الرجال يموتون من الحب ، والنساء يحيين به
(دوبرييه)
***
قابلت في إحدى الليالي قبل سنوات.. شخصاً كنت أعده في الماضي البعيد صديقاً..
كان في حالة يرثى لها.. يترنح يمنة ويسرة..
يقع وينهض .. ليقع مرة أخرى..
إلى أن إستسلم أخيراً إلى رصيف الشارع..
وقفت أنظر إليه من بعيد..والدهشة تكاد تقتلني..
ما بين مصدّق ومنكر لتلك الحالة التي وصل إليها صديقي المبدع..
للحظات تذكرت كم كنا أصدقاء.. وكم كنا مقربين.. وكيف فرقتنا ظروف الحياة
تذكرت حينها عندما ذهبنا سوياً للسفارة العراقية في عمان.. لتقديم أوراقنا هناك..
تمهيداً لسفرنا إلى بغداد.. أو بالأصح هروبنا من العشق إلى بغداد
***
اقتربت وجلست بجانبه.. وعرفته بنفسي
فقال: "هلا أبو صماد.. !! "
تماماً كما كان يناديني في الماضي..
تكلمنا مطولاً..
لكنه كان حواراً سخيفاً.. فعندما تغيب العقول.. تنطلق الألسنة
سألته إن كان ما زال يسكن في ذلك الحي البعيد..
فأجاب وسبابته صاعدة نحو السماء: طبعاً
***
كان الوقت قد زار منتصف الليل قبل ساعة ..
ودون أن يستريح من عناء السفر أكمل رحلته بحثاً عن فجر قريب..
فأخذت بيد صديقي لأوصله إلى منزله..
وأثناء رحلتنا الطويلة والمنهكة..
إلتزمت الصمت بينما كنت أستمع إلى إذاعة صديقي..
كان منزله قريباً من المقبرة..
وعندما اقتربنا منها.. نظر إليها وإلتزم الصمت لدقيقة أو إثنتين..
وبدون مقدمات.. قال لي وهو ينظر إلى المقبرة التي تركناها خلفنا..
"دير بالك يا أبو صماد تحب، دير بالك"
وبدأ يحدثني عن فتاة يعرفها.. وقدم لي ملخصاً سريعاً لسيرتها الذاتية ..
ليتحول بعدها إلى عزف موسيقى الشتائم بحقها..
فلم يترك مفردة من مفردات الشتائم المتداولة والغير متداولة ..
إلا وتفنن في لفظها.. وبصوت مرتفع
حتى كدت أن أخشى على الأموات من خلفنا أن يوقظهم ..
***
أوصلته إلى منزله.. فاستقبلنا والده إستقبال الفاتحين..
وعزف لي لحناً شتائمياً آخراً.. لكن هذه المرة في حقي أنا
اعتقد أني من "همّلت إبنه"
أوضحت له الصورة.. وعلى ما أذكر أنه نسي أن يعتذر مني
***
هذه الحادثة أصبحت مع الوقت حاضرة أكثر في عقلي الباطن..
وجملة صديقي القديم.. أصبحت عنواناً لمراحل لاحقة..
وعند أول فرصة سانحة فرضتها الظروف..
أخذت بنصيحته.. "دير بالك تحب"
لكني أضفت على جملته "بلا عقل"
لتصبح "دير بالك تحب بلا عقل"
ولأن حبها كان العقل فيه غائباً أو مغيباً..
لذا قررت آنذاك إغلاق ذلك القلب المنهك..
فأصبح حبها بالنسبة لي موطنه مقبرة..
كتلك المقبرة التي كانت شاهدة على شتائم صديقي..
فقررت قبل سنوات وبكل إرادة أن أدفن ذلك الحب..
وأن أدفن معه أية مشاعر حية..
***
الآن أنا على مسافة أيام من تلك المشاعر المدفونة تحت مقبرة الحب..
وأعلم أن تلك المشاعر ستحاول وبكل شراسة أن تخرج من تحت الأنقاض
لكني أؤمن أن من دخل القبر حياً.. لن يعود إليه مرة أخرى إلا وهو ميت..
***
ما أجمل الحب يا أصدقاء عندما نبتكر علاقة بينه وبين العقل
وأقول أبتكر.. لأنني أعلم أن الأمر ليس سهلاً..
ويحتاج إلى إرادة.. وربما إلى خبرة
فما أجمل أن نحب بعقولنا..
لأننا سنشعر عندها بلا شك بالقوة رغم ما يعترينا من ضعف مؤقت
وعندها .. وعندها فقط..
صدقوني..
لن نضطر أبداً إلى زيارة المقبرة لدفن مشاعرنا الحية..
***
تحياتي لصديقي المدفون حياً

(دوبرييه)
***
قابلت في إحدى الليالي قبل سنوات.. شخصاً كنت أعده في الماضي البعيد صديقاً..
كان في حالة يرثى لها.. يترنح يمنة ويسرة..
يقع وينهض .. ليقع مرة أخرى..
إلى أن إستسلم أخيراً إلى رصيف الشارع..
وقفت أنظر إليه من بعيد..والدهشة تكاد تقتلني..
ما بين مصدّق ومنكر لتلك الحالة التي وصل إليها صديقي المبدع..
للحظات تذكرت كم كنا أصدقاء.. وكم كنا مقربين.. وكيف فرقتنا ظروف الحياة
تذكرت حينها عندما ذهبنا سوياً للسفارة العراقية في عمان.. لتقديم أوراقنا هناك..
تمهيداً لسفرنا إلى بغداد.. أو بالأصح هروبنا من العشق إلى بغداد
***
اقتربت وجلست بجانبه.. وعرفته بنفسي
فقال: "هلا أبو صماد.. !! "
تماماً كما كان يناديني في الماضي..
تكلمنا مطولاً..
لكنه كان حواراً سخيفاً.. فعندما تغيب العقول.. تنطلق الألسنة
سألته إن كان ما زال يسكن في ذلك الحي البعيد..
فأجاب وسبابته صاعدة نحو السماء: طبعاً
***
كان الوقت قد زار منتصف الليل قبل ساعة ..
ودون أن يستريح من عناء السفر أكمل رحلته بحثاً عن فجر قريب..
فأخذت بيد صديقي لأوصله إلى منزله..
وأثناء رحلتنا الطويلة والمنهكة..
إلتزمت الصمت بينما كنت أستمع إلى إذاعة صديقي..
كان منزله قريباً من المقبرة..
وعندما اقتربنا منها.. نظر إليها وإلتزم الصمت لدقيقة أو إثنتين..
وبدون مقدمات.. قال لي وهو ينظر إلى المقبرة التي تركناها خلفنا..
"دير بالك يا أبو صماد تحب، دير بالك"
وبدأ يحدثني عن فتاة يعرفها.. وقدم لي ملخصاً سريعاً لسيرتها الذاتية ..
ليتحول بعدها إلى عزف موسيقى الشتائم بحقها..
فلم يترك مفردة من مفردات الشتائم المتداولة والغير متداولة ..
إلا وتفنن في لفظها.. وبصوت مرتفع
حتى كدت أن أخشى على الأموات من خلفنا أن يوقظهم ..
***
أوصلته إلى منزله.. فاستقبلنا والده إستقبال الفاتحين..
وعزف لي لحناً شتائمياً آخراً.. لكن هذه المرة في حقي أنا
اعتقد أني من "همّلت إبنه"
أوضحت له الصورة.. وعلى ما أذكر أنه نسي أن يعتذر مني
***
هذه الحادثة أصبحت مع الوقت حاضرة أكثر في عقلي الباطن..
وجملة صديقي القديم.. أصبحت عنواناً لمراحل لاحقة..
وعند أول فرصة سانحة فرضتها الظروف..
أخذت بنصيحته.. "دير بالك تحب"
لكني أضفت على جملته "بلا عقل"
لتصبح "دير بالك تحب بلا عقل"
ولأن حبها كان العقل فيه غائباً أو مغيباً..
لذا قررت آنذاك إغلاق ذلك القلب المنهك..
فأصبح حبها بالنسبة لي موطنه مقبرة..
كتلك المقبرة التي كانت شاهدة على شتائم صديقي..
فقررت قبل سنوات وبكل إرادة أن أدفن ذلك الحب..
وأن أدفن معه أية مشاعر حية..
***
الآن أنا على مسافة أيام من تلك المشاعر المدفونة تحت مقبرة الحب..
وأعلم أن تلك المشاعر ستحاول وبكل شراسة أن تخرج من تحت الأنقاض
لكني أؤمن أن من دخل القبر حياً.. لن يعود إليه مرة أخرى إلا وهو ميت..
***
ما أجمل الحب يا أصدقاء عندما نبتكر علاقة بينه وبين العقل
وأقول أبتكر.. لأنني أعلم أن الأمر ليس سهلاً..
ويحتاج إلى إرادة.. وربما إلى خبرة
فما أجمل أن نحب بعقولنا..
لأننا سنشعر عندها بلا شك بالقوة رغم ما يعترينا من ضعف مؤقت
وعندها .. وعندها فقط..
صدقوني..
لن نضطر أبداً إلى زيارة المقبرة لدفن مشاعرنا الحية..
***
تحياتي لصديقي المدفون حياً

المصدر الوردة البيضاء
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions