ويكيلكس يضع أسساً جديدة للعلاقات الدولية

    • ويكيلكس يضع أسساً جديدة للعلاقات الدولية

      لأول مرة أرى ساسة أوربيين يجاهرون عن مواقفهم العلنية الرافضة للسياسات الأمريكية في أعقاب ما نشر في موقع ويكيلكس من فضائح وانتهاكات أمريكية، كان الأوروبيون إلى عهد قريب يغضون الطرف عنها.
      فقد أدان المستشار الألماني السابق (( هليموت شميت )) في حديث مع مجلة " تسايت " الألمانية الصادرة يوم 21 – 12 – الإجراءات التي تقوم بها الشركات والساسة الأمريكيون ضدَّ مؤسس ويكيليكس واصفاً إياها بغير الذكية وبالانتقام .
      واعتبر ما نشر من فضائح الأمريكان في معسكرات الاعتقالات في غوانتنمو والعراق وغيرها بالواجب الأخلاقي .
      أما "خافيير سولانا" الممثل الأعلى السابق للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فقد قال خلال ندوة نظمت بجامعة "لاريوخا" الاسبانية إن الوثائق السرية الأمريكية لم تقدم اكتشافات جديدة لكنها قد تهز الثقة بين المسؤولين السياسيين في العالم.
      إن هذين الموقعين اللذين جاهرا بهما هذان المسؤولان السابقان يحملان أكثر من دلالة سياسية تستحق الوقوف عليها مليئاً فهي تعبّر عن حاله الاستهجان والسخط الأوروبي من التصرفات والسياسات الأمريكية الحمقاء حتى من حلفاء الأمس.
      هاهي أوروبا تستيقظ من سباتها هذه المرة لتتخذ موقفاً مغايراً من أمريكا بعد أن افتضح أمرها في العالم لأن سياسة النفاق والخداع الأمريكي قد طالتها أيضاً. فسياسة الدسائس والضغوطات السياسية والابتزاز التي تمارسها عليها من قبل الأمريكيين تحت ذرائع حماية المصالح الأمنية وحقوق الإنسان والديمقراطية الغربية قد انجلت وتعرت في أفغانستان والعراق وأوروبا نفسها .
      فأصبح العالم اليوم أكثر وعياً وواقعية من ذي قبل فلم تفلح سياسة النفاق والبطش والتهديدات وسيلة لتغيير العالم .
      لأن العالم يحتاج إلى سياسة جديدة ودبلوماسية متزنة قائمة على التواصل وتبادل المنافع والمصالح بين فضاءاته المختلفة .
      فلا مكان للهيمنة والغطرسة فيه.