حديث الغربة والتغرب

    • حديث الغربة والتغرب

      حديث الغربة والتغرب:
      ------------------

      في الستينات وفي فترة شبابي، كنت طالب بعثة في بريطانيا، وبسبب نشأتي الدينية وإلتزامي الديني، كنت قريبا من بقية الجنسيات الإسلامية، سنية وشيعية والمتواجدة في الكليات والجامعات وبقية المعاهد البريطانية. ولكون الحياة في بريطانية منظمة ومتطورة، وأجواء الحرية متاحة للجميع، في تأسيس الجمعيات والتجمعات الثقافية، كنت تجد في كل جامعة وكلية، جمعية إسلامية أوعربية أوشيوعية وغيرها.

      فالطلبة أصحاب الميول الدينية، كانوا منخرطين في الجمعيات الإسلامية، وأصحاب الميول القومية في الجمعيات العربية وهكذا.

      ولكن كان هناك تمييز معين بخصوص الجمعيات الإسلامية، وهو دمغها بالأخوانجية أو محسوبة على الإخوان المسلمين، حتى وإن كانت غيرعربية، أو شيعية. فالدعاية الناصرية كانت تصور كل نشاط شبابي هو نشاط إخوانجي!!

      ولم يكن للنشاط الوهابي أي وجود ظاهرلكنه نمى لاحقا.

      المهم كنا في الجمعية الإسلامية، خليط من الباكستانيين وكان عددهم كبيرا ونشيطا والعرب من جنسيات مختلفة، عراقيين (الشيعة من المراكز الدينية النجف وكربلاء والسنة من الموصل ) وسودانيين ويمنيين ومصريين وإيرانيين وكانو ثوريين شئ ما، وصوماليين وأريتريين وقبارصة أتراك ومن غرب أفريقيا وشرق أفريقيا........الخ.

      كنا إخوة متحابين في الله، فلا مذهبية مميزة ولا طائفية، وكنا متعاونين مع بعضنا، والقيادة كانت للطلبة القدامى، وكانت النشاطات تقتصرعلى إقامة الصلاة، وصلاة الجمعة، وصيام رمضان، وإحياء المناسبات الدينية من أعياد وموالد وغيرها. وأهمها كان مساعدة الطلبة الجدد، للتكيف مع ظروف الحياة الجديدة في بريطانيا.

      الشيوعيون العراقيين، كانوا منظويين تحت إسم جمعية الطلبة العراقيين، وكان أحدهم شرس جدا، وكثير التحرش بأعضاء الجمعية الأسلامية، ونعتهم بالعمالة لإسرائيل وأمريكا، وأنهم عملاء إستعماراخوان المسلمين. وكنا نتحاشاه لشراسته وسوء أخلاقه.

      كان يعمل على تمزيق إعلانات الجميعة الإسلامية، أوتلطيخها بالحبر الأسود، وكان يحضر إجتماعات الجمعية لخلق المشاكل والشوشرة.

      إختفى لفترة هذا الشيوعي العراقي، وعرفنا بأنه مريض في المشفى، فعقدنا العزم على زيارته، مع صديق مؤمن سوداني، وأحضرنا له بعض الفاكهة والمجلات ، وخطط الأخ السوداني، بأن يشتري كتاب نكات، وغلفه بغلاف يوحي للرائي بأنه مصحف.

      زرناه في المشفى فوجدناه لوحده، فأستغرب من زيارتنا له، وأنبهر بما أحضرنا له من فاكهة، ولاطفناه وطيبنا خاطره، وبدا عليه الخجل، فكان يقول: لا أكاد اصدق بأن يزورني أخوان المسلمين في المشفى بعد كل المشاكل التي عملتها لهم.

      قلنا له: لا عليك نحن إخوتك، وإن ظرفك يستدعي الجميع، أن يزورك. فقال وأنتم أول من زارني، وبدأ يعتذر،عن أفعاله، وينصحنا بأن نكون وطنيين، وإن نترك العمالة لأمريكا. كنا نشفق عليه وعلى كلامه، وهنا بدأ الأخ السوداني في ذكر بعض النكات له!
      فأنبسط وأنشرح للنكات وضحك كثيرا.

      وقبل مغادرتنا، ناوله الأخ السوداني الكتاب. فغضب، وقال عرفتم كيف تأثرون علي بإستغلال ظروف مرضي، فجلبتم لي هذا المصحف، وأوعدكم بأنني سوف أقرأه، ولكن لن يغير من مبدأي شئ.

      قلنا له أفتحه وسوف يشفيك مما أنت فيه! فحنق أكثر، وعندما فتحه وجده كتاب نكات فأنكسر، وبان عليه الخجل، وظل مطرقا. فأعدناتطييب خاطره، وقلنا له لا يهم، نحن لانزال أخوتك وودعناه تاركين المشفى.

      وبعد خروجه من المشفى، كان أول عمل قام به! هوزيارتنا. ليقول لنا بأنه لم يسعد بزيارة مثل زيارتنا، وتغير الرجل تماما. وبدأ يحضرمعنا في نشاطاتنا، وفي فترة لاحقة بدأ يحضر حتى للصلاة معنا. وحتى زملاؤه تعجبوا من تغييره!! فكان يقول لهم لقد هداني الله وأظلكم، وأنهى دراسته بنجاح. في حين تخلف بعض زملائه في الدراسة. وكان دائما يقول كل ذلك، بفضل الله والأخوان المسلمين.

      وإلى حديث آخر.
    • نظافة البيت المسلم كماتصورها وسائل الدعاية الغربية

      شكراللأنسة قنبلة(أوف خوفتيني) على التواصل مع الأحاديث وآسف أن أكون قد تأخرت كثيراعليكم إحبتي الكرام.




      نتابع حديث الغربة والتغرب:



      نظافة البيت المسلم كماتصورها وسائل الدعاية الغربية




      في أواخرالسبعينات من القرن الماضي، كنت إشتغل مع شركة إنكليزية في بريطانيا، متخصصة بصناعة الإجهزةالإلكترونية، وكان لعملي مهمة تدريب وفود من ضباط جيوش بعض الدول العربية على تلك الإجهزة. لذلك كان مسؤولي بحاجة لي، ويحترمني كثيرا، ونظرا لطيبته معي، وبدون وعي مني كعادة الشرقي العربي، دعوته لتناول الطعام في بيتي، ولأكثر من مرة، دون وعي بتكرارالدعوة (هذا ماعرفته لاحقا).




      الظاهرالرجل إراد مجاملتي بقبو لالدعوة!!! وكان مترددا في قبولها لسبب عرفته فيما بعد!! فوافق على تلبية الطلب،وهوالذي نبهني بإنني قد كررت دعوته للغداء عندي في البيت!!! مشترطا قبولها!! على أن تتعلم زوجته من زوجتي، طريقة طهي الطعام الشرقي، وفي نفس يوم قبول الدعوة!!!! وألح على شرطه!!! ولم إستغرب من طلبه، ولكن أستغربت من ألحاحه على أن يتم تعليمها في نفس يوم الدعوة!!!




      وفي اليوم المحدد، وحالماوصلت العائلة إلى بيتنا، دخلت زوجته إلى المطبخ مع زوجتي، ولم تخرجاحتى تم طهي الطعام بالكامل.




      وأنشغلت معه كالعادة، في حديث عن مشكلة دعم بريطانيا للصهاينة في فلسطين، وقضايا العرب ومشاكل
      العنصرية في بريطانياو.........و..........الخ.




      تغدينا سوية فأستطابواالطعام الشرقي كثيرا، وكان يردد كان الواجب أن يلبوا الدعوة من زمان، ليلتذوا بهذاالطعام الشهي، وأستمرت ضيافتنا لهم لساعة متأخرة من الليل، وكنت أشاهد زوجته بين الفينة والفينة، تهمس في إذنه شيئا!!! ولكن لم نلق لهم بالا.




      وقبل تركهم للبيت، قال: أنتم العرب أناس كرام طيبون، فهل ننعم منكم بكوب قهوة، قبل الرحيل. وعندي لكم إعتذارا شديدا، ممابدرمنا تجاهكم، فدهشنا لقوله!!! ولم نعلم ماذا كان يدورفي خلد هذا المثقف الإنكليزي، وعلام إعتذاره؟؟؟ حيث لم يصدرمنهما ما يوجب الإعتذار.




      سألني الرجل كم مرة دعوتني للغداء عندكم، وتحججت بعدم تمكني من تلبية الدعوة؟؟




      أجبته نعم. دعوتك ولكن لاأتذكركم مرة، أو حتى أكون قد كررتدعوتي لكم.




      قال نعم أنا أتذكر عدة مرات! ولكن هل تعرف لماذا كنت أرفضا لدعوة؟




      أجبته بسبب مشاغلك الكثيرة! هنا بدأ يعتذر أشد الإعتذار وأضاف بأن ضميره كان سيؤنبه كثيرا لولم يشرح لي السبب!!!




      فأندهشت لقوله ولم أعرف بماذاكان يفكرهذا الرجل!!




      بدأ يشرح وشاركته زوجته مبديا أسفا وإعتذارا شديداقائلا:




      رفضنا دعوتكم!! لإننا لم نكن متأكدين من نظافتكم وشروطكم الصحية في طهي الطعام!!! ولكن وكما بينت له زوجته!!! بإننا أنظف عائلة ألتقوا بها في حياتهم!!! وهنا تدخلت زوجته لتشرح: بأن زوجتي وبعد غسل الإناء أو الخضرة تصلي عليهاتحت الماء ثلاثة مرات، وتقصد بذلك الصلاة على محمد وآل محمد، حين شطف الإناء تحت الماء.




      ثم عقبوا على سبيل النكتة باننا نعدم وبإفراط كثيرا من الماء النقي بسبب تقيدنا بالنظافة.




      أصغينا لهما متعجبين مندهشين من كلامهما!! وكيف يفكرهؤلاء الناس عنا!!




      سألته عن سبب أعتقادهم هذا عنا فأجاب:




      نحن محكومين للدعاية التلفيزيونية، فكلما شاهدنا مناظر التلفيزيون القادمة من منطقة الشرق الأوسط، شاهدنا الذباب المتهافت على وجوه الصبية الصغارالشعث الشعر، والمتسخي الأثواب والقذرين في كل شئ.




      أجبته وأيضا محكومين للدعاية الصهيونية!! فهزرأسه موافقا!! وعقبت لو درست مبادئ ديننا، وأطلعت على تاريخنا، دون ما يكتبه عناعملاء الصهيونية والصليبية، لوجدت بأن الحمامات العامة، كانت تغطي عاصمة الخلافة بغداد، في حين كانت أوربا تسبح في دياجير الظلام والأوساخ.




      من هذه القصةالتي صادفتني في حياتي، لو راعينا شروط ديننا من ناحية النظافة والثقافة والتوجه الصحيح، لما وصلنا لما نحن فيه وإنا لله وإنا اليه راجعون.




      وإلى حديثآخر


    • مشاكل التأقلم لطالب البعثة الجديد في بريطانيا

      مشاكل التأقلم لطالب البعثة الجديد في بريطانيا

      نتابع حديث الغربة والتغرب:

      من المشاكل التي يواجهها المغترب هي الصدمة الفورية التي تنقله من محيط محافظ ومنافق في نفس الوقت( وليسمح لي القارئ بوصف المنافق كما سأشرح وأبين في وقت لاحق) إلى محيط مفتوح كل الإنفتاح، ومغاير كل المغايرة لمحيطه الإصلي.

      معظم المغتربين ساقتهم ظروف قاهرة للهجرة والإغتراب وهناك من إختار الهجرة عن رغبة وإعجاب بنمط الحياة الغربية، وخاصة من درسوا وتعلموا في الغرب وتعودوا على نمط الحياة الغربية.

      بالنسبة لي صدمت عندما كنت شابا(مدفوعا بأحلام وطيش الشباب) حينما وصلت إلى أوربا في الستينات من القرن الماضي طالب بعثة لدراسة الهندسة.

      وسبب الصدمة هوإنتقالي من مدينة محافظة لا تعرف حتى السينما (وإن كان جهاز التلفيزيون عوض عن ذلك)إلى محيط تجاوزمشاهد السينما المصطنعة إلى واقع يحاكي ويعيش ما يراه وينبهربه الشرقي في الأفلام.

      وأتذكرفي أول سني حياتي في أوربا صادفتني من المشاكل والقصص مايصلح عرضه للتندروحكايات النكتة.

      أول سنة عشتها في بريطانية كانت صعبة من ناحية التأقلم مع الظرف الجديد، إضافة، ولكوني من عائلة ميسورة وكل شئ كان مهيأ لي فلم تكن عندي الخبرة الكافية للتعامل مع الناس بصورة عامة وشكل هذا مصدرا من مصادرالصعوبة التي قاسيتها يعني كان الواجب علي أن أتعلم كيفية التصرف وفق أصول الحياة الإنكليزية وشروطهاالجادة إضافة إلى إلتزامي بديني وأعرافي الشرقية.

      وأول مشكلة كانت تواجه الطالب الشرقي مشكلة اللغة والتعود على الحياة المفتوحة وقبولهاكواقع قائم وليس إستثناءا. وبصراحة الإنتقال من محيط دائما يقيم هذاحلال وهذا حرام إلى محيط مفتوح يطالبك بأن تنسى الحلال والحرام ولكن تقيد بمفهوم:

      When you go to Rome do what the Roman do.

      شئ صعب إن لم يكن مستحيل وأعرف عددا من المبتعثين ممن لم يستطع التكيف مع الوضع الجديد فعادوا من حيث أتوا.

      ولا ندخل في تفاصيل مملة لا يرغب القارئ بها وعفى عليها الزمن ولكن لنستعرض بعض حالات التمرد التي كانت تنتاب من يصل من الشباب للغرب فينسلخ تماما عن أصوله الشرقية ليحاكي عيش الغربي فينغمس ليضيع في وحل المحيط الجديد فينمسخ إلى مخلوق مشوه ينطبق عليه القول:

      (ذهب الحمار يطلب قرنين فعاد بلا إذنين)

      يعني لا حافظ على مثله الشرقية ولا تعلم من حسنات الغرب وما توصل له على صعيد التجربة الإجتماعية.

      كان الطالب الملتزم دينيا يعاني من مشكلات داخلية وأخرى خارجية وأقصد بالداخلية معاناته النفسية من جراء الصراع بين الوازع الديني والرغبة الجامحة للتلذذ بما هو متاح ومتوفر وخاصة بالنسبة للجنس وأي تجاوز لهذه المشكلة الخطيرة وغض للنظر عنها هوهروب من الواقع بأجلى صوره. أما المشكلات الخارجية فتمثلت بحالات السخرية من الملتزمين وتهمتهم بالعمالة للإستعماروالصهيونية حيث عملت أجهزة الدعاية الناصرية في الستينات على نعت كل توجه إسلامي كمظهر لنشاط الإخوان المسلمين.

      على أي حال:

      كنا وبكل أسف مستهدفين ومحاربين ومن أبناء ملتنا وجلدتنا بسبب حالة التمرد التي كانت تنتاب القادمين الجدد وإنبهارهم بالجوالمفتوح في بلاد الغرب إضافة إلى ضجيج الدعاية الناصرية في الستينات ونعتها لكل توجه إسلامي بإنه محسوب على الإخوان المسلمين(عملاء الصهيونية والإستعمار)!!!!.

      كان الغير ملتزم يفتخربتمرده على قيمه الشرقية ويجهر بذلك ولكن في نفس الوقت يضع الملتزم تحت طاولة الحساب القاسي إن لاحظ منه أي شئ مخالف للقيم التي يتمرد هو عليها!

      فياويله إن كلم فتاة بحكم طبيعة الدراسة المشتركة. أوأفطرشهر رمضان لعذر مشروع!

      تنفتح عليه العيون ويبدأ مسلسل السخرية والإعتداء. فتسمع عبارات مثل:

      ها وين دينك ؟

      تكولون هذاحرام إي ولكم منافقين!

      هنا وقفة جديرة بالتأمل!

      ويطرح سؤال بهذا الخصوص لماذا الملتزم دينيا هوالمطالب بإثبات حسن النية لمن حوله؟

      وأيضا كانت الحرب المعلنة على ذوي الإتجاه الديني تأخذا سبلا ومآرب شتي وتتفنن في الشكل والإسلوب، ومن هذه الإساليب هو محاولة إستثارة المقيم للصلاة بطرق لا أقول غير إخلاقية ولكنها منافية للذوق العام والآداب الإسلامية، كأن يطلب أحدهم من صديقته الجميلة اللعوب أن تصافح المتدين بحرارة أو تعانقه وتظهرله ودا بتغنج وصاحبها يراقب ثم يسأل بسخرية وإستهتار، محاولا إحراج المتدين:

      (ها إشلون تشوف نفسك وأنت بحضن هاالغزال)؟؟؟

      لذلك كان الفرد منا يحاول تجنب مواقف الشبهة والإبتعاد عن مواقع إثارة سوء الظن ولكن النجاح لم يكن حليفك دائما.

      وهناك من أندفع بتهور ليجاري الوضع السائد بحجة جواززواج المتعة وحتى يفتش لنفسه أعذارا شرعية حول مفهوم ملك اليمين وكأننا في حالة حرب معلنة وهناك أسرى وسبابا لينجرف وراء تحقيق شهواته.

      هذه بعض المواقف الصعبة التي كانت تواجهنا وغيرها الكثير.

      أتذكرمرة سألت سؤالا إن كنت حقا قادرا على كبح جماح شهوتي وأنا أشاهد من مناظر الجمال والإغراء الكثيروكان السائل مؤدبا وباحثا عن الحقيقة!

      وبدأ الحوار معه على أساس الإجابة على سؤال هو:

      هل الإنسان وراء عقله أم غريزته؟

      الحيوان له غريزة وليس له عقل!

      أما الإنسان فعنده غريزة وعقل والعاقل من الرجال من يشبع غريزته بإستعمال عقله!

      والى حديث آخر
    • إستهانة بنصيحة قبطية وضحية لسرقة شيعية

      نتابع حديث الغربة والتغرب:

      إستهانة بنصيحة قبطية وضحية لسرقة شيعية

      في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم، وصلنا إلى شمال أمريكا مهاجرين!! وبعد أن ضاقت بنا السبل، لنجد دولة عربية واحدة!!!!! تقبلنا دون مضايقات وتساؤلات!!!!!! وكأن العراقي قد كتب عليه الشقاء والعناء!!! أين ما حل ونزل بسبب حكامه الطغاة الظلمة القتلة!!

      تاريخ يعيد نفسه على الساحة العراقية، بسواده الحالك، ودمويته الفوارة المتأججة. فمنذ شهادة سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي(ع) والدم العراقي ينزف غزيرا وقانيا، وسيظل ينزف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها عباده الصالحين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

      ألتقيناه في متجر كبير(يعني مول بلغة شمال أمريكا) وكنا لانزال جدد على المدينة التي وصلناها، لنبدأ فيهاحياة الهجرة.

      كهل مصري يعيش في شمال أمريكا منذ زمن بعيد، وكان دمث الأخلاق طيبا بشوشا.

      إيه ياإخوتنا أنتوعرب! كان سؤاله الذي إستقبلنا به.

      أجبناه: أيوة عرب ومصريين كمان (طبعا كنا نتظاهر له)

      مش معقول، كان رده!

      مش معقول ليه يا أخينا

      شكلكم بيأول كدا أنتوا فلسطينين ولة أردنيين

      لا عراقيين

      أيوه كدا تمام

      لكن أولوا لي تتكلموا مصري أزاي؟

      أجبناه بإننا عشنا في مصر قبل هجرتنا إلى شمال أمريكا.

      يطول الكلام مع زميلنا المصري الطيب الكريم، الذي أصرعلى دعوتنا لشرب فنجان قهوة معه، في محل عام في المول الذي إلتقيناه فيه.

      عرفنا بإنه من إخواننا الأقباط المصريين، وإنه ترك مصرمنذ زمن بعيد، ولكنه يحن لكل ما هو مصري أوعربي، وسأل زوجتي إن كانت سوف تحجب البنات بعد أن يكبرن، مثل حجابها!! قلنا له نعم سوف يتم ذلك، قال وحتى هنا في شمال أمريكا، قلنا له نعم.

      سكت الرجل طويلا وهو مطرق واضعا يده على جبهته فسألته:

      خير يا فندم. أجاب:

      كلو خير إن شاء الله

      هل ترغب بنصيحة لوجه الله؟ هذا السؤال الذي وجهه لي بعد أن أفاق من إطراقته!

      أيوة تفضل.

      لاحظت الرجل مترددا في أن يبوح بما في نفسه فساءلت نفسي( بقلة كياسة!! ورواسب تعصب مقيت!! ) ما الذي يريد أن ينصح به هذا المصري القبطي؟

      شوف يا أخينا العراقي، وأنت جديد على هالبلاد:

      نصحيتي لك بإن تبعد نفسك وعائلتك عن كل ما يسمى عربي أو مسلم!!!!!!

      أبديت عجبي له بهكذا نصيحة وسألته كيف تقول ذلك وأنت الذي فرح بلقائنا وأكرمنا؟

      نهض من على كرسيه ليغادر المكان قائلا أنا نصحتك والباقي عليك.

      سلام، وسلام للمدام.

      ثم غادر المكان بسرعة ليختفي وسط الزحام!!

      وسط ذهولنا، وإستغرابنا، حاولت اللحاق به، لكن الرجل وكأنه فص ملح وذاب!!

      ولسوء الحظ، وبسبب قلة تعاملي التجاري مع الناس، إستسخفت من نصيحة ذلك الرجل، وكان كل همي، أن أتعرف على أكبر عدد ممكن من أفراد الجالية العربية أوالإسلامية، لأبدأ معهم مشروعا تجاريا أكسب منه عيش يومي ويوم أولادي ... و....و....الخ.

      وبعد أكثر من عقد من الزمن مالذي حصل؟؟؟؟؟؟؟؟

      أقسم بالله العظيم، كل ما قاله ذلك المصري القبطي، لنا تحقق بالتمام والكمال!!!!!!!!!!!!!!!! فلم يؤذنا ويسرقنا تحويشة عمرنا، ويستغفلنا إلا العرب والمسلمين، وخاصة من هم من بلدك ومن مذهبك وإنا لله وإنا إليه راجعون.

      وإلى حديث آخر
    • صورة لواقع رجل الأمن في الدول المتقدمة

      نتابع حديث الغربة والتغرب:

      صورة لواقع رجل الأمن في الدول المتقدمة

      عندماكناطلبة في بريطانيا كناننتهز فترة العطلة الصيفية التي تستمرلثلاثة أشهرإماللسفر والعودة لزيارة البلد والأهل،أوالعمل لإكتساب خبرة في التعامل مع الشعب البريطاني وكسب بعض المادة. وكان أرباب العمل يتفهمون ظروف الطلبة في طلب العمل ويساعدونهم بدون تردد. (كان هذا في فترة الستينات ولكن الظروف تغيرت الآن على ماسمعت) على أية حالة.

      في صيف عام 1968 م توفقت للعل الصيفي مع شركة خدمات الطرق في مدينة (مانشستر) في وسط إنكلترى وكان عملي مجهدا بعض الشئ لكنه كان بسيطا. ويتمثل في نقل وترتيب صناديق البضائع من مخزن المواد للشاحنات، يعني كان عملا يدويا وليس فنيا،عكس بقية السنوات.

      في فترة الظهيرة دأبت على تناول غدائي في مطعم غيربعيدعن مقرعملي وكان كل أكلي سمك (بإعتباره لحما حلالا) وخضروات وجبس أوفرنج فرايز بلغة شمال أمريكا.

      هناك من الأشخاص من يعبرعنهم بالأنكليزيeye catching)) يعني من شكله يخطف بصرك، وهذا ماحصل وتصادف في ذلك المطعم الصغيرالذي كنت أتغدى به كل يوم.

      شاب وسيم، طويل القامة، باسم عشري ومنكت بارع، يجبرك أن تنظر له معجبا وماأن يتفوه بنكتة حتى تكون قدأنجذبت له بشكل لاإرادي.

      كان يجلس قبالتي وعلى طاولة أخرى، فأبتدرني بنكتة لنصبح أصدقاء نلتقي كل غداء وفي نفس الوقت وعلى طاولة واحدة( بعدذلك عرفت بإن التعرف علي كان مقصودا) فعرفت عنه بإنه خريج جامعي، ويعرف أكثرمن خمسة لغات،ومهارات أخرى المهم الرجل متعدد المواهب ومحبوب ويأخذبمجامعك.

      كل حديثناكان يدورعن فلسطين وموقف بريطانيا المنحازضد العرب و...و..وفي خلال يومين كان الرجل يعرف كل شئ عني(يعني سبب وجودي في هذه المدينة وعملي وجنسيتي وبلدي و...و..)وهذه من صفات العربي الطيب(والمخيبة للآمال في الزمن الحاضر) حيث ينفتح على مقابله ويعطيه كل شئ بدون معرفة المقابل.

      هكذاسارالحال وبمرورالأيام وجدتني قد أحببت الرجل فعلا لطيبته ودماثة خلقه على غيرعادة عامة البريطانيين ومن يرون أنفسهم أرقى مستوى من الملونين.

      في يوم من الأيام وبينماكنا نتجاذب أطراف الحديث،فوجئنا بسقوط أحدزوارالمطعم من على كرسيه والظاهرقدأصيب بحالة إعياء شديد. فنط صاحبي من على كرسيه ليطلب من الفتاة المضيفة أن تستدعي الأسعاف وشاهدته وقد وضع يده في جيب الشخص المريض الذي سقط فاحصاأوراقه وأنشغل الكل بإسعافه لبعض الوقت فتركت المطعم لعملي بعد أن نساني صاحبي لينشغل بالشخص الذي سقط.

      عدت أدراجي لمقرعملي وطول الطريق كنت منشغلابحالة الشخص الذي سقط مغشيا عليه وكيف هب الجميع لمساعدته وكيف أحضرت سيارة الأسعاف وعلى وجه السرعة لآسعافه و...و..وللحظة توقف تفكيري لأسأل نفسي ماسرإهتمام صاحبي بالمريض على الشكل الذي شاهدته ولماذا فحص أوراقه، لكن قلت لنفسي ولماذاأنا مهتم لأنسى الموضوع كلية لكن تفكيري ظل منشغلا.

      إختفى صاحبي لأيام ولم أره ولكن بعدحوالي إسبوع(غيابه كان مقصوداعلى ماأتصور) وجدته يجلس في المطعم قبلي، فسلمت عليه وأعتذرت لتركي المطعم من دون توديعه فشرح لي بإن الرجل قد تعافى بعد نقله للمشفى وكان مرهقاولا بئس عليه، وعلل غيابه لإنشغاله. وهناأبديت إعجابي بتصرفه وشهامته فضحك وعندماسألته عن السبب في فحص أوراق المريض ضحك وقال ولحدالآن لم تعرف السبب؟ فقلت وكيف أعرف؟

      قال الرجل أنه أمين في وحدة التحريات الجنائية،يعني رجل أمن أوالشرطة السرية، وماقام به كان من صميم واجبه.
      دهشت لقوله، وبقت خصاله وماحدث عالقة في ذهني.

