رحلة مع الشهداء ( إن شاء الله ) ..

    • رحلة مع الشهداء ( إن شاء الله ) ..


      الشهيد زكريا الكيلاني اوائل شهداء انتفاضة الاقصى المبارك
      الخليل / صابرون - 2003-08-21


      كان شابا يافعا كثير الحركة لدى دخوله جامعة النجاح الوطنية ملتحقا بقسم اللغة العربية فيها عام 1997 بعد أن أنهى دراسته الثانوية في مسقط رأسه سيريس قضاء جنين ، دائم الابتسامة ، محبوبا من قبل إخوانه الذين ما مل يوما عن خدمتهم .. إلى أن قضى شهيدا برصاص الغدر الصهيوني في اليوم الثاني لانطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة …

      ولد الشهيد زكريا عرسان زيد الكيلاني في عام 1979 ليكون اصغر إخوانه زيد وزياد ، وقرة عين أبيه الحاج عرسان الذي يعاني من أمراض حادة بعد إصابته بالجلطة قبل عدة أعوام ، ولتتشكل حكاية أخرى رسم ملامحها زيد انتقاما لأخيه زكريا الذي كان متعلقا به أيما تعلق …

      لم تمض أيام على دخول زكريا حرم جامعة النجاح حتى تلقفته أيد الكتلة الإسلامية فيها ، فانخرط في صفوفها ملازما كادرا من كوادر الكتلة في الجامعة الشهيد قيس عدوان أبو جبل ، سكن زكريا مع قيس في غرفة واحدة طيلة سني دراسته فهما ينحدران من ذات البلدة سيريس ....وفي لجة العمل الإسلامي داخل الجامعة تم فرز هذا الداخل الجديد ليعمل في لجنة الكتلة الإسلامية في كليته ' الآداب ' وكان يرأسه فيها هذه المرة الشهيد الصحفي محمد عبد الكريم البيشاوي والذي استشهد برفقة الشيخ جمال منصور في غارة على مكتب للحركة في آب 2001 ، عامان عمل فيها زكريا تحت إمرة هذا الرجل القرآني ، أما العام الثالث من دراسته فقد عمل فيه تحت إمرة الاستشهادي هاشم النجار من كليته الآداب ، والذي نفذ أول عملية استشهادية في انتفاضة الأقصى في الضفة الغربية في مستوطنة ميحولا في كانون أول 2000.....ولكن زكريا كان أولهم في السبق إلى الشهادة .... ذكريات جميلة يحملها الجميع عن شهيدنا سيما في أيام انتخابات النوادي ومجلس الطلبة ، أو خلال المسيرات و الاعتصامات ، أو أثناء التحضير للمعارض والمهرجانات ..وكانت انتفاضة الأقصى .....

      بدأت انتفاضة الأقصى يوم الجمعة الذي أعقب زيارة شارون للحرم القدسي بمذبحة ارتكبت داخل الحرم .. وكان واضحا حينها أن يوم السبت سيكون يوما حافلا بالتصعيد والتطورات ردا على ما قام به الجيش الصهيوني من إجرام ، ولما كانت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح العنوان الأبرز للمقاومة السلمية منها والعسكرية ... كان لزاما على جميع أبناء الكتلة أن يتوجهوا إلى حرم الجامعة في وقت مبكر من صبيحة يوم السبت علما أن الدوام حينها كان معطلا بسبب الأحداث ....ترك زكريا البيت وتوجه إلى حيث الحاضنة المربية في نابلس ...ولم يكن يعلم انه في لقاء مع الشهادة ...خرجت الكتلة الإسلامية في الجامعة في مسيرة مهيبة من اجل تصعيد الموقف وحث المواطنين على المشاركة في صد الضيم نتيجة ما حدث داخل الحرم .. والتقت المسيرة مع مسيرة أخرى عند دوار الساعة في مدينة نابلس حيث التحمت الجماهير في سيمفونية الدم باتجاه ما يسمى بقبر يوسف على مقربة من شارع القدس حيث الالتحام المباشر مع العدو .. وحيث سطر شبان المقاومة ملحمة رائعة في العطاء .. وبدا الاشتباك مع العدو الذي قابل الحجارة بنيران الدبابات ومدافع الرشاشات الثقيلة .. وتنقل زكريا بين اكثر من موقع .. تارة يرشق الجنود بالحجارة والزجاجات الحارقة .. وتارة ينقل الجرحى المترامين في كل مكان إلى سيارات الإسعاف من مسافة صفر حيث لا حجاب مع العدو ... إلى أن عالجته رصاصة الغدر في صدره ليستشهد على الفور مضرجا بدماء العزة ليكون زكريا من أوائل شهداء انتفاضة الأقصى……………..

      ووري زكريا الثرى في مسقط رأسه ، ولكن ذكراه بقيت معلقة في قلوب الجميع .. سيما رفاقه في الكتلة الإسلامية ، ولعلها تركت أثرا بالغا في مسيرة شخصين بعد ذلك، هما القائد قيس عدوان ، وشقيقه زيد ، قرر زيد أن يثأر لاستشهاد أخيه زكريا ، وكان حينها يعمل داخل فلسطين المحتلة عام 1948 في منطقة تل أبيب ، فخلال عمله شاهدا ضابطا صهيونيا برتبة عقيد يسير في أحد الأزقة وحده ، فمل كان من زيد إلى أن عالجه بطعنات موجعة من سكين كان قد حضرها لهذه الغرض ولما تيقن انه قد أجهز عليه تركه مضرجا بدمائه …عائدا إلى بلدته وقد اخذ بقسط من ثأره … وناما ليلة هانئة لم ينم مثلها منذ استشهاد أخيه …في اليوم التالي توجه زيد إلى قيس عدوان في جامعة النجاح .. كان قيس حينها رئيسا لمجلس طلبة جامعة النجاح واخبره بما صنع وطلب من قيس أن يزكيه لدى كتائب القسام من اجل العمل في صفوفها ليكمل عمل ما بدأ به وهو يعلم العلاقة الوثيقة التي كانت تربط أخاه زكريا بالشهيد قيس عدوان ..فما كان من قيس الذي أثنى على صنيعه إلا أن عرفه على الشهيد القائد مهند الطاهر والذي لقب بعد استشهاده ' بالمهندس الرابع – بطل عمليات الثار ' ….

      ارتأى مهند أن يعمل زيد في مجال نقل المتفجرات وزرعها في مناطق محددة داخل فلسطين المحتلة عام 1948 .. وعليه بدا يحضر له الحقائب المفخخة ليزرعها اكثر من مرة في مطاعم في تل أبيب .. إلى أن كانت مرة قام بها زيد بتفجير الح على أحد الحواجز في شارع وادي عارة مما أدى إلى مقتل صهيوني وجرح ثمانية آخرين . واعتقال زيد الذي قضي حكما بالمؤبد في سجن عسقلان .. أما قيس فكانت له وصلات وجولات يعلمها الجميع إلى أن وافته الشهادة في اجتياح نيسان الكبير العام الماضي ….

      رحل زكريا وغيره العشرات من أبناء الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح …ولكن روائع البطولة تبقى عالقة في أذهان الجميع .. وسير العظماء لا يمكن أن تنسى …




      الشهيد احمد توفيق عبد العزيز: دينامو متحرك وكتله نشاط في العمل الوطني

      رفح / صابرون - 2003-08-21


      في ذكرى استشهاده يصفه أصدقاؤه بالدينامو المتحرك وكتلة من النشاط في العمل, فهو لم يكل ولا يعرف التراجع او الملل, تجده في كل مكان.. يحمل صفات الثائر, يجيد الإدارة والتخطيط والتوجيه ويحب إخوانه ويعشق تراب وطنه, عمل بصمت في كل الميادين..أحبه كل من عرفه, وكان خفيف الظل بهي ألطله حسن الوجه, انه الشهيد احمد توفيق عبد العزيز الذي روى بدمائه الذكية ارض الوطن.

      ميلاد من نور
      ولد الشهيد البطل احمد توفيق عبد العزيز بتاريخ 12/3/1983م في حي السلام شرق محافظة رفح لأسرة لاجئة مجاهدة تعود جذورها الى (يافا) في فلسطين المحتلة عام 1948م وعاشت أسرته أللجو والتشريد لحظة بلحظة واستقر بها الحال في مخيمات قطاع غزة وتحديدا مخيم رفح للاجئين.

      محطات جهاديه في حياته
      يقول أخوه (محمد 30عاما) كان احمد رغم صغر سنه احد كوادر الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين واتحاد الشباب الديموقراطي (اشد) حيث التحق بصفوفه عام 1998م وتولى مسئولية المحلية الحزبية لاتحاد الشباب في حي السلام وعضوية لجنة المنطقة الشرقية برفح وتطلع احمد الى المقاومة فالتحق بكتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية مع هبه انتفاضة الأقصى الباسلة في بدايتها.

      أعماله العسكرية
      واضاف :" شارك أخي الشهيد احمد إخوانه ورفاقه في المقاومة في عدة عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال الصهيوني في صوفا والشريط الحدودي وكان من أبطال التصدي لتوغل قوات الاحتلال في حي البرازيل وحي السلام".

      وتقول والدته:" كان احمد حنونا جدا بي وبوالده وإخوانه, لقد ترك في المنزل فراغا كبيرا وهو يعيش في قلبي ونحن دائما ندعوا له ونؤمن ان قدر الله نافذ وان موعده الجنة باذن الله".

      موعد مع الشهادة
      خرج احمد من منزله الكائن في حي السلام ممتشقا سلاحه حال سماعه نبا اقتحام الدبابات الصهيونية للمخيم وتقدم مع رفاقه لصد العدوان بتاريخ 2/8/2002م وقاتل مقاتلة الأبطال وحمل روحه على كفه وتقدم بها نحو المجد والخلود وكان مثالا للتضحية والفداء الإباء حتى استقبل بصدره رصاصتين وخرجت روحه الى بارئها والتحق بركب الشهداء, رحم الله شهيدنا احمد عاش بطلا ومات شهيدا فنسال الله له الجنة.



      الشهيد القسامي يعقوب مطاوع من الخليل بعد مرور 10 سنوات على استشهاده ..الذكرى العطرة والجرح الذي لم يلتئم

      الخليل/ صابرون - 2003-08-17


      عمرو الجموح عاد إلى ارض الخليل. يدك حصون أبناء يهود .عاد هذه المرة وقد أمطرت علينا الذكريات روحا ندية مجاهدة لا زالت ترفرف على مآذن الخليل وجبالها وتلالها .عمر بن الجموح الذي اقسم ان يطأ الجنة بعرجته عاد إلينا في ثوب الشهيد القسامي يعقوب مطاوع الذي قال لأبيه : لن يثنيني احد عن أمنيتي.

      بطاقة شخصية
      ولد الشهيد يعقوب يوسف حسين مطاوع في حي واد الهرية في مدينة الخليل بتاريخ 19/5/1973 والتحق بمدرسة النهضة ودرس حتى الصف التاسع في مدرسة النهضة ثم مدرسة طارق بن زياد حتى حصل على شهادة الثانوية العامة ، وبعدها التحق بجامعة القدس المفتوحة كلية الشريعة إلاسلامية . وتقول والدته انه كان متدينا ملتزما بتعاليم دينه وكان أحب المساجد إلى قلبه مسجد عثمان بن عفان ومسجد الكوثر في حي الرامة شمال الخليل وتقول والدته (ام صدقي) ان الشهيد ولد بتشوه خلقي في قدمه وقد تمت معالجته ولكن ظل يشكو من عرج بسيط في قدمه حتى استشهد .

      وعن تعامله وأخلاقه تقول ام صدقي انه كان خلقه القران وحديثه ينصب أولا وأخيرا عن الإسلام . وكان يعتكف باستمرار العشرة الأواخر من رمضان منذ ان أصبح عمره (13) عام وكان كثيرا ما ينصح أهله وذويه بالالتزام بتعاليم الإسلام وكان يقول لهم إنني لا أخاف على التلفاز من الاحتراق لكثرة الاستعمال كما لا أخشى على الكهرباء التي تصرفونها ولكني أخشى عليكم ان تحرقكم النار .

      حياة المجاهدين
      وتقول ام صدقي ان يعقوب اعتاد منذ صغره على إلقاء الحجارة على الجيش الصهيوني والمستوطنين وفي إحدى المرات كان عمره (13) عاما ذهب لإحضار المياه بعد ان انقطعت عن الحي وقام بإلقاء الحجارة على سيارات الجيش وقام الجيش باعتقاله وأحيل للتحقيق لمدة 18 يوما وتصف تلك القصة قائلة ان يعقوب عاد من التحقيق دون ان يأخذ أعداء الله منه كلمة واحدة علما بأنه عندما كشف عن ظهره كانت خيوط حمراء وزرقاء تملأ ظهره وصدره لشدة التعذيب ويضيف عندما شاهدها يعقوب بعد إطلاق سراحه ألقى بنفسه على صدرها وعانقها طويلا وكان يبدو عليه الإعياء الشديد وقد قال لها حينها (يا الله يا أمي ما أصعب تحقيق اليهود) والله لن أنسى هذا الأمر . وتقول أمه انه كان يستخدم أسلوب التمويه معنا فكان أحيانا يخرج للكتابة على الجدران وكان يعود للمنزل واثر الدهان على ملابسه وعندما كنا نسأله كان يقول بأنه كان يساعد صديقه في نقل الدهان وانسكب عليه .

      وكان أحيانا يقوم بوضع الرايات والأعلام في مكان قريب من المنزل وكنا نشاهده ونطلب منه إبعادها ولكنه كان يقول بأنه لم يضعها . وتقول والدته : ان شقيقه الأكبر صدقي أصيب في قدمه بعد ان اقتحم جنود الاحتلال حي واد الهرية وقاموا باعتقاله بعد الإصابة وتقول الوالدة أنني كنت في عرس لأحد أقربائنا ولما خرجت شاهدت يعقوب وهو يضع على وجهه اللثام وقد عرفته من عرجته وناديت عليه وأقسمت عليه ان يعود فقال والله لن افعل حتى (افش خلقي فيهم) لماذا اعتقلوا أخي . وتقول والدته أيضا : ان والده اعتقل وكان عمره وقتها 5 سنوات .

      عزيمة القسام
      وتقول والدته ان والده حاول منعه عدة مرات من الخروج ليلا لأنه كان يشك في انه كان يخرج من اجل فعاليات حماس ولكن كثيرا ما كان يعقوب يتحايل على والده ويخرج وفي إحدى المرات دار نقاش طويل بينه وبين والده وقال لوالده وقتها أنا لن يثني احد عن غايتي وأنصحك يا والدي ان تدعو الله لي كي أنال ما اتمنى. وتقول: ان والده دفعه في إحدى المرات كي يصده عن الخروج فوقع على الكنبة وانكسرت من النصف ورغم ذلك خرج لتعليق الأعلام والكتابة على الجدران . وتقول :ان الشهيد سقط عن سطح المنزل وكان عمره 5 سنوات ومكث 10 أيام في المستشفى وظل فاقدا للوعي واعتقدنا بأنه سيموت ولكن الله انجاه .

      وتتندر والدته بالكثير من المواقف التي كان يعملها يعقوب للتحايل على العائلة وتقول ان والده قام بتغيير سكرة الباب وأعطاني نسخة من المفتاح الجديد وقام يعقوب بمصادرة المفتاح دون علمي وقام بنسخ مفتاح جديد عليها وعندما جاء الليل قام بوضع وسادة على فراشه وأخفاها تحت الحرام ثم فتح الباب وخرج من المنزل وقام بفعاليات حماس ثم عاد أدراجه وقد اكتشف والده الأمر وظل ساهرا حتى عاد يعقوب ولما سأله ما هذه الفعلة رد عليه ها انا قد عدت ،وقالت بان الشهيد كان يشارك في إلقاء الحجارة على اليهود الصهاينة وفي إحدى المرات كان يلبس بدلة رياضية وقد جاء إلى المنزل وقد تشققت من الرصاص وقد اخبرني بذلك وقال لي لو قدر لي الموت لاستشهدت من هذه الرصاصات ولكن لي عيش باقي .

      تلميذ للعماد
      وكان الشهيد يعقوب مطاوع وهو رفيق الشهيد حاتم المحتسب اللذين استشهدا في نفس الحادثة من أوائل من انضموا إلى تنظيم كتائب القسام والذين نظموا على يد الشهيد عماد عقل الذي جاء من قطاع غزة إلى الخليل ليبعث روح الجهاد والمقاومة .

      وتقول ام صدقي أنهم كانوا يسكنون في منزلهم بالقرب من دائرة السير و عندما أرادوا الانتقال إلى بيتهم الجديد في حي الرامة قال لها يعقوب أنا لا ارغب بالمبيت في المنزل الجديد وسأبقى في المنزل القديم وطلب من والدته ان تضع له طعاما لأنه يريد المبيت هناك وتقول الوالدة انها كانت قد أعدت محشي الباذنجان وتقول ان يعقوب كان يستضيف تلك الليلة الشهيد عماد عقل دون ان نعلم وقد علمنا بالقصة بعد استشهاده.

      وتضيف ام صدقي في إحدى المرات ذهب لإحراق سيارة مستوطن وقد قام بإحراقها هو وشخص آخر وكان الفصل شتاءا والأرض مكسوة بالثلج وقد ذهبوا إلى مكان قريب للاختباء فيه وقد استدل الجنود على مكانهم بعد ان تبعوا خطواتهم على الثلج وكان ذلك قبل مطاردته بمدة قصيرة وقد اعتقله الجيش الصهيوني ووضعه تحت التحقيق لمدة 10 أيام ولم يحصلوا منه على شيء وتم إطلاق سراحه

      زهده في الدنيا
      وتضيف والدة الشهيد: ان والده حاول ان يثنيه عن طريقه لكنه كان يواجه هذه المحاولات بإصرار غريب ومن هذه المحاولات قام الوالد بالذهاب إلى أخيه وطلب منه يد ابنته إلى يعقوب دون علم منه ولما علم يعقوب جن جنونه وقال حينها لوالده كيف تريدني تم أتزوج وأنا لا ارغب بذلك فقال الوالد وكيف تريدني ان اسحب كلامي أمام الناس فقال له يعقوب أنت حر وأنا لا أريد الزواج . وفي اليوم التالي ذهب يعقوب إلى عمه وقال له أنت وابنتك على راسي وعيني ولكن أنا لا أريد الزواج وأنهى الموضوع بنفسه وكان كثيرا ما يرد أمام أمه دعينا من الحور الطين وحدثيني عن الحور العين.

      المطاردة

      وتقول الوالدة بعد ان اكتشف أمره أصبح مطاردا لقوات الاحتلال وخاصة بعد ان اعتقل عدد من أفراد الخلية واعترف بعضهم على الشهيد وقد كان الجيش يأتي على فترات متقاربة على المنزل ويقوم بأعمال تفتيش وتحطيم أثاث المنزل وكانوا يضعون كميرات تصوير بالقرب من منزلنا في منطقة دائرة السير وكثيرا ما كانوا يقتحمون المنزل بعد لحظات من دخول بعض الأقارب إلينا لاعتقادهم انه معهم . وتقول الوالدة ان الجنود أغبياء للغاية فقد كنت أضع صورة ليعقوب على منضدة فقام الضابط المسئول ووجه سؤاله لي قائلا ألا يوجد صور ليعقوب مثل هذه الصورة وتضيف الوالدة ان الضباط يأتون لاعتقال أبنائنا دون ان يعرفونهم أو يحددوا ملامحهم إنهم يعتمدون على معلومات مبتورة من العملاء . وتحدثنا والدة الشهيد عن مواقف كثيرة ومثيرة حدثت مع الشهيد أثناء المطاردة ومنها ان قوة صهيونية حاصرت مطعم للعائلة في حي رأس الجورة لاعتقال يعقوب وقد أطبقت الحصار على المطعم وكان الشهيد بداخله وقد قام يعقوب بالتسلل من المكان بأعجوبة ولا يعرفون كيف حدث ذلك وعادت القوة خائبة .

      وتضيف الأم ان الشهيد مكث فترة معينة وهو يعمل مع حاتم المحتسب في منشار للحجر في مدينة نابلس وكانوا يتخطون الحواجز بصفتهم عمال فلسطينيين وفي إحدى المرات داهمت قوات الإرهاب الصهيوني منشار الحجر وكان الشهيد يعقوب يلبس جاكيتا شتويا فقام الضابط الصهيوني بإمساكه من كتفه وقال له هل أنت صاحب المصنع وقد اعتقد يعقوب انه تم اكتشافه لكنه أجاب الضابط لا لست انا فذهب عنه الضابط وتسلل الشهيدان المحتسب ومطاوع من المكان وغيرا المكان في اليوم التالي .

      وتحدثت الأم عن قصة أخرى رويت لها من قبل التجار في البلدة القديمة الذين أكدوا لها ان يعقوب نجا من محاولة اعتقال أخرى في البلدة القديمة حيث كان يتجول فيها وهو يحمل سلاحه وعندما باغتته قوة صهيونية قام بوضع السلاح في عربة محملة بالكوسا . وبعد ذهاب الدورية قام بأخذ السلاح وفاجأ الجمع وكان أيضا يقوم بنشاطاته في البلدة القديمة وهو يبيع كرابيج الحلب حيث كان يلقي الزجاجات الحارقة ويختفي دون ان يشعر احد .

      وتقول الوالدة انه ظل مطاردا لمدة ستة اشهر وقبل استشهاده بثلاثة أيام أصيب الشهيد بحالة صحية طارئة حيث كان يعاني من حالة جفاف والتهاب حاد وقد تم نقله إلى مستشفى داخل مدينة الخليل وقد أمره الأطباء بالنوم في المستشفى لكنه رفض وتم نقله إلى احد الأماكن وتقول الوالدة انه أرسل الي لأشاهده وتمكنت تلك الليلة من النوم معه في نفس المنزل وقد أمضيت تلك الليلة على أعصابي وأنا اذرع المكان ذهابا وإيابا أما يعقوب فقد نام نوما هادئا وكان يلبس بنطالا وقميصا أسودين والله لقد شاهدت كأن النور يشع من جبينه واعتقدت ان نجمة مضيئة تسطع بين عينيه واذكر أنني طلبت منه تلك الليلة ان يعمل جواز سفر للهرب إلى الخارج ولكنه رد علي بحزم شديد أنا لن اخرج من الخليل لان روحي معلقة فيها ولن افعل ذلك ما دمت حيا وعندما خرجت من المكان ودعني وأعطاني مسبحة حمراء اللون وقال لي احتفظي بها وربما لن نشاهد بعضنا مرة أخرى .

      قصة الاستشهاد
      وتقول والدة الشهيد ان قوات الاحتلال كانت تراقب تحركات الشهيد شيئا فشيئا وقد كان حينها يختبىء في منطقة عيصى جنوب الخليل وكانوا يختبئون في مغارة لا يستطيع احد الوصول إليها إلا إذا كان متمرسا كما ان المنطقة لم تكن معروفة لدى الجميع وتضيف ان الشهيد حاتم المحتسب كان معه في لك الحين وفي تاريخ 19/5/1993 حدثت مواجهات دامية بين الشهيدين وقوات الاحتلال وقد أصيب الشهيد حاتم المحتسب برصاصة في الرأس فيما أصيب يعقوب بعدة رصاصات في مختلف أنحاء الجسم وقد أكد احد الرعاة والذي تواجد في المنطقة لحظة العملية ان قوات الاحتلال استخدمت الطائرات المروحية والمئات من الجنود لتنفيذ العملية وبعد استشهادهم قام الجنود بربطهم بالأسلاك الحديدية الغليظة وشدوهم إلى طائرة هيلوكبتر ووضعوهم في مبنى المقاطعة سيء الصيت والسمعة وهناك طلبوا منا التعرف على الجثث وتقول ام صدقي ان أبو صدقي تأثر نفسيا من المشهد وقد اخبر الجنود في حينها انه لم يتعرف على يعقوب وعاد إلى الأم وحينما ذهبت إلى المكان وشاهدت يعقوب وتعرفت عليه وتقول أنها أخذت تشتم حكومة شامير آنذاك وتشتم الجنود الصهاينة وهم ينظرون إليها حتى ان المعتقلين قاموا بالتسلق على نوافذ السجن واستمتعوا إلى كلامها الذي كان قويا مدويا . وفي نهاية حديثها تقول ام صدقي أنها لا زالت تحتفظ بالمسبحة التي أعطاها إياها يعقوب وفرشاة أسنانه وأوصت بأن تدفن بجانبه مهما كانت الظروف في مقبرة أبو اسنينة في البلدة القديمة في الخليل .

      نكمل رحلتنا مع الشهداء إن شاء الله ..
    • شكر لك أخي غيم على الموضووووووع وجزاك لله ألف خير
      ونتظر منك المزيد

      $$e
      ڳلمتآڼ خفﯾفتآڼ علێ آللسآڼ ♥ ،;، ┋פبﯾبتآڼ للرפمآڼ ♥ ،؛، ┋ثقيلتان في آلمﯾڗآڼ ♥ ،;، ♥ « سبפآڼ آللھ ۆبפمڍھ » o « « سبפآڼ آللھ آلعظيم
    • تشكرين اختاه على هذا الموضوع عن الشهداء
      الشهداذ الذين ضحوا انفسهم في سبيل الله....ولاعلاء كلمة الله هي العليا واعلاء راية الاسلام
      الشهداء الذين يطيرون في الجنة مع الحمام ..............الله مااعظمها من صورة
      صورة ليست من الخيال ...حتى ولو تخيلناها لن نتوصل الى حقيقتها في البرزخ
      الحقيقة التي تعجز اللسان عن قولها والتي تخطئ العين من تصويرها في الخيال

      هنيءا لكم اخواني الشهداء الجنة والحور العين
    • اختي العزيزه العنود شكرا لك على المرور والتعقيب ..
      اختي العزيزه البلوشيه بارك الله فيك وللشهداء رحلة لا تنتهي ..

      نكمل رحلتنا مع الشهداء ..


      الشهيد محمود أحمد شاور




      بيان عن استشهاده





      الشهيد محمود سالم صيام
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الإستشهادي البطل محمود صيام
      الشهيــــــــــــــــــــــد المقدام أبا صهيب


      سنفهم الصخر إن لم يفهم البشـــــــــــــر أن رجال الفتح إذا هبوا حتما سننتصر .. نعم حتما سننتصر فلقد سقط الرهان المشبوه علـــــى أن سلاح الفتح قد سقط فكيف يسقط السلاح من أيدي شبان تربوا على عشق الكلاشنكوف وعلى تركيز حقدهم على العدو فهؤلاء ولدوا من رحم الفتح ورضعوا النضال والثورة في حليب أمهاتهم نعم إنهم أبناء الفتح أبناء العمار الياسر الجاسر الذين أقسموا على أن لا يعرف شارون وخنازيره طعم الراحة وأن لا يشعروا بطعم الأمن ولا الأمان وذلك لان كابوس استشهاديو كتائب شهداء الأقصى سيبقى يلاحقهم في كل مكان وفي كل زمان ...نعم فلتستمر الانتفاضة .. وليضرب استشهاديونا البواسل في كل شبر مغتصب من أرضنا الحنون الطاهرة فلسطين من النهر حتى البحر ، حتى يعرف أبطال المذابح والمجاز الذين هم الآن يقودون مسيرة السلام إنهم خنازير حكومة تل أبيب بأن أبناء الفتح باقون على عهد الثورة والثوار على عهد قائد هم أبا عمار على عهد الشهيد القائد أبا جهاد.
      .... فالعهـــــــــــــد هو العهــــــــــــد والقســــــــم هو القســــــــم ....
      نعم يا أبا جهاد فرجال الفتح لم ينسوا عهد الجهاد والاستشهاد فإنهم رجال لا يهابون المنون بل بالعكس لها عاشقون ،، انهم عاشقون للجهاد والاستشهاد في سبيل الله ودفاعا عن دينه . فمن بين هؤلاء الأشاوس خرج شهيدنا البطل
      محمــــــــــــــــــود سالم صيام (أبو صهيب ) هذا البطل الذي لبى نداء الله ونداء الوطن صارخا بدمه الطاهر إنه لجهاد جهاد نصر أو استشهاد .
      ولد شهيدنا المقدام بتاريخ 13/11/1982م في مدينة غزة وبالتحديد في منطقة شهداء النصر وسط عائلة مكافحة صابرة عانت وذاقت مر الاحتلال مثلما عاناه كل أبناء الشعب الفلسطيني الصامد .
      آمن الشهيد محمود بالله ثم بعدالة قضية شعبه ووطنه وآمن بحتمية النصر على المحتل الغاصب على أعداء الله والانسانية اليهود قتلة الأنبياء ،، وترعرع على حب الشهادة في سبيل الله ودفاعا عن تراب هذا الوطن المسلوب وفداء للشعب الذي مازال يعاني من بطش الآلة العسكرية الصهيونية أمام أعين العالم اجمع .
      منذ نعومة أظافره التحق في صفوف حركة فتح شبلا شجاعاً ونشيطاً وملتزما ً بمبادئ وأدبيات الثورة محباً لوطنه وأبناء شعبه جميعاً ولم يتعلم الحقد على أحد فكان حقده منصب على المحتلين الصهاينة ومن والاهم من الخونة والعملاء فهذه أدبيات حركة فتح والتي تعملها أبناء العاصفة جيلا بعد جيل .. عمل شهيدنا البطل في الإطار الطلابي لحركة فتح ( منظمة الشبيبة الفتحاوية ) في المدارس الإعدادية ومنسقا في المدارس الثانوية .. حيث أكل الشهيد تعليمه في شهداء مخيم الشاطئ الثانوية للبنين والتي تقع على أبواب مخيم الشاطئ القريب من بيت الشهيد محمود ،، وكذلك كان الشهيد محمود ناشطا في مجلس اتحاد الطلبة في جامعة القدس المفتوحة والتي كان يدرس بها حتى استشهاده .
      وعمل الشهيد ضمن قيادة شعبة الشهيد ( عادل أبو عيشة ) منذ عام 1999 م ، ومديرا لمكتب حركة فتح في منطقة شهداء النصر ،، وعمل الشهيد ضمن اللجان الأمنية والإعلامية منذ انطلاقة انتفاضة انتفاضة الأقصى المجيدة حيث كان في طليعة المناضلين مشاركة في كافة الفعاليات الوطنية والجماهيرية وأصيب خلال المواجهات .. وواصل الشهيد البطل لينضم بعد ذلك للقوات الضاربة كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتـــــــــــــــح وشارك الشهيد في العديد من العمليات الفدائية التي كان ينفذها أبطال الكتائب في فلسطين ولكن الشهيد أبى إلا أن يلقى ما يتمناه ألا وهو الشهادة في سبيل الله وذلك خلال تنفيذه عمليته الاستشهادية الجريئة .
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      ـــــــــــــــــــــــــــ
      تفاصيل العملية

      بتوفيق من الله ورعايته انطلق الشهيد محمود ابن مجموعة الاستشهادي المغوار أيمن سمير جودة الى هدفه المقصود وحسب ما خطط له من قيادة الكتائب وذلك في الساعة الثامنة وخمس دقائق من يوم الخميس الموافق 5/9/2002 لينفذ عمليته النوعية الجريئة حيث باغت مجموعة من سلاح الهندسة الصهيوني أثناء عملهم في الجدار الأمني المقام حول تجمع مستوطنات شمال غزة فيما يسمى مغتصبتي ايلي سيناي ونيسانيت وليشتبك الشهيد معهم لمدة تـــــــــزيد على الربع الساعة كان قد أمطر الشهيد فيها رصاصه الغاضب الذي وجهه على رؤوس الصهاينة بالإضافة إلى خمس قنابل يدوية (ميلز ) ضربها الشهيد على الهدف المذكور قبل بدئه الاشتباك ،، ومن ثم سقط شهيدنا البطل أبو صهيب وجسده يحتضن ثرى الوطن وروحه تعانق عنان السماء ،، وليعترف العدو بعد العملية مساء ذلك اليوم بأن نائب قائد وحدة قفعاتي ومساعده قد قتلا على الفور في هذه العملية الجريئة والتي اعترف العدو أيضا بوقوع عدد من الإصابات بين جنوده بعضها خطيرة وبعد يومين اعتــــــــــــــرف العدو الغاشم بأن أحد المصابين قد قتل وهو ضابط يسمى مالك برتبة ميجــــــــــــــــــــــور جنرال وهو من أهم قادة الصهاينة ،، وقد اكتفى العدو المنهزم بالاعتراف بهذه الخسائر فقط رغم أن الشهود والدلائل قد أثبتت أن خسائر العدو بالاراوح أكثر من ذلك بكثير ولكن العدو فضل أن يبقى الصدمة لهذه الحد .
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      فـــــــور تسلم الجانب الفلسطيني لجثمان الشهيد الطاهر الذي نقل لمستشفى الشفاء هب أسو د الكتائب إلى بيته ليزفوا لأهله الكرام خبر استشهاد البطل محمود وقوبل هذا الخبر بالزغاريد من والدته .. وتجمع أهالي حي النصر ومخيم الشاطئ وحي الشيخ رضوان ليذهبوا في مسيرة حاشدة إلى المستشفى ليزفوا الشهيد محمود إلى والدته ووالده الذين استقبلوا محمود استقبال العرسان .
      فهنيئا لك الجــــــــــــــنة يا أبا صهيب لقد نلت ما تمنيت
      وعهــــــــــــــــد لك ولكل الشهداء محمد القصير وأيمن جودة وبهاء سلطان ومحمد الصوص أن نستمر بالنضال حتى آخر شبر مغتصب من أرضنا فلسطين .
      المجد والخلود لشهدائنا الأبرار .. والشفاء العاجل لجرحانا البواسل .. والحرية لأسرانا أسرى الحرية .
      والخزي والعار للخونة العملاء المتخاذلين .
      وإنها لثورة حتى النصر.




      الشهيد جهاد العمارين" ابو رمزي "

      مؤسس كتائب الأقصى..جهاد حتى يتحقق الحلم


      "كان إذا مر على شبل صغير مسح على رأسه وقال له: اكبر بسرعة حتى تحمل السلاح وتقاوم.. نريد جيلا لا يعرف السلام ولا يجيد إلا لغة الحرب والبندقية".. إنه "جهاد العمارين" مؤسس كتائب الأقصى الذي لم يرهبه نصل السيف، ولا أغراه بريق الذهب، فترك منصبه الكبير في السلطة ليختار المقاومة، ويبعث حركة "فتح" من جديد.

      اسمي جهاد وأنا روح الجهاد

      كان قدر "جهاد" منذ مولده أن يحمل هذا الاسم ليكون خطه الذي لا يتخلى عنه، لم يضره أن جميع رفاقه ألقوا السلاح، ورفعوا غصن الزيتون، وغنوا لاتفاق أوسلو؛ لأن أغنيته الخاصة كانت "جهاد حتى الموت".

      ولد الشهيد "جهاد إسماعيل العمارين" بمدينة غزة عام 1956، كان يردد منذ أن نطق: "اسمي جهاد وأنا روح الجهاد". ما كاد الاحتلال الإسرائيلي يجتاح قطاع غزة في عام 1967م حتى خاض الصبي الواعد غمار المقاومة، فنظم مظاهرات الأطفال أمثاله، ليتعرض على إثرها للاعتقال عام 1970، ولينتمي لمنظمة التحرير الفلسطينية. ووصلت لمخابرات العدو اعترافات من آخرين أن الصبي العمارين ابن الـ14 عاما مسئول عن قتل العديد من عملائهم، ليتعرض للاعتقال ثانية ويُحرم من إكمال دراسته الثانوية حيث أدانته المخابرات عام 1973م بقتل 3 عملاء؛ ليقضي حكما بالسجن مدى الحياة.

      تعذيب وسجن وإبعاد ونسف.. لكن لا تراجع أبدا

      ولم يكتف جيش الاحتلال باعتقاله، بل نسفوا منزل والده ليعاقبوا جميع أفراد أسرته.

      قضى جهاد 15 عاما من سنوات شبابه في السجن قبل أن تقوم الجبهة الشعبية القيادة العامة "أحمد جبريل" بعقد صفقة لتحرير عدد من الأسرى في السجون الإسرائيلية مقابل جثة لأحد الجنود وذلك عام 1985، ليعود جهاد للحرية، لكن ليس للوطن؛ حيث تم ترحيله من السجن إلى سويسرا، ومنها إلى ليبيا، ليستقر به المقام في أقرب دولة لوطنه الحبيب "الأردن".

      وتروي زوجته "منى أبو عجوة" بعض الآلام التي تجرعها جهاد في الأردن وقالت: "تزوجنا عام 1985م، وأكرمنا الله بطفلتين، ولكن روح الجهاد في الرجل لم تهدأ، فشكل على البعد مجموعات مسلحة في الضفة والقطاع، وزودها بالأسلحة والمال لتمارس عملها في الأراضي الفلسطينية".

      ومن أهم العمليات التي نفذتها مجموعة الشهيد العمارين عملية حائط البراق في عام 1986م، حيث نجحت خلالها المجموعة التي دربها الشهيد على إلقاء مجموعة من القنابل اليدوية على الصهاينة أثناء تواجدهم خلف الحائط.

      وما إن علمت المخابرات الأردنية بدوره في العمليات, ونتيجة ضغوط إسرائيلية وأمريكية حتى اعتقلته لمدة 6 شهور، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية، تقول زوجته: "لم يضايقه تعرضه للعذاب داخل السجن بقدر ضيقه من أنه حُرم من مزاولة عمله ومقابله أفراد مجموعته عندما فرضت عليه الإقامة الجبرية، وحينها ساءت حالته النفسية، خاصة أن من يحول بينه وبين مقارعة اليهود هم عرب مثله؛ مما دعاه إلى مغادرة الأردن ليواصل عمله عبر مسافات ودول".

      إصرار بلا حدود .. الجهاد طريقي

      اتفق الشهيد مع أحد تجار القمح ليحمله إلى العراق عبر إحدى شاحنات نقل البضائع، ومن ثم رحل إلى تونس حيث قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ليواصل جهاده. لم يمنعه بعد المسافات عن الأراضي الفلسطينية من متابعة خلاياه العسكرية التي دربها وأرسلها إلى قطاع غزة لتنفذ عملياتها ضد مواقع العدو العسكرية.

      وفي عام 1990م اتفق مع 5 شبان من الضفة الغربية وقطاع غزة على أن يدربهم على استخدام السلاح في ليبيا، وبعد أن تأكد من حسن تدريبهم أعد خطته لإدخالهم إلى جمهورية مصر العربية ليجتاز معهم الحدود الدولية بين مصر وقطاع غزة، واستطاعت المجموعة أن تجتاز الحدود وتدخل إلى قطاع غزة.

      السجن أهون من الغربة

      ولكن يشاء الله أن تعتقل المخابرات المصرية "جهاد" لمدة 6 أشهر، حتى تم الإفراج عنه عبر إعفاء رئاسي نتيجة تحركات دبلوماسية بين الجانبين الفلسطيني والمصري، بشرط أن يتم ترحيله مباشرة إلى تونس.

      تتذكر زوجته: "ربما كان السجن في مصر أهون عليه من أن يعود إلى تونس من جديد، باعتبار أن مصر أقرب الدول إلى وطنه؛ وبالتالي يمكنه أن ينعم باستنشاق نسيم بلاده".

      عاد إلى تونس بحالة نفسية سيئة وهو يقول: "لقد كانت خطوات بسيطة وأيام قلائل تفصل بيني وبين الوطن وكنت سأحقق حلمي بالشهادة".

      داخل فتح ويعارض أوسلو!

      فوجئ العمارين فور عودته إلى تونس بأحاديث السلام والجلسات السرية التي تُعقد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وازدياد حجم المؤيدين المروجين له من الجانب الفلسطيني وتعالي أصوات تنحية السلاح ورفع غصن الزيتون.

      وعن هذا تضيف زوجة العمارين: "وبدأت خيوط العنكبوت تنسج حوله لتحوله من رجل عسكري مناضل إلى خاضع للإملاءات الإسرائيلية والأمريكية"، وازداد طلب العديد من القيادات الإسرائيلية عقد جلسات سرية معه في مكتب العقيد دحلان أو العقيد جبريل الرجوب في تونس، ولكنه رد عليهم بعناد وشموخ بقوله: "لن أجلس مع أعدائي، فاليهود لن يخضعوا يوما للسلام". وكان جهاد من أشد المعارضين لاتفاق أوسلو باعتباره مجحفا بحق شعبنا الفلسطيني، ويعترف بالكيان الإسرائيلي المزعوم على أرضنا الفلسطينية.

      ولشدة رفضه للاتفاق وما يمكن أن ينتج عنه من ضياع للحقوق الفلسطينية من وجهة نظره رفض تسريح مجموعاته العسكرية واستمر في تدريبها.

      رحلة العودة المريرة

      ومع بدء وصول بعض العائدين إلى أرض الوطن من أفراد السلطة الفلسطينية تم إدراج اسم العمارين ضمن هذه القوائم، ولكن ما إن وصل الحدود حتى فوجئ برفض المخابرات الصهيونية إدخاله، وحتى زوجته وأطفاله عوقبوا بالإبعاد والطرد رغم حصولهم على تصريح من السلطة الوطنية.

      استغل العمارين عودة عرفات إلى أرض الوطن بتاريخ 13-7-1994 وبرفقته عدد كبير من معاونيه وحراسه، والضمانات التي نص عليها اتفاق أوسلو بعدم تفتيش موكبه، ليلتحق بالموكب.. وفعلا نجح العمارين في اجتياز الحدود ليصل إلى مسقط رأسه ومحبوبته "غزة".

      ولكن ما إن علمت المخابرات الصهيونية بخبر قدومه إلى غزة حتى تجاهلت كل اتفاقيات السلام وأغلقت معبر رفح تماما، حتى يتم إعادة ترحيل العمارين.

      وبعد محاولات تنسيق على أعلى المستويات في السلطة الوطنية والمخابرات الإسرائيلية سُمح للعمارين بمغادرة الوطن بصحبة عضو الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي بعد مكوثه 3 أيام تنسم فيها هواء فلسطين وعبيرها.

      وتستمر رحلة الآلام لتحتجزه الحكومة المصرية لمدة أسبوعين حتى أبعدته ثانية إلى تونس، وتكمل زوجته: "وفي تونس لم يستطع البقاء فحنين الوطن أصبح كالبركان بداخله يصعب السيطرة عليه، فهاجر إلى ليبيا عائدا إلى الأردن عله يستطيع من خلالها أن ينسق مع أجهزة الأمن الفلسطينية للسماح له بالعودة إلى أرض الوطن، ولكن المملكة الأردنية رفضته واعتقلته".

      ولم يكد يمكث بالأردن سوى 3 أشهر حتى أبلغته الحكومة الأردنية بقرار ترحيله إلى الجزائر بعد أن رفضت تونس هي الأخرى استقباله.. وأخيرا وبقرار الرئيس عرفات بمنحه عضوية المجلس الوطني عام 1996م انتهت رحلة المعاناة واللجوء، لتطأ قدماه أرض الوطن من جديد.

      المناصب لا تنجح في إغوائه

      وعلى أرض الوطن بدأ الفصل قبل الأخير في حياة الشهيد العمارين؛ حيث انتهت مرحلة الغربة والنضال عن بُعد ليمارس الجهاد الذي سمي به، ليبدأ فصوله في محاربة الفساد.

      تقلد العمارين منصب مدير المباحث في الشرطة الفلسطينية في البداية، ثم حُوّل إلى دائرة المخدرات ليضرب بيد من حديد على رؤوس الفساد والعملاء من تجار المخدرات التي تسعى إسرائيل إلى إغراق قطاع غزة بها. ولشدة إيمانه بأن المذنب لا بد أن يُعاقب بغض النظر عن قوته المالية أو منصبه، ولأن يد الفساد لعبت دورها في عدم تنفيذ القانون ضد أحد كبار تجار المخدرات فقد آثر العمارين ترك العمل للعودة إلى حياة الجهاد.

      كتائب الأقصى.. البداية طريق بلا نهاية

      تولى بيديه –رغم سنه- أولى عمليات زرع عبوات ناسفة على الطريق الرئيسي لمستوطنة نتساريم بشرق مدينة غزة، وذلك في أبريل لعام 2000م، أي قبل اندلاع انتفاضة الأقصى بـ5 أشهر؛ وهو ما دفع السلطة إلى إدانة العملية وإصدار بيان تتهم فيه منفذي هذه العملية بأنهم مخربون وخارجون عن الصف الفلسطيني.

      وفي الثاني من شهر أغسطس 2000م تعرض العمارين لامتحان صعب بالاعتقال على يد أصدقائه من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

      وتضيف زوجته: "أرسلت له الشرطة الفلسطينية رسالة بخصوص عقد اجتماع معه، لكنه فوجئ بقرار اعتقاله وإيداعه السجن بتهمة معارضة قرارات حركة السلطة الوطنية".

      وأخيرا يتحقق الحلم

      وما إن اندلعت انتفاضة الأقصى وعادت روح المقاومة تدب من جديد في جميع عناصر الشعب الفلسطيني وأخمدت أصوات مروّجي أوسلو ودعاة السلام حتى وجد العمارين ضالته وأسس جناحا عسكريا لحركة فتح "كتائب شهداء الأقصى" رغم أنف العديد من الأصوات الرافضة للعودة للبندقية، مستعينا بأصدقائه القدامى في المهجر: "مروان زلوم"، و"رائد الكرمي"، مصمما على أن يسجل المزيد من الأمجاد لحركة فتح التي أحبها وعشقها والتي حملت لواء الثورة لا السلام المزعوم، وليدرج اسمه من جديد على قائمة المطلوبين.

      وتضيف زوجته: "كان حريصا على أن يسقي الشبان الذين يعملون معه كل خبرته الطويلة التي تعلمها في الغربة، وينشّئ الفتيان الصغار على حب المقاومة"، وتضيف ابنته الكبرى "كفاح" -16 عاما-: "وعدني أن يجهزني لعملية استشهادية لأصبح أول فتاة استشهادية في غزة، زرع فيّ حب الجهاد ونمّاه حتى عشقت الشهادة.. ولكنه سبقني".

      خطط "جهاد" لعمليات استشهادية وعسكرية نوعية ضد العدو الصهيوني في جميع أماكن تواجده على الأرض الفلسطينية، سواء في قطاع غزة أو الضفة أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، ليعلو نجم العقيد العمارين، وليعود إلى حياة المطاردة.. ولكن على أرض الوطن.

      وتكمل زوجته وهي تمسح دمعة تدحرجت على وجنتيها: "ولشدة حبه لمساعدة الآخرين وفتح فرص عمل لهم؛ أعطى سيارته الخاصة لأحد الشبان ليعمل سائقا عليها لعل الله يرزقه قوت عياله".

      وترجل الفارس في شموخ

      وتتابع زوجته واصفة آخر لحظاته: "رحمه الله.. أتى إلى المنزل على غير عادته في تمام الساعة الثامنة والربع ليطمئن علينا وكأنه أراد يودعنا، وخرج من المنزل مسرعا".

      وسكتت منى أبو عجوة برهة لتأخذ نفسا عميقا بعمق جراحها الغائرة القديمة الحديثة، لتكمل وبصوت متقطع: "ولكن يد الغدر والخيانة طالته لينفجر جسده إثر انفجار عبوة ناسفة وضعت أسفل المقعد المجاور لكرسي القيادة لسيارته الخاصة بتاريخ 4-7-2002، ليرتاح الشهيد ويحقق أمنيته التي طالما حلم بها وعمل من أجلها.. فهنيئا له الشهادة".


      ونكمل الرحله في وقت لاحق بإذن الله ..
      اللهم اجعلنا من الشهداء اللهم امين
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    • شكره لك أخي غيم على القصص الشهداء واتمنى لك التواصل دائما

      $$e
      ڳلمتآڼ خفﯾفتآڼ علێ آللسآڼ ♥ ،;، ┋פبﯾبتآڼ للرפمآڼ ♥ ،؛، ┋ثقيلتان في آلمﯾڗآڼ ♥ ،;، ♥ « سبפآڼ آللھ ۆبפمڍھ » o « « سبפآڼ آللھ آلعظيم
    • العنود شكرا لك مرة اخرى لهذا التواجد والحضور الرائع ..
      نكمل ..

      الشهيد القائد حسين عبيات

      بالدم نكتب تاريخ المستقبل
      كل الضغوط التي مورست لإخماد جذوة الانتفاضة، ذهبت أدراج رياحها العاتية. فالحصار لم يغير القرار بالاستمرار. ودماء الشهداء تتراكم لتعطي حصادا يليق بشعب التضحية والفداء. وأوسمة بطولة الجرحى وعذابات الأسرى وصبر أمهات الشهداء ترسم خارطة الوطن المقدس رغم انف الاحتلال والعدوان.

      هذا الموقف الشعبي البطولي هو الذي يفرض حالة التفوق الفلسطيني على الإسرائيلي في معادلة توازن الرعب توازن الخوف والجزع. ففي الوقت الذي يتمتع به العدو الصهيوني بتفوق صارخ في التوازن العسكري، توازن الأسلحة والذخائر. فان روح الشعب المعنوية التي صمدت خلال قرن كامل قد جذرت في نفوس الصهاينة هلعا يعصرهم بالخوف من الماضي والحاضر والمستقبل على حد سواء. وان عقدة المسادة التي تلاحقهم.. وعقدة الكارثة التي اخترعوها وخوفوا أنفسهم من خلالها هي التي تجعلهم يخرجون عن طورهم في محاولة كسر الخوف الكامن في نفوسهم. فالتصعيد البربري الذي مارسوه سابقا من خلال المجازر المتلاحقة تصل ذروتها عند استخدام سلاح الجو من اجل اغتيال الأفراد. هذا التصعيد هو أعلى درجة، من حيث النوع، يمكن ان يمارسها الجيش الإسرائيلي المدجج بالأسلحة الاميركية. في وقت تمارس فيه أميركا رعاية عملية سلام عادل؟! وشامل؟! ودائم؟؟ في المنطقة.

      الشهيد حسين عبيات المناضل الفتحوي العريق. الذي ترعرع في ظل الانتفاضة الاولى، وتخرج بكفائة عالية من جامعة الحركة الاسيرة، كان على جدول اعمال اللجنة الامنية الاسرائيلية المصغرة التي قررت اغتياله إلى جانب عدد من القيادات الميدانية. المتشبثة بمبدأ استمرار الانتفاضة وشموليتها. ولقد انقسمت اللجنة الامنية المصغرة على نفسها تجاه اسلوب القضاء على الانتفاضة. ففي الوقت الذي كان افرايم سنيه، وعوزي دايان يدفعان باتجاه شاروني بهدف وضع حد لعملية التسوية واعادة الاحتلال لمناطق السلطة والتنفيذ الحرفي المخطط لحقل الشوك، والصيف الحار والحديد الملتهب. وغيرها، كان موقف باراك وموفاز اكثر تحفظا، ويدعو إلى تنفيذ المخطط للوصول إلى الهدف في الوقت الذي يتم فيه التمسك اللفظي بعملية السلام. وهذا المخطط يقتضي الضرب بكل انواع الاسلحة لاهداف محددة تطال بشكل مباشر القادة الميدانين للانتفاضة. والمراكز الاساسية التنظيمية والتعبوية لحركة فتح ومسؤوليها كما اقرت استخدام الطائرات للقيام بعملية اغتيال الافراد معتمدين على المعلومات حول تحركات المطلوب اغتيالهم على شبكة عملائهم من ضحايا مرحلة التطبيع واصحاب المصالح الخاصة.

      للشهيد حسين عبيات ان يشعر بالفخار، اسوة بالاخ القائد الرمز ابو جهاد، الذي تحركت من اجل اغتياله الاساطيل والطائرات وتحت اشراف باراك نفسه الذي بنى امجاده على قدرته على ممارسة ارهاب الدولة المنظم. وذلك بهدف اخماد الانتفاضة الكبرى.. وكانت النتيجة عكس ما اراد فقد اعطى دم (ابو جهاد) الزكي للانتفاضة ذروة مجدها وعطائها. ولقد كان الشهيد حسين مقصودا لذاته.. مقصودا لان بطولته وعنفوان ارادته كانا يشكلان لهم خوفا ورعبا، ولكنهم لم يدركوا ان حسين قبل ان يودع الحياة قد نشر من عزيمته وعنفوانه ما يجعل ارض فلسطين مليئة بتلك الروح المعنوية المؤمنة بحتمية النصر، وبالاستعداد الدائم للتضحية. والتي تعرف كيف ستملي ارادتها في الزمان والمكان الملائمين. فلن يذهب هدرا دم الشهيد حسين أو دماء كل الشهداء التي تكتب اليوم سطور تاريخ المستقبل.

