عن قروش البحر الأحمر و أشياء أخرى تحدث جديد عالم افتراضي

    • عن قروش البحر الأحمر و أشياء أخرى تحدث جديد عالم افتراضي

      منذ فترة طويلة و أنا أراقب في سخرية صامتة ما يحدث من حولي في هذا الواقع المجنون و لا أبدي دهشتي لأي شيء و الحمدلله كثيرًا لهذا. لم أعد أتأثر أو أنفعل كما كنت أفعل سابقًا و لا أرى أن الأمر يستحق عناء الإنفعال، فكل شيء سيء في هذا الواقع يتكرر بنمطية غريبة تثير الملل أكثر من أي شيء آخر..
      الكوسة في الجامعة و المصالح الحكومية و غير الحكومية تتكرر كسابق عهدها، الظلم بنفس صوره لا جديد فيه ، التزوير مازال كما هو بلا أي تقنيات تزويرية مبتكرة، القمامة في نفس الأماكن لم يتم رفعها منذ زمن، نفس السائلين و الشحاذين الذين أراهم في موقف أحمد حلمي منذ أربع سنوات لم يتغيروا و قد أصبحنا "عشرة" و نتبادل التحية يوميًا ، حتى سائقي الميكروباصات مازالوا بنفس التشرد و الإجرام التقليدي المعتاد، كما أن الحرفيين الذين أذهب معهم إلى الجامعة في الميكروباص يقولون نفس الكلام، يسبون السباب ذاته و يبصقون بنفس الطريقة..
      لا جديد تحت الشمس في كل هذا..
      ربما أتأثر نفسيًا لبعض الوقت عندما يخبرني الأجانب من وقت لآخر أنهم كانوا يعانون مشكلات في التنفس لارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء عندنا أو أن الأحصنة تعامل بطريقة بشعة من قبل سائقي الحناطير و الكارو لكنني اعتدت أن أقابل هذا بابتسامة ساخرة لا أكثر و لا أقل..
      و سواء يحق لهم الإعتراض أم لا، أفكر في أن أخبر أول من يشكو من مثل هذه الأشياء مرة أخرى لماذا تتكبد عناء المجيء أساسًا يا هذا إذا كان هذا المكان أقذر من اللازم في وجهة نظرك؟!
      مساكين الأجانب هؤلاء، إنهم فقط لا يعرفون شيئًا.. على الإطلاق..
      حسنًا، قولوا لي لماذا أتأثر أو أحنق؟
      أنا لست جزءًا من هذا المكان ولا أنتمى إلى هذه المهزلة الإنسانية و لا أشارك فيها و أحاول أن أعمل بجد على الثغر الذي أقف عليه رغم أن النظام بأكمله فاسد و لكنني أحاول..
      انتهى..
      علي أن أكون طالبة ناجحة و فتاة مؤدبة، ألا أبيع صوتي في الإنتخابات و ألا أتشاحن على مقاعد الأتوبيسات، كما أنني أحمل القمامة معي إلى المنزل لأنه تصادف ألا يوجد سلة مهملات واحدة في الشوارع التي أمشي فيها..
      لذلك أصبحت أمشي في الشارع نصف واعية، فقط موجودة فيزيائيًا و أعتبر أن تواجدي الفيزيائي هنا هو مسألة وقت ستنتهي عاجلا أو آجلا عندما يشاء الله و يأذن لي بالخروج..
      لكن على الرغم من هذا أود بشدة منذ فترة أن أكتب شيئًا مفيدًا..


      ماذا لدينا، الإنتخابات؟ رأيي في الإنتخابات بمنتهى البساطة هو أنها فرصة رائعة لكي يصبح الشعور بالسلبية ممتعًا، السلبية شيء سيء و من النادر أن تكون السلبية ممتعة و لكن أحداث كهذه تخرج منا مشاعر مختلطة يصعب أن يستثيرها أي شيء آخر.
      وددت بالفعل أن أكتب عن هذا الموضوع لكن بما أنه لا جديد في الأمر أرشح لكم مقال الدكتور أحمد خالد توفيق "غثيان" الذي يصف بمنتهى الدقة تلخيص رائع لما حدث و يحدث منذ عشرات السنين بصورة نمطية تثير الملل.


      تجدون المقال الرائع هنا:
      boswtol.com/politics/opinion/10/november/23/23219

      ماذا أيضًا؟
      القرش في البحر الأحمر؟ هذا الموضوع بالذات استفزني للكتابة عنه حتى من قبل أن أسمع أنهم دفعوا 50 ألف دولار للسياح المتضررين.
      لقد زرت الغردقة في أغسطس الماضي، بقعة رائعة الجمال على البحر الأحمر يدفعون الآلاف لزيارتها من الخارج بينما هي هنا لدينا ولا نستطيع التمتع بها للأسباب التالي ذكرها.
      أصدقكم القول ليس المكان ودودًا جدًا إن لم تكن من النوع الذي يجب أن يتواجد فيه كما توضح هذه الصورة التي أخذتها من داخل الفندق:


      نوع الخدمات المتوفرة في الفندق يعكس طبيعة من يقيمون فيه و يعتمد على الجذب المادي بلا أي اعتبار لأي شيء آخر
      بعد هذه الخبرة قررت ألا أزور مناطق الجذب السياحي على البحر الأحمر مجددًا حرصًا على مبادئي و توازني النفسي و كي لا أصاب بجلطة في المخ.
      لن أنسى أبدًا نظرات العاملين و السائحين الفضولية الغريبة و لسان حالهم يقول: "ما الذي جاء بأمثال هذه إلى هنا؟!" هكذا كان ينظر الجميع إلى أي فتاة أو سيدة محجبة على الشاطىء أو حتى داخل حدود الفندق و من المفترض أن الطبيعي هو أننا أهل البلد و أننا نبدو طبيعيين مقارنة بكل الهرج و المرج و الفوضى التي تحدث من حولنا!!
      لن أنسى أبدًا أنني لم استطع إلتقاط الصور للشاطىء إلا بعدما يرحل الجميع أو في الساعة الثامنة صباحًا لأسباب واضحة، و لنفس الأسباب قضيت معظم الوقت في غرفتي أقرأ قصصًا عن الهنود الحمر و أشاهد الأفلام لأنني لم استطع فعل أي شيء آخر في هذا المكان..
      لن أنسى أبدًا شعوري عندما طلب مني أحدهم أن أتحلل من حجابي في رحلة بحرية لجزيرة الجفتون في وسط البحر الأحمر و قال لي بمنتهى الوقاحة بالحرف الواحد:
      "لأن شكلك على المركب هيكون very abnormal و بعدين أنتي لسه صغيرة يعني على الكلام ده."
      كان هذا شاب مصري يعمل على سفينة سياحية للرحلات البحرية في البحر الأحمر، مجرد طرطور آخر كباقي الطراطيرالذين رأيتهم يقدمون الخمور على الشاطىء بابتسامات واسعة و يرقصون و يغنون بإبتذال للسائحين في الفندق، بالإضافة إلى باقي الأفعال الشائنة التي لا يمانعون من فعلها.
      و لكن ما أن تطلب أنت منهم شيئًا يدعون الصمم و الخرس أو يعاملونك بفظاظة شديدة فقط لأنك تبدو مصري أكثر من اللازم أو أنك فتاة ترتدي أكثر من اللازم.
      بعد كل هذا أعطوني سببًا واحدًا يجعلني أشعر بالحزن على حال بلد يُرحب فيه بالعراة و يتم تفضيلهم في المعاملة على حساب أهل البلد فقط لأنهم يدفعون أكثر و يتحللون من ملابسهم أكثر_ إن وجدت الملابس.
      لماذا أفخر بانتمائي لبلد من يحاول أن يحترم نفسه فيها عليه ألا يتمتع بجمالها أو خدماتها لأنها للسائحين فقط و إلا فليقبل برؤية حدود الله و أبسط حدود الإحترام المعترف عليها في مجتمع محافظ تنتهك بإعتيادية و أن يشعر بأنه الغريب في وطنه بلا أدنى مشكلة..


      لأسباب كهذه أنا لن أشعر بأي حزن على ما يحدث في هذه البلد بعد الآن.


      كما أنني لا أشعر بأي شفقة على من أصيبوا لأن نوعية سائح البحر الأحمر الدائم معروفة على عكس من يزورون مصر لأسباب أخرى أكثر منطقية، من رأيتهم هناك كانوا في الغالب من روسيا و بولندا و أوكرانيا كما أن الإسرائيليون مرحب بهم أيضًا.
      هذا النوع من السائحين يأتي هنا لمجرد المتعة الشخصية لأن الشواطىء جميلة و الزيارة لمصر من أرخص ما يكون و كذلك لأنهم يعاملون في مصر كملوك رغم أن لديهم سمعة سيئة في سائر أوروبا و باقي أنحاء العالم_ كما أخبرني غربيون_ و لأنهم لا يتكلمون الإنجليزية في الغالب.
      لاحظت أنهم يتعاملون بعجرفة شديدة و بانعدام لياقة واضح مع أهل البلد و من يخدمونهم من المصريين بالإضافة إلى عدم الإحتشام الواضح في ملابسهم و الاستهتار في تصرفاتهم.
      طبعًا لا كلام هنا عن مراعاة البعد الثقافي أو الحضاري للبلد التي يزورونها أو احترام ثقافة محافظة لأن هذا مصطلحات و مفاهيم كبيرة عليهم.
      هذا الكلام لا يمكن تعميمه على كل السائحين الغربيين كما يظن البعض، شخصيًا عرفت عشرات الأشخاص ممن زاروا مصر و كانوا يراعون مثل هذه الأشياء بصورة تثير الإنبهار. كانوا غربيين أيضًا و كانوا محترمين، ليسوا مسلمين فقط- كي لا أتهم بالتحيز- بل كانوا مسلمين و كاثوليك و بروتستانت و غيرهم.

      فتيات محترمات يرتدين باحتشام و يتعاملن بأدب و شباب يغضون أبصارهم و يحترمون النساء مما يدل على أن فطرة الله السوية موجودة في كل البشر طبيعيًا و أن من يحترم نفسه يُحترم، أما هذا الذي يغير مبادئه الأخلاقية_إن وجدت_ و مبادئ مجتمعه من أجل المال بحجة عدم وجود وظائف أو بحجة تشجيع السياحة أو أن هؤلاء غربيين أنجاس لا أخلاق لهم فهو في رأيي إنسان فاسد الفطرة مثير للشفقة.

      هناك الكثير من هذا النوع الذي يزور مصر و يتعامل باحترام مع تقاليدها و يتعلم عنها بعمق و هذا السائح الذي يفترض أن ترحب به بلدي _منطقيًا_ ولكن للأسف المسئولون لا ينظرون إلى الموضوع من هذه الناحية..
      هناك قاعدة واحدة للكل: "كلهم سياح و كلهم بيجيبوا عملة صعبة و كلهم لازم يتسرقوا".


      نعم، لا أشعر بأي شفقة بل و أتمنى من كل قلبي أن تتأثر حركة السياحة سلبيًا هناك في تلك البقعة التي كانت من قبل مباركة، فليس هذا هو نوع السائح الذي أرغب في رؤيته هنا و كي يتسنى لي رؤية أماكن كهذه بارتياح في يوم من الأيام !!






      المصدر : عالم افتراضي


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions