العمانيون يحتجون على مظاهر الإسراف والتبذير

    • العمانيون يحتجون على مظاهر الإسراف والتبذير

      هذا الموضوع ظهر لساعات على موقع الجزيرة نت وحذف بعد ساعات قليلة







      العمانيون يحتجون على مظاهر الإسراف والتبذيرعلى الاحتفالات في بلدهم


      الجزيرة نت: مسقط: أحمد الهوتي:




      إنطلقت المسيرات والمظاهرات الحاشدة في كثير من محافظات وولايات ومدن السلطنة وذلك تنديدا بمظاهر الإسراف والبذخ التي صاحبت الاحتفالات بالعيد الوطني الأربعين، وقد عبر المتظاهرون عن غضبهم وسخطهم على التصرفات الغير مسئولة والتي صاحبت هذه الاحتفالات وأهمها التبذير في المال العام وإهدار الوقت والجهد في ما لا طائل له ولا يعود بالنفع على المجتمع ولا يصب في مصلحة الوطن، وقد رفع المتظاهرون اللافتات المعبرة عن احتجاجاتهم، ومنها لافتات كتب عليها (ليست المهرجانات الطريقة الصحيحة للتعبير عن حب الوطن والسلطان) وأخرى كتب عليها (أنتم محاسبون على تبذير أموال الشعب) وأخرى (افتح جامعة تنتج متعلمين، أقم مهرجانا تنتج متخلفين) وأخرى (لا للضيوف الثقلاء الذين يعرفونا فقط في الرخاء) .




      وقد أجرت قناة الجزيرة مجموعة من اللقاءات مع المواطنين العمانيين المتظاهرين، فقد صرح المواطن عمير بن صالح بن جمعة: بأني جئت هنا متضامنا مع إخواني المواطنين المتظاهرين ونحن نحمل رسالة للمسئولين بالدولة، نقول لهم كفاكم أربعين سنة من هذا العبث، وما فائدة مهرجانات تنفق فيها ملايين الريالات من ثروات الشعب، تتكرر فيها من أربعين سنة نفس الحركات المخبولة والاستعراضات الكاذبة، أليس أجدى بأن تنفق في إنشاء جامعة حكومية جديدة.


      وعبر المواطن خلف بن محمد بن سالم بأنه من الأفضل أن تنفق هذه الثروات التي رزقنا الله إياها فيما يعود على المواطن والوطن بالخير مثل إعانة الأسر الفقيرة وما أكثرها في هذا المجتمع وإكمال البنية التحتية التي لم تكتمل على الرغم من الثروات العظيمة التي حبانا الله إياها وسيحاسبنا على التبذير، ويقول المواطن سليمان بن عاصم بن عبيد: لاحظنا هذه السنة الكثير من مظاهر الإسراف والإنفاق في أمور غير مجدية، أليس من الأفضل أن يكون لنا صندوق سيادي كبقية الدول المجاورة، أليس من الأفضل أن نستثمر أموال الدولة في مشاريع عامة، أليس من الأفضل أن نوفر بهذه الأموال فرص عمل لآلاف العاطلين من خيرة شباب وشابات هذا الوطن، أليس من الأجدى بأن نصرف أموال الأمة في بناء مساكن لمن لا مأوى مناسب لهم من أسر هذا الوطن؟ ألا يكفي ما نعانيه من ضعف في مخرجات التعليم والرعاية الصحية؟ إلى متى سنضل نستعين بالأجانب وبالمقابل لدى الدولة الأموال التي يمكن أن تستغل في إعداد الكوادر الوطنية؟ كما أضاف المواطن سعود بن عبدالله بن محمد بأنه في هذا العصر تحاول الدول الأخرى أن توفر كل ما لديها من أموال في ما يعود بالنفع عليها وقد ولى عصر الخزعبلات نحن في عصر متغير متسارع إن لم ننتبه إلى أنفسنا سنتأخر عن الركب سيكون لدينا شعب متخلف وستلعننا الأجيال القادمة لأننا لم نبقي لها ما ينفعها ولم نستغل الثروات في تسليحها بالعلم والمعرفة. أنظر إلى شعوب إفريقيا التي تعاني من المجاعات والحروب الأهلية والفقر والتخلف، لا نريد أن يكون مصيرنا مثلهم، كانت لديهم مثلنا ثروات وبددوها، كانت بلدانهم تنتج ذهبا وألماس ومعادن، ولم يستغلوها وأصبحوا عالة على الشعوب يستجدون لقمة العيش والمعونات، كما أضاف محمود بن سالم بن عبدالله متسائلا: كيف تستريح ضمائر المسئولين وهم يبعثرون أموال الشعب، الناس تدفع ضرائب ورسوم عن كل معاملة حكومية،أغلب الناس تعلم أولادها على حسابها في الخارج أو في جامعات وكليات خاصة ذات مستوى متدني، معظم الناس مدانون للبنوك التجارية؟ وقد عبر مبارك بن حامد بن حمود عن استنكاره لملايين الريالات التي صرفت لهذه الاحتفالات، قائلا أين العقلاء في هذا البلد؟ حين طالب الشعب على لسان ممثليه في مجلس الشورى المسئولين بإنشاء جامعة حكومية أخرى قيل لهم اصرفوا نظركم ولا نية للحكومة في إنشائها، وكلما طالبوا بشيء، مراكز صحية، طريق معبد، إنارة طريق، حدائق عامة حتى هذه نذهب لننزه أبناءنا في حدائق ومنتزهات الدول المجاورة، اين المرتفقات، الخدمات عامة، مللنا من سماع العبارة الممجوجة (عندما تتوافر الإمكانيات)، وانتظرنا طويلا ولم تتوافر الإمكانيات إلا للعبث والاحتفالات، حالتنا مأساوية ونحن في طريقنا للدمار إن إستمرينا على هذا المنوال، ويضيف فهد بن خليفة بن سليمان كل يوم يمنون علينا بالمنجزات (جزاهم الله خيرا) ولكن هذا حقنا وبثرواتنا ليس من جيبهم، ما تم إنجازه هو مجرد تعويض بسيط للعمانيين عن السنوات العجاف قبل السبعين، هل يمنون علينا أن انقذونا من سراج بو فتيلة وركوب الحمير والسكن في العرشان،يظهروننا وكاننا الوحيدون في العالم الذين لديهم جامعة وكم شارع وكم جندي وكأننا وصلنا أعلى عليين وبقية الدول لاشيء لديها، إن قسنا منجزاتنا بما حققه الآخرون من جيراننا وغيرهم فإننا ما زلنا متخلفين عنهم، لم لا نكون أفضل عنهم وعندنا شعب طموح قادر على تحقيق المعجزات كما حققها أجدادهم من قبل وعندنا ثروات طائلة؟


      يعقب حمود بن غالب بن هلال: إذا ما صارت (لا قدر الله) أزمة مالية من سيدفع الثمن، ألسنا نحن المواطنون البسطاء، عامة الشعب؟ سيزيدون الرسوم والضرائب وسيوقفون التوظيف والترقيات وسيقطعون العلاوات، وتذكروا أزمة النفط في الثمانينات. أضاف حميد بن ربيع بن خليفة أطالب بمحاسبة كل من بعثر أموال الشعب، كل من سولت له نفسه باللعب بأموال الأمة يجب أن يقدم للعدالة بتهمة الخيانة، الشعوب تتنافس فيما تقدم من منجزات ومخترعات وعلماء وإضافات تساهم في رقي وتقدم البشرية وبذلك تستطيع أن ترفع رأسها عاليا وتكسب إحترام بقية شعوب العالم، وليس بمظاهر السرف والتبذير وتقديم أجيال ممسوخة ومتخلفة، وليس بتقديم الهدايا والمجاملات للآخرين عصر المجاملات إنتهى،إنهم لن يعرفونا في الشدة وسيسخرون منا، للأسف أصبحنا اضحوكة العالم بهذه التصرفات الشائنة اللامسئولة، لأننا نرسخ في أذهان الآخرين الفكرة السائدة عن المسلمين والعرب وأهل الخليج بأنهم حفنة من الجهلة الأغبياء المتخلفين المسرفين، وقد كان لقاؤنا الأخير مع جمال بن خالد بن سليمان الذي نوه بأن الدول المتقدمة والأوروبية تربط أحزمة التقشف لتوفير كل مبلغ مهما كان تافها على الرغم من إكتمال البنية التحتية لديهم والمستوى المعيشي الراقي الذي وصلوا إليه فيما نحن المتخلفين نرمي اموالنا في البحر ونبعثرها شرقا وغربا، نأمل أن يعيد المسؤولون حساباتهم ولا تتكرر مثل هذه الغوغائيات مرة أخرى، وما العيد الخمسون عنكم أيها العمانيون ببعيد فهل ستكررونها مرة اخرى.