      وعندما اصطفى الله الشهيد حسين إلى جواره.. اصطفى من الامهات اللواتي قدمن من ابنائهن وفلذات اكبادهن لهذه الانتفاضة العظيمة ما يضمن استمرارها وشموليتها. فكانت الام الشهيدة رحمه جبران، والام الشهيدة عزيزه شاهين صفوة الله إلى عليين بصحبة الشهيد حسين عبيات، الذي استشهد قابضا على بندقيتة واصبعه على الزناد، انما هي مفخرة لشعبنا البطل. فالموكب الفلسطيني يتكامل في صورة هذا العطاء الذي لاينتهي الا بعودة القدس حرة عربية وعاصمة ابدية للدولة الفلسطينية المستقلة وتحقيق حق العودة.

      ***


      بسم الله الرحمن الرحيم
      الإستشهادي المغوار أيمن جودة

      الشهيد أيمن جودة أحب الأرض فأحبته وحضنته في ترابها الطاهر
      في حي الشيخ رضوان وفي عائلة بسيطة كانت تقطن بيتها الكائن في شارع الجلاء ترعرع شهيدنا ابن كتائب شهداء الأقصى الشهيد المجاهد أيمن سمير جودة
      هذا الشاب الذي كان يستعد للمواجهة وذلك مع اخوانه المجاهدين اللذين استعدوا للمواجهة الكبرى التي مازالوا يستعدون لها حتى هذه اللحظة ليلقنوا خنازير شارون الدرس الذي لن ينسوه ، لكن صبر شهيدنا لم يطل فذهب لمواجهة الأعداء ليحقق نصره على اختراق الأمن
      فقد نفذ الشهيد أيمن سمير جودة عملية استشهادية كانت حصيلتها حسب اعترافات العدو خلال يومين خمسة قتلى صهاينة وحسب شهود العيان فالضربة أكثر من ذلك ،لقد قام الشهيد أيمن بتنفيذ خطة محكمة أعدها رجل الكتائب الأول وذلك لإقتحام مجمع مكاتب حاجز الموت ( إيـــــــــرز ) وذلك ظهر يوم 20/4/2002
      الهدوء والبساطة التي عادة عرفها الناس في أيمن جعلت الجميع أن يستبعد أن يكون من مجاهدي الجناح العسكري لحركة فتح والذي يتميز أعضاءه بالسرية التامة ، وكان الشهيد محبوب من كل الناس والجيران ولأقارب وذلك لما كان يتميز من صفات جيدة حيث إنه كان من المداومين على الصلاة في مساجد الله
      الشهيد في آخر أيامـــــــــــه
      بن عم الشهيد وصديق عمره وزميله للعمل منذ 7 سنوات أمين جودة قال بأن أيمن قبل تنفيذه العملية بعدة أيام تغيب عن العمل وذلك على لسان أيمن بأنه له زميل يريد أن يتزوج وأيمن واقف بجانبه لمساعدته في الفرح وكان أيمن من أشد المتأثرين بالانتفاضة وذلك لاستشهاد عدد كبير من زملائه ومنهم الشهداء محمد أبو العون وسامي الترامسي وعدلى عبيد والطفل محمد الشريف
      كان أيمن ليلة خروجه للعملية يساعد رفاقه اللذين كانوا يقومون بتعبئة أكياس الرمل استعداداً لمواجهة الصهاينة وحين عبئ أيمن آخر كيس قل لهم وهو يضحك فرحاً هذا كيس الوداع يارفاق
      يوم إستشهاد أيمن 20/4/2002
      اخت الشهيد يوم استشهاده كانت الساعة السابعة والنصف صباحا ,فسألني عن والدي فأجبته بأنه خرج ,فهم بالخروج فسألته أين ستذهب فأجاب على عرس صديق لي فقلت له بان الوقت مبكرا ،فأحسست بأن هناك شيئا ما وألحيت ان أعرف أين سيذهب فكرر مرة أخرى لعرس صديق لي فقلت له أنى سأحكى لوالدى فأجاب اذا حكيتى لحدا مش حيحصل لك طيب
      والدته والتي لم تذرف ولا دمعة قالت الحمد لله ابني شهيد للوطن ولله وفداء للاقصى ،وعن يوم استشهاده قالت علمت نبأ استشهاده من التلفزيون وصباح ذلك اليوم أتى أيمن وقال لي ادعي لى يا أمي، فقلت له ربنا يرضى عليك ويوفقك ويسهل دربك ،الحمد لله استقبلت نبأ استشهاده بكل نور وحمد وشكر لله ولقد رأيته بعد ان استشهد بليلة واحدة وسألني كيف حالك يا أمي ؟ فأجبته الحمد لله فسألني اذا كنت نائمة فسألته ماذا تريد فقال لي "قومي وتوضئي وصلى الفجر "الحمد لله لم أبك ولن أبك ان شاء الله ورحمة الله عليه
      والد الشهيد سمير جودة والبالغ من العمر 46 عاما وله ولدان أحدهما الشهيد و أربع بنات يتحدث عن أيمن قائلا كان الشهيد مطيع جدا ومواظب على عمله وكان دائما يسمع كلامي دون مناقشة رحمه الله ، وعن كيفية تلقى خبر الاستشهاد قال : كنت أعمل على التاكسي عندها سمعت من أولاد أخي خبر استشهاد أيمن فعدت الى البيت مسرعا واستقبلت الناس بكل صدر رحب ، وعند سؤالنا والده بعد رحيل أيمن ماذا تذكر منه ، قال : أذكر أدبه وطيبته وحسن معاشرته ، وأذكر قبل أسبوعين عندما سألني هل الشخص المنتمي الى تنظيم عسكري يجب ان يشعر أهله أم لا ، وكان جوابي له "هو وضميره" !!.
      وعن شعور الوالد بعد رحيل الابن قال شعور حزين ومؤلم ولكن أنا والحمد لله مؤمن بالقدر وأيمن اختار طريقه وأنا لم أكن أستطيع منعه, الزمن كفيل بالنسيان والحمد لله لقد رفع رأسي بين الناس رحمه الله ، لم أزوجه فى الوقت المناسب بسبب الانتفاضة الحالية والظروف الصعبة على الجميع ,وهاهو اختار حور العين رحمه الله
      محمود أخ الشهيد والذي يدرس المرحلة الاعدادية قال كنت مغادرا من عزاء الشهيد هيثم أبو شوقة وعندما دخلت البيت وبدأت أخلع القميص كان هناك خبر عاجل على قناة الجزيرة بان عملية وقعت عند حاجز ايرز وان هناك شهيد ، ويضيف مع تنهيدة عندها نزلت الى أسفل و كان أفراد التنظيم حول بيتنا وأخبروني بان الشهيد هو أخي أيمن
      وهكذا هم رجالك يافتح يموتون واقفين وقوف أشجار الزيتون شامخين شموخ الجبال
      وطوبى لك ياأيمن يامن اقتحم عليهم مكاتب الذل والمهانة وتلقنهم درساً لن ينسوه
      والــــــــى جنات الخلد ياشهيدنا
      وانا على الدرب لسائرون
      ****


      ****
      نكمل رحلتنا مع الشهداء وان شاء الله تكون عن اطفال الحجاره ..
    • اخي الكريم البراق بارك الله فيك وجعلك خيرا للاسلام واهله ..
      اللهم امين يا رب العالمين ..
      اخوتي اخواتي اعتذر كثيرا لتأخري بإضافه شيء بالموضوع ولكن الان اعاني من فيروس قد احتل كمبيوتري ولا استطيع ان اكون بالانترنت دقائق الا وينطفي الجهاز فجأه وهكذا مع كل محاوله لدخولي الانترنت علما انني اكتب الان بدون انترنت يعني فتحت الصفحه وكتبته من دون اتصال وما كان مني الا ان افعل ذلك للاعتذار وارساله للساحه ،، حتى خروج من الساحه لا استطيع شاكره لكم تفهمكم للوضع وان شاء الله باقرب وقت اكمل الموضوع والسلام عليكم ..
    • الشهيد Re

      الأخت غيم أنا بعطيك حل للفيروس وهذي الطريقه ناجحه 100% وهي أن تدخلي موقع omantel وبعد ما تفتح الصفحة تطلعلك صفحه غيرها مباشرة وبعدها تختارين الويندوز اللي انتي فبه , مثلا اذا Windows XP تختارينه لأنه هناك عدة اختيارات

      أضغط هنا من فضلك

      شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا
    • أشكرك جزيل الشكر اخي الكريم البراق مرة اخرى جعلك خيرا للإسلام واهله ..

      نكمل الموضوع وكما وعدتكم سابقا انني سأتحدث عن رحلتي القادمه مع اطفال الحجاره ..


      الطفل فارس عوده
      بثت وكالات الأنباء صورة الطفل فارس عودة وهو يتصدى بحجارته الصغيرة لدبابة إسرائيلية.
      لقد أثارت هذه الصورة المجتمع الدولي وتصدرت صفحات الصحف والمجلات العالمية.
      وفي الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري استشهد الطفل فارس عودة بهدوء ليروي بدمه الطاهر تراب وطنه فلسطين.
      وكالات الأنباء هذه المرة لم تتذكر صورة طفل يقاوم دبابة بحجر..
      بل ذكرته اسما لطفل يضاف الى قائمة شهداء فلسطين.
      تقول والدة الشهيد الطفل فارس عودة:
      - ظللت فترة طويلة بعد استشهاده اذهب الى مدرسته .. احمل حقيبته معي علني أجده بين زملائه ولكن ..!
      وتضيف:كنت الاحق طفلي الشهيد أثناء مشاركته في المواجهات ..لكنه كان يفر نحو الوطن ..فيقتحم خطوط المواجهات وسط النيران والدبابات حتى سقط شهيدا..
      سلاما عليك ايها الشهيد البطل..
      سلاما عليك وانت تقر عينا مع النبيين والصديقين والشهداء..
      سلاما عليك وانت تنتزع استقلال فلسطين باظافرك الصغيرة..
      سلاما عليك وانت تنزع الخوف من قلوبنا نحن الكبار..
      وسلاما عليك يوم ولدت..ويوم استشهدت..ويوم تبعث طفلا فلسطينيا!!

      وظل مكانه على مائدة الإفطار خاليا

      غزة – منير أبو رزق

      على مائدة الإفطار جلس عيسى ابن الخامسة تاركا بينه وبين والدته مقعدا فارغا مزينا بإكليل من الورد تتوسطه صورة الشهيد فارس عودة ابن الرابعة عشرة.
      وكانت العائلة المكونة من ستة أفراد تنتظر مدفع الإفطار وهي تمعن النظر باتجاه مقعد فارس كانوا جميعا يعقدون انه جالس معهم على مائدة الإفطار بينما كان عيسى وهو أصغرهم يدرك عكس ذلك وإلا لكان ملأ الدنيا ضحكا وضجيجا بمداعبات فارس.

      كانت أنغام عودة والدة فارس والملقبة "بأم السعيد" تكابر أما أولادها فتخبئ دمعا في عينين ذابلتين وألما في قلب كسير وتطلب من طفلها عيسى ترديد أغنية فارس المفضلة التي طالما ردداها معا.

      " لو كسروا عظامي مش خايف لو هدوا البيت مش خايف " كان عيسى يردد أنشودة فارس بطلاقة لا تتناسب مع صغر سنه وان عجز لسانه بفعل الدموع التي كادت تخنقه في إكمال الأنشودة حتى نهايتها.

      تلك الأنشودة غناها فارس وهو يمارس هوايته المحببة في الدبكة الشعبية أمام طلبة المدرسة قبل استشهاده بساعة واحدة ثم جسدها بدمه عندما وقف تلك الوقفة التي أذهلت العالم على بعد أمتار معدودة من الدبابة الإسرائيلية غير عابئ بحمم نيرانها .

      كان فارس طفلا عاديا يحب السبانغ ولحم الحبش يعشق الدبكة الشعبية ودروس الرياضة والدين الى أن استشهد ابن خالته "شادي" برصاص الاحتلال على معبر المنطار.فعندها تحولت حياته الى حزن يلفه حنين الى لقاء من فقده تقول والدته "قبل يوم من استشهاده شهدت صورته في التلفزيون وهو يقفل أمام الدبابة وطلبت منه ألا يكرر ذلك وإلا تعرض لضرب والده وقطع مصروف المدرسة عنه .

      ولأن فارس لا يستطيع بحكم تربيته الكذب على والدته فقد قال أن ابن خالته الشهيد شادي أتاه في الحلم وطلب منه الانتقام وهو نفس الحلم الذي أتى والدته في إحدى الليالي عندما خرج إليها الشهيد شادي في المنام وطلب منها أن تسمح لفارس بالذهاب الى معبر المنطار .

      وعن ذلك تقول أم السعيد "لم أكن خرجت بعد من صدمة فقداني ابن أختي الشهيد "شادي" ولذلك كنت أتوسل له ألا يذهب الى المنطار وأحيانا كثيرة كنت الحق به الى هناك وأعيده الى المنزل".
      وصباح الخميس الموافق التاسع من تشرين الثاني أعيد فارس الى والدته شهيدا برصاصة من نوع 500 قطعت معظم شرايينه وأوردة رقبته.

      ففي ذلك الصباح خرج فارس مبكرا من منزله يحمل بيده يحمل مقلاعا بعد أن جهز لنفسه إكليلا من الزهور زينه بصورته وبعبارة خطها بيده " الشهيد البطل فارس عودة " .

      يقول صديقة رامي بكر كنت انتظره ككل صباح للذهاب الى المدرسة فكان على غير عادته معطرا يحمل إكليلا من الورد أخذه من بيت عزاء ابن خالته الشهيد شادي وقال لي ساعدني لكي اعلق الإكليل على باب المنزل .

      في معبر المنطار يقول رامي أن فارس كان يتعمد تحدي الدبابة والاقتراب منها وأحيانا كان يقوم بممارسة هوايته في الدبكة الشعبية على بعد امتاز قليلة منها.وعندما سألناه لماذا يفعل ذلك كان يجيب بأغنية " لو كسروا عظامي مش خايف ولو هدوا البيت مش خايف ".

      ترجل الفارس بعد أن سجل للتاريخ صورة طفل تحدى بعظامه ولحمه الطري دبابة ترجل الفارس ولا تزال الصورة تنطلق بأشياء وأشياء دم وعظام تقفز من أسرتها ومن بين ألعابها لتقاوم دبابة ترجل فارس وظل عيسى يردد من بعده بجانب مقعده الفارغ على مائدة رمضان " لو كسروا عظامي مش خايف.. ولو هدوا البيت مش خايف ".


      *****



      قصة استشهاده فاقت قصة استشهاد محمد الدرة قسوة لو أنها وثقت بكاميرات التصوير
      الجندي وضع قدمه على عنقه وأطلق النار على رأسه بعد إصابته بجروح في قدمه
      إن الله سبحانه يختار أحباءه ويذكرهم بالاسم المجرد في كتابه العزيز ويطهرهم ويزكيهم ويهبهم منزلة عالية يغبطهم عليها الصديقون والأنبياء والأولياء لأنهم الشهداء الأبرار الذين اختاروا الجهاد للذود عن حياض المسلمين و تركوا الدنيا مسرعين لقاء الله ، وكذلك كان الشهيد البطل أحمد علي حسن القواسمي من مدينة الخليل فقد استقبل اليوم الذي استشهد فيه بقراءة سورة الكهف في ليلة الجمعة ، فأعجب به المصلون ممن احتشدوا تلك الليلة ، كان صوته رخيما جميلا أتقن التلاوة كل الإتقان ، حيث ارتقى إلى العلا صائما مصليا قارئا لكتاب الله عز وجل .


      بطاقة تعريف

      ولد الشهيد أحمد علي حسن القواسمي في مدينة الخليل بتاريخ 1/12/1985،و ينتسب الشهيد القواسمي إلى عائلة مجاهدة. له من الأخوة 9 أشقاء وخمسة أخوات ترتيبه بينهم الثالث عشر . يسكن منطقة فرش الهوى غرب الخليل .. التحق بمدرسة الملك خالد الأساسية في مدينة الخليل وهو من طلاب الصف التاسع الأساسي وهو من الطلبة المجتهدين.. وقد شهد له الطلبة والمدرسون له بالاجتهاد والهدوء والأخلاق الحميدة. حصل على معدل بتقدير جيد جدا..

      نبوغ مبكر

      ويروي حسن القواسمي شقيق الشهيد لنا فصولا من حياة شقيقه الشهيد : كان دؤوبا نبيها جميل الخلقة و الأخلاق. لم يلاحظ أحد من أهله أنه قد يلتحق بقافلة الشهداء لشدة هدوءه وحبه لمدرسته وحبه لعمله الذي كان يلتحق به بعد الدوام المدرسي أو أيام العطل .

      و كثيرا ما كان يغبط الشهداء وكان كلما رأى شهيدا يتمنى لو كان رفيقا له ، و كان يشارك في المسيرات السلمية و تأثر كثيرا لمشهد مقتل الطفل محمد الدرة وكان يحرص دائما على رؤية الشهداء والمشاركة في جنائزهم .

      وقال شقيقه زياد بأنه لم يتوقع أحد أن يستشهد لبعد منطقة السكن عن مناطق التماس ، وأضاف شقيقه أن أحمد كان بريئا لا يعرف القتل إلا من خلال ما شاهده من أحداث انتفاضة الأقصى على شاشة التلفاز .

      قصة استشهاده

      يوم الجمعة 8/12/2000 شارك الشهيد أحمد في مسيرة نظمتها القوى الوطنية والإسلامية في مدينة الخليل انطلقت من مسجد الحرس في منطقة رأس الجورة شمال المدينة وقد سار الشهيد أحمد في أجواء لم تشهد أي احتكاكات أو مواجهات ، ولما انتهت المسيرة ذهب الشهيد أحمد لمشاهدة مقام الشهيد حمزة أبو اشخيدم الذي سقط في حارة الشيخ ، وحسب أقوال شقيقه فقد أصيب أحمد برصاصة في قدمه كما روى له شهود عيان تواجدوا في المنطقة. فاستنجد الشهيد بالمواطنين لإسعافه وقد سمع صوته وهو يطلب الإسعاف وينادي على أمه . بعدها حضر إلى مكان وجود الشهيد جندي صهيوني ،فقام بوضع قدمه على عنق الشهيد وأطلق رصاصة على مقدمة رأسه وتركه ينزف وولى هاربا إلى موقعه العسكري القريب من منطقة الحادث كما أفاد شهود عيان … و قام مواطن فلسطيني شاهد على عملية القتل بنقل الفتى القواسمي إلى منطقة قريبة من أحد الشوارع لنقله إلى المستشفى فاعترضه جندي صهيوني وحاول منعه من إسعافه إلا أنه تراجع أمام إصرار المواطن ونزيف الدماء من رأس الطفل القواسمي .وقد نقل إلى مستشفى الأهلي وهو يعاني من حالة موت سريري حيث استشهد .

      براءة مستهدفة

      حسن القواسمي شقيق الشهيد قال إن جنود الاحتلال استهدفوا شقيقه وقصدوا قتله..حيث أوقف جندي صهيوني شقيقه حجازي (16) عاما وقال له هل أنت شقيق الطفل الذي أصيب فأجابه حجازي نعم ، فقام الجندي بإطلاق سراحه ، وتساءل حسن كيف عرف الجندي أن حجازي شقيق أحمد وكيف عرف اسم الشهيد أحمد بعد لحظات من إطلاق النار عليه علما بأننا لا نسكن في مناطق التماس وأحمد لم يكن وجها مألوفا لدى الجنود .

      وسام شرف

      عائلة الشهيد أحمد دخلت في معاناة مريرة منذ بداية الانتفاضة الكبرى و حتى الآن… فقد قام الاحتلال باعتقال أربعة من أبناء العائلة ، حسن تم توقيفه وحقق معه لمدة (18) يوما ، وزياد اعتقل أيضا ومكث في التحقيق لمدة 5 أشهر حكم عليه بالسجن بعدها لمدة سنتين ونصف ، أما حسين الذي يبلغ من العمر 26 عاما فله قصة أخرى ، فقد قام الاحتلال باعتقاله مع شقيقه حسام 28 عاما في يوم واحد . وقد حكمت سلطات الاحتلال عليه بالسجن الفعلي لمدة 9 سنوات وسبعة أشهر، وقد أمضى حسين من تلك الفترة سبع سنوات حيث دخل السجن وعمر طفله الصغير 6 أشهر وهو الآن في الصف الأول، وقد أصيب حسين برصاصة دمدم في مجزرة الأقصى و لا زالت شظاياها موجودة في جسمه حتى الآن حيث يعاني من حالات التهاب حادة في فصل الشتاء تجعله يلجأ للعصي ليتمكن من السير…. كما حكم الاحتلال على حسام بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف أمضى منها ست سنوات وتبقى له منها سنة ونصف بعد أن أمضى سبعين يوما في التحقيق. ويعاني من شلل في يده اليمنى بنسبة 50 % جراء إصابته برصاصة في أحداث الانتفاضة الكبرى وقد تسببت الإصابة بشلل كلي في العصب وهو أب لطفلتين …. والشقيقان الآن في معتقل نفحة الصهيوني .

      وقد وجهت لهما سلطات الاحتلال أثناء فترة التحقيق عدة تهم منها الانتماء لحركة حماس والقيام بأعمال عسكرية ضد دولة الكيان ، و منعت سلطات الاحتلال والديهما من زيارتهما منذ ستة أشهر ،ويعاني والدهما السيد علي القواسمي من ضعف شديد في الرؤية ويعمل في جمعية المكفوفين العربية .

      ******
      وائل عماد .. طفل واجه الفولاذ بحجر .. واستشهد وفي قبضته حجر

      في هذه الارض للاطفال كما للكبار حكايات وبطولات ترددها وترويها من بعدهم حناجر والسنة اصدقائهم وزملائهم وجيرانهم الغار والكبار أيضاً والكبار ابطال صغار اجبروا بارادتهم وصدورهم العارية وحجارتهم ومقاليعهم وزجاجاتهم الحارقة عدسات التلفزة على نقل صورهم ومآثر بطولاتهم في ساحات المواجهة.

      تلاميذ تركوا يراعاتهم وكراريسهم ومقاعدهم الدراسية والتحقوا بأكاديمية الانتفاضة وسرعان ما تخرجوا منها جنرالات تملأ اكتافهم النجوم وصدورهم النياشين، ابطال اختصروا المسافة واختزلوا الطريق إلى غدهم أو يومهم المشرق فصاروا ضمير شعب وعنوان امة، كم هي طويلة تلك المسافة بين لحظة الميلاد ولحظة الاستشهاد حين يمتشق الطفل حجراً ويصحو على ايقاع حجر، الفتى وائل محمد عماد ليس استثناء من هؤلاء الفتيان الشجعان الابابيل بل لعله اكثرهم معرفة بأسرار الحجر، الم يستشهد وائل وفي قبضته حجر؟ قالوا ان وائل كان يحب الشهادة وكان دائم الحديث عنها لزملائه وقالوا ان وائل كان يحلم برفع علم وطنه فلسطين على موقع عسكري قرب بيت حانون وقالوا أيضاً ان وائل كان قبل ساعتين من استشهاده على مقعد الدراسة وسط زملائه في مدرسة جباليا مشغولاً بوضع خطة لاقتناص جندي اسرائيلي بحجر ولذلك تهلل وجهه الاسمر البريء بابتسامة عذبة عندما سمع صوت هتافات وصيحات زملائه تدنو من سور مدرسته ايذاناً بفك أسره من قبضة جدوله المدرسي- فانتفض من مقعده غير مكترث بنظرات مدرسيه انطلق مثل سهم إلى بيته وقبل ان يزيح حقيبته عن كتفيه الصغيرين تحسس جيوبه لعله يجد فيها شيقلاً واحداً يستقل به سيارة إلى بيت حانون ولكن هيهات وسرعان ما وجد الحل بامكانه ان يحل مشكلته بشيقلين يستدينهما من جاره يسكت باحدهما معدته وبالآخر يستقل سيارة إلى بيت حانون وكان له ما اراد فجاره لن يبخل عليه خاصة وانه يعرف انه سيمضي إلى هناك إلى ساحة المواجهة ومقارعة غطرسة الاحتلال.

      عبق رائحة الجوافة يملأ السوق شدته الرائحة الشذية فاستدار للحظات اعطى البائع شيقلاً واخذ كيساً علقه باصبعه ومضى إلى موقف السيارات كان عجلاً ونزقاً بكل النز الذي يحمله طفل في الرابعة عشرة قطع الجوافة تمضي في جوفه قضمة بعد أخرى وعجلات السيارة تنهب الطريق باتجاه المعبر الشمالي وما هي الا لحظات حتى كان هناك في قلب المواجهة، حجر بعد حجر ويتقزم المحتل، حجر بعد حجر ويكبر الوطن، حجر بعد حجر ويرحل المحتل، وفجأة تراخت الذراع ولم تعد قادرة على قذف الحجر، شعر وكأن الارض انخسفت من تحته وضع يده على جبهته ليوقف نافورة الدم الساخن ولكن هيهات فقد اخترقت الرصاصة الجبهة ومرت من مؤخرة الرأس مدمرة في طريقها كل مراكز اعصابه وحسه، شد قبضته بكل قوة إلى صدره، وقبل ان يسقط جثة على ارض التل الذي احبه كان زملاؤه قد التقفوه سقط وائل وما سقط الحجر أما روحه فقد كانت تحوم حول قبة الأقصى ترفرف بجناحيها الصغيرين حرة طليقة وترتفع إلى بارئها لتستريح في جنة الخلد بعد عناء دام اربعة عشر عاماً امطر خلالها شياطين الاحتلال وجنوده.. بكل الحقد الذي يجعل يد طفل تواجه دبابة بحجر.

      وللحديث بقيه ..
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    • نكمل ..

      إبراهيم أبو مور ( 8 ) سنوات ..


      وليد مشهور ( 11 سنه )

      سمر دويدار

      وجهه.. وجه طفل فلسطيني مثل مئات الأطفال الفلسطينيين الذين نشاهدهم يوميًّا على شاشات التليفزيون في نشرات الأخبار، لكن هذا الوجه بهذه الملامح البريئة والتي تتبدل إلى ملامح قوة بمجرد البدء في الحديث عن الوطن وهذه الأيدي الصغيرة الرقيقة التي لا تعرف الخوف.. هي حقيقة أراها أمامي الآن وليست على شاشة التليفزيون أو في صورة بجريدة، بل طفل حقيقي من قلب الوطن الجريح، ورؤية هذا الطفل الجميل تملؤني قوة وغضبًا وأملاً...

      وليد..يحكي لنا

      فهذا الوجه وهذه الأيدي هي للطفل الفلسطيني الجريح « وليد مشهور » ذو الأحد عشر عامًا، والذي يرقد في مستشفى بالقاهرة للعلاج هو وآخرون من الجرحى الفلسطينيين.. عندما دخلت غرفته داخل المستشفى كان قد انتهى الأطباء حالاً من فك عدد كبير من الغرز في بطنه مكان إصابته، وعلى الرغم من صغر سنه وحداثة عهده بالنضال، إلا أنه بدا لي شابًّا قويًّا وسيمًا يحاول أن يخفف عني الألم البادي على ملامحي، رغم ابتسامة أحاول أن أخفي بها هذا الألم، وأصرَّ "وليد" على الحديث وألا أتركه ليستريح..

      « يوم إصابتي كان إضرابًا، فلم نذهب للمدرسة في ذلك اليوم.. وكنت وشباب آخرون نعلق أعلام فلسطين على الحدود بينا وبين سيناء ، وكان الجنود الإسرائيليون مختبئين، ثم ضربوا علينا الرصاص دون أن نشعر، وأصبت أول ما نزلت بعدما علَّقت العلم.. هذه هي المرة الثانية التي أرمي فيها حجارة وأحاول تعليق العلم، عندما أعود إلى "رفح" سأرمي الحجارة مرة أخرى وسأرفع العلم ولن أستسلم... أنا لا أنتظر مساعدة من أحد لتحرير فلسطين.. بلادنا يجب أن نرجعها بكدِّنا وتعبنا..» .

      هذه هي كلمات الطفل الفلسطيني الجريح "وليد مشهور" التي عبَّر بها عن إحساسه، وتلك هي روايته لما حدث له في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الأسبوع الماضي، وقبل أن يتم نقله للقاهرة للعلاج بها.

      « وليد مشهور» يبلغ من العمر 11 عامًا. طالب متفوق في الصف السادس الابتدائي، وكان الأول على مدرسته عام 1999م، وقد أصيب إصابة بالغة في البطن برصاص الاحتلال بعد أن نجح في رفع علم فلسطين على الأسلاك الشائكة على الحدود المصرية الفلسطينية في "رفح".



      صغار ..ولكن تاريخ في النضال

      وقد كان مع « وليد » طفل آخر يحاول رفع العلم ويرشق جنود الاحتلال بالحجارة هو « إبراهيم أبو مور » 8.5 سنوات في الصف الثالث الابتدائي. أصيب إبراهيم أيضًا في ذلك اليوم إصابة بالغة تحت عينه اليسرى، وبالرغم من صغر سنه إلا أنها لم تكن المرة الأولى التي يخرج فيها الطفل إبراهيم لمواجهة المحتل، لقد شارك في عدة مسيرات ومظاهرات سلمية وفي مواجهات المسجد الأقصى. وبسؤاله عمّا حدث، جاء صوته خافتًا متألمًا من جراحه، أما كلماته فكانت على بساطتها مشرقة تبث القوة فيمن يسمعها وتحثه على الفعل الجاد لتحرير فلسطين: « كنت بزت (أضرب) على اليهود حجارة، وكان هناك يهودي يقف بعيدًا عني، وقنص عليّ بالقناصة، طخني (وأصابني) تحت العين، كنت عند السلك في « رفح » مع « وليد » وأصبنا سوا (معًا)، وملحقتش (لم أستطع) أعلق العلم؛ لأني كنت بزت (أضرب) عليهم الحجارة.. لما أرجع راح أضربهم مرة ثانية بالحجارة حتى يرحلوا عن بلادنا فلسطين ».

      في المستشفي: الزي المدرسي ..الورود..الهدايا

      سرير « وليد » وسرير « إبراهيم » عليهما عدد كبير جدَّا من الدمى والهدايا البسيطة الجميلة والورود التي تملأ المكان بهجة، الزوار عددهم لا نهائيَّ وهم لا ينقطعون صباح مساء. عند باب المستشفى مواطن مصري عادي طلبت منه ابنته ذات الستة عشرعامًا أن تذهب؛ لتتبرع بالدم من أجل إخوانها في فلسطين، وبسبب إقامتهم خارج القاهرة فقد أخذ الأب إجازة من عمله ليستطيع أن يصطحب ابنته لتتبرع بالدم.

      أطفال بالزي المدرسي من مراحل تعليمية مختلفة من الابتدائي والإعدادي والثانوي من مدارس خاصة ومدارس عامة، يجمعهم الشعور بأن العدوان على أطفال فلسطين هو عدوان عليهم، وأن هذا الظلم لا بد من إيقافه ومواجهته.

      دعوة لم يتخلف عنها أحد

      « هبة » هي طالبة بالصف الثاني الإعدادي (14 عام)، أتت مع فصلها المكون من 31 طالبًا وطالبة بعد أن اقترح عليهم مدرس اللغة الإنجليزية زيارة جرحى فلسطين، فقالت: « إن أحدًا لم يتخلَّف عن هذه الدعوة، وأنه بالأمس قد جاء فصل من نفس المدرسة وهو الصف الثالث الإعدادي وفي يد كل منهم زهرة؛ ليقدموها إلى هؤلاء الجرحى ويدعون لهم بالسلامة، وأضافت زميلة لها "أن الظلم لا بد له من نهاية ».

      هذه البراعم بهذا الألم الذي تراه في عيونهم وهذا الحماس والصدق في كلامهم أعطاني أملاً في غد أفضل… شباب وشابات من الجامعة أيضًا لا ينقطعون عن الزيارة يتحدثون مع الجرحى للتخفيف عنهم، وليشعروهم بأن قاربًا واحدًا يجمعهم في تلك المحنة.. حتى ربات البيوت رأيتهم هناك يتبرعن بالدم ويرغبن في مشاركة الجرحى آلامهم حتى لا يشعروا بأنهم وحدهم في تلك المحنة "؛ وذلك لأن قضيتنا واحدة".. الجميع يتبرعون بالدم ويدخلون لمؤازة الجرحى..

      بقيت في المستشفى لمدة 3 ساعات لم تتوقف الزيارات ولم يتوقف التبرع بالدم.. والأحاديث لا تنتهي عن العدو الصهيوني الغاشم وعن السبيل للخلاص من الاحتلال، وشباب يملؤه الوعي فليس ممن رأيتهم هناك ممثلون لأحزاب أو ما شابه، بل هم أبناء مصر الذين لا يقبلون الظلم ولن يسكتوا عنه..

      حالتهم الصحية

      وبسؤال الدكتور « أحمد هاني » داخل معهد ناصر بالقاهرة- وهو الطبيب المشرف على علاج الجرحى الفلسطينيين - عن إصابة وليد وإبراهيم، فأجاب بأن طاقمًا طبيًّا مكون من 18 طبيبًا مصريًّا من مختلف التخصصات كان قد سافر إلى غزة في بداية أحداث العنف الأخيرة مع وزير الصحة المصري الدكتور « إسماعيل سلام »؛ وذلك لتقديم الإسعافات الأولية وإجراء ما يمكن من عمليات أو أي خدمات طبية ممكنة، وبالفعل فإن « إبراهيم » و « وليد » قد تم فحصهم وإجراء الإسعافات الأولية لهم داخل الأراضي المحتلة.

      وعند وصول « وليد مشهور » مصر كانت إصابته عبارة عن طلق ناري في البطن، أدى إلى تهتك في جزء من الأمعاء الدقيقة، وقد تم التدخل الجراحي لإزالة الجزء المتهتك وإعادة توصيل الأمعاء مرة أخرى، وإن الحالة مستقرة ولكن لا بد من وجوده بالمستشفى لمتابعة الحالة والتأكد من تمام الشفاء..


      اللهم نصرك الذي وعدت ..
      نكمل ان شاء الله لاحقا ..
    • شكرا لك اختي العزيزه انسه نكته ..

      نكمل
      إيمـــــــــــــان


      لم تفرق براثن خنازير السفاح شارون بين طفولة الرضيعة ايمان حجو والرغبة الجارفة في التوسع الاستيطاني ، فلم يشفع الجسد النحيل للطفلة لدي المعتدين الذين واصلوا القصف الوحشي لمخيم خان يونس بقطاع غزة واستهدفت مدافعهم مدارس الاطفال .



      هل تستطيع ايدي الاطباء ان تواري جرائم النازيين الجدد الذين استحلوا دماء الفلسطينيين العزل وراحوا يرتكبون ابشع الجرائم ضد الانسانية ، فلن تستطيع تلك الايادي ان تخفي عن العالم مافعله المجرمون الصهاينة بالطفلة ايمان حجو.



      سيسطر التاريخ يوم استشهاد الرضيعة ايمان حجو كرمز للضريبة التي تدفعها الشعوب المحتلة بدمائها لكي تروي شجرة الحرية المنشودة .



      ايمان وهي تودع الدنيا بعد ان اغتالتها ايدي مجرمي السفاح شارون ، تجعل الحروف عاجزة عن ايجاد التعبير الذي يمكن ان يصف ماتراه العين ، ولايضع امامك سوي ان تردد قول الحق سبحانه "ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون "



      ما اصعب لحظة تمر علي الاب العاجز وهو يودع فلذة كبده التي اغتالت برائتها اظافر الغدر والخيانة الصهيونية ، فوالد الطفلة ايمان لم يحس بعجز قدميه في هذه اللحظة بقدر ما قهره عجزه عن الثأر لابنته



      جسد الطفلة الرضيعة ايمان حجو يشهد علي مدي القسوة والوحشية التي تتعامل بها قوات الاحتلال الاسرائيلي مع المدنيين الفلسطينين العزل من السلاح



      اثار الاعتداء الاسرائيلي الوحشي يظهر علي جسد الرضيعة ايمان حجو التي راحت ضحية القصف الوحشي لقوات الاحتلال في خان يونس بقطاع غزة، فهل تكون هذه الصورة رسالة مهداة الي ضمير العالم الغائب لكي يستيقظ من غفوته ؟!!

      فحسبنا الله ونعم الوكيل
      نور يقومون بقتله بهذه الطريقه !!!!!!!!
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

      عدنا والعود أحمد ،، أتمنى أن اكون وفقت في إختيار هذا الموضوع وأعتذر جدا لانقطاعي المفاجىء وهاأنا أحاول اكمال راجية من ربي العلي القدير أن لا أنقطع مرة أخرى ..
      نكمـــــــل رحلتنا مع الشهداء بإذن الله ..





      الشهيد القائد مقلد حميد حميد القائد لسرايا القدس في قطاع غزة..

      مسيرة جهاد ... حتى الشهادة



      الشهيد القائد المجاهد/ مقلد حميد سلامة حميد (أبا حمزة)

      القائد العام لسرايا القدس في قطاع غزة

      (استشهد مساء يوم الخميس، الأول من ذي القعدة 1424 هـ، الموافق 25/12/2003م)



      الميلاد والنشأة
       ولد الشهيد المجاهد: "مقلد حميد" في العام 1967م.

       درس الشهيد المجاهد في مدارس وكالة الغوث للاجئين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

       أنهى الشهيد تعليمة الثانوي في مدرسة الفالوجا الثانوية.

       حصل الشهيد على دبلوم صناعي في وكالة الغوث.

       تربى الشهيد في أسرة فلسطينية محافظة، تعود أصولها إلى قرية "برير" الواقعة شمال شرقي قطاع غزة، حيث هاجرت الأسرة عام 1948م، ليستقر بها المقام في مخيم جباليا للاجئين.

       ترك الشهيد خلفه أسرة مكونة من زوجته الصابرة والمحتسبة وأولاده الستة أكبرهم حمزة (15 عاماً)، إسماعيل (14 عاماً)، محمد (12 عاماً)، وثلاثة من البنات أصغرهن أربع سنوات.



      مشواره الجهادي

       منذ تفتحت عيناه على الحياة رأى الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر شعبه وأمته فانخرط في العمل الوطني مقاوماً للاحتلال ورافضاً لوجوده واستمراره، فكان اعتقاله الأول من قِبل قوات الاحتلال الصهيوني بتهمة الانتماء للمقاومة الفلسطينية.

       تعرف بعدها على الخيار الأمل، على الإسلام المقاوم، فوجد ضالته التي يبحث عنها فانتمى لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في العام 1989م مع البدايات الأولى للانتفاضة المباركة التي نهض فيها الشعب مجتمعاً ليطالب بحقوقه التي عجزت عن استردادها أنظمة الخزي والعار وكل المتاجرين بدماء أبنائه، فكانت وقفه عز وفخار تحكى سيرتها الأجيال في كل مكان.

       عمل الشهيد المجاهد "مقلد حميد" في الجهاز السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فكان عضواً قيادياً في اللجنة الإدارية للمنطقة الشمالية.

       في العام 1992م انتقل الشهيد المجاهد للعمل في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والذي عُرف في حينه باسم "القوى الإسلامية المجاهدة – قسم" فكان من أوائل العاملين فيه والمشاركين في مجموعاته والمنفذين للعمليات الاستشهادية.

       في العام 1996م اعتقل الشهيد المجاهد "مقلد حميد" على أيدي جهاز المخابرات العامة التابعة للسلطة الفلسطينية لمدة ستة أشهر وذلك ضمن حملاتها التي كانت تستهدف المجاهدين لتزج بهم في سجونها تنفيذاً للاتفاقيات مع الكيان الصهيوني.

       كما اعتقل الشهيد المجاهد مرة أخرى من قبل الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية لمدة عام وشهرين وذلك في العام 1997م.

       قام الشهيد وأثناء عملة مع الجهاز السياسي بتوزيع جريدة الاستقلال والتي كانت تُعبر عن وجهة نظر حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

       مع بداية انتفاضة الأقصى وقبلها بقليل كان الشهيد المجاهد: "مقلد حميد" ممن ساهموا في تشكيل أولى مجموعات "سرايا القدس" الاسم الجديد للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. والتي كانت أولى عملياته عملية الشهيد المجاهد: "نبيل العرعير" في تشرين أول (أكتوبر) من العام 2000م.

       قاد الشهيد القائد مجموعات سرايا القدس في قطاع غزة بكل جدارة واقتدار، ساهراً على المجاهدين ساعياً في خدمتهم متابعاً لمسيرة الجهاد، مشاركاً في العديد من العمليات، فكان مثال القائد الجهادي الرسالي الذي يحمل همّ الإسلام والجهاد وفلسطين دون كلل أو ملل صابراً محتسباً كل ما يجد من عقبات وآلام فداءاً لله وللجهاد في سبيله.



      صفاته وعلاقاته بالآخرين

       عُرف عن الشهيد المجاهد/ "مقلد حميد" حبه للسباحة فكان من السباحين الماهرين.

       كان بسيطاً متواضعاً ومتسامحاً ولا يتردد في تطييب خاطر أي أخ يشعر أنه قد أساء إليه، وكان صابراً محتسباً مع من يسيؤون إليه.

       كان ليناً وسهلاً ومحبوباً مع من يتعاملون معه.

       ربطته علاقات الأخوة والتعاون مع كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني فشارك في عدة عمليات مشتركة لدى اجتياح القوات الصهيونية لبلدة بيت حانون.

       اتصف بالحذر فكان دوماً يُغيِّر سيارته، وأماكن مبيته، ولا يَعرف مكانه حتى أقرب مقربيه.

       في السابع والعشرين من شهر رمضان 1423هـ، الموافق 1/12/2002م، نجا من محاولة لاغتياله حيث استهدفت طائرات الأباتشي الصهيونية سيارته والتي كانت تسير وقتها على الخط الشرقي لمدينة غزة.

       كان الشهيد المجاهد: "مقلد حميد" قائداً وجندياً في الوقت نفسه فكان يشارك بنفسه مع إخوانه في بعض العمليات ولم يكتف بتوجيهها عن بُعد.



      استشهاده

      بعد العملية الجهادية المشتركة والتي وقعت مساء الاثنين 28 شوال 1424هـ الموافق (22/12/2003م) على طريق "كيسوفيم" الاستيطاني. حيث أدت تلك العملية إلى مقتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة أربعة آخرين بجروح خطيرة، واستشهاد كُلٍ من:

      الشهيد المجاهد/ أسعد إبراهيم العُطِّي من سرايا القدس.

      والشهيد المجاهد/ محمد سعود مصطفى من كتائب الأقصى.

      وعلى إثر تلك العملية الجهادية، نشطت المخابرات الصهيونية في حملة جديدة من الاغتيالات لقادة ورموز العمل الجهادي.

      وفي مساء يوم الخميس الأول من ذي القعدة 1424هـ، الموافق (25/12/2003م)، قامت طائرات الأباتشي الصهيونية باستهداف سيارة المجاهدين/ "مقلد حميد" و"نبيل الشريحي" بصواريخها المجرمة فيما طائرات العدو من نوع (F16) كانت تُحلق في الأجواء الفلسطينية لقطاع غزة للتغطية على الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد أبناء شعبنا والتي راح ضحيتها المجاهدان "مقلد حميد" و"نبيل الشريحي" وذلك في شارع الصفطاوي شمال مدينة غزة.

      كما ذهب ضحية هذا العمل الإجرامي البربري أيضاً ثلة من أبناء شعبنا وهم: الشهيد: سعيد أبو ركاب.

      والشهيد: وائل الدقران، والشهيد: أشرف رضوان.

      كما وأصيب مجموعة من المواطنين قُدر عددهم باثني عشر مواطناً لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفى.



      لماذا اغتيل الشهيدان المجاهـدان مقلد حميد ونبيل أبو جبر (الشريحي)


      - لقد قُمنا أمس الخميس (25/12/2003م) بالمس بأحد قادة الجهاد الإسلامي الذي كان يُخطط لعملية جهادية كبيرة، وبعض النشطاء الذين كانوا معه. وهو أيضاً مسؤول عن أعمال جهادية كثيرة وقعت.
      جرائم العدو لا تزيد شعبنا إلا قوة وإصراراً على المقاومة

      - "إسرائيل" هي التي تدير ظهرها لكل الجهود الإقليمية والدولية، ونحن نعرف شارون ونوايا "إسرائيل" وهذه الجرائم لا تزيد شعبنا إلا إصراراً وقوة وإرادة. د. محمد الهندي – في تعقيبه على جريمة الاغتيال النكراء.

       ذكر راديو العدو الصهيوني في نشرته باللغة العربية الساعة السابعة والنصف من صباح يوم الجمعة (26/12/2003م) ما نصه:

      - أن "مقلد حميد" هو قائد خلايا "سرايا القدس" التابعة للجهاد الإسلامي في منطقة قطاع غزة وتعتبره قوات جيش الحرب الصهيوني قنبلة موقوتة، وتنسب له سلسلة عمليات واعتداءات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكان ناطق باسم جيش الحرب الصهيوني قد أصدر بياناً قال فيه: إن "مقلد حميد" يقف وراء عشرات الاعتداءات ضد جنود جيش الحرب الصهيوني ومواطنين صهاينة، ووراء محاولة تسلل إلى الكيان الصهيوني، وآخر العمليات التي أوعز "مقلد حميد" إلي تنفيذها، وضع عبوات ناسفة في (16/11/2003م)، قرب الحدود المصرية مما أدى في حينه إلى إصابة أربعة من جنود جيش الحرب الصهيوني.

      - كما يقف وراء عملية أخرى قُتل فيها ثلاثة جنود من جيش "الدفاع" في مستوطنة "نتساريم" بتاريخ 24/10/2003م.

      - مصادر عسكرية صهيونية أفادت أن "مقلد حميد" خطط لعملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة ولذلك تمت تصفيته في الليلة الماضية، واعتبر بمثابة قنبلة موقوته.

      - قوات جيش الحرب الصهيوني تنسب أيضاً "لنبيل الشريحي" الذي قُتل في نفس الحادث نتيجة إطلاق صاروخين على سيارة فلسطينية مساء أمس، بالمسؤولية عن اعتداء آخر في سنة 1995م قرب مستوطنة "كفار داروم"، وفي هذا الحادث قُتل ثمانية من جنود مستوطنة "كفار داروم" وأصيب أكثر من عشرين بجروح. {وهي عملية الشهيد المجاهد خالد الخطيب 9/4/1995م}.

      [نقلاً عن راديو العدو الصهيوني]



      دم الشهداء يسيل فهل من معتبر ...؟!
      ﴿ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله﴾

      الحمد لله الذي مَنَّ على أبنائنا بالشهادة.. نجاة الناجي وسعادة السعيد، فدم الشهداء هو الحقيقة الساطعة كالشمس في وضح النهار..هو الكلمة الفصل في كل قول.

      الحمد لله الولي الحميد، المبدئ المعيد، البعيد في قربه من البعيد، القريب في بعده، فهو أقرب إليه من حبل الوريد. والصلاة والسلام على رسول العالمين وعلى آله وأصحابه صلاة تقوم ببعض حقه الأكيد.

      دم الشهداء وعظ لمن يتعظ، يضرب وجه النفس عن التبسيط في بساط الملذات، ويثقل خطواتها عن الخطو في ملعب الخطيئات، فيه فراق حبائبها وأبنائها، فترجع إلى الله بحكم الاضطرار أفكارها، وتخشع من خيفة الله وجلاله أبصارها.

      هم الشهداء يغادرون بلا موعد، ويتركون الناس وراءهم يتحسرون، يتمنى كل منهم أن يلحق بهم شهيداً، وينسون أن أمامهم فرصة لمزيد من الطاعات وفسحة للتخلص من الخطيئات والتطهر من الذنوب المهلكات.

      وآخرون يظنون أنهم فوق الشبهات فيتمنون، وتلهيهم المثبطات عن تشمير السواعد للحاق بركب التائبين وكأنهم لم يقرأوا قوله تعالى: ﴿أفمن زُين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء﴾ {فاطر:9}

      هم الشهداء.. دمهم يعلن صباح مساء.. في رفح... في جنين ونابلس.. في طولكرم.. في غزة.. أن لا سلام مع بني صهيون.. قتلة الأطفال ومشردي العائلات ومدمري البيوت على رؤوس أصحابها بلا جريرة أو ذنب.. اللهم أنهم صامدون في وطنهم.. منزرعون في أرضهم.. متمسكون بحقهم.. لم يلينوا.

      هم الشهداء.. يؤكدون دوماً أن السلام لا تصنعه الاتفاقيات والمعاهدات التي تبيع الأرض وتًدين المظلوم.. الوثائق التي تضيع الحقوق وتكافئ الظالم المفتري.

      هم الشهداء.. يعلنون أن لا صلح مع القاتل.. لا استسلام.. لا خنوع، هم الواجب ضد الإمكان.. هم الحضور والانتصار.. في زمن الغياب والهزيمة، هم الطريق لمن أراد أن يستقيم.. وهم العنوان لمن أراد الهدف، يتقدمون ولا يبالون باعتراض صاحب هوى أو مصلحة، ولا يكترثون بثرثار هنا أو هناك، يعرفون طريقهم فيصوبون سهامهم على المعتدي على الأرض والعرض.. على الحياة الحرة الكريمة.. على الحقوق الثابتة والتي لا تتغير بتغير صاحب جاه أو سلطان أو بالانتقال من منصب إلى آخر..

      خطواتهم تسير في خطوط مستقيمة، وليست متعرجة، كالسياسات المتلونة تارة حمراء وتارة صفراء وأخرى لا لون لها... الألوان ثوابت منذ خلق الله الخلق.. لكن السياسات هي المتلونة كالحرباء للتماهي مع الواقع.

      اللهم.. إلهنا دُلنا من حيرة يُضل فيها إلا إن هديت الدليل، وأقلنا من عثرات لا يقيلها إلا أنت، يا مقيل العثار يا مقيل، أنت حسبنا ونعم الوكيل.

      يا دليل الحائرين، دلَّنا، يا عزيز، ارحم ذلنا، يا ولي من لا ولي له كن لنا كلنا. إذا أعرضت عنا فمن لنا؟ نحن المذنبون وأنت غفار الذنوب. فثبت قلوبنا يا مقلب القلوب، واستر عيوبنا يا ستار العيوب، يا أمل الطالب ويا غاية المطلوب يا أرحم الراحمين.


      مع رحلة أخرى ومع شهيد بإذن الله وما أجملها من نهاية
      ونحسبهم شهداء إن شاء الله ..
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

      عدنا والعود أحمد ،، أتمنى أن اكون وفقت في إختيار هذا الموضوع وأعتذر جدا لانقطاعي المفاجىء وهاأنا أحاول اكمال راجية من ربي العلي القدير أن لا أنقطع مرة أخرى ..
      نكمـــــــل رحلتنا مع الشهداء بإذن الله ..





      الشهيد القائد مقلد حميد حميد القائد لسرايا القدس في قطاع غزة..

      مسيرة جهاد ... حتى الشهادة



      الشهيد القائد المجاهد/ مقلد حميد سلامة حميد (أبا حمزة)

      القائد العام لسرايا القدس في قطاع غزة

      (استشهد مساء يوم الخميس، الأول من ذي القعدة 1424 هـ، الموافق 25/12/2003م)



      الميلاد والنشأة
       ولد الشهيد المجاهد: "مقلد حميد" في العام 1967م.

       درس الشهيد المجاهد في مدارس وكالة الغوث للاجئين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

       أنهى الشهيد تعليمة الثانوي ف