حينما قررت الولوج إلى عالم الحاسوب تساءلت كثيرا :هل ثمة تشابه بين الحياة و الصندوق السحري الذي أذهل العالم وما زال يذهله؟! ,إنه الحاسوب ,هل ثمة علاقة بينهما من حيث المبدأ وطبيعة العمل؟!
وأول ما تبادر إلى ذهني الأزرار التي يعج بها الحاسوب في لوحة المفاتيح التابعة له واختصاراتها العجيبة التي تريحنا من البحث عن أمر ما في قوائم برامجه الكثيرة, الأزرار التي سهلت علينا تخليص الكثير من أعمال الحاسوب وساعدتنا في إعادة الكثير مما حذفناه سهوا أو في لحظة تذمر من عمل كلفنا به
زر المسح الذي نمسح به أخطائنا المطبعية أو زيادة ليست في غير محلها و زر التراجع الرائع الذي يسمح لنا بإعادة سطور حذفناها أو أمر ما قمنا بتطبيقه ثم تراجعنا فوجدنا أمرا جاهز للتراجع وأيقونة جميلة على شكل سهم ملتوي متأهب للدوران عكس عقارب الساعة لكنه لا يدور!, واختصارا سهلا على لوحة المفاتيح ctrl+z
في المقابل لا يوجد في حياتنا زر للمسح لنمسح عن طريقه أخطائنا الكثيرة والفادحة في بعض الأحيان,ولا نجد فيها زر للتراجع حتى نتراجع عن خطوة اتخذناها وأدركنا فيما بعد غياب الحكمة والصواب في اتخاذها.
نعم في بداية صداقتي مع الحاسوب عندما كنت أتورط بعمل ما في الحياة كنت أتذكر زر التراجع ,ربما تصفونني بالجنون أو السذاجة لكن في الحقيقة هذا ما كان يحدث..
نعم لا يوجد في حياتنا زر للمسح لكن يوجد في حياتنا زر "جديد" لنبدأ يوم جديد وحياة جديدة, لنتصرف بأن الأشياء حدثت بالفعل وتحدث إلى حين حدوثها,ننسى أخطاء الماضي,ونأخذ الدروس والعبر من أخطائنا القديمة وأخطاء الآخرين وقد قيل في الأثر:لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين,ومالنا اليوم نلدغ مرات ومرات من ذات الجحر,نعم لا يوجد زر للتراجع لكن ثمة زر أكثر فائدة منه وهو زر "المراجعة" لنقص آثار أخطائنا ونقف عند مواقف لم نتعامل معها بالأسلوب الذي ينبغي, أتذكر أنني قرأت قبل فترة أنه حينما سأل أحد رجال الأعمال عن قصة نجاحه قال صنعت نجاحي من أخطاء الآخرين..وحين سأل إن كان يمزح أو أنه جاد..أجابهم بأنه فكر كيف يمكن استغلال أخطاء الآخرين فعمل في مشروع لصناعة الأصباغ البيضاء (سائل مزيل الأخطاء)!
هؤلاء لم يفكروا بالأزرار كثيرا ولم يكونوا كالذين عندما طلب مهم أن ينظروا إلى النصف الممتلئ من الكأس وإهمال النصف الفارغ تلكأوا وتعذروا بغياب الكوب بأكمله!
نعم هناك حكمة بالغة في اختفاء الأزرار من حياتنا وإلا لكانت سببا لتواكلنا وتقاعسنا, كيف سنتعلم إذا لم نخطئ ولم نجرب ولم نغامر وهنا أقصد المغامرة المحسوبة التي نضع تصورا لما قد تؤول إليه نتائجها ,لا أن نغامر جزافا لنجد أنفسنا غرقى في بركة ماء حسبناها في باديء الأمر تجمعا بسيطا لماء المطر.. مشهد آخر خادع في هذه الحياة.
ما أجمل أن نتناغم في حياتنا حسب أقدارنا لا بأزرار بلاستكية كالتي تشعل الضوء فتحيل ظلام الغرفة إلى نور ,أشعلوا ظلام عالمكم بنور التفاؤل,الحب والامل..بلا أزرار
ما اجمل أن نبتسم ,نبكي,نفرح,نحزن لكن دون أن تطغى علينا حالة سودواية قاتمة تلقي بظلالها على مستقبلنا فنصبح أسرى لأحداث مضت وأيام انقضت..
ابتسموا بلا أزرار وإذا أردتم النجاح الحقيقي فأصنعوا جمهورا من الكراسي الفارغة..رتبوها بلا اختصارات..ارسموا ملامح وجوههم بلا فوتوشوب..طريقة جلوسهم.. وطريقة كل واحد منهم في متابعتكم بشغف وفضول وأنتم تقدم أفكاركم وأنتم تحكون لهم قصة نجاحكم.. وكل هذا بلا أزرار!
موسى البلوشي
المصدر : النوارس لا تحلّق بعيداً
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions