اخطر صفة في الفكر الثوري

    • اخطر صفة في الفكر الثوري

      اخطر صفة في الفكر الثوري



      الفكر الثوري هو أحد الأسباب الرئيسية في وضعنا الراهن المأساوي من وجهة نظري و لذلك أركز عليه في مقالاتي و هنا أود أن أركز على اخطر صفة في هذا الفكر و هي غرس العزة و العظمة الجوفاء الآثمة في نفوس أصحابه
      فترى أصحاب هذا الفكر لديهم عزة جوفاء وغرور كبير تجعلهم ينظرون باستعلاء و دونية إلى الآخرين
      و عندما تقترب من هؤلاء و تتعرف عليهم عن قرب و تحاورهم تكتشف أمرهم فتجدهم فقراء في الفكر و المعرفة و الثقافة و ضيقي الأفق و يظنوا نفسهم اكبر علماء و مثقفي عصرهم فيحاوروا الأطباء في طبهم و المهندسين في هندستهم و علماء الشريعة في شريعتهم و الساسة في سياستهم و الاقتصاديون في اقتصادهم ويقيم جميع فئات المجتمع على اختلاف طبقاتهم و كل هذا بكلام عام و كلمة من هنا و كلمة من هناك وبتناقض و بلا أدلة و بلا براهيين
      و لكنهم يجيدوا فن كيل التهم و التكفير و القذف و السب و الشتم فارخص شئ عندهم هو الكلام و حياة الإنسان و كرامته
      ولذلك لا يجيدون فن الحوار فإذا حاورتهم و سقت لهم الأدلة و الحجج الواقعية المحسوسة العلمية و المنطقية فيبهتوا ويصعقوا بها
      فتراهم يفروا إلى جحر كيل التهم و السب و الشتم خوفاً على أفكارهم الهشة من أن تدكها قوة الحجة فتذرها قاعاً صفصفا و يلتجئوا إلى شماعتهم المعروفة فلسطين إسرائيل أمريكا و يحتموا بشعاراتهم الرنانة
      و لذلك أي تقارب بين بعضهم أو بين الآخرين لا يدوم طويلا فاغلب محاولات الوحدة و التقارب السابقة بين هذه الدول فشلت بسبب هذه الصفة فالكل رأس و كل طرف يحاول أن يهيمن و يسيطر على الطرف الآخر
      فإذاً النفخة و العزة الجوفاء الآثمة و التي يعبر عنها بنزعة (أنا) اخطر صفة في الفكر الثوري لأنها تشكل حاجز سميك و سد منيع و عقبة كبرى في وجه أي تقارب و أي مشروع وحدوي بين الدول العربية
      و لأن هذه الصفة تقف عقبة كبرى في وجه أي تغيير ايجابي لأن صاحبها لا يشعر بالحاجة إلى الازدياد من العلم و الثقافة وإذا طلبه فيطلبه من اجل الجدال وإذا قرأ فيقرأ قراءة الناقد لا قراءة المستفيد فتراه لا يجيد فن الحوار و لكنه يجيد فن تتبع العثرات و الزلات

      الكاتب : عبدالحق صادق



    • العلمانيون الثوريون يؤمنون بنظرية فصل الدين عن الدولة و كل من يدعوا إلى الحكم بما انزل الله يصفونه بالرجعي و الظلامي و المتقوقع و غير ذلك من الصفات
      و اتخذوا فلسطين و إسرائيل و أمريكا شماعة لتعليق أغراضهم فكل من يخالفهم الرأي يتهمونه بالعمالة و الانبطاح
      و هم لا يخفون معارضتهم لذلك و محاربتهم لأي طرح من هذا النوع و السعودية تعلن على الملئ بانها تحكم بالكتاب و السنة فمن الطبيعي ان تكون مستهدفة من قبلهم لأن الصورة الناجحة الناصعة عنها لدى الشعوب العربية تعني فشلهم و عدم صحة منهجهم و صحة نهج السعودية
      و في الإعلام هناك ما يسمى بالهمس الخفي عن طريق نشر الإشاعات و توزيع الاتهامات و هو اشد فتكا و خطرا من الإعلام المعلن و هذا ما تقوم به الأنظمة الثورية منذ أكثر من ستين عاما و هو رسم صورة سوداوية لدى الشعوب العربية عن السعودية و دول الخليج
      و احترام المقدسات دون احترام من يرعاها المقصود منها إساءة غير مباشرة للمقدسات و الإسلام لان احترام الخادم هو احترام لسيده
      فالذي يقول لك إنني احترم بيتك و لكنه يسئ الى أولادك و والدك فهل تقبل منه ذلك

      و إذا كان هناك من يخدم والدتك و يحسن إليها و يعتني بها و أنت تؤذيه فإيذائك له ألا يدل على انك لا تحترم و الدتك فاحترام الخادم احترام لسيده
      و إذا كنت مديرا ناجحا في مدرسة و مدرستك أفضل مدرسة في المكان الذي أنت فيه و فيها بعض السلبيات و أتي من يطعن فيك و في طلابك وفي أستاذة المدرسة بكلام عام وقال عن قيل و لا دليل عليه و بعبارات قاسية او يركز على بعض السلبيات و ينسى الايجابيات الكثيرة و يترك باقي المدارس الفاشلة و يقول لك انني احترم مبنى المدرسة و لا اعتدي عليه فهل تقبل منه ذلك و الا يدل هذا على نقده لأسلوبك و منهجك في الإدارة و يسئ الى سمعة كيان المدرسة بشكل عام و هذا سوف يؤدي الى نظرة سلبية اليها لدى الناس و كم هو خطير هذا الفعل على مستوى التعليم في البلد و على نهضته بشكل عام عندما تتحول افضل مدرسة فعليا الى اسوا مدرسة في نظر الناس فهذا هو القتل بعينه لأي نهضة او إصلاح