بســــــــــم الله الرحـمن الرحــيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
"وانه لمن تزكية النفس أن تكبح وتجمح شهوتها, وتحد من ملذاتها فتسيطر عليها وتردعها , وتحاسبها, وتربيها كطفل, و تأخذ بزمامها نحو الخير والصلاح...
ولست أرى الفضائل إلا أنها تنبت في نفس ذبح صاحبها شهواتها تزكية لها, فصقل قلبه ذلك بقوة الإيمان فازداد قربا من الله تعالى
قال الله تعالى"قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها "
لأنه ربى نفسه بنفسه, وذاته بذاته, فهذبها ,وأصلحها ,وحاسبها ,فتوغلت في باطنها جذور التقوى, والصلاح ,والفضائل, والخصال الحميدة..فتراه متواضعا, زاهدا قنوعا ورعا يراقب الله تعالى في كل صغيرة وكبيرة, في السر والعلن, نظيف الباطن سليم القلب, مخلص لله لا يشوب عمله شيء من إرادات النفس, ولا تهمه الدنيا ولا تحرك من رأسه شعرة؛ لأنه أيقن أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر..فهذا هو حال المؤمن الذي تعلق قلبه بالله, والذي علم حقيقة أمره, وأنه ليس في هذه الدنيا سوى عابر سبيل, فرغب عنها ترفعا وطلبا للآخرة .وليس من التقوى أن يجعل المؤمن لنفسه حظا من أعماله, بل يقدمها صافية ,نقية طاهرة, على طبق من الإخلاص بنية صادقة لله تعالى, فذاك هو المؤمن حقا الذي يعظم شعائر الله تعالى"وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ", فغالب نفسه أن يحط تلك الأعمال محطا دنيئا لجزاء دنيوي! كأن يعمل الخير ليقال صاحب خير, أو طلبا لتزين في قلوب العباد, أو طلبا لمدحهم, أو الهرب من ذمهم, وطلبا لتعظيمهم وخدمتهم, أو محبتهم الى غير ذلك من العلل...بل عظم تلك الشعائر, وفتش في عمله لها عن حظوظ نفسه, ونقاها ,وطهرها, وميز حق الرب منها فأخلص فيها .. وطوبى لمن لم يحسن الظن بنفسه.. فاطلع على عيوبها فمقتها في ذات الله لكثرتها وهو يظن نفسه أشر النفوس, ونحسبها عند الله أزكاها وأطيبها ؛ لأنه أيقن أن الرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها, فهذا هو حال السالكون.. قال مالك بن دينار - رحمه الله - : رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً
. وقال بكر بن عبد الله المزني : "لما نظرت إلى أهل عرفات ظننت أنهم قد غُفر لهم ، لولا أنني كنت فيهم" .
وقال يونس بن عبيد :" إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير ، ما أعلم أن في نفسي منها واحدة .
وأما ذاك الذي يحسن الظن بنفسه ,ويرضى عنها, ويفتح لها أبواب الملذات, سترغب عنها بعد أن تشبع طلبا في غيرها! وسيتولد منها العجب, والكبر ,وآفات باطنه وهي أشد من الكبائر الظاهرة من الزنا, وشرب الخمر, قال ابن القيم رحمه الله تعالى : سبحان الله ؛ في النفس كبر إبليس ، وحسد قابيل ، وعتو عاد ، وطغيان ثمود ، وجرأة نمرود ، واستطالة فرعون ، وبغي قارون ، وقحة هامان..!!
فلا اله إلا الله كم في النفس من علل ,وأغراض ,وحظوظ...!! . ..
فلنحاسب أنفسنا أشد المحاسبة ,ولنجعل من أنفسنا واعظا لنا كما جاء في الاثر"لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد المحاسبة" وقال آخر"إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظا من نفسه وكانت المحاسبة من همته.
"اللهم ألهم أنفسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم ارجع أنفسنا إليك راضية مرضية وأدخلها جنتك في عبادك الصالحين، اللهم باعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقنا من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد"
وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
"وانه لمن تزكية النفس أن تكبح وتجمح شهوتها, وتحد من ملذاتها فتسيطر عليها وتردعها , وتحاسبها, وتربيها كطفل, و تأخذ بزمامها نحو الخير والصلاح...
ولست أرى الفضائل إلا أنها تنبت في نفس ذبح صاحبها شهواتها تزكية لها, فصقل قلبه ذلك بقوة الإيمان فازداد قربا من الله تعالى
قال الله تعالى"قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها "
لأنه ربى نفسه بنفسه, وذاته بذاته, فهذبها ,وأصلحها ,وحاسبها ,فتوغلت في باطنها جذور التقوى, والصلاح ,والفضائل, والخصال الحميدة..فتراه متواضعا, زاهدا قنوعا ورعا يراقب الله تعالى في كل صغيرة وكبيرة, في السر والعلن, نظيف الباطن سليم القلب, مخلص لله لا يشوب عمله شيء من إرادات النفس, ولا تهمه الدنيا ولا تحرك من رأسه شعرة؛ لأنه أيقن أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر..فهذا هو حال المؤمن الذي تعلق قلبه بالله, والذي علم حقيقة أمره, وأنه ليس في هذه الدنيا سوى عابر سبيل, فرغب عنها ترفعا وطلبا للآخرة .وليس من التقوى أن يجعل المؤمن لنفسه حظا من أعماله, بل يقدمها صافية ,نقية طاهرة, على طبق من الإخلاص بنية صادقة لله تعالى, فذاك هو المؤمن حقا الذي يعظم شعائر الله تعالى"وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ", فغالب نفسه أن يحط تلك الأعمال محطا دنيئا لجزاء دنيوي! كأن يعمل الخير ليقال صاحب خير, أو طلبا لتزين في قلوب العباد, أو طلبا لمدحهم, أو الهرب من ذمهم, وطلبا لتعظيمهم وخدمتهم, أو محبتهم الى غير ذلك من العلل...بل عظم تلك الشعائر, وفتش في عمله لها عن حظوظ نفسه, ونقاها ,وطهرها, وميز حق الرب منها فأخلص فيها .. وطوبى لمن لم يحسن الظن بنفسه.. فاطلع على عيوبها فمقتها في ذات الله لكثرتها وهو يظن نفسه أشر النفوس, ونحسبها عند الله أزكاها وأطيبها ؛ لأنه أيقن أن الرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها, فهذا هو حال السالكون.. قال مالك بن دينار - رحمه الله - : رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً
. وقال بكر بن عبد الله المزني : "لما نظرت إلى أهل عرفات ظننت أنهم قد غُفر لهم ، لولا أنني كنت فيهم" .
وقال يونس بن عبيد :" إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير ، ما أعلم أن في نفسي منها واحدة .
وأما ذاك الذي يحسن الظن بنفسه ,ويرضى عنها, ويفتح لها أبواب الملذات, سترغب عنها بعد أن تشبع طلبا في غيرها! وسيتولد منها العجب, والكبر ,وآفات باطنه وهي أشد من الكبائر الظاهرة من الزنا, وشرب الخمر, قال ابن القيم رحمه الله تعالى : سبحان الله ؛ في النفس كبر إبليس ، وحسد قابيل ، وعتو عاد ، وطغيان ثمود ، وجرأة نمرود ، واستطالة فرعون ، وبغي قارون ، وقحة هامان..!!
فلا اله إلا الله كم في النفس من علل ,وأغراض ,وحظوظ...!! . ..
فلنحاسب أنفسنا أشد المحاسبة ,ولنجعل من أنفسنا واعظا لنا كما جاء في الاثر"لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد المحاسبة" وقال آخر"إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظا من نفسه وكانت المحاسبة من همته.
"اللهم ألهم أنفسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم ارجع أنفسنا إليك راضية مرضية وأدخلها جنتك في عبادك الصالحين، اللهم باعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقنا من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد"
وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.