زكي .. وأغبياء جديد الكرة المصرية

    • زكي .. وأغبياء جديد الكرة المصرية



      أحيان كتير بأستعجب من قدرتنا الأعجب على تحويل أي ظاهرة تخص كرة القدم في مصر إلى صراع قطبي. داخل وخارج المستطيل .. ودخول لاعب وخروج آخر، وأحيانا إصابة لاعب وركن زميل .. كلام عادي واتكرر كتير، لكن الجديد اللي بيقدمه لنا الجمهور السنة دي في الصراع على لاعب في البريميير ليج. الظاهر إن مش عمرو بس اللي عدى المانش، فيه غيره عدوا معاه. زاد الكاف من وهج الصراع بين جمهور الغريمين فوضع الساحر بجوار البلدوزر في منافسة واحدة على لقب واحد، وعلى ما يبدو أن اللقب في طريقه إلى لاعب إيفواري ثالث.

      نجاح زكي أذهلني شخصيا، ربما ذهول فاق توقع بروس، مع توقعي الشخصي لبعض الفشل المؤقت في دوري فشل فيه شيفيتشينكو سابقاً ولم ينجح فيه ابن عمه بافليوتشينكو حالياً، أو حتى ابن عم زكي ميدو، لدرجة إن بعض المقاييس والمعايير الكروية لدي في سبيلها إلى التغيير لمواكبة الكرة والأسلوب الذي يلعب به زكي .. إن استمر. مراحل انتقال زكي من فريق إلى آخر تبعها علو موازي في مستواه، حتى وصل إلى توهج جيد جدا مع اللاتيكس في انجلاند. لا تدهشني هنا أهداف زكي بقدر ما تثير اعجابي تحركاته داخل الملعب، أو انقضاضه الأقوى على خصمه. لم يعد زكي مجرد ماكينة لتسجيل الأهداف فقط دون تحريك أو توجيه أو أسلوب لعب، بل اتخذت تحركاته بعدا تكتيكيتا أفضل، حتى في المباراة التي لم تشهد أي أهداف له (مباراة تشيلسي). تحليل التايمز له في المباراة وتحركاته يوحي بمدى تطور زكي عن مجرد دبابة بشرية تتحرك باتجاه مرمى الخصم ويعطيك نبذة عن اتخاذ اللاعب المصري لأسلوب مختلف في رحلته إلى مرمى الخصوم.


      مع حالة الانهيار النسبي وتراجع فريق الزمالك، حاول الانتعاش خارج الفريق مع أحد الراحلين عنه. زكي (زي شحاتة) كان طوق جيد لجمهور انتظر فريقا ينافس على الدوري، فوجد النادي دون مجلس إدارة. لا يزال شبح المحاكم يحوم حول النادي وحول الفريق، وربما يلف الجماهير، بفعل قضايا المستشار والسوابق السابق. بالتالي نجاحات زكي في الخارج عوض مناسب عن اخفاقات الفريق في الداخل (ولاحظ خفوت صوت ميدو داخل النادي، بعد صعود زكي المتتالي). طبع المحترفين المصريين كما أعرفه هو عدم تذكر نادي الأصل إلا فيما ندر (ويمكن ميدو نفسه استثناء وحيد) أما القاعدة فيمثلها فتحي .. مجدي .. طلبة .. أو حسن .. وحاليا متعب وغيرهم. زكي يثبت نفسه كمحترف قطع كل أواصر الصلة مع بلد المنِشأ والنادي المصدر .. بكامل التركيز منصبا على رحلة احتراف ناجحة. تصريحاته في الخارج وتعامل جمهور اللاتيكس وحتى الميديا البريطانية توحي بتقبل وقبول من الطرفين بوجود المصري داخل أرض الانجليز.

      توهج زكي الحالي مع ويجان فكرني بتألق مماثل لمحمد زيدان مع ماينز الألماني. ويجان في انجلترا أفضل حالا جدا من ماينز في ألمانيا ويمكن التشابه الجيد ما بينهم في وجودهم ضمن قائمة أندية المؤخرة .. المؤخرة جدا. وجايز لضعف مستوى الفريقين على المستوى الجماعي أتاحا لزكي وزيزو الظهور الفردي المتوهج (لاحظ مثلا انصهار غالي في فريق السبيرز وقت تألقه، وظهوره كلاعب فذ مع ديربي كاونتي). لا أريد التشبيه ما بين حالتي اللاعبين، وهو مبعث القلق بالنسبة لي على زكي بعد اجتيازه بنجاح مبهر المرحلة الأولى من حط الرحال داخل قارة تلفظ أكبر بكثير مما تتلقى. متعود أنا مع حركات كتير نص كم ونص لبة، من محترفين نص مباراة خارجين من بلد الواحدة ونص (بالذات زيدان ووصول الحال به إلى نادي وسط في ألمانيا). أكاد ألحظ بعض الفكر الاحترافي من عمرو من مساندة جماهير اللاتيكس له .. أو وكيل أعماله مع بعض الاحترافية في تحركاته. عمرو مش من النوع الثرثار .. وجايز السبب عدم المامه بالانجليزية، وعمله داخل الملعب وركضه أعلى بكثير وأغزر مما هو عليه خارجه .. وده في حد ذاته علامة من علامات المحترف المصري الجيد، وفيها يتفوق بكثير على ميدو وزيزو. أكاد أشفق على عمرو من كثرة وهج الصحافة الانجليزية ودوران العدسات لحظة مداعبته للكرة أو انتظار المصور لتمريرة .. أو قذيفة، أو تنشينة .. أو لقطة حماسية من لاعب ناري. ومع عدسات المصورين أنتقل إلى جزء أكثر أهمية.




      تشبيهي لزكي بزيدان مش لمجرد بدء اسم كل لاعب بحرف الزاي، ولكن الأدعى هو تلك الحفلة على شرف ابن بورسعيد مع تألقه اللافت في اعارته الثانية لنادي ماينز قبل الهبوط. مع هبوط الفريق بلغ طابور الأندية الطالبة لود اللاعب المصري حوالي 11 (يعني مقفلين تيم كامل من الأندية).. ومعظمها من المستوى الثاني أوروبيا وبعضها مستوى أول ومن دوريات في منتهى القوة - بخلاف البوندزليجا. زيدان اختار هامبورج لوجود فان دير فارت (لاعب الريال الحالي) وأرجأ – حسب كلامه – فكرة الانتقال إلى الدوري الأسباني لمرحلة لاحقة في حياته الكروية. نفس الطابور – وإن اختلفت الأندية – أكاد أتتبع ظهوره وكثرته الحالية مع تواتر أنباء عن اهتمام أندية كثيرة وكبيرة بالقاطرة المصرية في ويجان (والمرة دي مستوى أول ومنهم اليوفي وبعض تقارير عن اهتمام رافا في ليفربول). بعض محللي البريميير ليج (منهم بيكام وشيرار) قللوا من فرص ويجان في الاحتفاظ باللاعب، في أول مباراتين له في الدوري (!) .. يعني من أولها وزكي مش هيكمل لآخر الموسم في نفس الفريق. الطابور حاليا بدأ يترصص، ومن أساليب بعض الأندية في الاهتمام بلاعب، الايحاء بخبر صغير، يلتقطه وكيل الأعمال ثم تبدأ المفاوضات.

      تجربة زكي مع ويجان لا تزال في طور البداية، وكلمة رافا عن اللاعب في "الانتظار حتى نهاية الموسم ثم الحكم عليه" جيدة جدا، وربما تصلح لي أنا أيضا في عدم تعجل الحكم على اللاعب. حتى الآن زكي أكثر نجاحاته في التهديف أمام فرق متوسطة المستوى أو الصغيرة، وأضيف إليها فريق واحد من الأربعة الكبار في معقله في الأنفيلد، وإن كان نجاحه الأكبر بالنسبة لي في تحركاته المبهرة في مباراة البلوز كما أوضحت (فتح الملعب على مصراعيه، والضغط من طرفي الملعب على قلبي دفاع مبهرين مثل كارافاليو وتيري والقدرة على تهديد مرمى حارس بحجم تشيك)، ويمكن هو ده التحدي أمام عمرو في التطور والقدرة على التهديف في فرق أعلى مستوى ودفاعات أقوى صلابة.




      أتاح وجود ميدو واستمراريته داخل ملاعب انجلترا تسليط الضوء على اللاعبين المصريين (نفس الدور اللي لعبه أحمد حسن في بلجيكا، ولكن لم يتح له سنه الاستمرار والتأثير بنفس القدرة، ولكن بإمكانك متابعة اهتمام الأندية البلجيكية باللاعبين المصريين مستقبلا). حاليا لدينا 4 لاعبين في الليج وهو رقم جيد جدا ربما لم تصل إليه دول أخرى أفريقية مما يقال إنها سبقتنا إلى أوروبا وتفتح أبواب الانتقال إلى أوروبا على مصاريعها، وإن سقط منهم واحد. وقعت فيما مضى في فخ تقسيم المحترفين إلى ابن الأهلي وابن الزمالك .. لأفاجأ بكل ابن ينكر أبوة ناديه .. إلا فيما ندر. زكي حالما حط الرحال وبعد إنزال الشنط أعلن عن عائلة جديدة تبنته في انجلترا، تماما مثلما نسي فتحي اسم الدراويش بعد هبوطه على شيفيلد يونايتد. أي لاعب في اوروبا لا يكاد يفكر في ناديه الأصلي إلا عند انسداد الأبواب أمامه من كل أنديتها (وتذكر ابقاء غالي الباب موارب أمام عرض الغريم، مع زيادة الضباب حول مشاركته في عاصمة الضباب). الكلام نفسه لا ينفع، ولاعب يسمع عن عروض من السيدة العجوز أو اهتمام من الريدز، ودخول أتليتيكو مدريد على الخط، مش بعيد ينسى اسمه! وجود زكي وميدو نفسه ممكن يجذب لاعبين أكثر إلى نفس الدوري وعدم انتظار نادي للعب دور الوسيط، وربما تصبح مصر منافس لنيجيريا في توريد اللاعبين (لاحظ عدم قدرة توجو على لعب نفس الدور في وجود المبدع أديبايور، على حسب علمي، ولو عندك معلومات باصي).

      ربما كان زكي في حاجة إلى ما هو أكثر من التناحر على هو ابن مين؟ بقدر ما يكون السؤال: كيف يمكننا الاستفادة منه وإفادته؟ خسارة إننا أضعنا ميدو بسوء استدعاء، وسوء معاملة، وأحيانا سوء إدارة، وكان ممكن نضيع معاه زكي بسير أخرق خلف كلام غبي عن وجود خلافات فيما بينهما. أغلب الظن إن نفس الفرحة العارمة التي شاهدتها وقت ازدياد الطابور على زيدان سأشاهدها مع زكي .. والظاهر إننا بلد تعشق الطوابير. زيدان كان عليه اختيار فريق واحد فقط، وظني انه لم يحسن الاختيار. ربما علينا توجيه زكي أفضل من مناداته بابن الزمالك أو ابن المنصورة أو ابن انبي، أو حتى ابن البطة السودا. لم يدرس زيزو الوجهة جيدا، ولم يجد منا معينا وخبيرا ينصح ويؤمّن. لا أريد تكرار نفس مأساة ماينز داخل ويجان. بتبادل فانلات ما بين زكي والمغربي الزهار، أطفئت بعض نيران فتنة ما بين المصريين والمغاربة، وربما سخر مني زكي إن طلبت منه تبادل الفانلات مع شوقي، لأن الموضوع بالنسبة له مش محتاج فانلات







      المصدر : الكرة المصرية


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions