لمحة عن نجمنا
Daniel Day-Lewis الممثل الانجليزي الأعجوبة ينحدر من أسرة فنية لها ارتباط وثيق بهدا الفن، ولد دانييل في 29 من ابريل عام 1957 بمدينة لندن بانجلترة،في طفولته كان خجولا يميل إلى العزلة والانطواء على نفسه، كما كان محط صخرية زملاءه في المدرسة، درس دانيل التمثيل بمدرسة بريستول اولد فيك ، لكن يصعب القول أن ما حققه من شهرة ومجد جاء بفضل الدراسة فصديقنا يملك موهبة لا تجدها إلا عند العمالقة، وهو بالتأكيد واحد منهم،موهبة انفجرت في ادوار اقل ما يمكن القول عنها أنها ادوار أسطورية، قدمها دانييل في أفلام تعد على رؤوس الأصابع، لكن على قلتها قادته هده الأفلام للحصول مرتين على اغلي جائزة في عالم السينما هي جائزة الأوسكار،وكان من الممكن أن تكون الحصيلة أكثر.إضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى وهدا ما لم يستطع الوصول إليه ممثلين في خزانتهم الكثير من الأفلام .

من ينظر إلى مشوار دانييل يرى بأنه من الظلم أن ممثل يملك موهبته وقدرته الخارقة في تجسيد الشخصيات ولعب ادوار يصعب على غيره تقديمها،في رصيده هدا العدد الهزيل من الأفلام، لكن كما يقال ادا ظهر السبب بطل العجب والسبب هنا هو حرص هدا المبدع الشديد على انتقاء الأدوار المناسبة له، هدا الحرص في أحيان عدة كان مبالغ فيه فوت عليه ادوار جيدة كانت ستضيف إليه الشيء الكثير .

من الظل إلى الأضواء والنجومية
أول ظهور لدانييل كان من خلال فيلم Sunday Bloody Sunday عام 1971 تلته بعض الأفلام أبرزها الفيلم الشهير Gandhi ،صحيح أن هده الأفلام لم تكن كبيرة لكنها قدمته كموهبة قادمة يجب انتظارها هدا الانتظار لم يدم طويلا ففي سنة 1989 قدم دانييل دورا دخل به بقوة عالم هوليود وعالم النجومية، نال عنه اوسكاره الأول بكل جدارة، كتب عنه الشيء الكثير ووصف بالأسطوري من معظم نقاد ومتتبعي الفن السابع واعتبر من أفضل الأدوار التي قدمت في تاريخ السينما العالمية،هدا المديح لم يكن من باب المجاملة بل هو فعلا نابع عن مشاهدة أداء خرافي من ممثل يطرق باب المجد بقوة في فيلم رائع هو My Left Foot للمخرج الايرلندي جيم شيردان الفيلم يحكي قصة الكاتب و الشاعر الايرلندي كريستي بروان الــذي أدهش العالــم برجلـه اليســرى التــي كانت هــي كــل ما يمــلك، فقد كان مصابا بـنوع من المرض افقده القدرة على التحكم في جل أعضائه سوى رجلة اليسرى , حيث كان يكتب أشعاره و كتاباته و حتى يرسم رسوماته بـرجلة اليسرى .

ثلاث سنوات من الغياب زرعت الشك بان هدا الممثل هو مجرد ظاهرة عابرة مثله مثل باقي الممثلين الدين برزوا في فيلم واحد ثم اختفوا لكن الرد كان قويا من قبل دانييل في فيلم The Last of Mohicans حيث قدم أداء أخر أكثر من رائع رشح عنه للأوسكار ليزيل الشك ويؤكد به أن من أمامهم هو نجم سوبر من طينة الكبار .
واصل دانييل تألقه وإبداعه بفيلمين كانا في مستوى تطلعات عشاقه الأول هو فيلم The Age of Innocence الذي جمعه لأول مرة مع المخرج الكبير مارتن سكورسيزي، أما الفيلم الثاني فهو In The Name oF The Father الذي ترشح عنه للأوسكار،من المفارقات العجيبة لهده السنة هو أن دوراندرو بيكت في فيلم Philadelphia الذي فاز به توم هانكس بالأوسكار عرض أولا على داييل داي لويس لكنه رفضه.

تألق وإبداع في الألفية الجديدة
بعد هدا التألق الكبير وهده الأفلام المميزة قدم دانييل فيلمين آخرين هما The Crucible وThe Boxer الفيلمين لم يكونا في المستوى ولم يكن هو بدوره راض عنهما فقرر ألا يقبل أي دور حتى يراه مناسبا له وهدا ما فعله فاختفى عن الأنظار لمدة 5 سنوات.
في سنة 2002عاد دانييل داي لويس إلى الواجهة من جديد بفيلم أكثر من رائع، بل هو تحفة من تحف هوليود هو فيلم Gangs oF NewYork الذي جمعه لثاني مرة بالمخرج مارتن سكوسيزي الذي منحه هدا الدور ورفض إعطاءه إلى نجمه المفضل ورفيق دربه العملاق روبيرت دي نييرو إيمانا منه بان الدور مناسب لدانيل وهو من يستطيع أن يبدع فيه أكثر، فكان هدا الأخير عند حسن ظنه ولم يخيب أماله.فقدم دورا خرافي أعاده إلى القمة من جديد، حتى ظن الكل أن حصوله على الأوسكار كان شبه محسوم، لكن الجائزة ذهبت لـ أدريان برودي عن دورة في فيلم The Pianist.
الفيلم بدوره لم يفز بأي جائزة رغم انه كان مرشحا ل10 منها، ومن النجوم التي شاركت في الفيلم ليوناردو ديكابريو و كاميرون دياز.

بعد فيلم Gangs oF NewYork لم يمثل دانييل داي لويس بأي فيلم وانتظر تقريبا 5 سنوات ليعود بفيلمين أولهما الفيلم الدرامي The Ballad of Jack and Rose المميز في الفيلم أنة كان من إخراج زوجة دانيل ريبيكا ميللر، أما الفيلم الأخر فهو الفيلم الذي توجه بالأوسكار الثاني له There Will Be Blood،فيلم من أخراج المخرج المبدع بول ثوماس اندرسون, دانيل قدم أداء كبير و كان نجم السنة بامتياز واستحق جميع الجوائز العالمية منها طبعا جائزة الأوسكار , الفيلم أيضا حقق نجاحا باهرا و ترشح لـ 8 جوائز أوسكار منها أفضل فيلم و أفضل مخرج.

الكيف وليس الكم هدا هو شعار نجمنا الذي يحاول دائما تقديم الأفضل بحرصه الشديد على انتقاء أدواره التي يستطيع الإبداع فيها حرص اكسبه احترام العديد من النقاد فيما يرى البعض انه كان مبالغ فيه بعض الأحيان , لكن ما هو أكيد انه بأفلامه القليلة صنع لنفسه مكانة كبيرة بين صفوة نجوم هوليود .