(1)
لم تكن زيارتي الأولى لها، فقد ذهبت إلى تلك المدينة "الدولة" التي حكمها يوما ما "ديكتاتور طيب" أو كما يسمونه Benevolent Dictator، فسنغافورة دولة صغيرة استطاعت أن تنتزع الريادة كمركز تجاري/صناعي/ استثماري في منطقة الاسيان. وكنت قد كتبت بعض انطباعي عنها في مقالات في جريدة عمان منذ زمن طويلة، خاصة لما أعجبت بها بعد زيارتي لجزيرة "سانتوزا" الساحرة، تلك الجزيرة التي جلبت صناعة الخالق وصناعة الإنسان فأبدع الخالق صنعا وأبدع الإنسان ترفيها وأناقة. ولعل الزائر/السائح/ المتدرب يعجب وهو يرى أمورا لها شاعرية وجاذبية في دولة صغيرة المساحة التي بالكاد تزيد على الست مئة كيلومتر مربع وسكانها لا يزيدون بملايين عن عدد أصابع اليد.
وحيث أن الطيران العماني مازال بعيدا كل البعد عن ربطنا بدول العالم بعد الانسحاب المفاجئ للسلطنة من طيران الخليج، تلك الشركة التي تم ضخ مئات الملايين من الريالات فيها، فإن المسافر وهو يذهب إلى العديد من الدول الآسيوية فإنه يضطر إلى اللجوء إلى خطوط طيران دول الجوار؛ الإماراتية، القطرية، الاتحاد، وحتى طيران الخليج، فكلها تذهب إلى سنغافورة وبرحلات مباشرة من بلادها. فرغم حداثة طيران الاتحاد وحتى القطرية إلا أن المسافر يجد شبكة عالمية لا يشعر من خلالها بطول الساعة أو الساعتين التي يقضيها في مطار أبوظبي أو الدوحة الدوليين، لكنه حتما يتمنى لو كانت الرحلات مباشرة. وفي الوقت التي ذهبت فيه القطرية إلى البرازيل غربا واليابان شرقا فإن الطيران العماني يتوسع وبخجل بعدما يعلن في الصحف والمجلات ويظهر رئيسها التنفيذي في حفلات تدشين في أفخم الفنادق بداخل السلطنة وخارجها فإن المسافر يتحفظ في كثير من الأحيان على السفر على متن الطيران العماني بسبب ارتفاع سعره حتى وإن كانت الرحلة مباشرة!!!
(2)
لم يكن ذلك "الديكتاتور الطيب" سوى "لي كوان يو". فهو الذي في نهاية رئاسته لوزراء سنغافورة أمر الضرب بالخيزرانة خاصة ذلك المراهق الأمريكي "مايكل فاي" الذي قام بتخريب الممتلكات العامة فلحقته تلك الخيزرانة، ورغم أن أمريكا قامت ولم تقعد لكنها لم تستطع أن تغير رأي الديكتاتور الطيب في أن "العصا لمن عصا". ففي سيرته الذاتية "قصة سنغافورة" كتب بإنه كان تعرض للضرب من قبل أستاذه في المدرسة لمجرد أن تأخر عن الحضور، في حين نجد أولادنا اليوم يتأخرون ذهابا ويتقدمون انصرافا، وليس هناك من ضرب أو توبيخه، وإن تجرأ المدرس وضرب التلميذ فسوف تقوم القيامة وسوف يتم استدعاء الشرطة خاصة إذا كان التلميذ ابن شيخ تجرأ عليه مدرس في ضربه بسبب الاهمال في الواجبات المدرسية أو الغياب أو اللعب. وقبل أن نعرج إلى تفاصيل أكثر عن حياة هذا الديكتاتور الذي نقل سنغافورة من إحدى دول العالم الثالث إلى واحدة من أعلى دول العالم في معدل الدخل الفردي، فإنه ينبغي الإشارة إلى أن شخصية الإنسان تصنعها البيئة المكتسبة وإن كان بعض علماء الاجتماع يرون بأن للوراثة دور في صقل الشخصية الإنسانية. وليس بغائب على زائر سنغافورة أن يجد الانضباط في كثير شيء وبشكل قد لا يعجب البعض لكنه ينبهر عندما يجد دولة لا تزيد مساحتها عن محافظة مسقط وسكانها عن الخمسة ملايين نسمة إنما حققت ثورة اقتصادية فريدة على مستوى العالم بأكمله. بيد أن ذلك العقاب البدني قد خلق منه شخصية اتزمت بالحزم الشديد في بعض الأحيان وبالفكر الاقتصادي والسياسي في معظم الأحيان. ومن يقرأ سيرة ذلك الديكتاتور يرى بأنه استطاع أن يشق طريقه ليصل إلى منصب رئيس الوزراء ويكون قد قضى أطول فترة رئاسة للوزراء في العالم امتدت من عام 1951 إلى عام 1990.
على أن تاريخ سنغافورة القصير نوعا ما في حد ذاته مثير للقراءة فقد ورد ذلك التاريخ في موسوعة ويكيبيديا على النحو التالي:-
تأسست سنغافورة كمستعمرة تجارية بريطانية في عام1819. انضمت سنغافورة إلى ماليزيا في عام 1963، ولكنها انسحبت بعد عامين وأعلنت استقلالها مجدداً. تطورت لاحقاً لتصبح من الدول المزدهرة لوجود روابط تجارية عالمية قوية، كما أن ميناءها من أنشط الموانئ في العالم، والناتج المحلي الإجمالي للفرد يزيد معظم دول العالم.
أشار أحد المراجع الصينية العائد للقرن الثالث الميلادي لسنغافورة باسم "بولوجونغ"، وهي ترجمة العبارة الملاوية "بولو أوجونغ" والتي تعني "جزيرة في نهاية" (شبه الجزيرة).
القصيدة الملحمية الجاوية "ناجاراكريتاجاما" (1365) عرفت مستوطنة باسم "تماسك" (أو "بلدة الماء") والتي تقع في نفس موقع جزيرة سنغافورة. تاجر صيني يدعى وانغ دايوان زار سنغافورة في عام 1330 وقد أشار إلى تلك المستوطنة باسم "دانماشي" التي احتوت على بعض الصينيين.
توضح السجلات الملاوية كيف حصلت سنغافورة على اسمها الحالي. فقد ذكر فيها بأن الأمير سانغ نيلا أوتاما (حاكم بالمبانج التي تقع اليوم في إندونيسيا) قد وصل إلى "تماسك" بحثاً عن ملجأ بسبب العواصف. وهناك شاهد حيواناً اعتبره أسداً ثم قرر بأن يأسس مستوطنة باسم "سنغابورا" (Singapura) والتي تعني "مدينة الأسد"، واستمر ذلك الاسم حتى القرن الرابع عشر.
في خلال القرن الرابع عشر، تم الاستحواذ على سنغافورة بعد صراعات بين سيام (تايلنداليوم) وإمبراطورية ماجاباهيت، ومقرها في جاوة، للسيطرة على شبه الجزيرة الملاوية. واستناداً للسجلات الملاوية فقد تم هزيمة سنغافورة بهجوم واحد من طرف إمبراطورية ماجاباهيت. بعد ذلك قام أمير بالمبانج إسكندر شاه الذي يعرف أيضاً باسم "بارامسوارا" باغتيال الزعيم المحلي لسنغافورة، وعين نفسه حاكماً جديداً لها. ولكن بعد فترة وجيزة تم عزله، فهرب نحو الشمال إلى موار في شبه الجزيرة الملاوية، حيث أسس سلطنة مالاكا. أمست سنغافورة جزء هاماً من السلطنة.
مع بداية القرن التاسع عشر، كانت سنغافورة تحت حكم سلطان جوهور الذي كان يحكم من أرخبيل رياو لينجا.
عندما أسست شركة الهند الشرقية البريطانية مستوطنتهم في بداية العام 1819 عبر اتفاقية مع السلطان حسين شاه، بلغ عدد سكان سنغافورة الأصليين حوالي ألف نسمة، ويشتملون على الملاويين بالإضافة إلى "أورانج لاوت" (بدو البحار). تجمع هؤلاء حول نهر سنغافورة، ونهر كالانج، وتيلوك بلانجا، وعلى طول مضايق جوهور. كان وجد بعض التجار الصينيين في المنطقة.
يتبـــــــــع
المصدر : بن دارس
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions