يعد روبرت دي نييرو واحد من أفضل وأشهر نجوم السينما العالمية، نجم كتب تاريخ من دهب بأفلام تعد من المراجع في مدارس ومعاهد السينما، نجمنا له شعبية وعشاق في جل بقاع العالم كما يعد ملهما ومثالا يحتدا به من طرف الكثير من الشباب الطامحين لتتبع مساره ، إلى جانب التمثيل قام بالإخراج والإنتاج.

ولد روبرت دي نييرو المنحدر من أصول ايطالية في 17 من غشت بمدينة نيويورك من أبوين رسامين تطلقا بعد ولادته بوقت قليل، أدخلته أمه إلى مدرسة الفنون والموسيقى الثانوية لكنه سرعان ما طرد منها .
بداية روبرت دي نييرو الفنية كانت فوق خشبة المسرح ،كما قدم الإعلانات التجارية وبعض العروض في المطاعم، أول عمل له بالسينما كان مع المخرج بريان دي بالما في فيلم The Wedding Party Greetings سنة 1963 لكن الفيلم لم يظهر في القاعات إلا سنة 1968 بعد دالك شارك في عدة أفلام لم تكن جيدة لكنها كانت محطة مهمة اكتسب خلالها خبرة واستعد جيدا لما هو قادم .



الالتقاء بالرفيق وصنع المجد
سنة 1973 كانت سنة مميزة في مشوار دي نييرو ،خلالها كان الالتقاء الأول مع صديقه ورفيق دربه المخرج الكبير مارتن سكورسيزي بفيلم Mean Streets ومنه توطدت العلاقة بينهما ليقدما فيما بعد أفلام خلدت في التاريخ السينمائي الأمريكي والعالمي .
الحدث الثاني هو فوزه بالأوسكار كأحسن ممثل مساعد عن دور دون كورليوني في الجزء الثاني للفيلم العظيم ( العراب) The Goodfather الذي قدمه للجمهور ومنه كانت الانطلاقة، فالأداء الذي قدمه دي نييرو فاجأ به الكل فلم يكن احد يتوقع نجاحه بهدا الشكل خصوصا ادا علمنا أن من قدم هدا الدور في الجزء الأول هو العملاق مارلون براندو وكيف أبدع فيه ونال الأوسكار عنه، ليكون هدا الدور هو الوحيد في تاريخ السينما الذي يحصل على اوسكارين .

في 1976 قدم ثلاثة أفلام لكن فيلم واحد هو من سرق الأضواء ونال الإعجاب من كل المتتبعين هو فيلم Taxi Driver ، تألق كبير لدينييرو في هدا الفيلم ويعد من أفضل الأدوار التي لعبها حيث يلعب دور سائق تاكسي يعاني نفسيا بعد عودته من الحرب فيسعى إلى تغيير بعض مظاهر الحياة التي لم يكن راض عليها ،

في 1980 اجتمعا الثنائي الذهبي للمرة الثالثة ليقدما لنا فيلم من أروع ما يكون هو فيلم Raging Bull الذي يحكي قصة حياة الملاكم جون لاموتا الذي يسقط من القمة إلى الحضيض، يدخل السجن ،يخسر كل أمواله ليجد نفسه يقدم فقرات هزلية في المطاعم. في هدا الفيلم قدم كل منهما أداء خرافي فمارتن نال الكثير من المديح عن إخراجه خصوصا باعتماده على الأبيض والأسود الذي أعطى للفيلم نكهة خاصة،أما دي نييرو فقد أبدع وتألق فنال الأوسكار الثاني له والأخير لكن هده المرة كأحسن ممثل .
بعد النجاح الذي حققه دينييرو في السبعينات غاب بشكل شبه تام عن الأضواء في الثمانينات فقد تراجع مستواه بشكل كبير حتى أصبح البعض يظن بان هدا المبدع انتهى زمانه.

العودة إلى القمة
في فترة التسعينات عاد دينييرو للتألق من جديد ليعيد للادهان تلك الصورة الجميلة التي رسمها في السبعينات مؤكدا بأنه لازال في جعبته الكثير ليقدمه لجمهوره.
في 1990قدم فيلمين من أجمل أفلام السنة الأول Awakenings الذي رشح عنه للأوسكار بأداء ممتاز رفقة الرائع روين ويليامز، أما لفيلم الثاني Goodfellas فيعد من أجمل أفلام الجريمة وعصابات المافيا التي يبرز في أداء أدوارها وبطبيعة الحال كان الإخراج لسيد هده الأفلام مارتن سكورسيزي يتقن إخراج هده النوعية من الأفلام ,يلعب روبرت دينييرو دور المجرم الايرلندي الأصل (جيمي كونوي) الذي ينضم إلى المافيا الايطالية ويشكل هو صديقين له عصابة خطيرة تقوم بجميع أنواع الإجرام حتى ا صبحوا مهددين من طرف العصابات الأخرى ومتابعين من طرف FBI .
الفيلم التالي لدينييرو هو Cape Fear وهو فيلم جميل يروي قصة مجرم خرج من السجن يحاول الانتقام من محاميه الذي لم يدافع عنه كما يجب حسب نظره
فيلم آخر جميل لم يكن ظهور دينييرو فيه مميز لكن المميز بالفيلم هو ان دينييرو هو من قام بالإخراج الفيلم يدعى A Bronx Tale .

في 1995 قدم دينييرو لعشاقه آخر أعماله الكبرى فالأفلام التالية لم تكن في المستوى او لنقل لم تكن في حجم سابقاتها وان برز في بعضها خاصة الكوميديا منها .
الفيلم الاول هو Casino ولعب فيه دور صاحب كازينو رفقة النجمة شارون ستون وصديقه جوي بيسكي الذي شارك معه في اغلب أفلامه .الإخراج كان أيضا لمارتن سكورسيزي وهي المرة السادسة التي يجتمعان فيها .
الفيلم الثاني هو Heat الذي يعتبر من أفضل أفلام دينييرو والسينما العالمية وهدا عادي لوجوده مع صديقه الأسطورة ال باشينو في نفس الفيلم وهو الفيلم الوحيد الذي اجتمعا فيه قبل أن يعيدا التجربة مؤخرا في بفيلم righteous kill الذي لم يكن في مستوى تطلعات جمهورهم العريض.

بعد سنة 1995 لم يقم دينييرو بأي دور كبير مثلما فعل سابقا رغم انه ظهر في العديد من الأفلام فاق عددها العشرين فيلما من هده الأفلام التي تستحق الذكر الفيلمين الكوميديان Meet the Parents و Meet the Fockers رفقة النجمان داستن هوفمان وبين ستيلر فيلم The Fan وأخيرا فيلم The Score رفقة الساحر مارلون براندو والشاب المتألق ادوارد نورتون .

رغم تواضع أفلامه في السنوات الأخيرة إلا أن روبرت دينييرو يعد واحد من العلامات الفارقة في تاريخ السينما العالمية بأفلام نصبته على رأس عمالقة هدا الفن .