لا تبحث عن حل هنا - جديد عبدالله المهيري

    • لا تبحث عن حل هنا - جديد عبدالله المهيري

      في معظم المواضيع التي أكتبها عن التعليم أجد رداً يطالب بذكر الإيجابيات لكي أكون متوازناً في طرحي وحقيقة لا أجد ذكر الإيجابيات ضرورياً وليس هدفي أن أكون متوازناً في طرحي لكي أرضي تصور البعض عن ما يعنيه التوازن بل هدفي أن أجعل البعض يفكر، هذا أهم شيء لدي، فكر بالأمر وسأكون سعيداً بذلك حتى لو لم تتفق معي، ما لا أقبله منك ألا تفكر وأن تقبل الأشياء كما هي دون تمحيص، وإن كنت تراني غير متوازن في طرحي فيمكنك أن تطرح ما تراه متوازناً في مدونتك وأخبرني لكي أضع لك رابطاً.

      نقطة ثانية هي الحلول، يطالبني البعض بالحلول كأن مشكلة التعليم لا ينقصها سوى حلول يطرحها شخص مثلي ولا أدري هل من يطالبني يعلم - أو لا يعلم - أن الحلول طرحت وتطرح كل عام بأشكال مختلفة وفي كل أنحاء العالم، موضوع التعليم هذا لا يتعلق بنا نحن فقط بل كل دولة في العالم يدور فيها نقاش عن التعليم لأننا نمر بمرحلة تغيير جذرية والتعليم لم يعد يواكب هذا التغيير وبالتال يحتاج لتغيير جذري هو بدوره، نحن اليوم نعلم الطلاب لمستقبل لا يمكن توقعه، لأعمال لا نعرفها وما يسميه البعض تخطيط استراتيجي هو في الحقيقة تخمين استراتيجي، نحن بحاجة لنظام تعليم يعد الطالب لغد مجهول وغير متوقع.

      الحلول كثيرة، يمكنني جمع 100 رابط لمواقع ووثائق ومقاطع فيديو وكلها ستذكر الحلول وكل هذا لا يكفي، أنا وأنت وفلان من الناس نقرأ هذه الحلول ونشاهدها ونفهمها ... ثم ماذا؟ هل ستوقع قرار تغيير التعليم؟ هل ستخاطب وزارة التعليم؟ أم هل لديك استعداد لأن تبدأ حركة اجتماعية سياسية تجمع فيها الناس على كلمة واحدة لتغيير التعليم؟ أنا جاد في طرح السؤال الأخير لأن التعليم موضوع سياسي بالدرجة الأولى وتغييره نحو أي اتجاه متعلق بوجود إرادة سياسية - أو حكومية إن شئت - وبدون هذه الإرادة لن يتغير شيء، لا أعني بذلك أن إيجاد هذه الإرادة مستحيل لكنه صعب وهو لا يختلف كثيراً عن السباحة إلى أعلى الشلال.

      هل فعلاً تريد مني الحلول؟ هذا الموضوع كتبته وأعدت كتاباته مرات وفي كل مرة لا أجد أنني أقدم أي فائدة وحتى الآن لم أقدم فائدة، ببساطة لا أجد فائدة في طرح الحلول، لا أظن أحداً يجهل أهمية الاهتمام بالمعلمين ورفع مكانتهم ومهاراتهم ومساعدتهم بكل شيء يحتاجونه، هذا لوحده حل يكفي لعلاج كثير من مشاكل التعليم لدينا، اهتموا بالمعلمين قبل المباني وقبل الوسائل وقبل التقنيات، المعلم أهم من الوزير، المعلم أهم من المدير، المعلم إن كان متميزاً حقاً يمكنه أن يعطي الفوائد للطلاب حتى لو كان النظام التعليمي سيئاً، شخصياً لا أجد فضلاً للمدارس أو الكتب بل للمعلمين.

      في كثير من أخبار التعليم في صحفنا أجد اهتماماً بذكر "أحدث الوسائل والتقنيات" ولا أجد في مقابلها أي اهتمام بموضوع المعلمين، بدلاً من صرف الملايين على المباني والوسائل والتقنيات لتصرف على المعلمين، بدلاً من صرف الأموال على خبراء ومدراء اجانب لتصرف على معلمين من أرض الوطن، لا يمكن لتعليمنا أن يقوم أو يتطور إلا على أيدي أبناء الوطن.

      هل ما زلت تبحث عن حلول هنا؟ ابحث عنها في مكان آخر فهي كثيرة، كنت أنوي كتابة سلسلة عن حلول مختلفة لكن وجدت الأمر سخيفاً، لو أنني أكتب عن موضوع شخصي لذكرت الحلول والوسائل ولاستفاد الناس منها مباشرة، أما موضوع التعليم فهو أكبر من أن يعالجه شخص مثلي بمقالة صغيرة مثل هذه.




      المصدر : مدونة عبدالله المهيري


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions