إبراهيم فرغلي
<span style="font-size:130%;">
وكالة الأهرام للصحاقة
ماهو موقع الأدب الخليجي من خارطة الإبداع في العالم العربي؟
سؤال يبدو سهلا لكن الإجابة عليه ليست بالسهولة نقسها.. لأسباب عديدة من بينها حداثة عهد تجربة الأدب الخليجي من ناحية، وعدم انتشاره عربيا بالشكل الذي يساهم في تقييم النقاد العرب لهذه التجربة بشكل واق كما هو متحقق لدول عربية اخرى مثل مصر ومنطقة الشام وحتى العراق والسودان . بالإضافة لمجموعة اخرى من العوامل والظروف التي يرصدها التحقيق التالي ..الملاحظة الأولى التي تبادرنا لدى الإجابة عن سؤال يتعلق بالأدب الخليجي هو اختزال الأدب في كل بلد من بلدان الخليج باسم او بضعة اسماء باعتبارها رموز الأدب في هذه البلدان رغم ان الخريطة الإبداعية في كل بلد على حدة تتسع جغراقياً عاماً بعد آخر وينضم لها كتائب من الكتاب الشباب .. لكن لظروف تقصير الإعلام العربي من جهة واستسهال النقاد ، وصعوبة انتقال الكتاب العربي بين حدوده ولأسباب اخرى ربما . يكرس الجميع لاسماء بعينها في عالم لم يعد يستوعب قكرة الكاتب الأوحد .
على سبيل المثال-بعد تجاوز نموذج الكاتب عبد الرحمن منيف لوضعه الخاص -عندما يذكر اسم السعودية تحضر بعض الأسماء منها الكاتب والشاعر غازي القصيبي وعلى مقربة منه يستقر اسم الروائي تركي الحمد ومعه عبد العزيز المشري . ولكن المثققين في مصر مثلا لن تجد لديهم معرفة بطبيعة المشروع الإبداعي لأي من هذه الأسماء فما بالك بأسماء جيل جديد من الكتاب قدم عدة تجارب ابداعية لافتة مثل الكاتب عبده خال ثم كاتبات امثال نوره الغامدي ومحمود تراوري وغيرهم .
في سلطنة عمان ايضا ستجد الساحة الأدبية العمانية رغم ما تشهده من زخم على يد جيل جديد من الكتاب والكاتبات يظل مختزلا في اسم الشاعر سيف الرحبي، او في اسم الكاتب الروائي اسماعيل فهد اسماعيل وليلى العثمان في الكويت، كما يشيع اسم الدكتور عبد العزيز المقالح في اليمن رغم وجود اسماء مثل زيد مطيع بعمله "الرهينة" ومحمد عبد ولي وغيرهما . او اقتصار الإبداع في البحرين على اسم الشاعر البحريني قاسم حداد وأمين محمداو على اسماء عبد الحميد احمد وعلي ابو الريش وميسون صقر في الإمارات رغم وجود اسماء اخرى كثيرة منها محمد غباشي ومحمد المر ومحمد المزروعي في الشعر وغيرهم .
الدكتورة ماري تريز- استاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة والناقدة-تعلل هذه الظاهرة بالإحالة على تقصير الإعلام بشكل عام والإعلام الأدبي والثقافي في المنطقة العربية بشكل خاص وتقول: الإعلام يمارس دورا سيئا جدا في عدم تعريف الأجيال الشابة في مصر فما بالك بالخليج ؟وتضيف د. ماري انه حتى الكتب الإبداعية لهؤلاء لا تصل للقاهرة إلا خلال معرض الكتاب، ولكن بدون اي تقديم اعلامي من اي نوع وبالتالي سيكون من الصعب ايضا الحصول عليها.ولذلك تقول د. ماري: معرفتي في النهاية ستكون محدودة للغاية .. اعرف اعمال الكاتب عبد الرحمن منيف . اعرف بعض اعمال ليلى العثمان، واتابع دواوين واعمال الشاعر العماني سيف الرحبي الذي تعجبني اعماله بشكل كبير. وحتى عندما يحضر اي من هؤلاء إلى معرض القاهرة للكتاب يتم تقديمهم في جو صاخب ومهرجاني لا يتيح للمهتم التعرف عليهم بشكل جيد، ولا تتاح ايضا القرصة للجمهور العادي لأنه غير مهتم اساسا لا بكُتَّاب مصر ولا بغيرهم .
نزوى
يضيف الكاتب والناقد الشاب محمد عبد المجيد بعداً آخر يتعلق بالدوريات التي تصدر في بعض دول الخليج التي تمارس هذا التعتيم بشكل ما . ويقول: مجلة "نزوى" التي يصدرها سيف الرحبي بسلطنة عمان هي الاستثناء الوحيد لأنها تقدم باستمرار اسماء متعددة لكُتَّاب وكاتبات عمانيين وبالتالي نحن نعرف بعض الأسماء رغم ان ذلك لا يمكن ان يكون صورة كاملة كما لو اننا نقرأ لأي منهم كتابا كاملا .. لكن على الأقل نتعرف اليهم . بينما سنجد ان الدوريات الثقافية التي تصدرها الكويت او دولة الإمارات تقدم خدمة ثقاقية ومهمة لكنها لا تقدم أي اسماء لكُتَّاب هاتين الدولتين، بل هي تركز على اسماء عربية اخرى ربما تواجه مركزية الثقافة المصرية وتحقيق نوع من الثقل الثقافي، لكنه يأتي على حساب التعريف بكُتَّابها انقسهم في نهاية الأمر.ويضيف انه كناقد قد تصل اليه بعض الأعمال الإبداعية من الكويت وغيرها .. لكنها تصله بشكل شخصي وقردي وبالتالي يتم التعامل معها ايضا بشكل فردي وليس في سياق اتجاه ادبي معين او مدارس ابداعية لها شكل محدد.
ولعل ما يؤكد صحة ما يذهب اليه الكاتب محمد عبد المجيد ان النقاد المصريين بالفعل يتعاملون بشكل فردي تماما في نقد الأدب الخليجي: ستجد مثلا مقالا للناقد فاروق عبد القادر عن عبد المجيد احمد وبعض كتاب الإمارات وقد نشره في كتابه "نفق معتم ومصابيح قليلة". كما ستجده وقد نشر مقالا عن أعمال الكاتبة الكويتية ليلى العثمان في عدد مجلة الأدب الذي خصص لدراسة الأدب الكويتي . او مقال لصلاح فضل او غيره عن كاتب ما لكن لا توجد دراسات وافية .
هناك ايضا بعض دراسات المصرية التي تتسم بالاجتهاد لانها تبحث عن مصادر جديدة وتكشق اما عن اسماء خليجية رائدة او شابة .أول سيرة ذاتية وعلى سبيل المثال ضمنت الدكتورة رضوى عاشور كتابها "صيادو الذاكرة" الصادر عن المركز الثقافي العربي مقالا عن التقاعل الثقافي وتقنيات الكتابة بدأت فيه بالإشارة إلى أول سيرة ذاتية تكتبها امرأة عربية وهي سيرة نشرت في برلين باللغة الألمانية عام 1886ونقلت عام 1988إلى الإنجليزية ثم بعدها بعام إلى الفرنسية المذكرات للأميرة سالمة ابنة السلطان سعيد بن سلطان حاكم مسقط وزنزبار وقد صدرت ترجمته العربية عن وزارة التراث القومي والثقافة من ترجمة عبدالمجيد حسيب القبيصي .
وعن هذا الكتاب تقول د. رضوى: "انتجت الأميرة سالمة ابنة سلطان مسقط وزنزبار سيرة ذاتية لها خصوصيتها الشديدة، ففي النص دفاع عن الشرق، وفيه ايضا هجوم على الاطماع البريطانية في الشرق. باختصار يقع النص في نقطة التقاء تقاطعات عديدة، وهو نص فريد في كتابة المرأة العربية" وهي اذ تحكي قصة حياتها تختار الشكل الدارج في القرن التاسع عشر لكتب العادات والتقاليد، وتفرد لوصف المكان واسلوب الحياة اليومية لسكانه مساحة مساوية لما تفرده لحياتها الخاصة . تكتب عن وضع المرأة في الشرق عن الخطوبة والزواج في بلاد العرب، عن زيارات النساء ومجالس الرجال، عن الصيام والأعياد في الإسلام، وعن الطب والعلاج والنذور والأرواح وتمضي الأميرة في اثبات ان المرأة الشرقية ليست ذلك المخلوق المظلوم المضطهد البائس الذي لا حول له ولا مقام في الحياة كما يحلو للناس هنا ان يكرروا هذا دوما".
لكن هذا الاكتشاق الذي تقدمه الدكتورة رضوى عاشور لم يكن جمهوره سوى بعض الكاتبات العربيات اللائي حضرن ندوة التفاعل الثقافي وابداع المرأة العربية بتونس، ثم هاهو يصدر في كتاب صادر عن دار نشر عربية هي المركزالثقافي العربي بما يجعل انتشار الكتاب محدودا لا يمكن بلا إعلام ان يحتقى به بشكل يتيح التعريف اعلاميا بمذكرات السيدة سالمة.
على المستوى ذاته سنجد ان كاتبا مثل يوسف الشاروني يكتب عدة دراسات عن الأدب العماني ضمنها كتابه "في الأدب العماني الحديث" لكنه يهتم ايضا برواية الكاتبة العمانية الشابة بدرية الشحي "الطواف حيث الجمر" والتي يصفها بأنها رواية رحلة "بطلتها زهرة من مسقط رأسها في الجبل حيث اشتعلت هناك ثورة في الخمسينات من القرن العشرين وذلك بعد ان مات حبيبها سالم وأراد اهلها ان يقرضوا عليها زواجا من شاب يصغرها باثنى عشر عاما . وهكذا تمردت على تقاليد لم تتعود ان تخالف النساء فيها قرارات الرجال. وكان هروبها كامرأة وسط مجموعة من البحارة محفوفا بأشد الأخطار لكنها بجرأتها وذكائها استطاعت ان تصل إلى ماليندي وتحسب انها بذلك انقذت نفسها لكنها اكتشقت انه هروب للأسوأ .
يقول يوسف الشاروني عن بدرية الشحي انها طالبة بعثة في المملكة المتحدة تعد رسالة دكتوراه في الهندسة الكيميائية لم تتخل عن موهبتها بل تعهدتها بالرعاية والمثابرة فقدمت لنا روايتها الناضجة "الطواف حيث الجمر".
الحقيقة ان بدرية الشحي واحدة من جيل النهضة الخليجية لكنها تمثل مع جيلها كتيبة من الأدباء الذين قدموا تجاربَ قصصية شديدة الخصوصية ومنهم على سبيل المثال محمد اليحيائي في "خرزة المشي" ومحمود الرحبي في "اللون البني" التي تضمنت مجموعة من الأقاصيص المحكمة، ويحيى المنذري في "نافذتان لذلك البحر" التي تركز على الجوانب الإنسانية للشخصية العمانية، بينما يغوص خالد العزري في اعماق المجتمع العماني من الداخل وتقاصيل تأثير التراث الاجتماعي على المواطن العماني المعاصر، وغيرهم من الأسماء على سبيل المثال لا الحصر: علي المعمري ويونس الاخزمي وسالم آل تويه ومحمد البلوشي وغيرهم .
والشعراء اصحاب التجارب اللاقتة زاهر الغافري و محمد الحارثي وناصر العلوي وعبد الله البلوشي وسواهم ممن تحول العوائق السابق ذكرها عن وصولهم للمثقق العربي في أرجاء المنطقة العربية مع بعض الاستثناءات، او تكوين حركة النقد العربية وجهة نظر في ابداعاتهم .
حصار اعلامي
<div align="justify">في السعودية ايضا ستجد اجيالا جديدة من الكتاب من امثال عبده خال ومحمود تراوري ونوره الغامدي ولا يبدو ان الحصار الإعلامي العربي وصعوبة انتقال الكتب هما السببان الوحيدان لعدم حضورهم وغيرهم من الكتاب على الساحة الثقاقية العربية بشكل بارز
المصدر : يحيى سلام المنذري
<span style="font-size:130%;">
وكالة الأهرام للصحاقة
ماهو موقع الأدب الخليجي من خارطة الإبداع في العالم العربي؟
سؤال يبدو سهلا لكن الإجابة عليه ليست بالسهولة نقسها.. لأسباب عديدة من بينها حداثة عهد تجربة الأدب الخليجي من ناحية، وعدم انتشاره عربيا بالشكل الذي يساهم في تقييم النقاد العرب لهذه التجربة بشكل واق كما هو متحقق لدول عربية اخرى مثل مصر ومنطقة الشام وحتى العراق والسودان . بالإضافة لمجموعة اخرى من العوامل والظروف التي يرصدها التحقيق التالي ..الملاحظة الأولى التي تبادرنا لدى الإجابة عن سؤال يتعلق بالأدب الخليجي هو اختزال الأدب في كل بلد من بلدان الخليج باسم او بضعة اسماء باعتبارها رموز الأدب في هذه البلدان رغم ان الخريطة الإبداعية في كل بلد على حدة تتسع جغراقياً عاماً بعد آخر وينضم لها كتائب من الكتاب الشباب .. لكن لظروف تقصير الإعلام العربي من جهة واستسهال النقاد ، وصعوبة انتقال الكتاب العربي بين حدوده ولأسباب اخرى ربما . يكرس الجميع لاسماء بعينها في عالم لم يعد يستوعب قكرة الكاتب الأوحد .
على سبيل المثال-بعد تجاوز نموذج الكاتب عبد الرحمن منيف لوضعه الخاص -عندما يذكر اسم السعودية تحضر بعض الأسماء منها الكاتب والشاعر غازي القصيبي وعلى مقربة منه يستقر اسم الروائي تركي الحمد ومعه عبد العزيز المشري . ولكن المثققين في مصر مثلا لن تجد لديهم معرفة بطبيعة المشروع الإبداعي لأي من هذه الأسماء فما بالك بأسماء جيل جديد من الكتاب قدم عدة تجارب ابداعية لافتة مثل الكاتب عبده خال ثم كاتبات امثال نوره الغامدي ومحمود تراوري وغيرهم .
في سلطنة عمان ايضا ستجد الساحة الأدبية العمانية رغم ما تشهده من زخم على يد جيل جديد من الكتاب والكاتبات يظل مختزلا في اسم الشاعر سيف الرحبي، او في اسم الكاتب الروائي اسماعيل فهد اسماعيل وليلى العثمان في الكويت، كما يشيع اسم الدكتور عبد العزيز المقالح في اليمن رغم وجود اسماء مثل زيد مطيع بعمله "الرهينة" ومحمد عبد ولي وغيرهما . او اقتصار الإبداع في البحرين على اسم الشاعر البحريني قاسم حداد وأمين محمداو على اسماء عبد الحميد احمد وعلي ابو الريش وميسون صقر في الإمارات رغم وجود اسماء اخرى كثيرة منها محمد غباشي ومحمد المر ومحمد المزروعي في الشعر وغيرهم .
الدكتورة ماري تريز- استاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة والناقدة-تعلل هذه الظاهرة بالإحالة على تقصير الإعلام بشكل عام والإعلام الأدبي والثقافي في المنطقة العربية بشكل خاص وتقول: الإعلام يمارس دورا سيئا جدا في عدم تعريف الأجيال الشابة في مصر فما بالك بالخليج ؟وتضيف د. ماري انه حتى الكتب الإبداعية لهؤلاء لا تصل للقاهرة إلا خلال معرض الكتاب، ولكن بدون اي تقديم اعلامي من اي نوع وبالتالي سيكون من الصعب ايضا الحصول عليها.ولذلك تقول د. ماري: معرفتي في النهاية ستكون محدودة للغاية .. اعرف اعمال الكاتب عبد الرحمن منيف . اعرف بعض اعمال ليلى العثمان، واتابع دواوين واعمال الشاعر العماني سيف الرحبي الذي تعجبني اعماله بشكل كبير. وحتى عندما يحضر اي من هؤلاء إلى معرض القاهرة للكتاب يتم تقديمهم في جو صاخب ومهرجاني لا يتيح للمهتم التعرف عليهم بشكل جيد، ولا تتاح ايضا القرصة للجمهور العادي لأنه غير مهتم اساسا لا بكُتَّاب مصر ولا بغيرهم .
نزوى
يضيف الكاتب والناقد الشاب محمد عبد المجيد بعداً آخر يتعلق بالدوريات التي تصدر في بعض دول الخليج التي تمارس هذا التعتيم بشكل ما . ويقول: مجلة "نزوى" التي يصدرها سيف الرحبي بسلطنة عمان هي الاستثناء الوحيد لأنها تقدم باستمرار اسماء متعددة لكُتَّاب وكاتبات عمانيين وبالتالي نحن نعرف بعض الأسماء رغم ان ذلك لا يمكن ان يكون صورة كاملة كما لو اننا نقرأ لأي منهم كتابا كاملا .. لكن على الأقل نتعرف اليهم . بينما سنجد ان الدوريات الثقافية التي تصدرها الكويت او دولة الإمارات تقدم خدمة ثقاقية ومهمة لكنها لا تقدم أي اسماء لكُتَّاب هاتين الدولتين، بل هي تركز على اسماء عربية اخرى ربما تواجه مركزية الثقافة المصرية وتحقيق نوع من الثقل الثقافي، لكنه يأتي على حساب التعريف بكُتَّابها انقسهم في نهاية الأمر.ويضيف انه كناقد قد تصل اليه بعض الأعمال الإبداعية من الكويت وغيرها .. لكنها تصله بشكل شخصي وقردي وبالتالي يتم التعامل معها ايضا بشكل فردي وليس في سياق اتجاه ادبي معين او مدارس ابداعية لها شكل محدد.
ولعل ما يؤكد صحة ما يذهب اليه الكاتب محمد عبد المجيد ان النقاد المصريين بالفعل يتعاملون بشكل فردي تماما في نقد الأدب الخليجي: ستجد مثلا مقالا للناقد فاروق عبد القادر عن عبد المجيد احمد وبعض كتاب الإمارات وقد نشره في كتابه "نفق معتم ومصابيح قليلة". كما ستجده وقد نشر مقالا عن أعمال الكاتبة الكويتية ليلى العثمان في عدد مجلة الأدب الذي خصص لدراسة الأدب الكويتي . او مقال لصلاح فضل او غيره عن كاتب ما لكن لا توجد دراسات وافية .
هناك ايضا بعض دراسات المصرية التي تتسم بالاجتهاد لانها تبحث عن مصادر جديدة وتكشق اما عن اسماء خليجية رائدة او شابة .أول سيرة ذاتية وعلى سبيل المثال ضمنت الدكتورة رضوى عاشور كتابها "صيادو الذاكرة" الصادر عن المركز الثقافي العربي مقالا عن التقاعل الثقافي وتقنيات الكتابة بدأت فيه بالإشارة إلى أول سيرة ذاتية تكتبها امرأة عربية وهي سيرة نشرت في برلين باللغة الألمانية عام 1886ونقلت عام 1988إلى الإنجليزية ثم بعدها بعام إلى الفرنسية المذكرات للأميرة سالمة ابنة السلطان سعيد بن سلطان حاكم مسقط وزنزبار وقد صدرت ترجمته العربية عن وزارة التراث القومي والثقافة من ترجمة عبدالمجيد حسيب القبيصي .
وعن هذا الكتاب تقول د. رضوى: "انتجت الأميرة سالمة ابنة سلطان مسقط وزنزبار سيرة ذاتية لها خصوصيتها الشديدة، ففي النص دفاع عن الشرق، وفيه ايضا هجوم على الاطماع البريطانية في الشرق. باختصار يقع النص في نقطة التقاء تقاطعات عديدة، وهو نص فريد في كتابة المرأة العربية" وهي اذ تحكي قصة حياتها تختار الشكل الدارج في القرن التاسع عشر لكتب العادات والتقاليد، وتفرد لوصف المكان واسلوب الحياة اليومية لسكانه مساحة مساوية لما تفرده لحياتها الخاصة . تكتب عن وضع المرأة في الشرق عن الخطوبة والزواج في بلاد العرب، عن زيارات النساء ومجالس الرجال، عن الصيام والأعياد في الإسلام، وعن الطب والعلاج والنذور والأرواح وتمضي الأميرة في اثبات ان المرأة الشرقية ليست ذلك المخلوق المظلوم المضطهد البائس الذي لا حول له ولا مقام في الحياة كما يحلو للناس هنا ان يكرروا هذا دوما".
لكن هذا الاكتشاق الذي تقدمه الدكتورة رضوى عاشور لم يكن جمهوره سوى بعض الكاتبات العربيات اللائي حضرن ندوة التفاعل الثقافي وابداع المرأة العربية بتونس، ثم هاهو يصدر في كتاب صادر عن دار نشر عربية هي المركزالثقافي العربي بما يجعل انتشار الكتاب محدودا لا يمكن بلا إعلام ان يحتقى به بشكل يتيح التعريف اعلاميا بمذكرات السيدة سالمة.
على المستوى ذاته سنجد ان كاتبا مثل يوسف الشاروني يكتب عدة دراسات عن الأدب العماني ضمنها كتابه "في الأدب العماني الحديث" لكنه يهتم ايضا برواية الكاتبة العمانية الشابة بدرية الشحي "الطواف حيث الجمر" والتي يصفها بأنها رواية رحلة "بطلتها زهرة من مسقط رأسها في الجبل حيث اشتعلت هناك ثورة في الخمسينات من القرن العشرين وذلك بعد ان مات حبيبها سالم وأراد اهلها ان يقرضوا عليها زواجا من شاب يصغرها باثنى عشر عاما . وهكذا تمردت على تقاليد لم تتعود ان تخالف النساء فيها قرارات الرجال. وكان هروبها كامرأة وسط مجموعة من البحارة محفوفا بأشد الأخطار لكنها بجرأتها وذكائها استطاعت ان تصل إلى ماليندي وتحسب انها بذلك انقذت نفسها لكنها اكتشقت انه هروب للأسوأ .
يقول يوسف الشاروني عن بدرية الشحي انها طالبة بعثة في المملكة المتحدة تعد رسالة دكتوراه في الهندسة الكيميائية لم تتخل عن موهبتها بل تعهدتها بالرعاية والمثابرة فقدمت لنا روايتها الناضجة "الطواف حيث الجمر".
الحقيقة ان بدرية الشحي واحدة من جيل النهضة الخليجية لكنها تمثل مع جيلها كتيبة من الأدباء الذين قدموا تجاربَ قصصية شديدة الخصوصية ومنهم على سبيل المثال محمد اليحيائي في "خرزة المشي" ومحمود الرحبي في "اللون البني" التي تضمنت مجموعة من الأقاصيص المحكمة، ويحيى المنذري في "نافذتان لذلك البحر" التي تركز على الجوانب الإنسانية للشخصية العمانية، بينما يغوص خالد العزري في اعماق المجتمع العماني من الداخل وتقاصيل تأثير التراث الاجتماعي على المواطن العماني المعاصر، وغيرهم من الأسماء على سبيل المثال لا الحصر: علي المعمري ويونس الاخزمي وسالم آل تويه ومحمد البلوشي وغيرهم .
والشعراء اصحاب التجارب اللاقتة زاهر الغافري و محمد الحارثي وناصر العلوي وعبد الله البلوشي وسواهم ممن تحول العوائق السابق ذكرها عن وصولهم للمثقق العربي في أرجاء المنطقة العربية مع بعض الاستثناءات، او تكوين حركة النقد العربية وجهة نظر في ابداعاتهم .
حصار اعلامي
<div align="justify">في السعودية ايضا ستجد اجيالا جديدة من الكتاب من امثال عبده خال ومحمود تراوري ونوره الغامدي ولا يبدو ان الحصار الإعلامي العربي وصعوبة انتقال الكتب هما السببان الوحيدان لعدم حضورهم وغيرهم من الكتاب على الساحة الثقاقية العربية بشكل بارز
المصدر : يحيى سلام المنذري
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions