(تشابه)
ما لا تمنحه الحياة
لا يمنحه الموت.




(اختباء)
اختبئ عن جاري
وراء جدار مسلح.
أختبئ عن ناظري
وراء جلد غليظ.
أختبئ عن البشر
وراء شخصية صلبة.
أختبئ عني
وراء أوهام محبوكة.
أيكون هذا سبب لهفتي لاكتشاف من أكون؟




(آثار)
آثاري على الرمل..
سفتها الرياح.
آثاري على الشاطيء..
محتها المياه.
آثاري في الحياة..
بددها الزمن.




(اختلاس)
لم أمر من هنا،
لا أجد بقاياي في الأشياء،
لا آثار لي في ساحة الجريمة.
عبرت الحياة متسللا،
واختلست بعض نزواتها بحذر.




(فراشة)
أطير،
ولكن أيْنِيِ من طائرة البشر
إذ تُدوِّم في السماء من غير تعب.
أُرفرفُ بجناحيْ
وهي بكبريائها تُبقِي جناحيها ساكنين.
بالكاد أحملُ نفسي،
أمّاها فتحملُ الأطنان.
يبقى لي أنْ أُعزِّي نفسي
بألوان جناحيْ؛
فأنا جميلة،
وقد صُوِّرتُ مرةً في برنامجٍ وثائقيٍّ حول الفراشات.




(مقاييس)
في العشرين،
حلمت بأمر ما،
ولم يتحقق.
والآن أحمد كل شيء كان عقبة؛
فذلك الحلم لا معنى له..
بمقياس هذه اللحظة.




(غفوة)
من غفوة مفاجئة،
أيقظت شيطاني الحارس،
وقلت له :
أرجوك! ليس بعدُ.




(كبرياء)
قط الجبل الذي زار المدينة،
أصيب بنعرة كبرياء؛
فرفض التوقف حين رأى سيارة قادمة.
وها هي أشلاؤه الممزقة على الطريق،
تنتظر عجلات أخرى لتدوسها.




(جبن)
الجريمة التي حصلت في الشارع المجاور،
قيدت ضد مجهول،
مع أني فاعلها؛
فحبي لنفسي فاق عظمتي.


(وحدة)
حين يخلو صندوق بريدي الوارد،
أرسل لنفسي رسائل غُفلاً،
عارضا الأسباب التسعمئة التي
تحيل الوحدة مجدا.


(تباين)
وهو يغير لها إطار سيارتها الممزق
ممتلئا بالرغبات،
ملأت هي وقتها بمهاتفة حبيبها
المستلقي على خميلة النعاس.


(دعوة)
أدعو ربا لا أؤمن به
ليبعد عني فتاة لا أحبها.


(نكش)
عبثا أنكش الرماد بأصابعي
في محاولة لإيجاد الخشبة التي احترقت.




(وظيفتان)
على الشاطئ
هززت كتفي بشدة
فتساقطت عني هموم الإنسانية.
واستلقيت جذلا على الرمل،
بعد أن أقلت نفسي من وظيفة الرب
وصرت شاعرا.


(رغبة ورهبة)
في اللحظة التي تتلو الجنس
حين اكون مرتخيا
وزاهدا في النساء
حينها
تفارقني الرغبة في الجنة
ويحتلني الخوف من النار.