جمهورك على ما تربيه، واللي تغلب بيه العب بيه || يحيينا ويحييك .. ويحييه جديد الكرة المصرية

    • جمهورك على ما تربيه، واللي تغلب بيه العب بيه || يحيينا ويحييك .. ويحييه جديد الكرة المصرية



      كان ممكن أنقل تقديم ما قبل المباراة ليصبح تحليل ما بعدها؛ مع تعديل الزمن المستخدم .. ليكون في الماضي بدلاً من المضارع. نموذج الكوبي بيست سهل وميسر في تحليل الاهلي في الفترة الحالية. أراحني جوزيه من التفكير في كتابة تحليل جديد لأن فكره متجمد لا يتجدد. بالتالي إيه الجديد اللي ممكن حضرتك تنتظره من مباراة تتكرر بتغييراتها بتوقيتاتها بأفرادها بطريقة لعبها، والاختلاف الوحيد هنا هو الخصم. جوزيه مدرب له فكر، ولكنه يشعرني أنه من النوع المقدس، تماما كقدسية فلك الأربعة عشر لاعبا في كل مباراة. أمنياتي بتطوير الفكر وتطوير أسلوب وتطوير أداء لم تخرج عن نطاق الكلمات، ولم أر تطبيقا على أرض الملعب، أو تغييرا من خارج خطوطه، وإن كان الأدعى هو معرفة فكر مانويل جوزيه تحديداً.









      كما قلت سابقاً، أولويات جوزيه الحالية دفاعية في الأساس، حتى لو بدت لك الحلول الهجومية موجودة ومتوافرة، وجاهزة للتسجيل في أي لحظة، بشرط أن تكون تلك اللحظة في الشوط الأول، وحبذا أول ربع أو نص أو تمن ساعة. حاول جوزيه من خلال تشكيلات وتكتلات الوسط زيادة الفاعلية الدفاعية، إحكام غلق المنطقة أمام شادي كالعادة ومنع أي محاولة للاقتراب من مرمى أمير. تصريحات حسن بعد المباراة وحديثه عن الدور الدفاعي لبركات يبرز لي كيف يفكر جوزيه في الشق الدفاعي أكتر من الهجومي. قبل المباراة كان تخوفي من ركن بركات في مركز الظهير الأيمن وخسارته في الشق الدفاعي، لكن مع بداية المباراة اتضح إن بركات له دور هجومي مميز، ودور دفاعي أميز.. والشق الثاني هو ما تم تنفيذه، كالعادة.

      في مباريات مثل لقاء الأحد الماضي، ومع خطة اللعب 3-2-2-1-2 .. حاول تركز شوية مع الواحد اللي في النص ده. كل اللاعبين اتنين اتنين .. في حين الوحيد يكاد يوازي في أدواره ومهامه أدوار الفريق مجتمعة. أحمد حسن في تصريحات ما بعد المباراة أكّد ما كان يدور في مخيلتي عن المهام المكلف بها زميله الذي كان بالأمس زئبقي. علشان ما أتعبكش أكتر ما أنا تعبان، وأجاوب عن سؤالك لماذا لم يسجل بركات، يسعدني إني أقول لك إن بركات كان دوره الأساسي هو أداء دور الديفيندر الثالث إلى جوار حسن وعاشور (في حالة الدفاع) ومتقدما عنهما في حالة الهجوم .. وبما إن الحالة الثانية كانت نادرة بعض الشيء بعد الهدفين، رأيت أكثر أدوار بركات دفاعية بالأساس .. ولم يظهر الدور الهجومي إلا في أول لقطة هجومية من المباراة (وهي عادة من مانويل جوزيه في استغلال محمد هجوميا ولا تظهر الثمرات إلا دقيقة واحدة طوال تسعين، .. وأحيانا كل 360 دقيقة وتذكر أهداف بركات أمام ديناموز في هراري، أو أمام الزمالك في اللقاء الأول على ما أذكر، مع توغل رشيق من اللاعب إلى ما وراء دفاع الخصم). لكن ما حجّم بركات في المباراة كما حد من خطورة غيره هو الإبقاء على اللاعب كخط دفاع أول ومستشرف لنيات الخصم الهجومية .. في المنطقة ما خلف أبو تريكة وفلافيو، لترك بعض الوقت الثمين جدا لأحمد حسن في الارتداد الخلفي ومساعدة عاشور أو التغطية خلف صديق المتقدم، أو مساعدة بركات في حالة النجاح في قنص الكرة. خطوط الوسط الثلاثة كان يبدأها بركات، وتنتهي عند عاشور، ويمكن لضياع حسن في النص أظهرته المباراة على هذا السوء البالغ. لا تستعجب مع كثرة المهام الدفاعية الموكلة لدى كل لاعب أن يتحول الصقر إلى حمامة، وأن يتحجر الزيبق داخل الزئبقي، لأن فيه واحد برة مِركّز جدا مع الشق الدفاعي، وهو ما يفسر ربما بقاء الثنائي تحديدا طوال المباراة، حتى مع الحالة المزرية التي ظهر عليها حسن.







      جيد جدا من مانويل تدريب فريقه على أداء أدوار دفاعية كمجموعة تمنع عن أمير عناء الاختبارات الصعبة إلا على فترات متقطعة. والأميز هو إن تخوفي – وجايز تخوفك - من تسجيل القطن لهدف في القاهرة تلاشى مع صلابة الأهلي الدفاعية. حتى مع رجوع بركات المبالغ فيه للدفاع وإلى ما وراء منتصف الملعب باتجاه أمير، كان أبو تريكة أو فلافيو يقوم بمهمة الاستطلاع والضغط على قلبي الدفاع أو الارتكاز المتأخر. باختصار كل لاعب لديه ما يكفيه من المهام الدفاعية، وهو ما يعطي مؤشرا جيدا جدا على قدرة الاهلي في الخطوط الخلفية على الابقاء على نظافة شباك أمير في لقاء العودة. لكن بما إنك في ماتش ذهابـ، وتبحث عن فوز عريض، ومكسب أعرض، ليه معرضها أوي في الدفاع؟ فهمت وحفظت تحركات وواجبات كل لاعب في الأهلي دفاعيا، طيب الشق الهجومي؟ أين التحرك أمام خصم مندفع للتعويض؟ مَن يتحرك ويستلم ليوزع ويهدد؟ ماذا فعل جوزيه ليستغل تقدم طرفي القطن المندفع إلى الأمام؟ خصم يندفع لتسجيل هدف، أين استغلال الهجوم الخاطف؟ الأمر اللي يسترعي الانتباه هنا هو استمرار غياب الهجوم المرتد عن الأهلي، حتى مع ترك الخصم لأوسع المساحات بين خطوطه، خصوصا فيما بين ظهيري الجنب وقلبي الدفاع، وبين خط الوسط والدفاع.

      محاولات جوزيه في استغلال سذاجة ظهيري القطن تلخصت في التغييرين الأول والثاني، بالتالي خرج طرفي الأهلي جلبرتو وصديق تحديدا، ليحل محلهما واحد سخن، والتاني اتحرق. لا أنكر على جوزيه إيجابية تغيير معوض، مع أداء اللاعب لمهام هجومية ودفاعية ممتازة، بإمكانية التسجيل في الخصم، ومنع هدف عن فريقه. لكن تغيير صديق في رأيي غير جائز .. لوجود الأسوأ منه (بالذات أبو تريكة) ومع ذلك استمر الأسوأ إلى ما دون التسعين دقيقة. هنا الطبع الدفاعي لدى البرتغالي انطبق على التغييرات (بالذات تغيير معوض وخروج صديق والذي أصبح عادة، وتذكر حالة الأهلي المزرية بعد خروج اللاعب في الشوط الثاني من لقاء العودة مع ديناموز). صديق معروف بميوله الهجومية، لكنه يخرج، في حين يبقى حسن ويتراجع بركات، الأول لإجادته الشق الدفاعي (ومش عاوز اجوان) والثاني لقدرته على سد أي ثغرة الجانب الأيمن،ـ إن وجدت. ويمكن هذا ما يفسر وجود بوجا إلى جوار حسن في الوسط، مع استمرار النجم حسام عاشور. خطورة بركات الهجومية تلخصت في كرة يتيمة طوال مدة بقاءه في الجانب الأيمن، ولم يكرر انطلاقاته وغزواته من المنطقة لاختزان طاقته حتى نهاية المباراة.

      في بعض المباريات السابقة، العلاقة ما بين بوجلبان وأحمد حسن علاقة تبادلية (إما أحمد .. أو بوجا)، أو تقتضي استمرار بوجلبان، والتضحية بحسن. حالات وجودهما في الملعب معا تعني إمداد الوسط بلاعب ارتكاز خلفي آخر للمعاونة الدفاعية أو لوجود ضغط هائل من الخصم هجوميا بغية احراز هدف. معنى إن جوزيه ينزل ببوجا في وجود حسن ويختار التضحية بصديق ركونه إلى الدفاع بشدة .. بشكل أقوى مما كان عليه قبل المباراة. الدور الهجومي الذي لم يقم به أحمد حسن رأيته من بوجا، مع التقدم باتجاه معوض للمساندة (نفس دور جلبرتو عندما يلعب كارتكاز متقدم بعد نزول معوض في مباريات أخرى)، للضغط على الجبهة اليمنى للقطن من ناحية، ومن ناحية تانية لمساندة معوض في خلق مساحة تسمح بالرفع أو الدخول إلى العمق للتهديد (لاحظ قلة انتاج جلبرتو في الشوط الأول، نتيجة لتراجع عاشور، وغياب حسن الهجومي، ووجود تريكة المراقَب والسيء وحيدا كلاعب مساند، بالتالي لم يظهر جلبرتو كسوبر شمال). يعني المساند كان سيء، بالتالي اللي بيسانده هيكون أسوأ .. أو على الأقل لا يظهر بمستوى عالي، لكن وعلى الرغم من سوء حالة أبو تريكة، بقي في الملعب (لغياب البديل) في حين ترك جلبرتو النجيلة إلى مقعد البدلاء (إما لتجدد إصابة أو انهاك، أو تغيير معتاد لأنه في الغالب حسن هو من يترك الملعب في حين ينضم جلبرتو إلى الوسط لأداء دور الصقر). حظوظ.







      جوزيه مصمم على أداء بركات دور أبو تريكة في الوسط؛ من نزول إلى المنتصف واستلام وتسلم وتمويل لأبو تريكة أو فلافيو ثم الانطلاق إلى الخلف للمباغتة والتسجيل، في حين هذا الدور كان لأبو تريكة بالكلية فيما مضى. كالعادة الجملة الهجومية لم تتكرر إلا مرة واحدة، تماما كما لم يسجل فلافيو إلا مرة واحدة .. ومن ركلة ثابتة .. تماما كما قلت إن فلافيو لا يجيد اللعب كرأس حربة صريح وحيداً، والتسجيل الوحيد يأتي عن ضربة ثابتة، وفيما عدا ذلك لا يجيد الأنجولي التسديد والتسجيل، حتى لو كان المرمى خاليا من حارسه. إسأل نفسك لماذا طاشت تسديدة أبو تريكة إلى خارج المرمى (حتى دون أن تلمس القائم) ولماذا جنحت تسديدة فلافيو لتعانق السماء أو ساعة استاد القاهرة أيهما أقرب. .. شكلك مش عارف تجاوب.

      الأدوار اللي رصيتها فوق لأحمد حسن .. أو أبو تريكة، أوبركات، أو حتى أمير عبد الحميد، حتى لو احتياطي بالكاد لا تعطي له القدرة والوقت والمساحة للتسديد المتقن أو أداء دور هجومي فعال. حتى لو حصل أحمد حسن على سنة راحة، ولو ارتاح أبو تريكة نصف موسم كامل، أو جلس بركات على مقاعد البدلاء لبعض الوقت؛ كلهم يكفيهم شوط واحد تحت قيادة جوزيه مزودين بكبشة من المهام الدفاعية المكلفين بها، لتجد كل منهم يلهث، واللسان يكاد يخرج من الفم محاولا التقاط أي نسمة هوا، أو يبتلعه الحلق. حسن أمامه المنطقة خلف بركات (أو خلف ثنائي الهجوم) وخلف أحمد صديق، وأمام عاشور، وأحيانا التغطية مع الدفاع في حالات الكرات الساقطة، في حين بركات يجب عليه شغر المنطقة خلف ثنائي الهجوم، وأمام ثنائي الارتكاز ثم الانضمام إليهما ومعهما في حالة الهجوم من العمق، أو مساندة صديق إن تقدم الظهير الأيسر؛ وعكسيا شغر المنطقة خلف الظهير الايسر، أو مساندة صديق مع تقدمه لمعاونة الهجوم. الملاحظ هنا إن في كل الحالات ومع كل الرغي ده، الدور الدفاعي لأي لاعب (خارج خط الظهر) أفضل بكتير من أداءه الهجومي فيما عدا فلافيو.

      بركات هو اللاعب الوحيد القادر (أو كان قادر) على نقل الكرة بسرعة وخفة من الخلف إلى الأمام، وظني إن جوزيه كان فكره أن يزيح بركات إلى مركز الهاف ديفيندر للخلف بحيث تصله الكرة بسرعة من الخلف، لينقلها هو إلى الأمام، طالما حسن ملتزم حرفيا بالخط الخلفي. وبما إن بركات لم يؤدي الدور الهجومي بشكل جيد، وهو الوحيد القادر على النقل السريع، ومع محدودية تأثيره في الأمام، أحيل إلى التقاعد المبكر كظهير أيمن. لما قلت في التقديم إن عاشور هو اللاعب الوحيد القادر من بين لاعبي الوسط على نقل الكرة إلى الأمام إيجابيا، ناس كتير عارضت. إزاي .. وأحمد حسن بيعمل إيه؟ سنظل منتظرين دورا لا يأتي ومساندة لا تحضر من الصقر، المنشغل بمهام لاعب الارتكاز (حاول تفتكر محمد شوقي) وربما نظل ننتظر ونتحدث ونأمل إلى ما بعد البطولة. أحمد قادم من حرية حركة وحرية استلام وحرية تسليم .. والبضاعة تسلم في الميعاد اللي يحدده، زائد الدور الهجومي له في بشكيتاش أو أندرلخت والذي حرم منه مع الفريق الأحمر. مع جوزيه لا يجب أن تبقى الكرة في القدم أكثر من ثانيتين، وربما هو ما يفسر كثرة التمرير الخاطيء من اللاعب (ومن الفريق ككل). بركات صار بطيء الحركة، وحسن أبطأ وأسوأ .. بالتالي لا وجود لهجوم مرتد، لأن الثنائي يفكران في كيفية تمرير الكرة بسرعة، والسرعة مع الأهلي ساعات بتقلب تسرع.

      من ملاحظاتي على الأهلي في الموسم الحالي قلة الهجمات المرتدة منه على الخصوم، وأكاد لا أذكر له هجمة على فريق قوي (ويمكن مباراة بترول أسيوط استثناء في هدف بركات المنطلق من العمق، ولا أفهم إن كان بالفعل الزئبقي هو رجل المباريات السهلة حسب وصف الصحافة القطرية). مانويل نجح في إضفاء مبدأ اللمسة واللعبة على الفريق، والمعجزة في تقبل أحمد حسن للأسلوب، لكن التطبيق نفسه ينطوي على بعض السرعة في نقل الهجمة وانتقال الكرة . . أو المفروض تكون سريعة، وإيجابية. أنا لا أطلب المستحيل، بل هذا ما رأيته من اليونان في تألقها مع أوتوريهاجل، ومع هيدينك في كوريا، أو مع روسيا، وفان باستن مع هولندا، ومنتخبات أخرى. هكذا أظن الكرة وقت امتلاكها، طالما خصمك يتيح لك مساحات تسمح بالتسجيل. لا أكاد أرى من جوزيه أي ملمح تغيير هجومي، مع التصميم على دفن أبو تريكة كمهاجم صريح إلى جوار الأنجولي، ثم دفن بركات كظهير (والجديد وجوده كلاعب ارتكاز) أو إخراج الوحيد صاحب الحلول الفردية في الجانب الأيمن. لا أنتظر الكثير من حسن طالما بقي إينو خارج الخطوط، وبقي حسن وحسين خارج القائمة .. وظل غالي على قائمة الانتظار. لا يستطيع أي لاعب أداء كل تلك الأدوار بنفس الكفاءة، وحسن أدى الشق الدفاعي بدرجة جيد جدا، تحولت إلى سيء عند التحول من الدفاع إلى الهجوم. هو فيه نفس يتحول! جوزيه يريد الأول ولا يريد الهجوم وترك المواقع، بالتالي يبقى حسن، بل ويدعمه ببوجا، ويبقى الوحيد القادر على نقل الهجمة جيدا إلى الأمام خارج الخطوط، ولا أعلم لم أشعر باحتمالية احتياج جوزيه للاعب في لقاء العودة .. وهأسيبك تسترجع جزء من سيناريو رادس لو حصل اللي في بالي.

      في مباراة مثل مباراة الأحد، كان ظني بجوزيه احتياجه للهجوم سيدفعه للدفع ببعض البدلاء على الدكة، أو مجرد إدخالهم في الـ18 وإنه قد يتعدى نفس القوالب التغييرية في الابقاء على أي من بلال أو حسني فقط. كنت متوقع مع خروج بلال دخول لاعب ثاني له ميول هجومية إلى جوار أسامة حسني، خصوصا مع احتياج الأهلي واحتياجنا وحاجة النهائي إلى التسجيل المتكرر ومباراة الذهاب في القاهرة. لكن كالعادة جوزيه يبقى على نفس الأسلوب ونفس النمطية بلا تغيير، وهو نفس أسلوب المدرب طوال فترة ولايته الثانية. ممكن يكون ردك علي دلوقت بينك وبين نفسك إنه لا داعي للتغيير طالما البطولة في اليد، أو تكاد، أو إنه جوزيه شايف إنه ده اللي بيغلب بيه، يبقى يلعب بيه. وهو رأي منطقي وجيد، ومبدئيا شحاتة حاز على كأس الأمم بالاستمرار على نفس المستوى وثبات التشكيل النسبي، لكنه ظهر قليل الحيلة جدا مع خصم أعتى (الأرجنتين)، أو حتى على فترات تصفيات متباعدة (تصفيات المرحلة الأولى من كأس العالم)، وهو ما أتوقعه في حالة وصول الأهلي المحتمل إلى اليابان.


      لا يكرر جوزيه من تشكيله وتغييراته فقط، وإنما يتعدى ذلك إلى تكرار نمط ومهام وتوقيتات ... تاركاً نصف فريق قيد التجميد خارج الخطوط. لا يكاد جوزيه ينهي حربه على مهارة المراوغة داخل أي لاعب بانتصار مؤزر (مع قلة مراوغات أبو تريكة أو استغلال صديق لمهاراته في المرور والتمرير المؤثر) وإنما يتعدى ذلك إلى نقل مهمة اللمسة واللعبة الأمامية في محيط صغير. على مدار متابعتي لتمرينات الأهلي، ألاحظ كثرة تمرين التمرير في محيط مساحة ضيق بشدة. اللعب من لمسة واحدة ينم عن سرعة، لا أكاد ألحظها في اللاعبين ولا أسلوب اللعب العام للفريق جماعيا، ولاحظت على فترات كثيرة من المباراة كثرة التمرير في مساحة 2-3 متر مربع ما بين اللاعبين، أو تمرير الكرة ما بين عاشور وحسن في محيط دائرة السنتر، لأن الثنائي ينعدم لديهم التمرير الإيجابي للأمام .. ربما لغياب المحرك أو لوقوع فلافيو أسير دفاع الخصوم. أفتكر لاحظت عدم قدرة صديق على استلام الكرة بالشكل الصحيح مرتين .. في مقابل مرة واحدة لجلبرتو. كلما زادت مسافة التمرير لدى لاعبي الأهلي إلى زميل، كلما زادت نسبة الخطأ بشدة، ويمكن هذا هو سبب انحصار التمريرات الطولية للاعبين في الكرات الساقطة الطولية (أسلوب لعب تشيلسي مع مورينيو) مع عدم استغلال التمرير الأرضي السريع إلى الأمام بكرات طولية (أسلوب لعب الأرسنال .. أو الاسماعيلي محليا، أو أحيانا بتروجيت).

      قبل خروج مانويل إلى البرتغال بعد رفض لجنة الكرة التجديد له في عام 2002 تحدث المدرب إلى أخبار اليوم حديث طويل أحتفظ ببعض فقراته في ذاكرتي. ألمح إلى أمنيته الشديدة في البقاء، وذكر إنه لم يحصل على الفرصة بعد وأن اللاعبين لم يطبقوا أكثر من 20% من فكره داخل الملعب. هذا هو الموسم الرابع لمانويل مع الأهلي في اللقاء الثاني بينهما، والمفترض تطبيق 60 على الأقل من الـ80% المتبقية من فكر المدرب. لا أكاد ألمح تطور لفكر جوزيه الهجومي على مدار الموسم الحالي بالذات مع الخصوم القوية، وقلة حيلة لاعبيه وفريقه في ضرب دفاعات محكمة، وتحديد خطورته في الضربات الثابتة. بالطبع ليس عيبا استغلال ميزة نسبية للأهلي على المنافسين (تماما كما يستغل ستوك سيتي رميات التماس من ديلاب للتسجيل في الخصوم)، ولكن أن تنحصر كل فرص التسجيل من كرات ثابتة، دليل على وجه قصور لم ينجح جوزيه للآن في علاجه.

      ربما تحمل فترة ما بعد البطولة الأفريقية بعض نسمات التغيير داخل الفريق مع احتمالات دخول حسين ياسر والعجيزي إلى القائمة، أو جايز أتابع حديثي عن تغيير لا يأتي في الفريق الأحمر، لكن بما إن الأولويات الحالية هي الكأس الأفريقي ثم اليابان، فلا أظن إن التكتيك الهجومي يصل إلى حد الامتياز من فريق جوزيه، وإن كانت النقطة الجيدة هو التسجيل النظيف في شباك الخصوم وأمام منافسين بقوة إنييمبا ثم القطن ولو مؤقتاً. أبقى جوزيه على محمود سمير وإينو بعيدا عن تشكيله لأن الأعلى دفاعيا هو الفائز والقادر على الوصول إلى المنصة .. في حين لا يستطيع إخراج أبو تريكة حتى في أسوأ حالاته. لم يفهم المتحدثون عن ضرورة التبكير بالدفع أسامة أسلوب عمل جوزيه أو ميقاتي التغيير الذي لا يتغير لديه. هناك 13 لاعب للوقت الأصلي، ولاعب واحد للوقت الضائع. الحديث كتير عن قدرة الأهلي على التسجيل في شباك الخصم خارج الملعب، لكن بما إن الفريق تطور جدا دفاعيا (إلى الحد الذي قد تجد فيه 8 – 9 لاعبين متراجعين للدفاع) أعتقد إن قدرة الأهلي الأعلى والأقوى هي في الابقاء على نظافة الشباك أكثر منها في تلويث شباك الخصم. القطن لا يملك صرامة واجبات ومهمات لاعبي الأهلي، وجوزيه مؤكّد سيستمر على نفس تدعيم الوسط ولكن هذه المرة بكامل أوراقه في هذا الخط بالتحديد (طبعا ما عدا إينو)، واستمرار لنفس البطء في التحضير والاستلام والتسليم والانتقال من حالة الدفاع إلى الهجوم. بعض الناس لايزال ينتظر من حسن التمرير الجيد والإيجابي إلى الأمام، ولا يزال يأمل من بوجا سرعة التصرف في الكرة، ويتعشم خير في أبو تريكة، وينتظر من فلافيو التسجيل في الشوط الثاني، أو نفسه في شوطة من إينو، أو يحدث نفسه بتصويبة من حسن. بلاش تعشم نفسك بحاجات مش حتحصل. ربما وجد جوزيه بعض ضالته في تطوير أسلوب شمال إفريقيا في قتل اللعب والملعب. طالما لا يهمك الأداء وترجو الفوز بالبطولة والعودة على خطوط جال، جوزيه يقدم لك وجبة دسمة، أما إن كنت تريد بعض القنص والقليل من الأداء الهجومي المطور .. فربما حان الوقت عليك لمراجعة فكر مانويل جوزيه مع الأهلي.







      المصدر : الكرة المصرية


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions