معزوفات أبدية (1) قتل عبثي بلا رحمة جديد nagwash

Warith AL Maawali · 23 يناير 2011، 9:39

معزوفات أبدية (1 )
قتل عبثي بلا رحمة
--------------------
- قال : علينا الجلوس قليلا – بل علينا الدخول لمشرب تلك المحطة اللعينة , فالانتظار سيكون طويلا , القطار سيتأخر قرابة الساعة و أكثر و علينا الانتباه وقت الوصول للنداء – عليهم اللعنة , كيف لا يلتزمون المواعيد و رحمة المسافرين من هذا العناء !
"أي عناء تقصد أيها المحتال ؟ أيجرفك الشوق لهذا الحد و الخيال ؟ أبعجلة أنت ! لتطوي لها الترحال ؟ "
- قلت : نعم , علينا الدخول للمشرب أحتاج لكوب من الشاي
- قال : كوب من الشاي و بعض المأكولات – لم نأكل منذ الصباح
- قال : مأكولات دسمة تأتي بنوم وخيم لعين – سأغفو بالمقعد و عليك الانتباه للصفير – هذا موعد القطار الأخير
" مرة أخرى لفظ لعين – ما أكثرها لعناتك بعدما كانت كل حين – أصبحت الآن أنت و هذا اللفظ متواترين "
- قلت : نعم عليك النوم قليلا سفرنا طويل المشوار – استيقظنا بإبكار – سأنتبه أنا لموعد وصول القطار
-----------------
نعم – نم أنت و أنا من عليها باليقظة الاحتمال – ألست أنا الزوجة التي لم تنجب لك العيال !
ألست أنا الزوجة العقيم التي أهدرت لعلاجها بلا طائل جم المال ؟ نعم - أنا من عليها الاحتمال
أسمع شخيرك يتعالى دون مراعاة زحمة المكان – يذكرني بقول أخي و أبي و جدي و جد جدي من سالف الأزمان - يوم أن كنا بالكوشة عرسان
( ستكونين بعصمة رجل هو زوجك ولي الأمر - عليك الطاعة و لعشرته الصبر- فلا مخرج من بيت الزوج إلا للقبر – لا تأتي أبوك إلا ضيفة بزيارة – لا تأتي أمك إلا ببشرى أحوال سارة – لا تأتي أخيك إلا و أنت بمشوار مارة --- إياك أن تكوني ناشز فاجرة )
نعم – نم أنت و أنا من عليها الاحتمال – و هل لي أن أرفض لك الحلال؟ اتخذت لك زوجة لتنجب لك العيال – مسكنها بآخر بلاد الشمال – و لأجلها سنشد الرحال
يا لبراعتك بالاحتيال – قلت : أنها اختيارات و رغبات العم و الخال – يطمعون يشوفون لك عيال
يا لبراعتك بالتمثيل – قلت : فتاة صغيرة عافية جميلة تراعيك بزمن وقت تكون فيه عليل – فتاة صغيرة عافية جميلة ترتضي المهور القليلة – لا نجدها ببلاد الحضر و المدينة – اخترتها من بلاد الشمال بقرية بعيدة
يا لبراعتك بالتلفيق – قلت : لي بالعمل يوجد رفيق – راتبه عنك يزيد و نحن و المعيشة من الراتب بحالة ضيق – فلما لا نذهب بإقامة دائمة 30% زيادة راتب تعويض بُعد الطريق
يا لبراعتك بالهبة السخية – قلت : لا أرتضي لك وضع الضحية – لي الاختيار لأكون على ذمتك أو مطلقة بحرية
يا لتلك الاختيارات الكريمة ----- أنا امرأة عقيمة – أيكون لي بالحياة رأي ذو قيمة؟
أيمكنني أن أرجع بيت الأهل و أجد يد رحيمة ؟ و الرحمة عندي – ليست كف يطبطب ولا شفاه تمصمص ولا لسان ينعتني بالمسكينة --- الرحمة عندي يد تعطي لي فرصة ثمينة لحياة عادية كما السابق كريمة
أيمكنني أن ارجع بيت الأهل و لا أجد من يلوم ؟ ألا أصطبح بوجه عبوس أول اليوم ؟ يذكرني أني مرتجع بضاعة عطب - و أني أسلب عنوة ماضي غصب – و كان الأسلم معايشة زوجة زوجي ولا حق لي بغضب ؟
--------
و لكنه --- و مع ذلك --- يمكنني اختيار الطلاق و الحرية – و بدء حياة عملية أو بالبيت روتينية دون أن أكون على الأهل اعتمادية
نعم – نم أنت و أنا ليس علي الاحتمال – يمكنني البدء من أي مجال – ليس علي معايشتك و ذات الجمال --- هي من ستهب لك العيال -- أنا – و هذا العمر الذي فات مادام ليس عندك له وزن أو مكيال؟ فلما علي أنا البقاء و كأن لا دنيا لنساء بدون ولاية رجال؟
لن أترك مدينتي و عيشي و الأوطان – و أرتحل لقرية و عيش مجبورة عليه بإذعان – و كأني بهيم بقطيع الركبان
نعم – خيرتني و سأختار – غير سابق الاختيار – و سيكون آخر قرار – سأتحسس طريقي هاربة – عائدة – لن اركب معك طريق الأسفار
نم أنت – لن أكون معك بالقطار --- لن أرتضي حياة مكتوف اليمين و اليسار – بولاية رجال و العيش بوطأتها بإجبار
----------
(( قطار --- العاشرة --- قطار العاشرة ----- قطار العاشرة ---- قطـــــــــــــــ
- قلت : عبد الرحمن --- عبد الرحمن – القطار جاء – أسمع النداء – فك هذا النعاس – هيا نلحق القطار قبل زحام الناس – عبد الرحمن --- عبد الرحمن --- لا تحمل أنت الحقائب – فهي عند أهل القرى من المعايب – عبد الرحمن ---- عبد الرحمن --- اعطني فقط ذراعك لي ساند – فلا اعرف طريقي بغير ولاية رجل حتى و إن كان لرفقتي غير راغب
--------------------------
هؤلاء البعض الذين يتعاملون مع أرواحهم و كأنها عار – أجساد مضرجة بطعنات التقاليد العبثية بصدى – خوف – جبن – هلع --- من تغيير المسار- ليس عليهم الاستماع لمعزوفة بلا نهاية – لمجرد اختيارهم للحن سيء بالبداية – توقف – توقف – توقف عن الاستماع لمعزوفة لا ينتهي لها مدار

---------------------فيديو / ع الحلوة و المرة - نجاة --------------

المصدر nagwash

مشاركة