من زمان قال أحد الشعراء:-
ومن البلية عذل من لا يرعوي.... عن غيه وخطاب من لا يفهم
سنرجع للاخ الشاعر اللي كان محظوظ وما عاش في هذا الزمانعذرا اقصد مع اهل هذا الزمان.
بصراحه صرت محتار ... بعد 14 سنة بأذن الله اولادي سيبلغوا الشهادة الثانوية العامة ... اسف يا وزير التربية (أول مره أرى عسكري وزيرا للتربية !!) - اقصد الدبلوم العام – لو انه تغيير المسمى ما راح يرفع مستوى الطلبه – المهم نرجع لموضوعنا ... بعد ان ينهي ابنائي الثانوية العامة فلا بد ان يكملوا مشوار التعليم العالي .. وهنا تبدأ الحيرة ... اما ان يكونوا من ضمن من تحتويهم الجامعة الحكومية الوحيدة او ان ينتسبوا الى الى بعض الجامعات والكليات الخاصة بالسلطنةالمليئة بالكليات الخاصة والتي لم تكن اي منها موجوده قبل بضع سنوات.
بصراحه الخيارين أحلاهما مُر ... فالجامعة الحكومية وبالرغم من انها تستقطب ما يسمونهم – كما كان يطلق علينا رئيس الجامعه انذاك – نخبة النخبة، ولكن نخبة النخبة هذه وبخاصة في السنوات الاخيرة – من عام 1999 – تم توجيهها للاهتمام بالانشطة والمناشط والحفلات اكثر من اهتمامهم بالعلم والبحوث العلمية ...
ليس هذا لب الموضوع ... فهناك شي أهم من ذلك الا وهو .... المستوى الاخلاقي الذي وصلت اليه مؤسسات التعليم العالي، ساسرد عليكم موقفين ولكم الحكم فيهما:-
1.طالب جامعي قابع في الغرفة المخصصة للطلبة والطالبات وهي غرفة للمذاكرهالعامه منكب على كتابة، فجأه وتدخل احدى الطالبات ومن ذات تخصصه ودفعته لتستغل وقت الاستراحه بين المحاضرات للمذاكرة فتتراجع قليلا، دقائق معدوده وترجع مرة اخرى وبصحبتها طالبة اخرى!! لم تتقبل هذه الطالبة ان تجلس للمذاكرة وبمفردها وفي غرفة عامه بوجود طالب اخر !! .تاريخ الحدث احدى أيام العام 1997م.
2.كلية/جامعة خاصة وفي الفترة الصباحية .. الطلبة والطالبات متجمعون في الساحه الداخلية للمؤسسة التعليمية والمكيفة بالطبع، هناك بضعة كراسي متناثرة - الكراسي المستخدمة تدعوك للاسترخاء بمجرد الجلوس عليها - ، في الزاوية طلبة يتناقشون فيما بينهم في احدى المواد، في زاوية اخرى طالبات يتبادلن اطراف الحديث، وفي زاوية مكشوفة للكل طالب وطالبه جالسين بالقرب من بعضهما على الكرسي، وأقل ما يمكن ان يوصفا به ان كل واحد منهما بحضن الثاني، رجليهما متلاصقتان يد كل واحد منهما ممدوة خلف رقبة الثاني، لن نستطيع ان نجزم عما كان يدور بينهما من حديث فربما كان يتناقشان في احدى المعادلات الكيميائية التي احتار الايرانيين في الوصول لها لاستكمال برنامجهم النووي دون الحاجه لعمليات تبادل اليورانيوم. تاريخ الحدث احدى ايام العام 2009م.
الفارق بين الحدثين ما يقارب الاثني عشر عاما، ومن المؤكد ان هذا الفرق الكبير بين الموقفين لم يولد فجأة بل تتدرج ليصل لما وصل اليه ، والذي لا أعلم ما سيؤول اليه عند بلوغ ابني سن التعليم العالي، وهل ساجده في غرفة نومه يتذاكر محاضراته مع زميلته الجامعية او العكس!!
انا من المؤيدين دائما وبقوة الى ان المؤسسات الحكومية هي المسؤول الاول عن المستوى الاخلاقي والثقافي للشعوب - ولي في ذلك وقفة اخرى باذن الله - ، فبخصوص موضوعنا هنا ، ماذا يضير وزارة التعليم العالي ان تسن القوانين للجامعات والكليات الخاصة لتقنين عملية الاختلاط في مؤسساتها.وان تفرض رقابة صارمة على عملية تطبيق تلك القوانين. من خلال دراسة لمجموعة من هذه المؤسسات لم أجد سوى مؤسسة واحدة فقط تفرض قوانين على عملية دخول وخروج الطلبة والطالبات من الحرم والسكن الخاص بها، اما فيما عداها فالباب مفتوح على مصراعية لمن يود ان يمخر عباب التجارب الشبابية.
فهل ستبقى مؤسسات التعليم العالي كما هي عليه اختصاصها استقطاب الطلبة من اجل الربحية ولا شيء غير ذلك؟ متجاهلين الدور الكبير المنوط بهم من الجانب العلمي والبحثي والاخلاقي... وكما يعلم الجميع بان فترة الدراسة الجامعية لها الدور الاكبر في تحديد الشخصية المستقبلية للطالب. ومن خلال ما نراه في جامعاتنا وكلياتنا الحكومية والخاصة فالوضع لا يبشر باي مستقبل لهؤلاء الطلبة والطالبات.
المصدر : أبو تركي