كدولة داخل الدولة، ولأنه يحب تلك الدولة، قدر الأهلي على العودة من جديد على الخطوط الجوية اليابانية "جال". يزيد الأهلي من حبه في اليابان إلى الحد الذي قد يجعلها دولة المقصد والهدف، والمقر وربما الإسم الحركي للنادي غير الملكي. جعل النادي من الدولة حلما وهدف ثم واقع بلا شغف ... مع استمرار دخوله إلى كأس العالم ثلاث مرات في بلد لم تعرف الطريق إلى نفس الكأس إلا مرتين .. ويا مين يعيش للتالتة. الهدف المؤسسي والمرحلي كان في بلوغ اليابان والانتقال بكأس العالم للأندية وإليها كأحد العادات الموسمية لفريق بطل، وكجزء من مخطط أسمى وأوسع بتعريف العالم بنادي في قارة مجهولة ودولة مغمورة .. تحاول شق ورسم طريقها على خريطة عالم سبقها إلى كرة القدم بزمان. حدد الفيفا إقامة بطل أفريقيا في البطولة بمقعد واحد فقط، حتى صار مقعد البطولة هو الصك الوحيد الممنوح للدخول على بطولة أخرى، تجر وراها بطولات. وحتى مع شدة القيد وقسوته، تابع الأهلي النجاح بنسبة 75%، ومستوى تمثيل يرتفع قليلاً عن درجة "المشرف".
من تصريحات مجلس إدارة الأهلي أو أي عضو في لجنة الكرة، كنت ألمس تحويل اليابان إلى بؤرة اهتمام، ومعها يتحول القرص الأحمر داخل العلم إلى نقطة الهدف والتصويب من جانب فريق يحمل نفس اللون. أثبت جوزيه خطأي باختيار التغيير في التوقيت الخطأ وبرفضه البات لمبدأ squad rotation واعتماده إلى نفس أسلوب بطولة 2005 من حيث الالتزام الحرفي بقدسية تشكيل 11 لاعب، وأحيانا 14، ونادرا 16. أحال الأهلي كأس العالم للأندية ومبدأ الصعود إلى هدف من أهداف بداية الموسم، وبها ومعها تتحول الكأس الأفريقية من غاية إلى وسيلة وممر وكوبري يأخذ بيد البطل إلى أقصى شرق آسيا وربما يكررها إلى أرض الشرق وآسيا مع اتجاه البطولة غربا. تلحظ قسوة الضغط على البرتغالي من وأده لروح المغامر داخله، والتي ربما لم تظهر على مدار موسم كامل سوى في مباراة الاتصالات؛ لا مكان للمغامرة أثناء التفكير في بطولة محور اهتمام الرؤساء. الفكر المغامر عامة من أساليب حياة الهواة، ولا مكان له في أكثر الأندية احترافا .. لا مجال لمن يتحدث عن اليابان أن تأخذه النشوة فيتبع أساليب المغامرين. اللي تغلب بيه وتكسب بيه لازم تلعب بيه، ولا وقت للاستماع إلى مدون ومحلل على انترنت يطالب بتغيير خطة اللعب أو تشكيل، أو اللعب الهجومي، وهو لم يذق طعم النقد والهجوم على الجهاز والنادي واللاعبين حال ارتكاب أي خطأ يودي بحياة البطولة.
لا يوجد مجال للتلاعب بهدف مؤسسي، ومطلب رسمي من مجلس إدارة كيان تنظيمي كبير. للكيانات الكبرى احتياجات وأهداف أسمى وأكبر من أن يفهمها أو يتحداها فرد واحد .. حتى لو كان الكيان عربي أفريقي من بلد مستعمرة، وانحدر الفرد من أقدم الدول الأوروبية مستعمرات في قارة الموظّف. ألمحت في السابق عن تعجبي لمن ينعت جوزيه بأنه فوق الإدارة وفوق الحساب وفوق اللي فوق الجميع، مع إهمال غبي وساذج لطبيعة العلاقة ما بين لجنة وفرد .. بين مجيب وطالب .. بين طالب ومجيب .. بين راسم للأهداف، ومنفذها .. وبين ضاغط وقائد ومحرك .. وصامت صامد صائد للبطولات. البهوات عاوزين كدة .. وأنا كمان عاوز. علاقة خفية ما بين طلبات مجلس ولجنة وجمهور يطلب من جهاز ورأسه الظفر ببطولة وإلا أطار السيف رأسه. حتى مع الاعتراف بأن 2005 مش زي 2008 وما بين 3 سنوات طار خط الوسط خارج أفريقيا أو خارج القائمة، وطار حارس المرمى ونزل الاحتياطي، فيما طار رأس الحربة وسط الحرب، وصعدت روح الجناح الأيسر، وسقط آخرون جرحى من وقع داحس والغبراء في صحارى أفريقية قفراء. لا تكاد نسمات الرحمة تعرف السبيل إلى لجنة الكرة في اجتماعاتها مع جوزيه؛ حتى مع اعترافها بصعوبة المهمة إلى درجة الاستحالة. المهم هدف المنظمة وهدف الكيان وهدف المؤسسة. حتى لو حدثت أخطاء في التنفيذ، مجرد تحقيق الهدف وإنجازه بأقل نسبة أخطاء يداري عليها كلها، وإن لم يستطع نفس المدون ولا نفس المحلل أن يداري عينه عنها.
يحاول الأهلي على مدار بناء فريقه تعريف العالم بنفسه، وتعريف العالمين عليه. لا تخدمه القارة ولا الدولة داخلها في رحلة التعريف؛؛ وربما كان السبب في أن الرمز الكودي لأفريقيا أنها بلد لاعبين، لا بلد الأندية. بمعنى إن النظرة للقارة فردية بحتة في مقدار البضاعة السريعة الماهرة المنتجة والمصدرة كل عام، لا في ذلك النادي الذي يضن على جارته الشمالية باللاعبين وإن ترك فهو إما ناشيء، أو هارب .. وفين وفين على ما يجود بحاجة ماركة غالي أو شوقي. شحيح جدا الأهلي عكس قارته، وبخيل أكثر باللاعبين، وهو ربما ما يفسر سبب الحب الكبير داخل نفس كل مشجع للقارة الأفريقية، وجهله باسم بطلها (مش ده النادي اللي بيلعب فيه أبو تريكة، اللي مش عاوز يبيعه لنا؟). المهم إن الأهلي يحاول يسمع، وهو في رحلاته اليابانية قدر أن يضع أحد لاعبيه على بانر للبطولة، مع مقابلة بعض أبطال القارات الآخرين، ليس من بينهم بطل أوروبا. لم يسمح اتحاد جدة للأهلي بملاقاة ليفربول ومنعه انترناسيونال من تذوق طعم اللقاء مع البرسا في لقاء حقيقي ورسمي، ولم يعرف الأهلي سبيله إلى ملاقاة الميلان بسبب النجم .. وها هو يحاول المرور والعبور إلى بوابة المان. المهم هنا هو تكرار المحاولة ووجودها في حد ذاته أمر إيجابي مهم. الجمهور يتحدث عن ضرورة الانتقام من النجم في أي مباراة على فعلة استاد القاهرة 2007، لكن ربما كان الأجدى السمو في الانتقام من بطل الجارة الشمالية التي لا ترحم عزيز أفريقيا لم يذل لها حتى الآن.
حتى الآن لم يبسط الأهلي كامل النفوذ سوى على قارة واحدة فقط، مبقيا على علاقاته الكروية مفتوحة مع القارات الخمس الأخرى. صديق عزيز قال لي إن الأهلي لا يكاد يُعرف في المكسيك حتى مع فوزه على بطلها، واستعداده لمقابلة بطل آخر (ولا داعي لتذكيرك بعدد مرات مقابلة مصر للفريق الأول المكسيكي، فهي ربما معروفة كبلد، ليس عن طريق بطلها). الأهم بالنسبة لي هنا من تكرار الذهاب والعودة إلى كأس الأندية هو مجرد الوصول هناك وتحويل الأهلي للكأس كما لو كانت رحلة موسمية بالفعل، أو إنها الهدف الذي يستطيع الأهلي انجازه. لاحظ الفعل المستخدم حاليا مع ذهاب الفريق إلى هناك لتجد "العودة" محل الذهاب .. حالة الاشتياق من الفريق والمجلس والجهاز إلى جانب اللهفة من الجمهور والتعود على الأجواء اليابانية خلقت ذلك النوع من التعود والشعور بالتوحد مع بلد آخر خارج حدود المحلية والإقليمية. كأس عالم بكل ما يحمله من أسمى أنواع المقابلات بين الأندية (أو المنتخبات) وأعلى قمم البطولات (لطبيعة المشاركين) يحاول الأهلي أن يجعله من البديهيات كل سنة. فإن ضل الطريق عام، لابد ولا مفر من العودة في العام التالي (ولاحظ إن مجرد غياب نفس الحافز ونفس المحرك عن فرق أخرى كان سبب ولو غير مباشر في رحيلها عن ادوار أولى في البطولة، مثل النجم والخروج من دور 16، أو إنييمبا ودوري المجموعات في نسخة 2005 على ما أذكر). بما إن اليابان تعطي الأهلي الصيت والغنى، وهما مطلبان دائمان لنادي يبحث عن الأول بعد أن أتاه الثاني، تتحول فعليا إلى هدف إلى جوار رصة الأهداف الأخرى (الفوز بالدوري، ودوري أبطال أفريقيا، زيادة الموارد، إلخ). البدري صرح فيما بعد بطولة 2005 بأن واحد من أهداف الحالية (وقتها) هو أن يحيل بطولة أبطال أفريقيا مثل بطولة الدوري (ملاكي يعني).ه
حتى لو كانت التغطيات الإعلامية للأهلي مجرد بروتوكولات أو تقضية واجب .. بمعنى ذكر اسمه مكررا كبطل لقارة أفريقيا؛ التكرار هنا يكفي ويخدم ويسمح للأهلي بما يريد. حتى لو استمرت البي بي سي وغيرها من المواقع مثل جول والجرائد المتخصصة في كرة القدم في الحديث عن الأهلي في صدر الصفحات، فالاحتكار هنا ليس جريمة، طالما أنه واحدا من أهدافي ومبادئي. مجرد ضم الأهلي لموقع الفيفا إلى مواقعه الجماهيرية ليتحدث عن النادي أمر مهم ويجب رصده. حتى لو كان كلام انشاء، أو مبالغات من التي اعتدت عليها في تغطية الصحافة الغربية لبعض أحداثها المحلية، يكفي الأهلي انضمامه إلى نفس المجموعة من التغطية أو نيله قدر ولو ضئيل منها. فيه غيره وقع من الشبكة الإعلامية بلا أدنى تغطية. يكفي ارتباط النادي والفريق بلقب وصفة "البطل". تكرار الربط ما بين الإثنين قد يوجد للنادي ما يريد على ساحة يريد التواجد عليها وعندها بكثرة وكثافة. لا يمكن للأهلي تغطية تكاليف الاعلان في قارات الدنيا الخمس الأخرى، وهو يحاول أن يدفع بالإعلان المجاني عن بطل القارة، مع تكرار صعوده المتتالي على المنصة. الأضواء بالفعل مركزة في القارة الاوروبية، مع ضوء خافت يكاد يخطفه البطل اللاتيني بتركز المهارة في أحد أعلى الدولتين كروية في العالم، محاولة الأهلي هنا في صناعة نفسه كقوة إقليمية أمر جيد، وهو يحاول منازعة بطل كوبا أمريكا نفس الضوء، خصوصا مع بدء تعرف الدول الأوروبية على مهارات وسرعات اللاعب المصري حاليا بعد ثورة زكي داخل البريميير ليج. ربما زاد الثنائي (النادي واللاعب) من وهج الضوء المسلط على مصر، خصوصا وإن – شوف الصدف يا أخي – منتخب مصر محتكر قارته مرتين ورا بعض وواخدها مقاولة جوة وبرة. كما تأتي المصائب جماعات، قد تاتي الأفراح أيضاً.

لا يتسلل إلي نفسك نفس الملل الحادث مع كل فوز بالدوري، فدرع دوري محلي لا يساوي بالمرة الفوز بكأس ثاني أكبر القارات وأطولها. يعني مشوار طويل للفوز بها، وحتى لو صار من الاعتياد والتعود وجود الاهلي على المنصة (سيان كحامل ذهب أو فضة) لا تخدعك ابتسامة شادي لحظة حمل الكأس أو مداعبة عاشور وإينو .. أو أحاديث أحمد حسن الابتهالية، أو ابتهاج المجلس بالجهاز، أو مداعبات جوزيه في التمرين. قصة طويلة جدا ومشوار أطول، ورحلة ماراثونية في طول قارة بحالها وعرضها، يتبعها جولة أطول وأعرض إلى أقصى شرق آسيا. الفرق العادية هي ما ينزل مستواها بعد البطولات، أما أبطال القارات فعليهم تحمل التبعات وبالنسبة لهم الفوز ببطولة معناه ببساطة الدخول في أخرى، ثم العودة إلى بطولته المحلية، كي تأخذه إلى الإقليمية ومنها إلى العالمية وهكذا. هذا قدر فريقك، وقدر ناديك، ويجب ألا يكون قدرك. الملل من طبع البشر، لكنه ليس من طبع الأندية.
أخذ الأهلي بمسماه الفرعي "كنادي بطولات" لفظ البطولة إلى مستوى أبعد ومرتبة أعلى بتكرار الذهاب إلى كأس قارات الأندية. دعوة من الفيفا لأبطال قارات للالتقاء والتعرف، تدفعها رغبات بعض النجوم في زيادة حصيلة البطولات (تذكر تصريح مالديني بتحقيق "حلم حياته باللعب في البطولة" وهو قد بلغ من اللعب عتياً، أو تصريح كريستيانو، فيما لا يكاد تصريح أبو تريكة المتكرر حول البطولة يلقى نفس الاهتمام). وهذا ما ينقلني إلى النقطة التالية. حتى لو حاول الأهلي المناطحة والسمو إلى مصاف الفرق الكبرى أوروبيا، يظل أدنى حتى لو نجح فيما فشل فيه بعضها بالصعود المتتالي إلى اليابان. نتابع باهتمام تصريح لاعب مر بالبطولة مرة في حياته، ولا تكاد تلحظ نفس المتابعة للاعب صار ذهابه إليها من أبجديات الحياة. هذا قدر نادي، وقدر قارة، وربما قدر اللاعب وقدرنا. ربما كان الأجدر بالفيفا أن يغير سؤاله "هل سيحكم الأهلي العالم؟" إلى "هل سيسمح له العالم بالحكم؟" لا يجوز مع عدم تعرف العالم عليك بالكلية إلا مرة كل موسم أن تشطح بالخيال لتناطح الكبار. بمعنى أنه لا يجوز التفكير في مانشستر قبل باتشوكا وكيتو. الجمهور الاهلاوي يكاد ينسى أحد أهم كلمات مديرهم الساحر "ابتسم عند الهزيمة، وتواضع عند النصر" في أشد لحظات انتصاره،ـ ربما لشدة سحر الساحر افتتن به المسحورون. هذا فكر عام وتفكير جمعي بالذات مع تكرار ظهور الأهلي على المسرح العالمي وجذبه لعناصر من الجماهير (أهلاوية جدد) ووجود شرائح طفولية التفكير لها نمطها السطحي في الحياة عامة، ينعكس أمامك في كرة القدم. يحاول الأهلي الارتقاء بمستواه ليقارب المحترفين، فيما يظل قطاع من جماهيره على نفس هوائية التفكير. لا تنصب بطلا قبل أن تبدأ البطولة، ولا تفكر في النهائي قبل الأدوار التمهيدية. فكر في أسلوب عمل إدارتك واحترافيتها محاولا تطبيقها في حياتك وفكرك. يدخلك الأهلي في حلم بطولة عالمية، فيما يبقى غيرك في كوابيس بطولاته المحلية. لا تنغمس في الحلم إلى ما أهو أعمق من حدود خيالك. مشوار الأهلي الطويل في البطولات الأفريقية يتبعه مشوار أطول مع البطولات العالمية والعالمية نفسها. اسند رأسك على الوسادة، وتمتع ببطولة السادة. يحاول الاهلي الاستمرار في البطولة والسيادة، وهو أمر عسير، والطريق ما زال طويلا يا سادة.
المصدر : الكرة المصرية
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions