{ يـا وطنـاً ليس كمثلهُ وطـنْ }
لستُ كاتباً محنّكاً لكي أنسُج كلاماً منمقاً لكَ يا وطني، ولستُ شاعراً لكي أنظُم قصائد تصف حبي وإخلاصي وعشقي لهذا الوطن الغالي ولقائده، ولكنني مواطن محب وغيور لـوطنه نسج قلبه بعض الكلمات التي تصف ولائي وعشقي لوطني عُمان وقائده المفدى..
رأيتُ فيما يرى النائم أنّني عائد من السفر، وأمشي في أرض قد فُرشت رمالُها لي حباً وسلاماً ، ورأيتُ أمواج بحرها تعزف لي النشيد الوطني ، ورأيتُ جبالُها شامخة فرحة بمقدمي ، ورأيتُ السماء ملبدة بالغيوم المحملة بالسعادة ، ورأيتُ الحدود قد فتحت لي أبوابها مثلما تفتح الأم ذراعيها لاستقبال أبنائها ؟ ورأيتُ في كل زاوية من زوايا هذا الوطن لأفته كُتبَ عليها {.. ادخلوها بسلام آمنين ..} فزاد شوقي لمعرفة هذا الوطن ، فاقتربتُ من حدوده مسرعاً ، ورأيتُ عند دخولي حدود الوطن جنود أشاوس ، فسألتُهم: ما أسم الوطن الذي أنا فيه ؟! ولماذا الحدود استقبلتني بالأحضان وكأنها تعرفني ؟؟ فأجابوني : أنت في وطن السعادة والسلام ، في وطن الأمن والأمان ، في وطن الحب والرخاء ، في وطن المودة والأخوة ، في وطن الأُلفة والتآلف ، في وطن قائده فتح أبواب الخير فيه ، في وطن قائده غرس في قلوب مواطنيه الأخلاق والمبادئ والتسامح والتعاون والقيم المستمدة من دستور القرآن والسنة النبوية ، في وطن لا يشبه إلاّ نفسه ، أنت في أرض السلام والأمان [ عُمـــان ] ..
فـأستيقظتُ والفرحة تغبُطني ، وأنا أُردد هذه الكلمات :
يا وطناً ليس ككُل الأوطان ، يا وطناً أنجب لنا خير سُلطان ، يا وطناً أجبرَ كل الأوطان لاحترامه وحبه ، يا وطناً أخرج لنا قائداً حكيماً بحكمته، ومحنكاً بذكائه، وشُجاعاً بالإيمان، وكريماً بالإحسان ، عطاياه لا تعرف الحدود ، يا وطناً قدم لنا قائداً هدية لا توازيها الهدايا ، ويا قائداً أخرجنا من الضلالة إلى الهُدى ، ومن الظلام إلى النور ، ومن الجهل إلى العلم ، ومن التخلّف إلى التقدم ، ومن القبلية والتعصب إلى الوحدة والترابط ، ومن التوتر والخوف إلى الأمن والأمان ، ومن التشتُت والتفكُك إلى وحدة الصف..
يا قائداً لا يشبه إلاّ نفسه، يا سُلطاناً تحلّى بأجمل الصفات ، يا كريم يا شهم يا حنون يا متسامح يا خير الرجال أحبك الوطن ، وأحبك الشعب ، وأحبتك عُمان ، وأمطرت السماء حباً لكَ، وأحبتك كل الأوطان ، وأحبتك حدود عُمان ، ومن حُبها لكَ غارت حدود كل الأوطان ..
تخنقني العبرات حين أبعد عنك يا وطناً ليس كأي الأوطان ، يأن قلبي بإسمك يا خير الأوطان ، وتأن عيناي بلقائك يا وطني ، تأن روحي لإحتضانك يا أحن الأوطان ، فأنت الأنين ومن حبي لكَ يا وطني جعلت كل ما في جسدي يأنُّ لكَ؟ .. فداكِ روحي وأحلامي يا عُمان ، فداكَ لحمي ودمي وعظمي يا وطناً وهبني الحب وأسكنني بداخلهُ ووسطهُ وبين حدودهُ ، يا وطناً عشنا بداخله وباطنه وظاهره وجنوبه وشرقه ووسطه ومسقط رأسه، وبين حدوده آمنين ننعُم بالأمن والأمان والسعادة وراحة البال ، فلن ولن نقبل لكل منحرف ضّال أن يسلُبْ منّا هذه النِعم أو يعيش بيننا , لن ولن نرضى بالمساومة بحق هذا الوطن ، ولا بقائده ولا بذرة من ترابه ولا بشعبه ، ولن نقبل أن نبيع وطناً اسمه ( عُمان ) وقائداً اسمه ( قابوس) بكنوز الدنيا ، فكيف لمواطن حُرّ يرضى أن يُفرط بعيّناه ؟ فهكذا هو الوطن فـ ( عُمان) عيني اليُمنى و(قابوس) عيني اليُسرى ، بل عين كل مواطن حُرّ محب وغيور لوطنه وقائده ، بأبي أنتِ وأمي يا عُمان ، بأبي أنتَ وأمي يا قابوس ، بدمي وروحي وجسدي أفديكِ يا عُمـان ، يا وطني هل أكشف لكَ صدري كي ترى حروفك كيف نقشتُها بين أضلعي ؟ أم أرفع طرفي كي ترى أين أسكنت قائده؟ ، يا وطني سأرتقي سُلّم حروفي لِأُقبلّ هامتك ، وسأنثني من أجل أن أُقبّل ترابك الطاهر ، فما أجمل أن تُقبّل وطناً لطالما أحبك وآمنك وأتمنك !
ولطالما نقشتُ هذا البيت من الشعر في قلبي :
وطني لو شغلت عنه بالخُلْد . . . نازعتني إليه في الخُلْد نفسي