مواقع الادراك عند الانسان

    • مواقع الادراك عند الانسان

      (المواقع الإدراكية)


      من أول الأشياء التي نتعلمها عن العالم هو أننا لا نشترك جميعا في وجهة نظر واحدة، فلكي تفهم موقف ما بشكل كامل يجب أن تنظر إليه من من نواح مختلفة كما هو الحال عندما تنظر إلى شيء ما من زوايا مختلفة لتعرف عرضه وارتفاعه وعمقه.إن وجهة نظر واحدة فقط تمنحك بعدا واحدا للشيء بكامله.
      ولا يوجد هناك منظور واحد"صحيح" في أي موقف من المواقف،وإنما تقوم ببناء فهمك من خلال منظورات عديدة تكون تكون كلها صحيحة جزئيا وكلها محدودة أيضا.
      وتقدم البرمجة اللغوية العصبية ثلاث من هذه المنظورات، كان أول من قدمها جون جرايندر وجوديث ديلوزير وتم تطويرها من أعمال جريجوري بيستون.

      الموقع الأول :
      هو الواقع الخاص بك ، رؤيتك الخاصة لأي موقف وتأتي البراعة والتمكن الشخصي كنتاج لموقع أول قوي، فأنت تحتاج لأن تعرف نفسك وقيمك لكي تصبح مثلا أعلى فعالا ومؤثرا في الآخرين بالقدوة.
      الموقع الثاني :
      هو أن تقوم بوثبة إبداعية بمخيلتك لكي تفهم العالم من منظور شخص آخر ، أي أن تفكر بالطريقة نفسها التي يفكر بها ذلك الشخص.
      ويمثل الموقع الثاني أساسا للتقمص الإنفعالي والألفة، كيث يعطينا القدرة على تقدير وفهم مشاعر الأخرين.


      ويوجد نمطان للوقع الثاني :
      النمط الإنفعالي ، وتفهم إنفعالات الطرف الآخر حتى لا تجرح مشاعره لأنك تستطيع أن أن تتخيل الألم الذي يصيبه.
      النمط الذهني، وهي القدرة على فهم الكيفية التي يفكر بها شخص آخر ومعرفة نوعيات الأفكار التي تدور بذهنه وطبيعة الآراء والحصائل التي يتخذها.
      الموقع الثالث:
      وهو الخروج من نطاق رؤيتك ورؤية الطرف الآخر إلى منظور مستقل وغير متحيز، حيث يمكنك ملاحظة العلاقة بين وجهتي النظر. وتتجلى أهمية الموقع الثالث عند فحص إطار التأثير لحصائلك، فيكون عليك أن تنسى لبرهة من الزمن أن هذه حصيلتك وأنك تريدها، وأن تنظر إليها بأكثر موضوعية.

      ومن الجدير بالذكر أن هذه المواقع الثلاثة كلها مفيدة، فالكثير من الناس يكونون بارعين للغاية في إتخاذ موضع واحد منها ولكنهم ليسوا كذلك في إتخاذ موضع آخر، ولكن أفضل فهم يأتي من المواضع الثلاثة مجتمعة.
      وتؤدي المواقع الثلاثة دورا أساسيا في البرمجة اللغوية العصبية ، فأنت تحتاج في أي موقف من المواقف لأن تعرف الموقف الخاص بك وأن تفهم كذلك موقف الطرف الآخر، دون أن يستلزم ذلك موافقتك عليه.
      بعد ذلك تحتاج لأن تخطو بذهنك إلى خارج هذين الموقفين وتقيم العلاقة بينهما.
      سعود الرواحي
      مدرب دولي و مستشار في التنمية البشرية