" كلمات لفتاة الإسلام"

    • " كلمات لفتاة الإسلام"

      " كلمات لفتاة الإسلام"

      أكتب هذه الكلمات لك أيتها الفتاة الراشدة
      أكتب هذه الكلمات علها أن تكون وقفة صادقة
      أكتب هذه الكلمات عسى أن تلقى آذانا مصغية
      ما عزمت على الكتابة إلا بعد أن رأيت ما يجعل القلب يعتصر ألما على فتاة تربت في بلاد الإسلام، بعدما رأيت وسمعت من الوقائع ما يندى لها الجبين، وما تجعل العين تبكي بدل الدموع دما، لماذا الانجرار وراء كل ناعق؟ لماذا الجري خلف كل جديد دون أي فكر أو روية؟!
      المرأة منذ أن بزغ فجر الإسلام بدأت تتبوأء المراكز العالية الرفيعة، ألا يكفي المرأة فخرا أن أول من قتل شهيدا في الإسلام حتى قبل الرجال هي المرأة ! أليست أم عمار سمية هي أول شهيد في الإسلام، بمعنى أن المرأة قدمت روحها فداء للمعتقد حتى قبل الرجل، وهكذا إن تصفحنا تاريخ الإسلام في العهد النبوي المشرق، لوجدنا أن المرأة هي التي كانت تقف خلف الرجال، وهي التي تشارك الرجل في صنع النجاح، وتسعى معه لنيل المعالي، لو أردنا أن نستقصي عدد النساء اللواتي خلدهن التاريخ في ذلكم العهد المشرق لطال بنا المقام، ولا يمكن لأي عاقل أن ينكر دور المرأة إلى جانب الرجل في تشييد المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة، فقد كانت الأم والزوجة والأخت والعمة والخالة والجدة، وكان نبي الأمة ـ عليه الصلاة والسلام ـ يعطي المرأة حقها في التعليم وفي الرقي بمجتمعها، فقد كانت تخرج للغزو مع الرجال تقوم بالوظائف التي تشد من أزر الرجال، بل وأحيانا تنافس الرجال في مهامهم القتالية، وتكون لهم سندا وعونا، فهي تداوي الجرحى وتسقي العطشى.
      ونجد أن المرأة نافست الرجال في مجال العلوم، فحازت في بعضها على قصب السبق، ويشار لها بالبنان.
      لكل مجتمع ثوابت وقيم يرتكز عليها، ومثلٌ عليا يؤمن بها، ومن هنا تكمن خصوصية المجتمع، لأن التراث الفكري وتراث القيم الموجود في كل مجتمع هو الذي يحفظ له توازنه بين الأمم لا سيما في عالم متداخل الثقافات في عصر العولمة والانفتاح، لكن هذا بطبيعة الحال لا يعني الانصهار والتميع في الثقافات الأخرى، فلماذا الركض وراء أحدث الصيحات ـ أو ما يعرف بالموضة العصرية ـ دون أن يكون هناك إدراك لخصائص الثقافة التي درجنا عليها، فالأشياء التي تأتي إلينا من البلدان الأخرى تكون وفقا لثقافاتهم، ولتراثهم المعرفي، فالإنسان بطبيعة الحال لا يمكن أن ينسلخ من قيمه ومثله التي تربى عليها، وابداعه لا يمكن أن يخرج عنها، فبالتالي من يكون في تلك المجتمعات من صرعات الموضة هي أولا وأخيرا وفقا لما لديهم من ثقافة، فلا يمكن أن نعتبر معطيات الثقافة الغربية ملائمة لثقافتنا الشرقية، ولعقيدتنا الإسلامية، فهناك فصل الدين عن الدنيا، ولم يعد للدين وجود في الحياة العملية، وبالتالي فقدوا كثيرا من قيم الستر والعفاف، ومن قيم تماسك المجتمع بسبب أنهم حصروا الدين وثقافته في جدران محدودة وبعده أنت وهواك، فلا بد من حكيم يقيم اعوجاج ما نرى، ولا بد من شرع نحتكم إليه، وإلا لسادت الفوضى وعمت البلوى.
      وأهم شيء في الأمم هو قيمها الأخلاقية، فمتى ما انحلت الأخلاق وفسدت تغيرت معالم الحياة، واتجهت نحو الأسوأ، فلا قيمة لمجتمع بدون أخلاقه التي يرتكز علبها، وقيمه التي يحافظ عليها، لأنها تمثل الهوية الحقيقية لأي مجتمع.
      فتراثنا الإسلامي الخالد مليء بكثير من النساء اللواتي خلدهن التاريخ، في كل المجالات، ومن أراد ذلك فعليه السعي لتقليب صفحات التاريخ ليجد الحقيقة ماثلة أمام عينيه.
      وعلى فتاة عصرنا أن تتمسك بماضيها التليد ولا تنجر وراء غبار عصرنا الذي يجردها من هويتها ومن قيمها ومثلها، فكما أسلفت سابقا أن ما يأتينا من الحضارات الأخرى لا سيما في عالم اللباس ونحوه إنما يمثل قيم ومثل تلكم الثقافات التي أتت منها، ولا يمت بحال لواقع مجتمعنا، ولا إلى تعاليم ديننا السمحة، فلماذا نستورد من الآخر ما يتعارض مع أصالة مجتمعنا؟!
      فهذه كلمة أوجهها إلى كل فتاة: كوني أرفع مما ينادى بك، ولا تنجري وراء زيف الموضة، وفكري في أنك ستحاسبين أمام ربك بكل ما تقومين، وكوني حصنا منيعا أمام الأفكار الهدامة...

      هذا ما جال بالخاطر، ووددت أن أشارككم فيه...
      مصطفى ناصر الناعبي،،،

      alwatan

      اللهم إني أسألك بياض القلب وصفاء الروح
      [SIGPIC][/SIGPIC]