسح إذا ما السابحات على الونى
      يزل الغلام الخف عن صهواته
      درير كخذروف الوليد أمره
      له أيطلا ظبي وساقا نعامة
      ضليع إذا استدبرته سحد فرجه
      كأن على المتنين منه إذا انتحى
      كأن دماء الهاديات بنحره
      فعن لنا سرب كأن نعاجه
      فأدبرن كالجزع المفصل بينه
      فألحقنا بالهاديات ودونه
      فعادى عداءً بين ثورٍ ونعجةٍ
      فظل طهاة اللحم من بين منضج
      ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه
      فبات عليه سرجه ولجامه
      أصاح ترى برقاً أريك وميضه
      يضيء سناة أو مصابيح راهب
      قعدت له وصحبتي بني ضارج
      على قطنٍ بالشيم أيمن صوبه
      فأضحى يسح الماء حول كتيفةٍ
      ومر على القنان من نفيانه
      وتيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ
      كأن ثبيراً في عرانين وبله
      كأن ذرى رأس المجيمر غدوةً
      وألقى بصحراء الغبيط بعاعه
      كأن مكاكي الجواء غديةً
      كأن السباع فيه غرقى عشية
    • معلقة لبيد بن ربيعة

      منى تأبد غولها فرجامها
      خلفاً كما ضمن الوحي سلامها
      حجج خلون خلالها وحرامها
      ودق الرواعد جودها فرهامها
      وعشيةٍ متجاوب أرزامها
      بالجهلتين ظباؤها ونعامها
      عوذاً تأجل بالفضاء بهامها
      زبر تجد متونها أقلامها
      كففاً تعرض فوقها وشامها
      صماً خوالد ما يبين كلامها
      منها وغودر نؤيها وثمامها
      فتكنسوا قطناً تصر خيامها
      زوج عليه كلةٌ وقرامها
      وظباء وجرة عطفاً أرءامها
      أجزاع بيشة أثلها ورضامها
      وتقطعت أسبابها ورمامها
      أهل الحجاز فأين منك مرامها
      فتضمنتها فردة فرحامها
      فيها رحاف القهر أو طلخامها
      ولشر واصل خلة صرامها
      باق إذا ظلعت وزاغ قوامها
      منها فأحنق صلبها وسنامها
      وتقطعت بعد الكلال خدامها
      صهباء خف مع الجنوب جهامها
      طرد الفحول وضربها وكدامها
      قد رابه عصيانها ووحامها
      قفر المراقب خوفها آرامها
      جزءاً فطال صيامه وصيامها
      حصد ونجح صريمةٍ إبرامها
      ريح المصايف سومها وسهامها
      كدخان مشعلةٍ يشب ضرامها
      كدخان نارٍ ساطع أسنامها
      منه إذا هي عردت إقدامها
      مسجورةً متجاوراً قلامُها
      منه مصرع غابةٍ وقيامها
      خذلت وهادية الصوار قوامها
      عرض الشقائق طوفها وبغامها
      غبس كواسب لا يمن طعامها
      إن المنايا لا تطيش سهامها
      يروي الخمائل دائماً تسجامها
      في ليلة كفر النجوم غمامها
      بعجوب أنقاء يميل هيامها
      كجمانة البحري سل نظامها
      بكرت تزل عن الثرى أزلامها
      سبعاً تؤاماً كاملاً أيامها
      لم يبله إرضاعها وفطامها
      عن ظهر غيب والأنيس سقامها
      مولى المخافة خلفها وأمامها
      عصفاً دواجن قافلاً أعصامها
      كالسمهرية حدها وتمامها
      أن قد أحم من الحتوف حمامها
      بدمٍ وغودر في المكر سخامها
      واجتاب أردية السراب إكمامها
      أو أن يلوم بحاجة لوامها
      وصال عقد حبائل جذامها
      أو يعتلق بعض النفوس حمامها
      طلق لذيذ لهوها وندامها
      وافيت إذ رفعت وعز مدامها
      أو جونة قدحت وفض ختامها
      بموتر تأتاله إبهامها
      لأعل منها حين هب نيامها
      قد اصبحت بيد الشمال زمامها
      فروط وشاحي اذ غدوت لجامها
      حرج الى أعلامهن قتامها
      وأجن عورات الثغور ظلامها
      جرداء يحصر دونها جرامها
      حتى إذا سخنت خف عظامها
      وابتل من زبد الحميم حزامها
      ورد الامامة إذ أجد حمامها
      ترجى نوافلها ويخشى ذامها
      جن البدي رواسياً أقدامها
      عندي ولم يفخر على كرامها
      بمغالق متشابه أجسامها
      بذلت لجيران الجميع لحامها
      هبطاً تبالة مخصباً أهضامها
      مثل البلية قالص أهدامها
      خلجاً تمد شوارعاً أيتامها
      منا لزاز عظيمةٍ جشامها
      ومغذمر لحقوقها هضامها
      سمح كسوب رغائب غنامها
      ولكل قوم سنةٌ وإمامها
      إذ لا يميل مع الهوى أحلامها
      قسم الخلائق بيننا علامها
      أوفى بأوفر حظنا قسامها
      فسما غليه كهلها وغلامها
      وهم فوارسها وهم حكامها
      والمرملات إذا تطاول عامها
      أو أن يميل مع العدو لئامها عفت الديار محلها فمقامها
      فمدافع الريان عري رسمها
      دمن تجرم بعد بين أنيسها
      رزقت مرابيع النجوم وصابها
      من كل ساريةٍ وغادٍ مدجن
      فلا فروع الأيهقان وأطفلت
      والعين ساكنة على أطلائها
      وجلا السيول عن الطلول كأنها
      أو رجع واشمة أسف نؤورها
      فوقفت أسألها وكيف سؤالنا
      عريا وكان بها الجميع فأبكروا
      شاقتك ظعن الحي حين تحملوا
      من كل محفوف يظل عصيه
      زجلاً كأن نعاج توضح فوقها
      حفزت وزايلها السراب كأنها
      بل ما تذكر من نوار وقد نأت
      مرية حلت يفيد وجاورت
      بمشارق الجبلين أو بمحجر
      فصوائق إن أيمنت فمظنة
      فاقطع لبانة من تعرض وصله
      واحب المجامل بالجزيل وصرمه
      بطليح أسفارٍ تركن بقية
      وإذا تغالى لحمها وتحسرت
      فلها هباب في الزمام كأنها
      أو ملمع وسقت لأحقب لاحه
      يعلو بها حدب الأكام مسحج
      بأحرزة الثلبوت يربأ فوقها
      حتى إذا سلخا جمادى ستة
      رجعا بأمرهما إلى ذي مرةٍ
      ورمى دوابرها السفا وتهيجت
      فتنازعا سبطاً يطير ظلاله
      مشمولة غلثت بنابت عرفج
      فمضى وقدمها وكانت عادة
      فتوسطا عرض السري وصدعا
      محفوفة وسط اليراع يُظلها
      أفتلك أم وحشيةٌ مسبوعةٌ
      خنساء ضيعت الفرير فلم يرم
      لمعفر قهدٍ تنازع شلوه
      صادفن منها غرةً فأصبنها
      باتت وأسيل واكف من ديمةٍ
      يعلو طريقة متنها متواتر
      تجتاف أصلاً قالصاً متنبداً
      وتضيء في وجه الظلام منيرةً
      حتى إذا انحسر الظلام وأسفرت
      علت تردد في نهاء صعائد
      حتى إذا يئست وأسحق حالق
      وتوجست رز الأنيس فراعها
      فغدت كلا الفرجين تحسب أنه
      حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا
      فلحقن واعتكرت لها مدرية
      لتذودهن وأيقنت إن لم تذد
      فتقصدت منها كساب فضرجت
      فبتلك إذا رقص اللوامع بالضحى
      أقضي اللبانة لا أفرط ريبةً
      أو لم تكن تدري نوار بأنني
      تراك أمكنة إذا لم أرضها
      بل أنت لا تدرين كم من ليلة
      قد بت سامرها وغاية تاجر
      أغلي السباء بكل أدكن عاتق
      وصبوح صافية وجذب كرينةٍ
      بادرت حاجتها الدجاج بسحرةٍ
      وغداة ريح قد وزعت وقرةٍ
      ولقد حميت الحي تحمل شكتي
      فعلوت مرتقباً على ذي هبوة
      حتى إذا ألقت يداً في كافر
      أسهلت وانتصبت كجذع منيفةٍ
      رفعتها طرد النعام وشلةٌ
      قلقت رحالتها وأسبل نحرها
      ترقى وتطعن في العنان وتنتحي
      وكثيرةٍ غرباؤها مجهولةٍ
      غلب تشذر بالذحول كأنها
      أنكرت باطلها وبؤت بحقها
      وجزور أيسار دعوت لحتفها
      أدعو بهن لعاقر أو مطفل
      فالضيف والجار الجنيب كأنما
      تأوي إلى الأطناب كل رذيةٍ
      ويكللون إذا الرياح تناوحت
      إنا إذا التقت المجامع لم يزل
      ومقسم يعطي العشيرة حقها
      فضلاً وذو كرم يعين على الندى
      من معشر سنت لهم آباؤهم
      لا يطبعون ولا يبور فعالهم
      فاقنع بما قسم المليك فإنما
      وإذا الأمانة قسمت في معشر
      فبنى لنا بيتاً رفيعاً سمكه
      وهم السعادة إذا العشيرة أفظعت
      وهم ربيع للمجاور فيهم
      وهم العشيرة أن يبطيء حاسدٌ