      مجردشرطي أمن وبتلك الصفات الرياضية والروح المرحة، وخمسة لغات،وشهادة جامعية وشخصية محبوبة جذابة، تسيطرعليك وبتلك السرعة، شئ مدهش حقا.

      تعال وقارن بين رجال الأمن في بلدناوبين أمن الأمم المتحضرة.

      في السبعينات أوقفناجندي أمي في نقطة سيطرة على طريق بغداد الموصل وفي عزالحر لمدة عشرين دقيقة لكون قارئ الهويات من رجال الأمن ذهب إلى دورة المياه، وعندما رجع وشاهد تضجرنابدأ بالصراخ والتهديد.

      وإلى حديث آخر.
    • أمة الأنكليز أمة تحتضرو، أمة اليابان أمة تنتظر

      شكراللأخ العزيز ولد العين على التواصل مع الأحاديث


      نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:


      أمة الأنكليز أمة تحتضروأمة اليابان أمة تنتظر


      ومن نفس المدينة التي ذكرتهافي حديثي السابق.


      في نهايات القرن التاسع عشريعني في زمن الملكة فكتوريا وبداياة القرن الماضي كانت الإمبراطورية البريطانية تدعى بالإمبراطورية التي لاتغرب الشمس عن ممالكهامن حيث السعة والهيمنة والأمم التي تحكمهاوتستعمرها. حتى سميت ببريطانيا العظمى.


      ولكن بالتدريج بدأت تلك الإمبراطورية الشاسعة تتقاظم وتتآكل وتنكمش إلى إن وصلت إلى جزيرة صغيرة لاتتجاوزبلدا صغيراكانت تحتله قبلا. وإنكمشت أكثرمن ذلك حينماتزايدت الهجرة إلى الجزر البريطانية من قبل الملونين غيرالبيض أومن غير العنصرالأنكلوسكسوني. وهكذاأضحى الإنجليزي الأبيض وهويشاهد نفسه يتساقط من سيادة العالم بالإستعماروالهيمنة إلى المزاحمة وفي عقرداره من مجموعة من أفرادالأمم المستعمرة سابقاوهم يزاحمونه سكنه وأكل عيشه.


      ولايزال الأنكماش والتساقط مستمر، فعلى سبيل المثال ومن واقع الشركة التي كنت إشتغل بها والتي تحدثت عنهافي حديثي السابق كان العمل في الشركة يتوقف مرة كل ساعة ولخمسة دقائق لإعطاء فرصة للمدخنين العاملين، في التدخين خارج مخازن البضائع خوفامن حدوث حريق. ومعروف بإن التدخين آفة وسبب لجملة من الأمراض التي تصيب من يدمن عليه. وشركتنا كانت تساعدعلى ذلك إضافة إلى خسارة خمسة دقائق من العمل في كل ساعة. يعني بالنتيجة بلدآيل للسقوط والموت بالتدريج.


      وعلى النقيض من بريطانياهناك من الدول الصاعدة في النمووالإبداع والتنمية مثل اليابان والتي بدأت من الصفربعد الحرب العالمية الثانية لتحل الصدارة في منتجاتها وغناهاوتقدمهاعلى من غلبهافي الحرب الكونية الماضية.


      في عام 1980 توفقت لدورة تدريبية على أجهزة الإتصالات المايكرووفية مع شركة nec في اليابان وفي مدينة يوكوهاالقريبة من طوكيو العاصمة.


      كان التدريب يجري وفق نظم العمل عندهم في الشركة ولاحظنا توقف العمل كل ساعة ولمدة دقائق حيث تصدح موسيقى هادئة في كل إرجاء الشركة ويقف الجميع كبارا وصغارا ليمارسواحركات رياضية تمرينا لأبدانهم. وهنا يلاحظ الفرد كيف يعمل الياباني على تمرين جسمه إثناء عمله وكيف يسمح البريطاني بممارسة عادة التدخين ليؤذي بدنه وإنهاحقالمصادفة ملفتة للنظرشهدتها من واقع الحياة العملية تجري في طرفي العالم في اليابان الصاعدة النامية وفي بريطانيا العجوزالمتهاوية.


      وماذا عليناكمسلمين لوأستغلينافروض الصلاة اليومية ونظمناهافجراوظهروعصرا أثناء العمل للصلاة ترويحا للبدن وترويضاللأنقطاع الروحي والهدوء النفسي لنجني فوائد مابعدهامن فوائد يحث عليهاديننا بتعاليمه السمحة الكريمة وأخلاقياته المحببة القويمة.


      وإلى حديث آخر
    • بارك الله فيك أخي العزيز..
      أمارس التجــآهل فَي حَ ــيآتي كثَيراً . ولآ‘ ""اخجــل"" من هــذآ الأعترآف .. لأن اهتمآمي لآ امنحَه إلآ لمن يستحَق ~ .. مآسينا والصور .. ~ http://www.ramstarab.com/ramca/index.php يعلم الله أن في هالدنيا الناس اشكال واجنا منهم تشوفهم مره.. وتنساهم بالمره.. وناس تلقاهم صدفه.. وماتقدر تنساهم بالمره..!!
    • شاب سوري وحديث حول مصحف فاطمة

      أشكرالمكرمين الفاييروالزعيم على مرورهماعلى الأحاديث.

      نواصل حديث الغربة والتغرب:

      (شاب سوري وحديث حول مصحف فاطمة)

      جاءني إبني البكر ليسألني عن مصحف فاطمة! هل هو نفس المصحف الذي نقرأ فيه أم مصحف آخر؟ ثم عقب ليسأل ولماذا أخفيه عنه ؟

      سألته عن مصدر معلوماته، فقال زميل جامعة من أصل سوري.

      طلبت من ولدي أن يدعوه للإفطار عندنا في البيت، وكان الوقت في شهررمضان المبارك.

      وصل ضيفنا وكان شابا لطيفا مؤدبا، ونبيها لكل شئ يصادفه!! فأحتفينا به وعاملناه كواحد من أولادنا، وأدينا فريضة الصلاة سوية، وبعد الإفطار وتناول الشاي، هو الذي بدأ ليشكرنا على كل شئ، ويعتذر إذا كان قد ضايقنا بسؤاله، عن مصحف فاطمة!

      أجبته بالعكس نحن مسرورون لسؤاله، وشاب بسنه يجب أن يسأل ليعرف ويتعلم، لا أن يأخذ كل شئ يسمعه كأمر مفروغ منه!!

      طلبت من إبني أن لا يتدخل في الحوار، بل ليبقى مستمعا ويتعلم، لأن ما سيسمعه شيئا جديدا عليه.

      ولكي يتابع القارئ حواري مع ضيفنا الشاب السوري، سوف أجعله على شكل (س) إشارة للشاب السوري، و(ع) إشارة لي كعراقي.

      ع- كيف عرفت بأن الشيعة عندهم مصحف إسمه مصحف فاطمة؟

      س- والدي هو الذي أخبرني بذلك ، وحصل ذلك حينما أخبرته بأن زميلي في الجامعة شيعي.

      ع-كيف عرفت بأن إبني شيعي؟

      س- إبنك هو الذي أخبرني، عندما سألته عن سبب وضعه لقرطاس صغير من الورق يسجد عليه عند الصلاة.

      ع-لماذا أخبرت والدك بأن زميلك العراقي الأصل شيعي؟

      س-في الحقيقة كان هذا خطأ مني إذ لم أتوقع ما سمعته من والدي عنكم وأنزعجت ولا أزال منزعجا مما سمعته عنكم من والدي، وياليتني لم أكلم والدي عن أبنكم، ولا كان لازم أسأل أبنكم عن أي شئ، فالصلاة لله والكل حر في تأدية صلاته، ولا أعرف لم أخبرت والدي بالذي حصل.

      ع-لماذا أنت متضايق ومنزعج، وما حصل إلا خيرا ؟ فهل تغيرت نظرتك لأبني ؟

      س-إبنك زميلي، ونحن نساعد بعضنا في الدراسة، وأطمئن له أكثر من أي زميل آخر وما أزعجني أكثر هو ما سمعته!! أنا سني وأبنك شيعي، فكلنا مسلمين فلم هذه التفرقة؟.

      ع- بإمكانك أن تنسى كل ما حصل وتعتبر الأمر منتهيا، وتركزا على دراستكما في الجامعة.

      س- هذاماأحاوله، وهو ما حفزني لكي أزوركم، وفي الحقيقة فرحت كثيرا بزيارتي لكم، وأعتقد بإنكم مسلمين مثلنا، ولا أعرف لم يعتقد والدي غير ما رأيته.

      ع- هل رأيت صياما أو إفطارا يختلف عما عنكم في البيت ؟ وهل يعتقد والدك بأننا لسنا مسلمين؟

      س- لم ألحظ إي خلاف عندكم، ماعدا تأخركم قليلا في الإفطار، يعني حوالي 10 دقائق ولا أعرف السبب! والدي لم يقل بأنكم غير مسلمين، ولكن ذكر بأن عندكم إنحرافا كبيرا عن بقية المسلمين، حيث إنكم تكفرون صحابة الرسول، وتتهمون زوجته أم المؤمنين، وعندكم مصحف فاطمة!! وأنتم تخفونه حتى عن أولادكم!! وتبطنون كثيرا من العقائد الغير إسلامية، وإشياء كثيرة ذكرها أبي، وأنا أحاول نسيانها، لأنها لا تهمني بقدر إهتمامي بإنني مسلم وليس لي مصلحة بتكفير أحد، وأنا نفسي لا أعرف أشياءا كثيرة عن الإسلام.

      ع- ذكرت أشياء كثيرة، بودي شرحها لك، ولا أعلم من أين أبدأ؟؟

      س- لماذا أخرتم الإفطار قليلا، فالمفروض بالمسلم أن يفطر في نهاية النهار؟ حبذا لو بدأت بهذه.

      ع- أخرنا الإفطار قليلا، لأن هناك آية في القرآن الكريم، تقول: (....وأتموا الصيام إلى الليل...).

      س- وهل يعقل بأن هناك آية قرآنية، تؤخر الإفطار ولا يعرفها أبي!! وهو متدين جدا؟؟

      ع- هذا ما يجب عليك أن تتأكد منه من والدك المحترم.

      إما بالنسبة لمصحف فاطمة، فقد سمعت عنه، ولم أره في حياتي، وإذا وجد مصحف فاطمة، فقد يكون بأن والدي أخفاه عني!!! كما أخفيته عن ولدي!!!

      س- (ضحك هنا ضيفنا قائلا –ماهذه فزورة؟)كيف تخفيه عن ولدك وأنت لم تره؟

      ع- يا عمو بصراحة لا أستطيع أن أفهم كيف يتقول علينا الناس ؟ فلو كانت عندنا عقائد أو مصاحف غير المصحف العادي، الذي يقرأه كل المسلمين، ونخفيها عن أبناءنا، فبمرورالوقت سوف تموت هذه العقائد، وتختفي هذه المصاحف، ويصبح لا قيمة ولا وجود لها!

      ثم كيف أخفي هذا الشئ عن أبني وعن زوجتي، وطوال هذه المدة؟؟

      وما هي الحكمة من إخفاء هكذاشئ؟

      س-هذا ما أكده لي والدي، ولا أعرف أين الحقيقة؟؟ فقد ترعرت في بلاد الغرب، والمفروض أن نتبع تعاليم أهلنا.

      ع- طيب دعني أتفق معك، الشيعة عندهم مصحف فاطمة! (س- يقاطع ها أعترفت؟؟) فمن هي فاطمة؟ ومن أين حصلت على ذلك المصحف؟

      س-بنت الرسول والرسول هو الذي أودع عندها مصحفها.

      ع- المصحف الذي بين أيدينا، جمع في زمن عثمان، يعني بعد وفاة الرسول بثلاثين سنة ، ومصحف فاطمة، موجود عندها قبل ثلاثين سنة، من جمع المصحف المجموع في زمن عثمان، ومن الرسول مباشرة!
      فمن تعتقد أكثر مصداقية وأصالة، مصحف فاطمة أم المصحف الذي جمع في زمن عثمان؟

      س- على هذا المنطق، مصحف فاطمة أكثر إصالة من المصحف، الذي جمع في زمن عثمان!!! ولكن أين هو ولماذا تخفوه؟

      ع- لا حول ولا قوة إلا بالله، يا عمو أخبرتك بأنه لا وجود لهذا المصحف، والشيعة لا يعتمدون غير المصحف الذي يستعمله كافة المسلمين.

      هنا سكت ضيفنا الشاب، وبان على وجهه الإحمرار والخجل .

      فقال أرجو أن تسامحوني ياليتني لم أحضر عندكم، فقد تشتت أفكاري ولا أعرف هل أتبع ما قاله لي أبي أم أؤيدك فيما قلت؟

      طمأناه، بأن لا يخالف والده، ولكن ليس كل مايسمعه صحيحا، وحتى والده المحترم قدضلل في قصة مصحف فاطمة!!

      ولحديث الغربة والتغرب بقية.
    • تكملة بقية الحديث:

      نتابع حديث الغربة والتغرب:

      تكملة بقية الحديث:

      أخطأت خطأ فادحا في إستعمالي لمنطق بلبل فكر ضيفنا الشاب السوري!!!! منطق النسف الصاعق الفوري (أدركت هذا لاحقا) فولد عنده نوع من ردة الفعل، وحالة لاشعورية من حالات الشعور بالنقص!!! فلم يواصل الحوار، وأوقفناه عند هذا الحد، للحفاظ على العلاقة الطلابية بينه وبين ولدي.

      وقد يتساءل البعض، لماذا أخطأت وأنت تدفع باطلا، وتصحح كذبا صراحا؟

      وهذاصحيح!! ولكنه ناقص النتائج.

      صحيح في كونه منطق النسف والهدم، في إصقاع الخصم، وقد ينفع ذلك مع المعادي المتعنت، والمصر على القتل والقتال، مع سبق الإصرار!!! فعندها لا ينفع معه إلا الكي.

      ولكنه ناقص النتائج!! لكونه طبق على ضحية تضليل وليس خصما.

      فلماذا نسميه خصما، وهل هو حقا خصما في حالة ضيفنا الشاب السوري؟

      يذكر صديق لي، عن سيرة الراحل العلامة الأميني، رحمه الله صاحب موسوعة الغدير، في الكتاب والسنة والأدب.

      بأن العلامة الأميني، وفي سبيل ألإعداد لتأليف الموسوعة، ودعمها بالوثائق التاريخية، عرف عن مخطوطة في الموصل، عند رجل صالح يبدي تعاطفا مع الشيعة، فسافر العلامة الأميني إلى مدينة الموصل، ليحل ضيفا على ذلك الصالح الموصلي، والذي أكرمه وضيفه عنده في بيته.

      وعندما حل وقت نوم الضيف، وودع من قبل مضيفه الموصلي، لم يخلد العلامة الأميني إلى النوم، بل قضى الليل كله، في نقل ما يحتاج من تلك المخطوطة.

      وعند الصباح، وضح وبان التعب على الأميني، فلاحظه المضيف والذي أستفسرعن السبب، فأخبره الأميني بما حدث، فأمتعض الرجل شديدا!!!!!!!!!! وقال للأميني: كنت متعاطفا مع الشيعة، ولكن بعد الذي شاهدته منك، فلا تعاطف معكم بعد اليوم!!!!

      لا أملك توثيقا للقصة، ولكنها متوقعة، وكل من يصدم بحالة من الحالات، تتولد عنده ردة فعل قوية ضد تلك الحالة الصادمة.

      وهذا هو الخطأ الفادح الذي وقعنا به، مع ضيفنا الشاب السوري.

      علمتني تجارب الحياة، بأن أراعي شعور الطرف المقابل، حتى وإن كان ظالما لي!!! ومن يدرس حياة أئمتنا عليهم السلام، يدرك ويحس بذلك جيدا.

      ومن نتوسم به الخير، نتبع معه الإسلوب الرحيم الأمثل، بالهداوة وبالملاينة والسياسة، وأفضل بأن أستمع لوجهة نظر الخصم لأستوعبها جيدا، وأحترمها، مبديا قبولها كوجهة نظر معتبرة، وبهذا التصرف أعطيه الثقة بنفسه!!! كشخص محترم يفكر بعقل محترم، ثم أعرض وجهة نظري، عارضا إياها على صاحبي ومحاوري، ليعتبرها هو الآخر، تاركا الأمر له في أن يختار مستقبلا.

      وكان في نيتي نشرأربعة حلقات حول الحوار الشيعي/ السني، في هذه الساحة، مؤكدا على إسلوب التواصل الودي، ومتجنبا للتعامل الندي.

      وحياة سيرة أئمة ألهدى، غنية بمختلف التجارب الإنسانية.

      تذكر لنا سيرة الإمامين الحسن والحسين، عليهما السلام، قصة جدا طريفة مع شيخ توضا خطأ بحضرتهما، وأرادا أن يصححا له الخطأ!!! فتأدبا مع ذلك الشيخ، بأن طلبا منه ليكون حكما بينهما!!! فتوضئا أمامه، وبعد الفراغ فاضت عيناه بالدموع وأحتضنهما قائلا:

      نور عيني لا فرق بين وضوءكما، فأنتماالصح وأنا الخطأ.

      وإلى حديث آخر.
    • زواج المتعة في الغربة

      نتابع أحاديث الغربة والتغرب:

      زواج المتعة في الغربة:

      كثيرا ماسئلت هذا السؤال:

      بإعتبارك شيعي تؤمن بزواج المتعة! هل مارستها في حياتك مرات كثيرة أو مرة أومرتين؟ وخاصة وقد قضيت ردحا طويلا من الزمن من شبابك في الغرب، حيث يتوفر الجنس الرخيص في كل ظرف وزمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      ثم يطرأ سؤالا آخر، وبتهكم ! هل بإمكانك أن تخدعنا بدعوى أنك تقي وقادر على كبح جماح الرغبة الجنسية في نفسك، وحواليك من الظباء الأوانس ما يثير حتى الطاعنين في السن فكيف بالشباب.؟؟؟؟؟؟

      لنتكلم بواقعية!! فالمفروض بالإنسان المؤمن أن يخاف الله، ولا يخاف عبد الله! إن إردنا الصراحة ووضع النقاط على الحروف!

      فلماذا أخبي وأواري عن أناس هم مثلي، ويشعرون نفس شعوري بالنسبة للجنس ولغيره؟؟

      لذلك أقول: كل من يدعي بإن الجنس لايثيره ولايحرك غرائزه!!! فهوكاذب حتى لوكان أتقى إنسان، أو هو شاذا عن بقية الناس. فالمرأة فتنة، وأيما فتنة!!! حتى رب العزة يقول في كتابه الكريم:

      (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة........)

      نلاحظ في هذه الآية الكريمة بإن فتنة الجنس تأتي في قمة ومقدمة الشهوات ولاعجب، لكونه واقع محسوس ملموس!!!!

      فكيف تعاملت مع هذاالأرق في شبابي أثناء معيشتي ولاأزال في الغرب؟

      يجب أن أعترف بإن المسألة صعبة وصعبة جدا، حيث يعيش المؤمن صراعا نفسيا قاسيا، فمن ناحية يريد أن يتمتع بمتع الحياة المتاحة والمتيسرله ظرفيا، ومن ناحية ثانية يحس بوخز الضمير، بإن ما يفكربه، ومايندفع نحوه بصورة لاإرادية!!! يتصادم مع وازعه الديني والإخلاقي.

      هناك طرفة تحكي بهذا الخصوص، لشيخ كان ينصح طلابه بغض النظرعما حرم الله!! ولكن من منا من لاينجذب بصورة لاإرادية، لقد أهيف مياس، وطرف ناعس؟ وكمايعبرصاحب الحس المرهف لجمال العيون بقوله:

      لا تلمني ..لا تلمني.....لم تلمني؟

      أتلمني بعيون سحرتني ؟...........ولحاظ قتلتني؟.........هائما قد جعلتني!......لا تلمني!

      نعود لقصة الشيخ وهو ينصح الشباب بغض النظر! فشاهده أحد طلابه وهو يحملق بكلتاعينيه لإمرأة تفيض شبابا وحيوية فقال له الطالب:

      شيخناكيف تنصحنا بغض النظروخفض البصر وأراك تطيل النظر لماحرم الله!!؟

      فأجابه بخبث ونفاق ظاهر!!!

      لا ياولدي أنا لا أنظر لها كأمرأة، ولكن أنظر لها كبقرة!!!!!

      وأجمل مافي البقرة عيونها الحوراء الواسعة وهذا ماجعلني أديم النظر لها!!!!!!!!!

      على أية حال، المسألة صعبة وخاصة على الشاب! فلنفترض بإن صعوبة ألمسألة تستوجب إيجاد حل، وفي مثل هكذا حالات، لنقل زواج المتعة الذي شرعه الإسلام، يحل هذه الصعوبة.

      لكن زواج المتعة بمفهومه الإسلامي! يعني يطبق في ظرف إسلامي!! حيث الطرفان يعييان مايمارسان! وهذا غير متأتي في حالة الحياة في الغرب.

      فالفتاة في الغرب، إن أحبتك إستسلمت لك، ولايهمها ماتفكربه متعة أو خلعة.

      فقبل كل شئ يجب أن تبحث عنها، وهي عادة تتواجد في المراقص، للقاء من يعجب بها وتعجب به.

      فإن وجدتها، وقبل الوصول إلى قلبها، عليك العمل بكثير من المحرمات للوصول لقلبها.

      مثل عزومتها على الرقص معها، يعني يجب أن تكسر عنك طابع الحياء، وتتعلم الرقص!!! ثم تجاملها بإن تعزمهاعلى خمرة وماشابه و...و... إلا إذا كانت البنت ساقطة أو من بناة الهوى.

      وعندما تحبك البنت!! لايكون حبها حبا عاثرا،(أوطياري سفري) كمانعبر شعبيا. وهنا تلعب المشاعر الإنسانية دورها في محاسبة النفس إن كانت مؤمنة ملتزمة.

      والخلاصة بمقاييسنا الشرقية، عليك سلوك كثير من الرذائل للوصول إلى مبتغاك، وهذاما تتكفل العقيدة الإسلامية وواجباتها الصارمة بمنعه والترفع عنه إن مورست كحياة وليس لقلقة لسان.

      لذلك أطمئن من يسألني، بإنني وإن قاسيت كثيرا من الكبت الجنسي، ولكن ولله الحمد لم أوفق لممارسة زواج المتعة حتى ولا مرة واحدة. لإلتزامي الديني وإمتناعي عن المحرمات.

      وهذا لايعني بإني ملاك، ولم أخطأ في حياتي، لا بل أخطأت كثيرا!!! وأرجو الله أن يغفر لي خطاياي.

      أثناء الدراسة في بريطانياأيام كناشبابا،كنت قريبا من أحد إخوتنا رحمه الله( إستشهد في سجون صدام) كان مثال التقوى، والسباق المتقدم في خدمة نشرالدعوة والإلتزام بالقيم الدينية.

      كان يسبقني في الدراسة، وكنت أنسق معه في العمل داخل الجمعية الإسلامية. في التحضيرللإجتماعات والمحاضرات الثقافية نصف الشهرية، والتي كانت تقيمها جمعيتنا الإسلامية في الجامعة. وأيضا توفير لوازم أداء الواجبات الدينية، من صلاة وصيام أيام شهر رمضان المبارك.أو إقامة الإحتفالات بأيام الأعياد المباركة. ومساعدة الطلبة الجدد من الملتزمين في تسهيل أمورهم وأقلمتهم مع الوضع الجديد عليهم......الخ.

      كثيرا ماكانت تدور بيننا نقاشات عن زواج المتعة!! وكيف إنهامرخص بهافي المذهب الشيعي، ولكن لحد الآن، لم يستطع أحدا منا ممارستها، للعوائق والمقدمات المحرمة التي يجب أن تسبقها، فتقف حاجزامنيعامن ممارستها. فكان يقول لي هذه الأمورموكولة للباري وتوفيقاته.

      كان هذا المؤمن الشهيد، يعيش مع إمرأة إنكليزية، فلاحظت عليه هدوءه ونظافته، بعكس غيره ممن إستأجر غرفة عندها في السابق، فأحبته، وحاولت تشجيعه على الخروج، ومصادقة من يحب، ولماذا هو أنعزالي ومنطوي على نفسه؟ فتصرفه ليس تصرفاعاديالشاب بسنه!!

      يقول: كنت أتحاشى إسئلتها، وأبرر لها تصرفاتي بإنشغالي بالدراسة. لكنها لم تقتنع بتبريراته، فقالت له أنت تفتقد الشجاعة، أوعندك مشكلة جنسية، يقول عرضت نفسهاعلي!! بأن اكون صديقالها، فرفضت ذلك، قائلا لها:

      هذا يخالف تعاليم ديننا. ولكن عندنا حاجة تسمى بالزواج الموقت أوزواج المتعة !

      يقول فرفضت ذلك بشدة. وقالت أنالاأفكر بالزواج بعد فقد زوجي، ثم ماهذا زواج موقت؟؟

      لايوجد هناك مايسمى زواج موقت!! إما زواج دائم، وهو مالا أفكر به،أو مصاحبة، وأنها فقط تحاول مساعدته وفك عزلته، يقول فنسينا المسألة كلية ولم نعد لها بعد ذلك.

      لكن هذه الحادثة، ولدت عند هذه المرأة، الرغبة لتتعرف على الديانة الإسلامية أكثر. فدرست الدين الإسلامي. وعرفنا بإنها أعتنقت الديانة الإسلامية. وشاركتنا في معظم فعاليات الجمعية الإسلامية.

      وعندماأحتفلنا بإسلامها، وباركنالهاهدايتها، كانت تقول بالحرف الواحد، كل الفضل يعود للرجل الكبير(مع إنه أصغرمنها سنا) الذي فتح بصيرتي.

      لا أعرف على وجه التحديد، مالذي حصل بينهما، لكن أعرف يقينا، بإن أختنا حجت لبيت الله الحرام، وحتى زارته في العراق قبل إستشهاده بعدة سنوات.

      وإلى حديث آخر
    • نتابع أحاديث الغربة والتغرب:

      أحاديث الغربة والتغرب بين الواقع والخيال

      وصلتني رسالة على بريدي الخاص، من قارئ متابع لأحاديث الغربة والتغرب، يتساءل هذالقارئ والمتابع، إن كانت أحاديثي عن الغربة والتغرب واقعامر بي كماأذكره وأتذكره؟؟ أم إن لي خيالا واسعا خصبا ينمق لتلك الأحاديث؟!

      فضلت إجابة هذاالمتابع والقارئ الكريم!! على تساؤله في هذه الحلقة الخاصة إتماما للفائدة، فقد يكون نفس التساؤل، يدغدغ أذهان آخرين من الإخوة الأعزة القراء والمتابعين لأحاديث الغربة والتغرب.

      مضى على غربتي عن الوطن، مدة قاربت الأربعين عاما!! يعني كل هذه السنون وأنا أعيش بعيدا عن مسقط رأسي!! قضيت معظمها بين أمريكا وأورباوالبقية في الخليج. وعندما تتقلب حياة الفرد من جو لآخر، شئ طبيعي، أن تمر عليه من الأحداث والمشاكل، ما يصلح أن يكون قصصاوعبرا يتضمنها كتابا، وليس أحاديث عابرة تنشرفي الإنترنيت.

      وما أنشره هنا، ولا زلت في بداية الطريق، هو تلك المواقف التي أفشلتني في معظمها، خبرتي الحياتية في إتخاذ القرار الأصوب. وللحقيقة ليس كل ما مر بي صالح للنشر، وكل ماأنشره هنا، هو مافيه العبرة والإعتبار، هذا كل مافي الأمر.

      أقسمت في بعض أحاديثي على أمور مرت بي، لتأكيد إن ما كان غير المتوقع أن يقع!قد وقع فعلا!!

      إذ لا تتوقع أن يغدر بك أخ أو صديق، أو بن بلدك الذي عانى مثل ما تعاني!!وبإسم الإخوة والدين!!!!! ولكن هكذا الدنيا صعود ونزول، ويحصل فيها ما يحصل.

      فمن كان يتوقع أن تستبعد عترة الرسول(ص)، من مسرح الأحداث وتهمش؟ لا بل وتطارد!! وتقتل شر قتلة!! علي يد أحفاد عدو الإسلام الأول أبو سفيان!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      ومن يتوقع أن تجد من ينافح ويكافح، بدفاع مستميت!!! عمن جزروا آل بيت الرسول(ص) بإسم من نشروا الإسلام على ربوع الدنيا!!.

      لا أعلم هل نشروا إسلاما، أم نشروا إستغلالا وتسلط ؟؟؟؟

      كانت دورة الزمن لأنتشار العقيدة الجديدة وسمونجم الإسلام!! فأستغلها المتنفذون للأستعمار، وجلب المغانم والجواري الحسان إلى قصور الخلفاء.

      وهكذا فعلت الأمبراطورية البريطانية في نهايات القرن التاسع عشر وغيرها من دول التسلط.

      ثم إنحسرت دول التسلط والإستكبار، في الماضي القريب، كما إنحسر التسلط العربي في الماضي البعيد!!!! مع فارق واحد، هو إنحسار تسلط الدول الغير الإسلامية، كان إنحسارا كليا. بينمالم تنحسر العقيدة الإسلامية!!! بل يقت حية متقدة في قلوب الشعوب التي أعتنقتها، بعد وصولها لتلك الدول والأصقاع البعيدة، بسبب طبيعتها الإلهية الخالدة، وقيامها على أساس الدين والمثل الإنسانية.

      فماذا ياترى كان سيحدث لوأستلم الزعامة والحكم، بعد الرسول(ص) من أوصى له نبينا العظيم في غديرخم ؟؟؟؟؟

      وماذاكان سيحدث، لو كتب كتاب هداية الأمة من الضلال الذي أراد تنفيذه الرسول(ص) وحالوا دونه؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      هل كانت ستنحسرالسيادة العربية، وتنتقل لأيدي الأعاجم من ترك وفرس وسلاجقة ومستعمرين إنكليز وفرنسيين و...و...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      رحم الله شاعر أهل البيت دعبل الخزاعي، حينما قال في رثائيته البكائية التائية الخالدة:

      ولو قلدوا الموصى إليه زمامها................لزمت بمأمون من العثرات

      وإلى حديث آخر:
    • سائق التاكسي البشتوني(الباتان) والشيعة

      نتابع حديث الغربة والتغرب:

      سائق التاكسي البشتوني(الباتان) والشيعة

      وحديث اليوم سوف يكون عن الغربة وليس التغرب لكونه حصل في الخليج وفي بداية فترة الثمانينات:

      ركبت سيارة التاكسي بعد إنتهاء عملي متوجها إلى شقتي في المدينة الخليجية التي كنت مقيما ومشتغلا فيها وكان سائق التاكسي من البتان أو البشتون قبائل الحدود الأفغانية الباكستانية وما أكثرهم وأنشطهم في الخليج.

      والمعروف عن هؤلاء الناس الطيبة والشهامة والشجاعة والوفاء لمن يحسن معاملتهم.

      لاحظت بطاقة ملونة مزركشة ملصوقة على زجاج السيارة الأمامي ومكتوب عليها بخط عربي متناسق وجميل يعني مثل بطاقات العيد.

      وكان مكتوبا عليها(علي ولي الله).

      فسألت سائق السيارة بعد أن لاطفته بقولي له:

      كيف أنت حاجي ؟ فيه بندوق ، رايفل (يعني بندقية بالأنجليزي) هكذا يلفظها البتان.

      فأبتسم قائلا:

      في واجد تعال باكستان.

      ثم سألته: حاجي أنت في شيعة

      فألتفت إلى يعيون يتطاير منها الشرر، وصارخا بلهجة عصبية مخيفة قائلا:

      لا أنا ما في شيعة أنا سني. ثم أردف قائلا : هذا شيعة كلو خيوان (يقصد حيوان)

      فحاولت تهدأته قائلا : حاجي أنت ما يزعل أنا كمان في سني .

      فهدأ قليلا متابعا سيره ثم قال:

      أنت ليش يسأل.

      قلت له : حاجي أنا في شوف هذا. وأشرت إلى البطاقة الملصوقة على زجاج السيارة.

      فبدأ يشرح هادئا: هذا سيارة مش مال أنا. مال واحد بتان شيعي خيوان مريز (يقصد مريض).

      سألته: حاجي ليش هذا شيعي خيوان؟

      فأجاب: هذا شيعي خيوان عشان في الأزان (يقصد الأذان) ما يكول أشهد أن محمد رسول الله يكون أشهد أن عليا رسول الله.

      بعدين من شان حج هذا شيعي خيوان مايروخ مكة يروخ كربلاء.

      بعدين في عاشوراء هذا شيعي خيوان يسوي دوك ..دوك...دوك وبدأ بالضرب على صدره.

      كنت احمل معي علبة من اللبان المعسل(العلك) فأخرجتها وناولته واحدة ثم قلت له:

      حاجي: شيعي سني كلو واحد مسلم مافي فرق شيعي سني.

      ماما مال أنا سني بابا مال أنا شيعي. الحمد لله كلو مسلم.

      بدأت نظراته تتزايغ بين مصدق ومكذب وبدأ خجولا بعض الشئ.

      إطمأنيت بأنه غير متوتر وبدأ مستمعا لي فأردفت له.

      أنا مولود في كربلاء لكن عشان حج أنا روخ مكة حاجي.

      حدق في عيني وكأنه غير مصدقا لقولي.

      ثم تابعت حديثي معه: لكن هذا كافر أنكليزي هندي يسوي تفرقة بين مسلمين عشان هو يأخذ كل شئ. فأجاب بتأييد متحمس.

      أي والله أنت صحيح يكول.

      ويطول الحديث مع هذا المسكين الفقيرالغير متعلم والمصدق لكل ما يحشون في دماغه من قصص وأكاذيب والذي ترك أهله على بعد ألآف الأميال جاريا وراء لقمة عيشه فأنبسط لكلامي كثيرا وبدى وكانه خجلا منكسرا من كلامه الأولي.

      وقبل تركي للسيارة اخرجت له ورقة بعشرة دراهم في حين كان العداد يشير إلى سبعة دراهم وقلت له حاجي: هذا كلو عشان أنت.

      فما أن سمع كلامي ورأى ورقة النقود حتى هجم على يدي جاذبا أياها بقوة ليقبلها. وأصر على عدم أخذ أي شئ مني وكان منفعلا جدا. ثم قال:

      أنت يكول كلام كلش زين أنا في خيوان.

      عانقته وكانت رائحة العرق الكريهة تفوح من بدنه ودعوته للإفطار معي في شهررمضان المبارك وكنا على أعتاب الشهر الفضيل وقلت له:

      جيب معك هذا صديك مال أنت شيعي خيوان.

      وفي شهررمضان وعند الإفطار وصل الإثنان ففطرنا سوية وأنشرح لي الإثنان كثيرا وكل واحد منهم يسمي صديقه خيوان.

      وكما عرفت بعد ذلك من صديقه الشيعي وكنت أراه في الجامع في الصلاة بأن والي خان أصبح من أحسن أصدقائه وقال سوف يأتي به للصلاة معنا في وقت من الأوقات.

      وإلى حديث آخر.
    • إصطحاب أخ من أهل السنة لمجلس حسيني

      شكراللمكرمة بدورالمجد، على التواصل مع الأحاديث.


      نتابع حديث الغربة والتغرب:

      إصطحاب أخ من أهل السنة لمجلس حسيني

      عندي زميل وأخ عزيزجداعلي من أهل السنة، يلازمني كظلي للثقة التي تربطني به بحكم الغربة وتقارب الأفكارو.......و......وبحكم عشرتي الطويلة أصبح عنده تفهماجيدا عن الشيعة والتشيع ومن جملة ماصرح لي بعد أن توثقت علاقتي به.

      هوحالة إنعدام الثقة، وهاجس الترقب عند السنة من الشيعة، والعكس صحيح أيضا، وهوماكنت أشعر به في بدايات شبابي.

      ولكن بعد التغرب والنضج الفكري، والتعامل مع مختلف الفئات، تتغير النظرة للأمور، ويستحكم الإنصاف، للنظرإلى الأمور بواقعية أكثر، والإبتعادعن مظاهر التزمت والتعصب المقيت.

      المهم دعيت لمجلس حسيني، ووليمة غداء في بيت أحد الإخوة لمناسبة دينية، وكان الحضورجيدا، ومن جملة من حضرزميلي، الذي كان يرغب بأن أصطحبه في مثل هكذا مناسبات، إذ بدأت المجالس الحسينية تستهويه كثيرا، وكنت أشاهده يتحسس مظلومية أهل البيت(ع) بصدق، ويصغي للقصص التاريخية، التي يستعرضها خطيب المنبر الحسيني، فإن هزناصوت الخطيب الشجي وبكينا، بكى معنا.

      بعد أنتهى المجلس الحسيني، وكان قصيرا هذه المرة على غير عادته، غادرالخطيب البيت لشغل شاغل، فقررالإخوة أداء الصلاة قبل الغداء.

      ولمغادرة الخطيب الشيخ، لم يتقدم أحد لإقامة صلاة الجماعة، فإستغرب زميلي وسألني مع هذا العدد الكثيف من الحضور، لماذالا نؤدي الصلاة جماعة؟

      فوعدته بشرح الحالة له مستقبلا.

      وهنا بدأت الطامة الكبرى!!!! فصلى جماعة لجهة حسب مرجعهم!! وصلى جماعة أخرى لجهة أخرى حسب مرجعهم!!! وكان الفارق بين الإتجاهين حوالي 90 درجة، ووالله حصل ذلك في غرفة واحدة.

      ومراعاة لشعورصاحبي أمتنعت عن الصلاة، على أن أصليها لاحقا، وفعل زميلي مثل مافعلت.

      هنا بدأ زميلي التحديق في عيني، وبادلته نفس نظرات الإستغراب، ولم يسعف تدخل صاحب البيت، ليعلم الجميع، جهة القبلة التي يصلى إليها، بل كل صلى حسب إتجاهه.

      وبعد الغداء، بدأ النقاش عن القبلة وإتجاههابين الحضور، وعلت الأصوات، لتنفتح أبواب جهنم بين المتحاورين، وعلى المراجع، وبشكل هستيري، كل يقول مرجعه الصحيح ومرجعه الإعلم والأجدربالإتباع.

      (كان هذا في زمن الراحل الخوئي والراحل الخميني رحمهماالله).

      قلت لصاحبي إشعر بحالة تقيؤ!! وبدوره شاطرني القول، شعرنا بأن ما أكلناه قد أصبح علقما مرا!! فحزمنا أمورناوإستأذنا بالخروج، بحجة قضاء بعض الإعمال.

      عدت إلى البيت وكلي حرقة وأسى، وكم تمنيت عدم إصطحاب زميلي لذلك المجلس الحسني وما حصل فيه.

      يارب ماهذا الذي يجري؟ هل دين الله معقد كماأظهره إخوتنا؟ وهل أمرنا بما حصل ويحصل؟ أليس الآية صريحة (أينما تولوا وجهوكم فثم وجه الله)؟؟؟

      فلم هذا التعصب والجدال العقيم؟ ولم التزمت والتشنج و....و.....وهل صلاتناعزيزة على الله إلى هذه الدرجة!!! ليحاسبنا إن إنحرفنا قليلا غير متعمدين في التوجه نحوالقبلة؟؟؟؟؟

      في المساء زارني زميلي، وحاولت التظاهر نسيان ماحدث بإبتسامة صفراء، ولكن والشهادة لله كان الرجل على درجة كبيرة من التعقل والكياسة وحاول طمأنتي:

      لاتبتئس سيدنا، ما حصل شئ طبيعي في المجتمع العربي، وما يحصل بين المكفرجية من السلفييين والمتعقليين من أهل السنة، أشد مما شاهدناه، ودونك أهلة الأعياد وما يحصل بشأنها.

      وإلى حديث آخر
    • الحلوى الهندية وجماعة الأثناعشري

      نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:

      الحلوى الهندية وجماعة الأثناعشري

      كنت أراه في الجامعة(طالب دراسات عليا) ويراني، ونسلم على بعضنا، ولكن لم نكن نلتقي! يعني معرفتي به كانت سطحية.

      وكلماأعرفه عنه كونه عراقي، ولا شئ آخر!

      وفي أمسية شاتية ممطرة كنت أجلس لوحدي في مقهى الجامعة، أحتسي كأسا من الشاي وكنت متضايقا بعض الشئ، ولاأتذكرلماأولأي سبب؟.

      كنت غارقاأوساهيا، وفجأة سلم علي صاحب الشأن العراقي، جالسا جنبي وحاملا معه كأساكبيرا من الشاي.

      .....إشلونك شيخنا


      .....هلة ومرحبة أخي....شيخنا!!... هاي إشلون دبرتها؟!!

      ضحك زميلي قائلا ...لا تكون تضايقت ؟


      لا العفو تفضل... بس لأول مرة.... أسمع من يناديني بكلمة شيخنا.

      بدأ زميلنا يشرح، بإن لهم زميل دراسة، يدرس معه في نفس الكورس، من مسلمي شرق أفريقيا لكنه هندي الأصل، يحبه ويحترمه كثيرا، لكونه عراقي.

      وكلماألتقاه يأتيه بأطيب أنواع الحلوى الهندية، بمناسبة عيد ولادة الإمام الفلاني، ثم يعقب فيقول له بكلام عربي بسيط، أنا من (جماعة الإثنى عشري!).

      يقول: فأجيبه وأنا من جماعة المعدة! ثم نأكل الحلوى سوية ونضحك!

      إبتسمت طويلا لقصته وبادلني الإبتسامة قائلا:

      أناآسف أبو الشباب لم أعرف بلغز زميلي الشرق أفريقي إلا مؤخرا.

      لم أفهم كامل القصة منه! إذلم أتبين قصده بإنه من جماعة المعدة، بعدأن عرفت بإن زميله الشرق أفريقي مسلم شيعي إثناعشري!

      سألته ماقصده بإنه من جماعة المعدة؟

      هنا ضحك زميلناالعراقي، وأقسم بإنه لم يعرف ماذا كان يقصد زميله الشرق أفريقي، بالإثناعشري إلا بعد أن حكى قصته لزميل آخر،حيث أخبره بأن الشرق أفريقي مسلم شيعي أثناعشري. ودله علي لأدبرأمره قائلا له روح للشيخ مهدي هو يدبرك مع زميلك، لكونه سني العقيدة وغيرملتزم بالدين أصلا.

      سألته وماعلاقة المعدة بالمذهب الشيعي الإثناعشري؟

      ضحك ثانية، معتذرا وقال متسائلا: وماذا تسمي القسم الأول من الأمعاء الدقيقة؟

      هنا أنا الذي بدأ يضحك كثيرا! وكيف نسيت أن أربط بين المعدة والإثناعشري في أحشاء الجسم الداخلية؟.

      فقد شرد تفكيري للحلاوة الهندية ولجماعة المعدة.

      نسيت كل ضيقي وهمومي، وأبتسمت كثيرا مع زميلي العراقي وصافحته قائلا:

      كنت مهموما وقصتك أزالت همي.

      طلب مني بأن أعرفه على زميله الشرق أفريقي وقال رجاء بالله عليك أنت أفضل من يتواصل معه لكن لاتنساني وقت الحلوى الهندية.

      لأنني لا أعرف عن الدين شيئا ولا ألتزم به فوعدته بذلك.

      ألتقيت بالشيعي الشرق أفريقي وشرحت له قصتي مع زميله العراقي!فضحك كثيرا وقال بإنه سوف يحاسبه كثيرا، على عملته، وسوف لن يطعمه من الحلوى الهندية التي كان يقدمها له بعد اليوم.

      بدأ يشرح لي بإنه من طائفة الخوجة الذين جلبهم(يقصد أجداده) الإستعمارالإنجليزي من الهند، إلى مستعمراته الأفريقية، ليخدموه وكانوا هندوسا غير مسلمين، ولكن بسبب الدعاة المسلمين الشيعة القادمين من مسقط وعمان وغيرها، هدى الله أجداده إلى نورالإسلام فأسلموا متشيعيين لآل بيت الرسول(ص(

      وإلى حديث آخر
    • مواقف مذهبية ولجاجة سلفية

      نتابع حديث الغربة والتغرب:

      مواقف مذهبية ولجاجة سلفية

      حديثناهذه المرة يكون عن مجموعة مواقف في موقف واحد إذلا أتذكر بالضبط إن كان تسلسل الأفكار والحوادث جرى أين؟ ومتى؟ ومع من؟ لكثرة المواقف ولو تذكرت لذكرت ولكنها تصب في الحديث عن الخلاف المذهبي (يعني حديث السنة والشيعة).

      ما أتذكره عن نفسي، وعن الحوادث التي مرت علي/ هوكل ما تقدم بي السن/ كلما بدأت أراعي وجهة نظر الطرف المقابل وأستوعبها جيدا!!! لأجد لها مبررا أو مخرجا، قبل أن أعرض عليه وجهة نظري!! وأحاول جاهدا أن أبتعدعن مواقف النقض والتفنيد، وهذا لا يعني بإنني لا أخطأ فسبحان من لا يخطأ.

      كمبدأ عام عندما يقصدني أحد معارفي من الإخوة السنة الجدد بسؤال، عن الشيعة!!! أتردد في الحديث عن المذهبيات!!!! وأدعوه إلى الإهتمام بما هو أهم وأعم!!! لكون ظرف شمال أمريكا يتطلب ذلك.

      أكثرمن مرة وجدت نفسي متهماأمام من يسألني بالإنهزامية والتعصب!! الإعمى!! لما أؤمن به من إتباع لمذهب أهل البيت.!!

      وفي مرة من المرات بدأ أحدهم بإطراء حزب الله وقادته في التصدي لإسرائيل، ونجاحه في جنوب لبنان، في حين فشلت أنظمة عربية في مواجهتها!!! وبدأ يسألني بماذا تعلل ذلك؟

      فأكتفيت بذكرالآية الكريمة: رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

      ثم بدى واضحا بإن الرجل يحاول جرجرتي إلى نقاش عن الشيعة والسنة!! فأعتذرت له عن النقاش!! وقلت له أنت تعرف رأيي في هكذا مسائل، ولكنه أصر بحجة محبته للإطلاع على الفكرالشيعي! ولمتابعة النقاش سوف إشير إلى نفسي ب(ش)وله ب(س).

      ش: مالذي تريد أن تعرفه عن الشيعة والتشيع بالضبط؟

      س: كل شئ عنهم لإنني بصراحة لا أعرف الكثير ولكن فقط نتف وأراء متفرقة وأكثرهامن خصومكم، يعني من خصوم الشيعة! وكلماذكرت الشيعة قفزت إلى ذهني فكرة زواج المتعة، وسب الصحابة وإتهام أم المؤمنين عائشة،ومراسم عاشوراء!!!

      ش: مذهب الشيعة مدرسة من المدارس الإسلامية ،وعندما نقول مدرسة يعني المتشيع هو من ينظرللأموروللإسلام كدين ومصدرهداية للبشربمنظار آل بيت الرسول(ص).

      س: إذاكان التشيع بهذاالمفهوم فالمفروض كل المسلمين شيعة لإن آل بيت الرسول(ص)محترمين مقدرين من كل المسلمين!

      ش: هذا ما أحاول تثبيته وشرحه لك ولكل الإخوة من أهل السنة.

      س: لماذاإذن كنت تتهرب من سؤالي لك عن الفوارق بين الشيعة وأهل السنة؟

      سألني هذاالسؤال أحد إخوتنا وأصدقاءنا المصريين عندما كنا في الخليج.

      ش: لا جواب (يعني سكت ولم أجبه على سؤاله(

      س: لماذا سكت؟ هل سكوتك إعتراف منك بإنك تخفي شئ ما؟
      ش: ياأخي ليس عندي شئ أخفيه، ولكن الدخول في تفاصيل تاريخية، سوف يجرناإلى مالاتحمد عقباه.

      أنقطع النقاش مع زميلي المصري عندهذه النقطة، ولاحظت إبتعاده عني تدريجياولفترة أسابيع، وإن ظلت الزيارة النسوية مستمرة بين زوجتي وزوجته، والظاهربإن النساء لعبن دورافي جمعناببعضنا مرة أخرى.

      س: أحب أن أفتح معك النقاش مرة أخرى حول الشيعة والسنة لأنني عرفت عنكم حاجات لم أكن أعرفهامن قبل!

      ش: (لاحول ولا قوة إلا بالله) منذأن تعرفناعليكم كعائلة لعدة أشهرهل رأيتم مناماأزعجكم أوأساء لكم؟

      س: لماذا تسأل هذا السؤال؟

      ش: أجبني وسوف تعرف !!!

      س: لم نرمنكم أي مكروه ونعتبركم أحسن أصدقاءنا إلا ما سمعته عنكم مؤخرا.

      ش: أذن ألست محقافي التهرب منك عندمافتحت النقاش معي عن أهل السنة والشيعة.

      (إعتذرالرجل هنا وتكلم بصراحة وإعترف بإن هناك أحد السلفييين كان يلاحقه بالسؤال تلو السؤال عن صديقه العراقي الشيعي المنافق الذي يبطن الكفر ويظهرالإسلام تقية)!!!!!

      وإلى حديث آخر
    • تكملة بقية الحديث عن المواقف المذهبية

      نتابع حديث الغربة والتغرب:

      تكملة بقية الحديث عن المواقف المذهبية

      س: إنت زعلت مني ولة أيه؟

      ش: ياأخي لم أزعل منك!ولكن لا أستطيع أن أتبين أرضية مشتركة أقف معك عليها، لكي أشرح لك ماتطلبه مني!

      س: بإمكانك أن تفند أو تنكرماذكره لي السلفي عنكم!

      ش
      : وكيف أستيطع إنكارأوتفنيد ماتعلمته من السلفي عنا؟؟؟؟؟؟حينماعلمت منه بإننامنافقين،نظهرغيرمانبطن!!!!!!!

      س: إستغفرالله (أناماألتش أنتوا منافقين!! زميلي هوالذي آل كدة) وهنابدأ صوته يرتفع، ولم أعرف بإن زوجته وزوجتي كانتاتصغيان للمناقشة في الصالة المجاورة، وفجأة أندفعت زوجته، وكانت ست فلاحة طيبة،لتصرخ بوجهه:

      إسمع بقلك أهوقسماعظما، لوماإبتعدت عن الناس دول (تقصدالسلفيين) حاسيبك وأرجع مصر!!!!!

      أطرقت مبتسما، وكأننا نشاهد مسلسلا مصريا، وهو يصورمعركة عائلية بين زوج وزوجته!!

      بدأت الست الطيبة تشرح منذ قدومهم للعمل في الخليج وإتصال زوجهابالسلفيين بدأت المشاكل تظهربينهاوبينه!!!!!!!!!! وتؤكد بإن أكثرمن عائلة صديقة إبتعدت عنهم بسبب تأثيرات السلفييين على زوجها!!!!!!!!وتأثره بأفكارهم، وقالت بإنها كانت تتحين الفرصة لكي تثيرمعه المسألة في بيت عائلة صديقة غيرمصرية.

      ثم عقبت بإن زوجها رجل طيب ومؤمن لكن(دول المايتسموش) لخبطوافكره فجعلوه متزمتا متعصبا!!!!! يتدخل بخصوصيات غيره بحسن نية!!! وهذا ماجعل معارفهم يبتعدون عنهم.!!!

      سامحونا ياجماعة على كل ماحصل! هذاماقاله زميلناالمصري بعد أن هدأت زوجته وتحول الحديث لأمورأخرى.

      قلت له أخي الكريم أس الدين وأساسه المعاملة وكمايقول الحديث الشريف:

      (إنماالدين المعاملة) إذاكنت واثقاومطمئنابماأنت عليه!!!! وأردت إيصال رسالة معينة لغيرك، بإمكانك أن تقوم بذلك دون الدخول في مناقشات عقيمة، وإتهامات باطلة.

      سألني لوطلب صديقي السلفي مقابلتك والنقاش معك فهل تقبل مناقشته؟؟؟؟ ربما تثبت له بأنكم مسلمون ومايعتقده عنكم غيرصحيح!!!

      سألته ولماذا أمري يهمه؟

      فإذاكان هذاإعتقاده عنا!، خلاص حسابناعلى الله وليس عليه!

      بقت العلاقة طيبة مع زميلناالمصري، بدون التطرق لقضايا مذهبية، لكنه ظل يسألني عن صلاتنا وصيامنا وبقية العبادات والمعاملات وفي كل مرة أشرح له شئ عنا يقول جيد وهذا نفس ماعندنا، ولكن قلبي غيرمطمئن لأنكم تستعملون التقية معنا!!!!!!!!

      إنا لله وإنا إليه راجعون

      وإلى حديث آخر
    • محنة الجالية الأسلامية في حرب الأيام الستة

      نتابع حديث الغربة والتغرب:

      (محنة الجالية الأسلامية في حرب الأيام الستة)

      حديثنا هذه المرة سوف يكون عن أيام مرت علينا،عصيبة حالكة، مشحونة بالأسى والعذاب النفسي وحرق الإعصاب.

      ففي خلال حياتي في الغربة، لم تمرعلي أيام قاسية مريرة إلا مرتين.

      كانت المرة الأولى في بريطانياسنة 1967م. والثانية في شمال أمريكا سنة 1991م.

      ففي المرة الأولى، لم أكن الوحيد الذي قاسى من المرارة والإنكساروالإذلال والخيبة!! بل كل الجالية العربية، وذلك بعدهزيمة العرب في حرب الأيام الستة في عام 1967.

      فعندماينتقل الفردمن بيئة إلى بيئة تغايربيئته الأولية، يحصل عنده نوع من الحنين إلى عشه ومسقط رأسه، فيزدادإعتزازا بماعنده، حتى ولوكان ذلك أقل مستوى من مستوى الظرف الجديد!!!!

      وعندماتطرح الشعارات لتذكربالماضي التليد، وتدغدغ المشاعرلرفع المعنويات ويستشعرالواحد منا بقيمة معنوياته ومثله، وعلوهاعلى مايجده في بلد اللامعنويات وحقارة المثل!!! بل فقط ماديات وكسب يومي.

      ينشحن ويتشنج بصورة فوق الطبيعية،ثم فجأة، تفشل المعنويات لتنكسرأمام جبروت وطغيان المادة.

      لينهارالإنسان، أمام هول الفاجعة وعظم المصيبة، وهذاماحصل لنابعد هزيمة العرب في حرب الإيام الستة.

      كان الإعلام البريطاني معادي ومتحيزبشكل لا يوصف، وعلى دراية تامة بما سيحدث وماسينتج!!!!

      وكنانشاهدعيانا كيف كانت الأحداث والوقائع تصوروتبث للمواطن البريطاني، لتهيأه لحدث قادم فيه حمل وديع، مظلوم محاصر، بمجموعة ذئاب كاسرة من ظلمة عرب، ومتلهفة لإلتهامه أورميه في البحر!!!

      وفي المقابل كان هناك إعلاماعربيا صفيقا، ليس فيه سوى العربدة والجعجعة والكلام الرخيص. كان ذلك ظاهرا وباديا للعيان وحتى للسطحي وقليل الثقافة!!

      فكان يتساءل مابال الحكام العرب وعلى رأسهم النظام الناصري المصري، حامل راية العروبة والشعارات الرنانة الطنانة، بهذه السذاجة والسطحية، وعدم تقديرالأمور، لوضعهافي محلهاالمناسب؟

      بعدأن أغلقت البحرية المصرية خليج العقبة، بإحتلالهامضايق تيران. لاحت نذرالحرب وسارع البريطانيون وكل حماة إسرائيل،إلى شحن همم شعوبهم، بكارثة سوى تحدث لليهود المساكين!!!!!!!!!!!!! الذين خذلتهم أوربا والعالم!!! لينتقم منهم هتلر!!!

      وها قدعاد هتلربإسم العرب!! لينتقم ثانية من هؤلاء القلة،الثلاثة الملايين الأليفين الوحيدين، والمحاطين بأكثر من مائة مليون متوحش!!! لقلعهم من الجذورلأبتلاعهم!!!!

      في المقابلة التي عملها(أنتوني نتنك) وزيرخارجة بريطانية الأسبق، والذي إستقال إحتجاجا على حكومته أثناء عدوان 1956 م. على قناة السويس مع الرئيس المصري الراحل، جمال عبدالناصر، ظهرالرئيس المصري وكأنه واثق جدامن نفسه!!! وهويقول:

      بإننامنتظرين لإسرائيل أن تهاجم!!!!!!!!!! لنري العالم بإن ماكتب عن حرب السويس في 1956م. كان تخريف في تخريف.

      كان الكل يراقب، ولايعلم ماكان يخبأه القدرللعرب بقيادة مصر!! بل فقط كنانستمع ونتسلى بحماس ثائر، لكوكب الشرق الراحلة أم كلثوم وهي تغني للعرب وللعروبة:

      الله معك .....الله معك!!

      جيش العروبة يا بطل الله معك..........ماأروعك ماأعظمك الله معك

      مأساة فلسطين تدفعك نحوالحدود......حول لهاالألام برود في مدفعك.

      راجعين سيول من الصحارى للحقول..........زي الرسول...
      ..........

      وبدأت الحرب بهجوم كاسح!! متواصل لتدمرالجيوش العربية!! فتصل إسرائيل إلى قناة السويس في ستة أيام!!!!!! ويقبل العرب الهزيمة صاغرين!!! لتقف إسرائيل عند الشاطئ الشرقي للقناة.

      ويعلن جمال عبدالناصر تخليه عن الحكم، بخطاب عاطفي!! ذرفنا له الدموع غزيرة!! ولاأستطيع تصور الحالة التي كنافيها!!وخاصة أثناء معارك سيناء، حيث كانت وسائل الإتصال المرئية، تنقل مشاهدجثث الشباب المصري، وهم صرعى العطش في صحراء سيناء.

      أتذكرأثناء خطاب عبدالناصروبعد أن أعلن عن تدميرقوته الجوية وهو يقول:

      (ظلت قواتنادون غطاء جوي........ولم تكن طبيعةالصحراء تسمح بالدفاع الكامل...) حيث الكل صرخ نادباباكيا ليصب لعناته عليه وعلى طريقة إدارته للمعركة.

      وفي الحقيقة لاأستطيع شرح الحالة التي كانت فيهاالجالية العربية، البريطانيون ينظرون لناشزرا، وبإحتقاربين وتشفي يحطم أعصاب الفرد!!! فكان الفرد منا يتمنى لوأنه خلق في مجاهل أفريقيا!!! ومتاهات سيبيريا!!! وليس في بلد عربي!!!!!!!!.

      وبلاش نكمل ذكريات حزينة مقرفة وتاريخ حالك أسود.

      إنا لله وإنا إليه راجعون. ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

      وإلى حديث آخر.
    • اللهم اني أسألك الهداية
      اللهم اني أسألك الهداية


      اللهم لاتؤخذنا بما فعل السفهاء منا
      اللهم من أراد بهذا الدين شرا فأشغله بنفسه

      اللهم انا نحب رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام
      أبوبكر وعمر وعثمان وعلي
      وال بيته الكرام
      اللهم احشرنا معهم أجمعين
    • السيد مهدي كتب:

      نتابع حديث الغربة والتغرب:




      إستهانة بنصيحة قبطية وضحية لسرقة شيعية







      وصلت الى هنا حتى الان ولي عوده ان شاء الله الى حكايات الغربه والتغرب مع استاذنا الجليل السيد مهدي


      شكرا لك استاذنا الفاضل على حديثك الممتع ذو شجون
    • مناشيرالإخوان المسلمين تشرح محنة الإخوان

      شكراللأخت الكريمة أم ليماعلى التواصل مع الأحاديث.

      نتابع حديث الغربة والتغرب:

      مناشيرالإخوان المسلمين تشرح محنة الإخوان

      حديثناسوف يكون عن فترة منتصف الستينات، أثناءالدراسة في بريطانيا، وكيف كنا نعامل من قبل الإتحادات الطلابية في الجامعة. وكانت فترة نشطة شيئاما،حيث المدالقومي الناصري، وكانت جمعيةالطلبة العرب ممثلة له.

      وكذلك النشاط الشيوعي، وكانت جمعيةالطلبة العراقيين ممثلة له.

      والأتحاد الوطني لطلبة العراق والذي يقوده البعثيين.

      ومن السخريات حقا،هومن كانت ميوله دينية، وعنده إلتزام ديني، فقد كان محسوباعلى الإخوان المسلمين، وإن كان شيعيا!!! في وقت لم تكن حركة الإخوان، تنظرفيه للشيعة كطائفة مسلمة أصلا.

      المهم كنانحضرللصلاة مع من يصلي، في الجمعية الإسلامية، وكنانعامل بإحترام وأدب. ولكن كنامميزين كشيعة.

      والشيعي تميزه من قطعة القرطاس، من الورق، بدل التربة الحسينية، التي يستعملها للسجود في الصلاة.

      من أخطاء الحركة الإسلامية(ممثلة بحركة الأخوان المسلمين) في الستينات، هوغياب التخطيط الصحيح الواعي، والمنتج في خلق حالة التفاعل، بين جهادالإخوان داخل مصر، والمتعاطفين مع خط الحركة في الخارج، وخاصة النشطين في مجال الدعوة من غيرالمدارس السنية.

      كانت المناشير تصلناعلى عنوانينا،في الجامعات والكليات والمعاهدالبريطانية، ومن دون أن نعرف الجهة المرسلة، ولانتفاعل معهاإلا بقدرالإطلاع على ماكانوا يرغبون أن يوصلوه لنا من أخبار،عن نشاطات الداخل.

      فكان المسلم الحركي يتحرق ألما على مايجري، ولايستطيع أن يفعل أكثر من ذلك.

      أقسمت أن أروي!!

      هذا واحد من عناوين تلك المنشورات. وكان المنشورعبارة عن عرض إستل من كتاب للبناني مسيحي(جورج سلستي) عايش محنة معتقلي الإخوان في سجون عبد الناصرفي أوائل الستينات.

      هكذا يبدأ المنشور:

      إلى إخواني الشهداء علي حمزة، إبراهيم قعوار, خيري ...وغيرهم من الشهداء الذين قضواإستشهادا في سيبل أمتهم ووطنهم.

      ويستمرالمنشورليشرح كيف كان المجرم حمزة البسيوني مديرالسجن الحربي، في ليمان طرة يعذب معتقلي الإخوان في السجون، بإخس وأبشع الطرق.

      ويشرح كيف كانت الفنانة زوزو ماضي، تزورزوجهافي السجن، والمتهم بقضية المخدرات الكبرى، جالبة له معها مالذ وطاب، بينمامعتقلي الإخوان، كانوا يعاملون بمنتهي الوحشية. ويذكر قصة الإخواني الدكتور حمدي، وكيف عاملوا والدته، بقساوة وفظاظة، لكونهاقد جلبت له فرخة مشوية.

      وهناك قصة الست زينب الغزالي وحميدة قطب.

      وقصة صالح أبو رقيق وكيف تعاملوا معه بأخس وأبشع الإساليب اللأخلاقية.

      منشورآخروفيه صورة كبيرة مشوهة المعالم، لكنهاواضحة جدا للباحث العالم الذري المصري، صلاح خليفة،ويقول عنوانه:

      هذا المتهم إعترف!!! بعد أن شوهت الناروجهه!!! وحطم الطوق الحديدي جمجمته!!! وتكسرت أسنانه!!! وأرتسم على نظراته الشاردة العمياء معنى العدم!! ويضيف المنشور،(كما أملاها عليه المحققون).

      كنانقرأ هذه القصص، ونحمد الله بأن مثل هكذا أعمال، غير موجودة عندنا في العراق.

      ولكن لم نعرف بإن القدر، قد خبأ لنا من فاق حتى قراقوش، في وحشيته وظلمه!!!

      وإلى حديث آخر.
    • وردية الصورة القلمية ورمادية الصورة الواقعية.

      نتابع حديث الغربة والتغرب:

      وردية الصورة القلمية ورمادية الصورة الواقعية.

      كنت قد نشرت عدة أحاديث للغربة والتغرب في ساحات الحوار، فأقترح العلامة المنار، من ساحة هجر، حفظه الله علي عمل كتاب من تلك الأحاديث ولكل كتاب مقدمة وهذه مقدمة تلك الأحاديث في الكتاب.

      وردية الصورة القلمية ورمادية الصورة الواقعية:

      يكتسب الحديث أهميته ومصداقيته كلماأقترب من الواقع،وعكس الصورة الحقيقية للحدث! فهو كالفلم السينمائي الذي يميز بالممتاز والجيدجدا والجيد والردئ حسب ذوق المشاهد السوي أوبمقياس المحلل السينمائي لعروض الإفلام.

      الحديث تقرأه مكتوبا والفيلم السينمائي تشاهده مصورا.

      والسؤال المطروح هو كم من الواقع تقرأ في الحديث المكتوب والفلم المصور؟

      إذا إستطاع الحديث المكتوب أو الفلم المصورأن ينقل لك أكثر من50% بقليل من الحدث إعتبرممتازا ومكتسبا للمصداقية في رأيي.

      وهذه الإجابة تؤكدحصولناعلى نصف الحقيقة في الغالب الأعم وليس كلهافهل هذا مقبول؟

      وأجيب نعم مقبول، لأن هذا هوكل مابإستطاعة الناقل نقله أو وصفه للمشاهد والسامع أو القارئ.

      ولنأخذ بعض الإمثلة الواقعية لتتضح الفكرة أكثر!

      حينما نقرأ خبرا ما في جريدة أومجلة تحرص المجلة أوالجريدة على تقديم الخبر بشكل مرضي ومستساغ للقارئ! ليتابع القارئ الخبربورديته اللاصفة ومحتوياته الواصفة، وبمايشد القارئ للخبر ولذلك على الكاتب العارض أو الناقل للخبر أن يكون ممن يملك مؤهلات الكتابة وحسن التعبير!! وفوق كل ذلك توجب على الكاتب أن يتميز بفن صياغة الخبرمهما كان الخير سخيفا تافها حفاظا على سمعة الجريدة والمجلة، وإحضارا لشعبيتها وتقديمها الشيق من الأخبار والأنباء.

      ولوعي الجماهيرلهذه الحقيقة ظهرت مقولة(هذا كلام جرايد)

      بمعنى، هناك خبرولكن مصداقية الخبرلاتزال تحت المجهرالفاحص لتبان الحقيقة كماهي وليس كمانشرت الصحيفة.

      يعني بمعنى آخر هدف المطبوعة أو المقالة أن تنقل رسالة ولا يتم إيصال الرسالة إلى القارئ إلاإذا إمتلكت مقومات الوصول من عرض جيد ولغة سليمة وبروز بمايشد ويثير القارئ.

      كل يرى الأمور بمقياسه الخاص وكلما أقترب الكاتب من نقل الصورة الواقعية وألتزم الصدق والأمانة في نقل الصورة كلماعلارصيدكتاباته وأقترب من فكر ووجدان القارئ.

      حتى الصورة مصورة من زاوية معينة قد تخفي أمورا تظهرفيما لوصورت الأمور من زاوية أخرى!! المهم الإمانة في النقل ولابئس بالرتوش وبعض التلميع الذي يشد القارئ للحدث ما دامت الغاية توخي العبرة من نقل الحدث وليس تفاصيله بدقة ومن كل الزوايا لأستيعاب مغزاه فلسنا في صدد تحليل سياسي اوتهريج إعلامي.

      في أحاديث الغربة والتغرب حاولت نقل ماحدث بكل أمانة وصدق، ولكن لاأخفي بإنني لم أنقل كل التفاصيل إما لكونهالاتثري ولاتدعم الغاية من نقل الحديث أولكونها غير صالحة للنشريعني فيما يدخل في باب الخصوصيات، وحتى أحيانا المملات التي لا تعني القارئ مادمنا فقط في مجال التركيز على كل مايمت بصلة للتصرف الإيماني الهادف لعكس الصورة المتوخاة من كل مؤمن يحاول فهم الدين كإسلوب حياة وليس طقوس جامدة تؤدي فقط في أوقات وظروف معينة.

      وآخر دعوانا أن ألحمد لله رب العالمين.

      وإلى حديث
      آخر
    • إتق شر من أحسن إليه من الأصدقاء

      شكراللمكرمين الأخت أم ليما، والأخ ولد العين على التواصل مع الأحاديث.

      نتابع حديث الغربة والتغرب:

      إتق شر من أحسن إليه من الأصدقاء

      فوك(فوق) إرفع إيديك فوك إرفع إيديك......سلم على الإحباب كلبي(قلبي) يريدك
      كلبي يريدك.................كلبي يريدك.......غيرك فلا حبيت......... كلبي يريدك

      قطعة من إغنية عراقية قديمة، إشتهرت في الأربعينات والخمسينات، من القرن الماضي.

      وبسبب ظروف الحرب العالمية الثانية، حينما قنن بيع وشراء السكر والشاي، وأشتهرفي وقته بإسم (التومين)، والكلمة محرفة من التموين لهاتين المادتين، التي لايستغنى عن تناولهاكل بيت عراقي بل ربما العالم، والتي كانت تأمنهاالحكومة العراقية للشعب العراقي، بتوزيع بطاقات التموين أومايسمى الآن با(الكوبونات).

      ومطلع الأغنية يبدأ هكذاعلى ماأتذكر:

      عمي وياعمي مروتك ياعمي.............عمي يابوالتومين إمضي العريضة
      إمضى العريضة، إمضي العريضة........والحلوة على الشاي، طاحت مريضة.

      العريضة هي الطلب الورقي المكتوب، الذي كان يقدمه طالب الشاي والسكر، لمراكزالتموين الحكومي لهاتين المادتين، وعادة ماكان موظفي الحكومة، يتقاعسون في إمضاء الطلب! فجاء تعبيرالأغنية.

      وجميل جدا، أن يتناغم الفن مع الوضع والظرف الذي يعيشه الناس، فينتج عنه فن تعبيري وجداني مبدع، يعبرعن أحاسيس الناس ومشاعرهم.

      كم حلوة وجميلة هي أيام زمان، بسيطة بعفوياتها، ورومانسية بطبيعتها، وجذابة بصدقيتها!! يوم لم يكن هناك فن مزيف، ينتجه التملق والخوف من الحاكم!! ولاأغاني مستوردة تحاكي مايحدث في الغرب!! فيظهرالفن ممسوخاغريباعن الشعورالعام.

      والذي ذكرني بالأغنية العراقية القديمة حدثان.

      الحدث الأول:

      توفرت عند زوجتي مجموعة من الكوبونات، التي تشجع على الشراء بسعررخيص نوعما، لبعض المواد ومن محلات مخصصة، وكان عددهافائضاعن الحاجة، ولقرب نهاية صلاحيتها، قررنا توزيعهاعلى الأصدقاء والمعارف، ليستفيدوامنها، فوزعت بدءا بالأقرب لنامن الأصدقاء والخلان.

      جرى التوزيع بإنصاف، يعني حاولنا أن لانظلم أحد ممن هوقريب منا، وممن أصابه شئ منها، وأنتهت المسألة، ونسيت تلك الكوبونات التي لاتزيد قيمة الواحد منهاعلى بضع دولارات.

      لكن آثارهالم تنته، ولم نكن لنعلم بإن تلك الكوبونات اللعينة، سوف تتسب لنا بمشاكل لم نكن نحلم بها، فقد زعل علينا بعض الأصدقاء، ممن لم يصبهم نصيب من تلك الكوبات!! وتطورالزعل إلى نوع من الكراهية، والقيل والقال.

      وهكذا وجدت نفسي، قدتورطت بسخافات نسائية، لا أول لهاولا آخر. والسبب توافه لاتخطرعلى بال، وهي الكوبونات.

      رحم الله كوبونات أيام زمان، في شراء السكروالشاي، التي غنى لهاالشعب العراقي.

      الحدث الثاني:

      هوالدعوة لإنشاء قناة فضائية، خاصة بالساحات الأنترنيتية التي تلقى رواجا وشعبية، من القراء والمتابعين بتلك الساحة. ومن بين تلك الساحاة، ساحة هجر، حيث تعتبرأقوى ساحة شيعية على الإطلاق. كماأقترح بعض الأخوة وتحمس البعض الآخرلها ومنهم أنا.

      ففي القنوات الفضائية، هناك ناحية إعلامية، تتنوع حسب ذوق المشاهد، ويهمنا شده لها، فهل مايجري في قناة المنارمن وسائل ترفيه إلى جانب الموضوعات المميزة، التي حازت إعجاب البعض، وسخرالآخر بمط شفافه عنها، مزاجاوخلفية!!! كافي لجعلهاتستقطب المشاهد وتشده لها، كما تستقطب ساحة هجر، أكثرالكتاب لمعانا وإبداعا، من ناحية المواضيع المميزة والعاكسة للفكرالإسلامي الشيعي المؤصل.

      وماهو رأي العلماء الأعلام بالنسبة للفن الأصيل الخالي من الفحش والذي يصادفنا في حياتنا كل يوم شئناأم أبينا؟؟

      الذي توجع منه المخلصون والمهتمون بمشروع القناة الفضائية هو المال، ويشكون بإن حتى من تحمس بداية، وممن عندهم المال تنصل لاحقا. وبودي أن أثير الموضوع ثانية عسى أن يستجيب من يهمهم الأمر لتسخيرالطاقات المتاحة وياليت علماءنا الأجلاء يجدون مخرجا فقهيا لدعم المشروع من الحقوق الشرعية.

      لقد أصبحت هجر مهوى القلوب، من ناحية المواضيع الفكرية في الطرح والإسلوب. ولكنهالم تخرج من عالمها الإفتراضي، إلى عالم الواقع الخارجي لتمارس دورها على الأرض.

      فلحد الآن لا أعرف، إذاكان لها مكتبافي أية بقعة من العالم، وماذا لوأجتمع الهجريون لمدة ثلاثة ايام، أو أسبوع في السنة، على شكل مؤتمر، ليلتقي به الهجريون وجها لوجه، لتيعرفوا على بعض، ويناقشواالأمور في واقعهاالخارجي، وليس فقط في العالم الإفتراضي.

      هل تنفع فكرة الأشتراك السنوي للأعضاء الدائمين دون الزوار؟؟ وهل هناك إقتراحات أخرى لتفعيل هجرأكثر وأكثر؟؟

      سؤال للقراء الكرام ولمن عنده فكرة تفعيل لهجرأكثر وأكثر.

      وإلى حديث آخر.
    • مرارة أم المهالك

      مرارة أم المهالك


      نتابع حديث الغربة والتغرب:


      تذكركتب السيرة والتاريخ، بإن الإمام علي(ع(كان يعرف قاتله،ويراه كل يوم يصلي خلفه، فيخبر خاصته عنه!


      فكانوا يسألونه لم لا تقتله ياأباالحسنين؟؟ فكان يجيبهم وكيف أقتل قاتلي؟؟!!


      وعندما جلس لتبايعه الناس، ووصل الدورلعبدالرحمن بن ملجم،ومديده ليصافح الإمام (ع)، سحب الإمام يده ثلاثا، فأستغرب بن ملجم عمل الإمام(ع) وسأله:


      لم فعلت بي هكذا!!! ياأميرالمومنين؟


      فأجابه الإمام، لقد مددت يدك لمبايعتي ثلاثا، وسوف لن تخضب هذي(وأشارإلى لحيته الشريفة) إلى من هذي(وأشارإلى هامته الشريفة(!!!!


      نعم إخوتي، لوإستعرض الفرد منا حياته، لشاهد كيف تمربعض الأحداث والمواقف، ويرى الواحد فيناقاتله(ليس بالضرورة قتلا فيزيائيا) ولايستطيع قتله.


      وأقسى ماتمربه حياتي.........سكوتي حينما يجب الكلام!!!


      وأمامكم مشاهدالحاضروهي تمر، والمجرمة أمريكاتستعد لذبحناونحن عاجزين حتى عن الصراخ! (الحديث كتب قبل إحتلال العراق)!!


      إبن الأرض المحتلة الإستشهادي البطل،تحرك ورفض الخنوع، فوهبت له الحياة فدخل عالم الخلود، ونحن نحث السيرإلى بوارنا المحقق، فعالم النسيان والخذلان.


      فنحن الميتين وهم المنتصرين!


      صدق الإمام علي(ع) حينما قال: إطلبوا الموت توهب لكم الحياة.


      منذوصول شلة القتل والإجرام إلى الحكم في العراق، وكل الشعب عارف بمجريات الأمور؟ وعارف من هوالحاكم؟ وماهي خلفيته؟ وماهي نواياه؟ ولكنه عاجزعن عمل ما.


      يطول شرح أسباب هذا العجز! ولكن السؤال الذي يطرح نفسه:


      ألم يتعلم العارقيون(عارقيون – مقصودة) الدرس بعد؟ فماالذي بقى؟؟؟ بعدأن دمرالبلد، في أكثر من ثمان سنوات من الحرب مع إيران؟ ثم جاء إحتلال الكويت، لتكتمل الصورة في الدماروالخراب، بعد حرب أم المهالك، ليكبل البلد!!! وإلى الأبد بقيود الطواغيت، وييقى الحاكم المجرم، سادرا في أوهامه وأحلامه، وهاقد مضى أكثرمن عقدمن الزمن والبلد تحت حصارمهلك وكرامة مهدورة!!!!!!!


      فقبل أكثرمن عشرة سنوات، كنانتابع التليفيزيون، فنشاهد كل قوى الدماروالنار،وهي تصب على العراق وشعبه، في أبشع تمثيلية حربية جرت في التاريخ، بين أعتى قوة!!! وأركوز نصبوه ونفخوه!!! فصورواله بأنه منقذالعرب!! والمعيد لأمجاد حمورابي ونبوخذنصر!! فصدق نفسه وغامرفي قادسيته المشمؤومة، قادسية العاروالشنار، محاولا إخماد النور الإسلامي، الذي علاإيران، بإنتصارحركة الإمام الخميني رحمه الله.


      وبعدأن أنهك البلد، وقتل وعوق أكثرمن مليون مغلوب على أمره، وحرق الحرث والنسل!!! إستخدموه مرة أخرى!!! ليركزوا أقدامهم في كل البلاد الإسلامية، وإلى الأبد!!! بعد تمثيلة إحتلال الكويت الهزلية.


      لم إستحمل رؤية الجندي العراقي الأسير، وهويقبل أقدام الجندي الأمريكي!!!! بعدإنتهاء مهزلة أم المعارك.


      شعرت بإنقباض شديد في صدري، وكأن أنفاسي قدتوقفت، فسقطت أرضا، ولكن كنت بكامل وعيي، فتشهدت الشهادتين وتيقنت قرب أجلي.


      نقلت إلى المشفى بسيارة إسعاف، تحيط بي زوجتي وإبني البكر.


      وفي المشفى عملوا لي كل الفحوصات، ليقررواأزمة نفسية حادة، ولم أعد إلى البيت إلى عندالفجرفحمدنا الله على إنها أزمة وعدت.


      ولكن لن تنس تلك المشاهدالقاتلة المهينة، وماآلت إليه تلك التمثيلية، التي دفع العراقييون بهاأغلى ماعندهم، وهي كرامتهم وحريتهم، التي كبلت وإلى الأبد.



      ومايجري الان في غزة من ذبح لأهلناوإخوتناالفلسطينيين.


      اللهم عجل بظهورولي أمرك المنتظر، وأجعلنامن جنده، ومن المستشهدين بين يديه.


      وإلى حديث آخر.




      qusss.com/vb/report.php?p=103636