عروسة الجنوب جديد نبض التراب

    • عروسة الجنوب جديد نبض التراب


      رنه جوني



      هي عروسة الجنوب.. قرية التآخي والإلفة والمحبة،قرية الشهداء،هي كفررمان القرية التي تتغنى بانها تعيش نهضة الروح من داخل الجسد،في رحلة العودة الى الجذور والتحليق فوق قبة التطور والنهوض التجاري والعمراني والسياحي،هي بلدة الحب الناطق والحرية المتآلقة،هي بلدة عرس الروابي والليل الذي لا يهدأ،والنهار الصاخب بعبق الأرض ورائحة الفلاح.

      في كفررمان الحياة تختلف عن كل القرى،فهي تنبض بالحركة صيفا شتاء،وتعج فيها المهرجانات المتعددة،وتحتل مكان رائدة في طريق العلم والشعر والأدب،وما إن تطأها قدامك حتى تفتح لك ذراعيها وتأخذك في رحلة الى أعماقها،من مفرق كفررمان تنتطلق الرحلة الى بلدة الإله رمون،قرية الجلنار والرمان،تتوقف عند ملعب البلدة الرياضي الذي تنشط فيه حركة الطابة صيفا عبر الدورات الرياضية المتعددة،تسلم عليك أشجار العز من السرو التي تفصل بين القرية القديمة والقرية الحديثة،التي تدخلك في نفق اخضر من الأشجار التي تخيم على دار آل الزين القديم والأثري،وتزين ساحة النادي الحسيني،قبل أن تحملك الرحلة الى الضيعة القديمة ذات البيوت الحجرية المتلاصة،التي تعانقها الأشجار المتدلية فوق الأسطح، والأزقة الضيقة المرصوفة بالحجارة المبلطحة تتوسطها السواقي.

      هناك في قلب تلك الضيعة تعيش حياة كفررمان بطبيعتها وصورتها التي ما زالت راسخة في نفس رئيس البلدية كمال غبريس"سنعيد مجد تلك البيوت،سنرمم الدور القديمة،ستستعيد الضيعة رونقها وقيمتها ومكانتها الذي راجت في الزمن الغابر،وحين نستعيد تراث الضيعة،تدخل كفررمان في عمق السياحة التراثية التي بدأت تستعيد مكانتها"هذا ما يعزم غبريس على تنفيذه داخل قلب البلدة وفق مخطط تراثي رسمه وسيبدأ بالتنفيذ حين تكتمل الخطة".



      وكفررمان التي ترتفع 450 متر عن سطح البحر،تمتد على مساحة 35 الف دونم،ويسكنها حوالي 17 الف نسمة،تتغنى بمناخها العذب،وينابيعها التي تتلألأ فيها من نبع "النبعة والحمى وشقحا،على عين الماء في ساحة البلدة يجلس ابو يوسف بعد أن إرتشف من نبع العين جرعة روت عطش الأيام،"يحملنا معه في رحلة الى قلب الزراعة الى سهول الحمضيات داخل سهل الميدنة،"كانت البلدة كلها تعيش من زراعة الحمضيات،ورزاعة التبغ،كنا نفيق ليلا لنذهب الى السهل،نقطف وريقات التبغ على ضوء السراج،واللوكس،وكانت الحاجة شملكان تغني لنا كي نعمل بسرعة،شقشقات الضوء وخيوط الشمس كانت تعيد الينا الروح،ننتهي من القطاف ونذهب الى حصاد القمح،وفلاحة الأرض وزراعة الخضر المتنوعة،يفتح عينيه "الزراعة اليوم تقتصر على الملوخية والخضار،وتشتهر كفررمان بخضار السهل من البندورة الى الخيار والفجل والعلت وغيرها،أما التبغ والحمضيات فلم يبق منهم شيئا،حتى أن الزراعة تتراجع مع إنشغال الشباب بالواقع التعلمي والوظيفة،ولكن غبريس يطمح الى إشراك الشباب في كل النشاطات التي تقوم بها البلدية"من هنا ولدت فكرة مجلس بلدي شبابي الذي سينفذ قريبا، لكي نشرك الشباب في العمل الإجتماعي ونفعل دورهم،أضف الى أننا نكون قد ضخينا دما جديدا على النشاطات،لأن الشباب حين يعطى الأهمية فإنه يبدع،ويندفع نحو العمل وبالتالي فإننا بذلك نكون قد خلقنا حياة جدية وحالة ناشطة،وطبعا المجلس البلدي سيكون له مشاريعه ونحن سندعمها لأننا نسعى الى الرقي بكفررمان الى القمة المشبعة بالعطاءات والانجازات"،ولا يفت غبريس الإشارة الى أن "المجلس البلدي الشبابي سيتلقف بأيدي الشباب المتحمس ومساعدته على تنفيذ جزء من كينونته".


      بدأت كفررمان بخلع ثوب البلدة ولبس ثوب التمدن،إذ أنها أصبحت توازي المدينة إن بمحالها التجارية،أو بأنديتها وملاعبها،بنشاطاتها،هذا ويشكل الأوتستراد الذي تم تأهيله ويربط البلدة بالقرى الحديدة،العصب الإقتصادي الحيوي الذي سينعش البلدة،التي تكتفي ذاتيا من الزراعة والتجارة وحتى من المدارس،فيها صيدليتن ومستوصفين،فيها أندية كشفية وجميعات،هنا يقول غبريس:"سنعمل على إنشاء حديقة عامة ومكتبة عامة،كما سنعمل على تكريس الطابع الكفررماني التراثي الممزوج بلون التطور،أضف الى أننا سنشرك المغترب في أمور بلدته"


      داخل البلدة حركة مكوكية كبيرة،ورشة تأهيل الطريق الرئيسي هنا،حملة نظافة هناك،لجان بلدية تتحضر لإجراء مسح سكاني ديمغرافي للبلدة في ذاك الطرف،أندية وجمعيات تشرف على تحضير السهرة التراثية في طرف أخر،"من أولويات البلدية العمل يدا واحد،ومن الأهداف التي وضعناها أن نضيئ شمعة عند كل زاوية من البلدة"يقول غبريس الذي ينهمك في وضع اللمسات الأخيرة على مشروع المسح السكاني الديمغرافي الاول على صعيد المنطقة،"نهدف الى بلدة نموذجية،والمسح السكاني سيساعدنا في كثير من ألأمور أولها الحصول على إحصائية سكانية واضحة ودقيقة عن كل مكونات البلدة المقيم والمغترب،أضف الى أن علمية المسح تسهل على البلدية معرفة الوحدات السكانية ،ومعرفة عدد المغتربين والمتعلمين،إذ من المهم جدا أن نعيد رسم الخارطة للبلدة كي نضيف كل المنازل الغير متواجدة على خارطة كفررمان السكانية،وسنسهل عمل البلدية لجهة الجباية"ويضيف"اطلقنا المكننة الإدارية،التي تسهل عملنا،لأننا في عصر التطور والتكنلوجيا،أضف الى أننا سنعمل على إصدار بطاقة خاصة بكل مواطن،تحوي كل التفاصيل المتعلقة به،وهذا يأتي في إطار الخطة الجديدة التي رسمناها داخل البلدية"


      تتغنج كفررمان بسهل الميدنة الذي دخل الى قلب السياحة من بابها،إذ لا يمكن للزائر أن يعبر كفررمان دون أن يشعر بخدر الهواء داخل السهل الزراعي الغني بالينابيع العذبة،والذي يتجه نحو لبس طابع السياحة الزراعية،داخل السهل تنتشر المقاهي والمطاعم،التي تكتظ بالحركة صيفا،هذا وتستوحذ البلدة على إنتباه المغتربين،وهذا ما دفع بوفد من 250 مغترب أن يخص كفررمان بزيارة للتعرف على طابعها التراثي القروي الأصيل،من هنا "أعددنا سهر تراثية حاكت واقع الكفررماني من خمسين عاما،شارك فيها كل الأندية والجمعيات في البلدة،كما أعدت نسوة البلدة الأكلات القديمة من الرشتاية الى كبة الحيلة والمغمور والمشبك والهريسة وخبز الصاج،والتي شدّت أبناء الوطن في بلاد الإغتراب المتعطش الى حنين تراب الوطن وتراثه"

      ولكفررمان طابعها الشعري الأصيل حيث كثر تغنوا بها ومجدوها بكلامات لا زالت حاضرة في الأذهان،خاصة من شعراء البلدة الزجلين أو الادباء والشباب الذين بدأت مخطوطاتهم الادبية تروج في كل أرجاء المنطقة.



      كل الأمل من قلب فقد الأمل







      المصدر نبض التراب


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions