"التويتريون" يغردون في مسقط - جديد عمود انارة

    • "التويتريون" يغردون في مسقط - جديد عمود انارة



      الإنترنت يغير حياة الناس كل يوم أسرع مما نتصـ.. عفوا.. سأعود للكتابة بعد قليل.. ( 30 ثانية).. عدت لكم.. المعذرة كنت "أغرد" في موقع ( Twitter.com ) وأخبرهم أني أكتب مقالا لجريدة عمان عن الذين يكتبون لهذا الموقع، "رائد رايد" يرى أن "التويتريون" هوه الإسم الأنسب حين نصف كتاب ذلك الموقع، "بدر الهنائي" لا يوافقه الرأي لأن الكثير من (أعضاء المجموعة) لا يكتبون باللغة العربية!! أما "بلو- تشي" فهو مشغول برفع صور حملة المدونين العمانيين ضد H1N1. "مسقطي" يحب الشوارمة التركية. "ماكوراني" تشرب شاي ليبتون.




      هل تعتقدون أن هذا حوار شخصي، وأن هذه البداية سيئة جدا لمقال!! نعم قد تكون كذلك في المجمل، ولكن عن موضوع كـ "تويتر" البداية جدا منطقية. هذا الموقع يغير حياة الناس في العالم وفي عمان أيضا في هذه اللحظة وكل لحظة.
      قد يكون هذا الكلام أكثر من رائع وواقعي لمرتادي مواقع الشبكات الإجتماعية مثل تويتر، والفيس بوك، وهاي فايف وغيرها، وقد يكون ممل جدا وغير مجدي لمن هم بعيدون عن هذا العالم. ولكن عدم الحديث عن هؤلاء لا يعني أبدا أنهم لا يتحدثون هناك، فالكتابة في تويتر لا تتوقف على الإطلاق.
      فكرة موقع ( Twitter ) - ومعاناها باللغة العربية (التغريد) وشعاره عصفورة زرقاء – أن كل مشترك يمكنه كتابة رسالة شخصية تصف ما يفعله الآن في عدد حروف لا يتجاوز 140 حرفا. ولكن من يهتم بك إذا كنت تتعشى في مقهى بسيط بروي، أو في مطعم بفندق خمس نجوم؟!

      تويتر يقول أن هناك الكثيرين ممن يهتمون بهذه المواضيع الاجتماعية البسيطة، وهذا ما نشاهده من خلال المحادثات التي لا تتوقف، فمن المحرج جدا أن تتصل بصديق لتقول له أنك غير قادر على النوم، ولكن إن وضعته على صحفة تويتر قد يكون موضوعا للنقاش لمدة ساعة كاملة!!
      وتطور وضع هذا الموقع من يوم تدشينه عام 2006 وحتى الآن بظهور عدد جديد من الإمكانيات كالبحث وتحديد نقاط الارسال وغيرها من الخصائص التي كان لمستخديمها الفضل الأكبر في ابتكارها، اضف إلى ذلك العدد الكبير من التطبيقات على أجهزة الهاتف النقال بشكل عام وبلاك بيري وآي فون بشكل خاص.
      يقول ستيفن جونسون في مقال بعنوان "كيف سيغير تويتر طريقة عيشنا" ترجمته مؤخرا زوان السبتي في ملحق الجسر: " التطور الرئيس لتويتر جاء من خلال المستخدمين الذين وظفوه لأداء مهام لم يحلم بها مخترعوه. باختصار، المذهل في تويتر هو ليس ما يفعله لنا وإنما ما نفعله نحن به"!
      هذه العلاقة اتسمت بأسلوب تسويقي مبتكر، يجعل العميل يحدد احتياجاته من المنتج، وتلبي الشركة تلك الاحتياجات لتوصل العميل لمرحلة الرضى. وكأن العميل هو من يصمم المنتج والشركة تنفذ التصميم!
      وبتويتر يصبح الإنترنت واقعا حقيقيا عوض أن يكون واقعا افتراضيا، ويجعل كل شخص مشاركا في صنع الحوار العام!! أي أسلوب جديد في الإعلام هذا!! والذي يطرح نقاشا لقضايا وأحداث أثناء حدوثها، لا بعد نهايتها. وفي أحد المؤتمرات عن التعليم في أمريكا فتح المنظمون صفحة في تويتر عن المؤتمر ووضعوا شاشة تظهر الرسائل التي يرسلها المشاركون على الصحفة أثناء عرض أوراق العمل، فاحتدم نقاش على شاشة تويتر بين الحاضرين في المؤتمر والجمهور في الخارج من خلال تلك الرسائل القصيرة!! هل تتخيلون مستوى التفاعل؟!


      ما يحرضني على الكتابة عن تويتر بشكل خاص أنه انتقل فعلا معنا هنا في عمان إلى واقع حقيقي من خلال الملتقى الأول لكتاب تويتر ( Tweet Meet Oman ) والذي كان يوم الخميس الماضي في أحد مقاهي مسقط. وجهة الدعوة للحضور من خلال موقع تويتر وتفاعل الحاضرون، وعند السابعة مساءً حضر قرابة 30 شخصا من "المغردون" وتبادلوا وجهات النظر حول قضايا مختلفة. الجميل في الأمر أن الفعالية كانت تغطى في نفس الوقت على تويتر، كان الحاضرون يشاركون البقية الأحداث الدائرة في تلك الفعالية من موقع الحدث لحظة بلحظة!!
      وهذا يكسر الصورة النمطية للكتابة في الانترنت بالسلطنة، فبعد أن كان كتاب الإنترنت "أشباحا" لا تعرف هوياتهم وأسمائهم ، أصبحوا اليوم بشرا عاديين يلتقون في تويتر على الإنترنت ويشربون القهوة بشخصياتهم العادية مساءً. لا يمكن أبدا تجاهل هذه الظاهرة، بل يجب توظفيها بشكل صحيح في العديد من قضايانا المحلية كالتعليم والإعلام والصحة والأعمال وغيرها.
      بالأمس ناقش بعضهم فوز أوباما بجائزة السلام حال صدور الخبر، وتفاعل كثيرون مع الخبر بالتعليق السلبي أو الايجابي. إن هذه السرعة في وصول المعلومة وردات الفعل جعلت الكثير من الشخصيات العامة تضع لها اشتراكا خاص مثل أوبرا وينفري والملكة رانيا والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
      يشكك البعض في إمكانية هذه التقنية على الصمود طويلا، ويعتبرونها "موضة" ستنتهي بعد بعض من الوقت، ولكن كم من الوقت؟ لا يجزم أحد بذلك. أما التأثير الذي تحدثه كل يوم فهو آخذ في الزيادة والإنتشار. بعض الشركات العمانية أدركت ذلك فوضعت لنفسها مكانا في تويتر، أذكر منها (الطيران العماني) والذي يشارك في الكثير من الحوارات ويرد على الكثير من تساؤلات المشاركين، قد تكون العملية متعبة ومكلفة ولكنها فعالة بكل تأكيد لأن تفاعل الجمهور يؤكد وصول الرسالة.
      الآن يجب أن أعود لتويتر لأخبر الزملاء هناك أني فرغت من كتابة المقال، وأنا على يقين أن حوارات كثيرة درات خلال كتابتي لهذه الكلمات!!

      حشر بن خميس المنذري
      Hasher5@hotmail.com




      المصدر : عمود انارة


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions