بلوح التزحلق نغير التعليم - جديد عبدالله المهيري

    • بلوح التزحلق نغير التعليم - جديد عبدالله المهيري

      هذا ملخص كلمة للدكتور تاي، حاصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء وأكاديمي يعلم منذ 13 عاماً وكما يبدو محترف في رياضة لوح التزحلق، شاهد المحاضرة بنفسك إن كنت تتقن الإنجليزية.


      لماذا نحتاج لبناء ثقافة جديدة للتعليم والتعلم؟ ما الخطأ في الثقافة الحالية للتعليم والتعلم؟
      المدارس تعيسة - المحاضر استخدام لفظ Schools Sucks وهذه لا يمكن ترجمتها بسهولة، كلمة sucks هنا تعني أنها غير جيدة، سيئة، تعيسة .. إلخ.
      الأطفال يقولون هذا ولا أحد يستمع لهم، والآن أنا أقول هذا، وهذا أمر نحتاج لأن نأخذه بجدية، لأن المدارس بالفعل سيئة خصوصاً في ما يتعلق بالرياضيات وتعليم العلوم وهو ما سأركز عليه في كلمتي هذه.
      قبل أن نبدأ في الحديث عن بناء ثقافة جديدة للتعليم والتعلم علينا أن نلقي نظرة فاحصة على الثقافة الحالية ونعرف ما المشكلة فيها ولنبدأ من القمة، من الجامعات، من البيئة التي عشت فيها آخر 16 عاماً من حياتي.
      "الجامعات لا تحقق نتيجة جيدة" - ليون ليدرمين، حاصل على نوبل في الفيزياء، وافتتح مدرسة للعلوم والرياضيات.
      الطلبة يذهبون لقاعة تحوي 200 طالباً ويرون مدرساً بعيداً عنهم وصغيراً، الجامعات جعلت التعليم غير شخصي، في المدارس هناك 20 إلى 30 طالباً في الفصل أما قاعات المحاضرات في الجامعات هي قاعات كبيرة وقد تضم 400 طالب.
      ليدرمين استخدم كلمة depersonalize - غير شخصي أو تحويل الشيء لأمر غير شخصي بل موجه لجماعة من الناس - الكلمة تصف بشكل جيد مشكلة التعليم في الجامعات.
      الجامعات جعلت التعليم الشامل الذي يوجه لأكثر من 200 طالب في قاعة واحدة أسلوباً مقبولاً في التعليم، المدرس لا يحاول أن يجعل الطلاب يشاركون معه في عملية التعلم، ثم الطلاب أنفسهم لا يتعلمون، بعضهم ينام، بعضهم يستخدم الحاسوب ليلهو في فايسبوك أو البريد الإلكتروني وبعضهم يسجل في مساقات أخرى بينما هم يجلسون في أحد المساقات!
      حاول أن تتخيل أنك تجلس في مثل هذه القاعة، هل ستدفع مبلغاً من المال لتجلس فيها؟ هل هذه البيئة تناسب طريقة تعلمك؟
      الجامعات يفترض بها أن تكون مكاناً حيث الطلاب والمدرسون يشاركون في عملية تبادل للأفكار والآراء وهذا لا يحدث لأن التعليم أصبح غير شخصي، أصبح في اتجاه واحد من المدرس إلى عشرات الطلاب، الجامعات والمدرسون والطلاب كلهم وافقوا على هذا الأسلوب وجعلوه مقبولاً.
      يتحدث دكتور تاي بعد ذلك عن نسبة 90% من المدرسين في المدارس الوسطى - middle schoole - لم ينظموا لدورة حول العلوم ويسأل: كيف سمحنا لهذا العدد من المدرسين غير المؤهلين بالانضمام لمدارسنا؟ يمكن طرح نفس السؤال لدينا لكن الفرق أننا لا نعرف كم نسبة المدرسين غير المؤهلين للتعليم.
      إحدى أسباب وجود مدرسين غير مؤهلين هي عملية التوظيف.
      في الجامعات المدرسون لا يوظفون على أساس مهاراتهم في التعليم بل على أساس أبحاثهم وبالتالي التعليم مجرد هم على القلب لهؤلاء المدرسين، هذا الوضع في أمريكا، هل يتكرر الأمر لدينا؟ لا أدري.
      في المدارس تعيين المدرسين قد يكون على أساس الشهادات وليس القدرة على التعليم.
      دكتور تاي يتحدث عن نفسه ويقول: أنا أعلم الفيزياء منذ 13 عاماً لكنني لا أستطيع العمل مدرساً لأنني لم أحضر دورة تعطيني شهادة تؤهلني للتعليم في المدارس.
      إن كانت المدارس تحوي مدرسين حاصلين على شهادات تؤهلهم للتعليم فهذا يعني أن أسلوب الحصول على هذه الشهادة والهدف منها لم يعد لهما معنى.
      إن كنا نريد إصلاح التعليم فلا بد من التخلص من عملية تعيين المدرسين على أساس الشهادات لنبدأ بتوظيفهم على أساس مهاراتهم وقدراتهم الفعلية.
      المدارس الآن توظف أناساً لا يستطيعون أو لا يرغبون في التعليم.
      إن كان التعليم لا يحقق أهدافه فكيف لشخص مثلي - دكتور تاي - أن يدخل في عالم العلوم؟
      لم تكن البيئة من حولي تشجع على التوجه في هذا الاتجاه لكنني كنت محظوظاً بمدرس كان يقدم تعليماً مميزاً وشجعني خارج حصصه على المزيد من التعلم في مواضيع متقدمة.
      الشخص الثاني كان مدرساً في الكلية وكانت أول حصة في الفيزياء جعلت دكتور تاي يحب الفيزياء ويقرر التخصص فيها، بسبب مدرس مميز.
      هذا المدرس في أول مساق له حضر له 8 طلاب فقط من بينهم دكتور تاي وكان هذا إيجابياً لأن المدرس لديه وقت لإعطاء كل طالب وقتاً للحديث والنقاش والتواصل الشخصي.
      لاحظ كيف أنني لا أتحدث عن مباني جديدة براقة أو مختبرات حاسوب أو لوحات بيضاء تفاعلية أثرت علي، أنا أتحدث عن مدرسين رائعين، وللأسف المدرسون الرائعون نادرون.
      "ما يمكننا فعله ليحسن جودة تعليم الفيزياء هو توظيف وتكريم وتشجيع مدرسين مميزين" - دافيد غريفث
      دين زولمن كان يتجول مع ابنته - 8 سنوات - في مبنى الفيزياء في الجامعة التي يعمل فيها، وصلوا إلى قاعة محاضرات مملوءة بالطلاب، ابنته سألت "ما الذي يفعله كل هؤلاء الناس" فرد عليها أبوها "يتعلمون الفيزياء" فسألت ابنته "وهل فقط يجلسون هناك؟"
      بالطبع هم يجلسون هناك وطفلة في الثامنة من عمرها يمكنها أن ترى أن هناك مشكلة كبيرة في مجرد جلوسهم هناك.
      كثير من حصص العلوم صممت لتكون غير علمية، المشكلة الأولى أن الطلبة يجلسون هناك بدون فعل شيء آخر، ولتعلم العلوم يجب أن تفكر وتجري تجارب مختلفة وهذه هي وظيفة المختبرات، للأسف كثير من المختبرات مملة ولا تشرح المفاهيم العلمية بطريقة مقنعة.
      المدرسون لا يحتاجون لإقناع الطلاب فلديهم سلطة في شكل علامات ونتائج الفصل ويمكنهم استخدام هذه السلطة للتعليم بطريقة مملة لا تحتاج لأدلة أو براهين والطلبة يسيرون في هذا النظام بدون اعتراض لأن الهدف النهائي هو الحصول على علامة عالية في الامتحان.
      يتحدث دكتور تاي عن تجربته في حفظ رسم علمي وقد حفظه ونجح في الامتحان لكنه لم يتعلم شيئاً واحداً علمي من هذا الرسم، لم يحصل على فرصة ليجري تجربة علمية ليفهم هذا الرسم وإن لم يحفظه فلن يحصل على علامة جيدة.
      أين يمكن أن نحصل على مثال جيد لتعلم العلوم؟ ماذا عن برنامج Mythbusters؟
      لمن لا يعرف برنامج Mythbusters هو برنامج أمريكي من قناة دسكفري يجري تجارب مختلفة ليعرف الناس إن كانت الأساطير التي يرددونها حقيقية أم لا، أسلوب البرنامج علمي من ناحية اختبار الأشياء وقياس النتائج وتكرار الاختبارات بأشكال مختلفة للوصول إلى نتيجة موثوقة، جزء كبير من البرنامج ترفيهي وجزء لا بأس به علمي.
      البرنامج يجري اختبارات للتحقق من الأساطير التي يرددها الناس، فإن تطابقت نتائج اختباراتهم مع الأسطورة تصبح هذه الأسطورة حقيقية، إن لم تتطابق مع النتائج مع الأسطورة تصبح غير صحيحة.
      هكذا يتعلم الناس العلوم المختلفة، حصص العلوم يجب أن تكون مثل Mythbusters بأسلوب يمكن للطلاب إنجازه.
      يجب أن نشجع الأطفال على إجراء التجارب في البيت واختبار الأشياء بأنفسهم، وهذا علمي أكثر من أن نطلب من الأطفال حفظ الأشياء من الكتب.
      المدارس يجب أن تصمم لتساعد الطلاب على التعلم، لكن مدارس اليوم لا تفعل ذلك.
      في المدرسة هناك عام دراسي مقسم لفصول، لكل فصل هناك مواد مختلفة وهناك وقت محدد لتعلم كل مادة والمعلم يقيم الطالب ويعطيه درجات، كل هذا غير ضروري للتعلم، بل على العكس بعضها يقف ضد التعلم.
      أقول هذا لأن لدي نموذج أفضل للتعلم: رياضة لوح التزحلق - Skateboarding - لم أجد ترجمة أفضل من "لوح التزحلق" هذه فهل لديكم ترجمة أفضل؟
      ما الذي يمكن لرياضة لوح التزحلق أن تقدمه لنا؟
      يعرض دكتور تاي مثالاً لحركة في رياضة التزحلق تضم ثلاث حركات مختلفة يجب أن تجرى في وقت واحد، هذه حركة لم يجربها من قبل لذلك يحتاج للكثير من المحاولات - 58 محاولة - لينجح مرة واحدة في تطبيقها، وهذا يعني أنه فشل 57 مرة.
      لوح التزحلق كشف سر التعلم ... وهو: ابذل كل جهدك إلى أن تفهم.
      إن كان هذا بسيطاً أكثر من اللازم إليك هذه الأمثلة: تعلم المشي، لا نحتاج لإرسال الرضع لمدارس تعليم المشي ليحصلوا على علامات سيئة إن لم يتعلموا المشي في فصل واحد، الرضع يتعلمون بأنفسهم بالسرعة التي تناسبهم إلى أن يتقنوا المشي.
      تعلم أداة موسيقية، أعلم أعلم ... لكنني ألخص محاضرة وقد ضرب هذا المثل، الأداة الموسيقية تحتاج لكثير من التعلم لكي تتقن استخدامها، إن كنت منزعجاً من هذا المثال غيره إلى الكتابة على لوحة المفاتيح باستخدام أصابعك العشرة، هذا أمر يحتاج لكثير من التدرب.
      تعلم الرياضيات، يعطي مثلاً هنا عن شخص احتاج لوقت طويل ليفهم شيئاً في الرياضيات، المدارس لا يمكنها أن تفعل نفس الشيء، العلوم والرياضيات تحتاج وقتاً لفهمها ولا يمكن فعل ذلك بوقت محدود في المدارس.
      البحث العلمي، دكتور تاي استهلك عدة دفاتر ليجرب فهم مسألة رياضيات واحتاج لأشهر لكي يصل في النهاية إلى الفهم، مرة أخرى هذا لا يمكن تكراره في المدارس والجامعات.
      المدارس تعمل بوقت محدد ثابت لا مرونة فيها، هذا أسلوب غبي، هذا يجعل الطلاب لا يطورون مهاراتهم ليتعلموا بشكل صحيح ويفهموا بشكل صحيح.
      إن كنت تتعلم شيئاً جديداً فلا يعقل أن تحدد لنفسك الوقت الذي تحتاجه لتعلم الشيء الجديد، هذا كمن يقول أنه سيعتبر نفسه فاشلاً إن لم يتعلم حركة في رياضة التزحلق خلال عشر تجارب.
      المدارس لا تعطي أسباباً وجيهة للتعلم، بدلاً من ذلك هناك التهديد بالعلامات، والمدرسون يعلمون أنهم لا يستطيعون إجبار شخص على التعلم إن كان الشخص لا يريد ذلك، لكن المدارس مصممة لكي تجبر الطلاب على التعلم بدلاً من تقريب التعلم من قلوبهم.
      التعلم الحقيقي يعتمد على الدافع الذاتي.
      المدارس تعطي الطلاب تقييماً زائفاً من خلال العلامات، من المؤسف أن بعض الطلاي يظنون أنهم تعلموا شيئاً لأن المدرس أعطاهم علامة عالية في الفصل، التعلم الحقيقي يعني أن يكون الطالب صريحاً مع نفسه ويقيم نفسه ولا يمكن لأحد أن يخدع نفسه في كم ما تعلمه، مثال: في رياضة لوح التزحلق حققت الحركة الصعبة مرة واحدة وهذا لا يعني أنني أتقنتها، في الرياضيات والعلوم لا يمكن لأحد أن يتعلم شيئاً من أول مرة، التعلم والإتقان يحتاج لتدرب.
      المدارس تعطي فرصة للغش وعدم النزاهة بالتركيز على العلامات، إن كان الهدف هو التعلم فليس هناك فائدة من الغش.
      إن كنا نريد تحسين التعليم فلنجعله مثل رياضة لوح التزحلق، وإن كنا نريد إفساد أي شيء لنجعله كالمدارس اليوم.
      كيف نصلح التعليم؟ علينا أن نغير أساس التعليم لنحوله لتعليم يناسب طريقة الناس في التعلم، ونحتاج لقادة يوظفون معلمين مميزين.
      المعلم المميز يحتاج لتعليم الشيء الصحيح بالطريقة الصحيحة، لا يمكن للمعلم الجيد أن يقدم فائدة في نظام تعليمي لم يصمم لتقديم الفائدة للطلاب.
      دكتور تاي قدم فصلاً لتعليم الفيزياء لكن بدون أي محاضرات، حول الفصل لورشة عمل، الطلاب يتعاونون لحل مسائل فيزيائية صعبة، وبالطبع أخطأوا كثيراً وساعدتهم لكن الفائدة الحقيقية أن المدرس عرف كيف يفكر الطلاب ويعطيهم تقييماً مفيداً مباشرة في الفصل.
      ما حدث هو تواصل حي بين المدرس والطلاب، تبادل الآراء والأفكار، ما يفترض أن يحدث في الجامعة.
      فكرة أخرى لتغيير التعليم هو تغيير التعليم خارج النظام التعليمي.
      إن كان الكل يستطيع التعليم ولو قليلاً في وقت فراغهم فهذا قد يعطينا أثراً يشبه تعيين عدد من المعلمين بدوام كامل.
      يمكننا أن نعلم من خلال الشبكة وبأشكال مختلفة، الفيديو، ويكيبيديا وغيرها.
      يمكن التعليم من خلال المخيمات التعليمية والأنشطة المختلفة خارج المدرسة.
      دكتور تاي يعرض مثالاً لمخيم تعليمي علمي في كوريا الجنوبية والمعلمين فيه ليسوا متخصصين في التعليم لكن كل واحد منهم يقدم شيئاً صغيراً.
      لا يوجد سبب لتكون أنانياً في العلم، علم الآخرين، وهذا لوحده سبب ليكون الكل معلماً بشكل ما.
      التعليم خارج المدرسة قد يغير الفكرة الغريبة بأن التعليم يحدث فقط في المدرسة، ثم التعليم خارج المدرسة يجب أن يغير الثقافة ليجعل التعليم والتعلم عادات ثقافية يمارسها الجميع وبناء هذه الثقافة ليس صعباً، علينا أن نفعل شيئاً واحداً فقط: شارك بما تعرف.




      المصدر : مدونة عبدالله المهيري


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions