<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="color: #990000; text-align: center;"><span style="font-size: x-large;"><strong>
المصدر الوردة البيضاء
كانت اللافتة تشير إلى رقم يقترب من الـ 700 كيلومتراً للوصول إلى الرياض..
في طريق يصل مابينها وبين مكة
كانت الساعة تقترب من منتصف الليل ببطء وثقل شديدين..
فنظرت إلى خالي الذي يقود السيارة وقررت أن أفتح معه نقاشاً سياسياً بحتاً
سرعان ما تحول إلى سرد لمجموعة من القصص.. علنا بذلك نختصر المسافات
تذكرت قصة أخبرني بها خالي قبل 18 عاماً..
ولا أبالغ إن قلت أنه لا يوجد شخص أعرفه إلا وأخبرته بها..
فطلبت منه أن يقصها علي مرة أخرى
!!
وقبل أن يبدأ .. سألته ذات السؤال الذي طرحته عليه قبل سنوات..
هل هذه القصة حقيقية؟؟
فأجاب أن راويها رجل ثقة..
ففرحت
!!
القصة تدور أحداثها في الهند في منتصف الثمانينات من القرن الماضي.. حيث كان يدرس هناك شاب أردني الجنسية..
وفي إحدى الليالي إنتقل لبلدة مجاورة لبلدته لزيارة مجموعة من الأصدقاء..
وقبل منتصف الليل قرر أن يعود لمنزله رغم محاولات أصدقائه
لثنيه عن هذا القرار الذي يترتب عليه إجتياز منطقة وعرة "ومقطوعة".. لكنه أصر كونه يوجد لديه إمتحان في اليوم التالي
ركب الشاب دراجته النارية وإنطلق في رحلة العودة .. وعندما وصل إلى منتصف المسافة..
شاهد سيارة تقف على جانب الطريق وأمامها فتاة
إقترب منها وسألها إن كانت بحاجة لأية مساعدة.. فأخبرته أن سيارتها قد تعطلت..
وأنها ستكون ممنونة له إن أوصلها إلى منزلها
فسألها عن مكان سكنها.. فكانت المصادفة أنها تسكن في ذات البلدة..
طلب منها أن تركب خلفه وأن تتمسك به جيداً ..
وقبل أن ينطلق .. أعطاها معطفه كي ترتديه.. فالطقس كان شديد البرودة
كان يتحدث معها طوال الطريق وكانت تحدثه.. لكنه لم يكن يشعر بوجود شيء خلفه..
ففي كل مرة كان يطلب منها أن تتمسك به جيداً
كانت تقول له.. حسناً
عندما وصلا إلى البلدة.. أصبحت توجهه إلى منزلها.. "اتجه يميناً".. "اتجه يساراً".. إلى أن وصلا
نزلت الفتاة وشكرته على صنيعه.. ورآها تتجه إلى منزلها
وبعد أن إطمئن أنها قد دخلت.. توجه إلى منزله.. وأثناء الطريق تذكر معطفه
لكنه خجل أن يعود في هذا الوقت المتأخر.. فقرر أن يزورهم بعد أن يؤدي إمتحانه في اليوم التالي
في اليوم التالي أخبر أصدقاءه بقصته مع الفتاة.. وأخبرهم عن جمالها الأخاذ
وأنه سيذهب للتعرف إليها وإلى أهلها.. بحجة المعطف
وبالفعل بعد أن قدم إمتحانه في الجامعة.. توجه إلى منزل الفتاة.. وكله لهفة لرؤيتها مجدداً..
وصل إلى منزلها.. وطرق الباب ففتح له رجل.. فأخبره بما كان له مع الفتاة.. وطلب معطفه
!!
نظر الرجل إلى الشاب بإستغراب وقال له.. عن أية فتاة تتحدث؟؟
!!
قال له: الفتاة التي أوصلتها بالأمس .. أنا رأيتها تدخل إلى هذا المنزل
قال له.. لايوجد فتيات هنا.. لايوجد إلا أنا وجدتي فقط...
تفضل ادخل
دخل فوجد إمرأة عجوز.. فأخبرها الرجل بقصة الشاب
فأكدت كلام حفيدها أنه لايوجد فتيات لديهم
استشاط الشاب غضباً.. وأصر أن الفتاة دخلت إلى منزلهم..
فقال له الرجل.. دقيقة من فضلك
ذهب الرجل وعاد بعد فترة قصيرة وبيده ألبوم للصور
قال له تفضل.. هذا ألبوم العائلة.. اطلع عليه وأخبرنا عن أية فتاة تتكلم
أخذ الشاب الألبوم.. وأصبح يستعرض الصور .. إلى أن وصل إلى صورة الفتاة التي رافقته في رحلته
فأشار إليها والإبتسامة بادية على محياه.. هذه هي
نظر الرجل إلى الصورة .. ثم قال بإستغراب:
هذه أختي وقد توفت منذ سنوات
!!!
غضب الشاب وقال.. إن كنتم تريدون أخذ المعطف فلا بأس.. خيراً تفعل شراً تلقى
قال له الرجل صدقني هذه أختي.. ثم صعد وأحضر شهادة جامعية تحوي صورتها وإسمها.. ومعها شهادة الوفاة..
!!
وقدمها للشاب
ساد الصمت للحظات
لكني رأيتها بأم عيني ليلة أمس.. وأوصلتها ورأيتها تدخل من هذا الباب
قالها الشاب بصوت متحشرج
!!
قال الرجل: تعال معي لترى قبرها
!!!
فرافقه الشاب وهو يتمنى أن تتحول الحقيقة إلى مجرد حلم.. وفي أسوأ الأحوال إلى كابوس
وصلوا إلى المقبرة.. وأشار الرجل بيده .. هذا قبرها
اقترب الشاب وكانت المفاجأة
بأن وجد معطفه على شاهد القبر
!!!
كاد أن يغمى عليه من هول الموقف..
وبيدين مرتعشتين أخذ شهادتها الجامعية وقارن بين الإسم المدون عليها والإسم الموجود على شاهد القبر
فكانت النتيجة إيجابية
!!
تضاربت بعدها الروايات عما حدث للشاب.. فمنهم من قال أنه عاد إلى الأردن ولم يكمل دراسته..
ومنهم من قال أنه تعرض لصدمة نفسية جعلته يعتزل الناس والدراسة.. قبل أن يستعيد عافيته
***
المهم إنتهت القصة.. وبدأ خالي بسرد قصص أخرى مشابهة
لكن هذه القصة كانت مختلفة
منذ 18 عاماً وأنا أرويها لكل من أعرف.. ربما عشرات المرات
فقد أصبحت تشكل لي هاجساً.. لا أتوانى عن إسقاطه على الواقع الذي أعيشه
دائماً أتخيل رحلة ذلك الشاب برحلة البحث عن الذات.. وعن الراحة المفقودة
وأتخيل تلك الفتاة.. حباً أصادفه في رحلتي التي طالت
حباً أكون فيه على إستعداد لأن أزرعه في قلبي.. وأعتني به..
أرويه بالحنان والتضحية.. وأنشر له الدفء والسكينة
حباً ليس كأي حب..
لكن الهاجس يبقى بأن يختفي هذا الحب سريعاً.. كأنه لم يعش يوماً
ولا يتبقى منه إلا ذكريات عابرة.. كذكريات ذلك المعطف الشاهد على حب كاد أن يولد مدفوناً
في طريق يصل مابينها وبين مكة
كانت الساعة تقترب من منتصف الليل ببطء وثقل شديدين..
فنظرت إلى خالي الذي يقود السيارة وقررت أن أفتح معه نقاشاً سياسياً بحتاً
سرعان ما تحول إلى سرد لمجموعة من القصص.. علنا بذلك نختصر المسافات
تذكرت قصة أخبرني بها خالي قبل 18 عاماً..
ولا أبالغ إن قلت أنه لا يوجد شخص أعرفه إلا وأخبرته بها..
فطلبت منه أن يقصها علي مرة أخرى
!!
وقبل أن يبدأ .. سألته ذات السؤال الذي طرحته عليه قبل سنوات..
هل هذه القصة حقيقية؟؟
فأجاب أن راويها رجل ثقة..
ففرحت
!!
القصة تدور أحداثها في الهند في منتصف الثمانينات من القرن الماضي.. حيث كان يدرس هناك شاب أردني الجنسية..
وفي إحدى الليالي إنتقل لبلدة مجاورة لبلدته لزيارة مجموعة من الأصدقاء..
وقبل منتصف الليل قرر أن يعود لمنزله رغم محاولات أصدقائه
لثنيه عن هذا القرار الذي يترتب عليه إجتياز منطقة وعرة "ومقطوعة".. لكنه أصر كونه يوجد لديه إمتحان في اليوم التالي
ركب الشاب دراجته النارية وإنطلق في رحلة العودة .. وعندما وصل إلى منتصف المسافة..
شاهد سيارة تقف على جانب الطريق وأمامها فتاة
إقترب منها وسألها إن كانت بحاجة لأية مساعدة.. فأخبرته أن سيارتها قد تعطلت..
وأنها ستكون ممنونة له إن أوصلها إلى منزلها
فسألها عن مكان سكنها.. فكانت المصادفة أنها تسكن في ذات البلدة..
طلب منها أن تركب خلفه وأن تتمسك به جيداً ..
وقبل أن ينطلق .. أعطاها معطفه كي ترتديه.. فالطقس كان شديد البرودة
كان يتحدث معها طوال الطريق وكانت تحدثه.. لكنه لم يكن يشعر بوجود شيء خلفه..
ففي كل مرة كان يطلب منها أن تتمسك به جيداً
كانت تقول له.. حسناً
عندما وصلا إلى البلدة.. أصبحت توجهه إلى منزلها.. "اتجه يميناً".. "اتجه يساراً".. إلى أن وصلا
نزلت الفتاة وشكرته على صنيعه.. ورآها تتجه إلى منزلها
وبعد أن إطمئن أنها قد دخلت.. توجه إلى منزله.. وأثناء الطريق تذكر معطفه
لكنه خجل أن يعود في هذا الوقت المتأخر.. فقرر أن يزورهم بعد أن يؤدي إمتحانه في اليوم التالي
في اليوم التالي أخبر أصدقاءه بقصته مع الفتاة.. وأخبرهم عن جمالها الأخاذ
وأنه سيذهب للتعرف إليها وإلى أهلها.. بحجة المعطف
وبالفعل بعد أن قدم إمتحانه في الجامعة.. توجه إلى منزل الفتاة.. وكله لهفة لرؤيتها مجدداً..
وصل إلى منزلها.. وطرق الباب ففتح له رجل.. فأخبره بما كان له مع الفتاة.. وطلب معطفه
!!
نظر الرجل إلى الشاب بإستغراب وقال له.. عن أية فتاة تتحدث؟؟
!!
قال له: الفتاة التي أوصلتها بالأمس .. أنا رأيتها تدخل إلى هذا المنزل
قال له.. لايوجد فتيات هنا.. لايوجد إلا أنا وجدتي فقط...
تفضل ادخل
دخل فوجد إمرأة عجوز.. فأخبرها الرجل بقصة الشاب
فأكدت كلام حفيدها أنه لايوجد فتيات لديهم
استشاط الشاب غضباً.. وأصر أن الفتاة دخلت إلى منزلهم..
فقال له الرجل.. دقيقة من فضلك
ذهب الرجل وعاد بعد فترة قصيرة وبيده ألبوم للصور
قال له تفضل.. هذا ألبوم العائلة.. اطلع عليه وأخبرنا عن أية فتاة تتكلم
أخذ الشاب الألبوم.. وأصبح يستعرض الصور .. إلى أن وصل إلى صورة الفتاة التي رافقته في رحلته
فأشار إليها والإبتسامة بادية على محياه.. هذه هي
نظر الرجل إلى الصورة .. ثم قال بإستغراب:
هذه أختي وقد توفت منذ سنوات
!!!
غضب الشاب وقال.. إن كنتم تريدون أخذ المعطف فلا بأس.. خيراً تفعل شراً تلقى
قال له الرجل صدقني هذه أختي.. ثم صعد وأحضر شهادة جامعية تحوي صورتها وإسمها.. ومعها شهادة الوفاة..
!!
وقدمها للشاب
ساد الصمت للحظات
لكني رأيتها بأم عيني ليلة أمس.. وأوصلتها ورأيتها تدخل من هذا الباب
قالها الشاب بصوت متحشرج
!!
قال الرجل: تعال معي لترى قبرها
!!!
فرافقه الشاب وهو يتمنى أن تتحول الحقيقة إلى مجرد حلم.. وفي أسوأ الأحوال إلى كابوس
وصلوا إلى المقبرة.. وأشار الرجل بيده .. هذا قبرها
اقترب الشاب وكانت المفاجأة
بأن وجد معطفه على شاهد القبر
!!!
كاد أن يغمى عليه من هول الموقف..
وبيدين مرتعشتين أخذ شهادتها الجامعية وقارن بين الإسم المدون عليها والإسم الموجود على شاهد القبر
فكانت النتيجة إيجابية
!!
تضاربت بعدها الروايات عما حدث للشاب.. فمنهم من قال أنه عاد إلى الأردن ولم يكمل دراسته..
ومنهم من قال أنه تعرض لصدمة نفسية جعلته يعتزل الناس والدراسة.. قبل أن يستعيد عافيته
***
المهم إنتهت القصة.. وبدأ خالي بسرد قصص أخرى مشابهة
لكن هذه القصة كانت مختلفة
منذ 18 عاماً وأنا أرويها لكل من أعرف.. ربما عشرات المرات
فقد أصبحت تشكل لي هاجساً.. لا أتوانى عن إسقاطه على الواقع الذي أعيشه
دائماً أتخيل رحلة ذلك الشاب برحلة البحث عن الذات.. وعن الراحة المفقودة
وأتخيل تلك الفتاة.. حباً أصادفه في رحلتي التي طالت
حباً أكون فيه على إستعداد لأن أزرعه في قلبي.. وأعتني به..
أرويه بالحنان والتضحية.. وأنشر له الدفء والسكينة
حباً ليس كأي حب..
لكن الهاجس يبقى بأن يختفي هذا الحب سريعاً.. كأنه لم يعش يوماً
ولا يتبقى منه إلا ذكريات عابرة.. كذكريات ذلك المعطف الشاهد على حب كاد أن يولد مدفوناً
<div style="color: #990000; text-align: center;"><span style="font-size: x-large;"><strong>
المصدر الوردة البيضاء
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions