الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد
فإن فتنة الشبهات فتنة تحركها الرغبة ويدعو إليها الجهل ، وتبعث عليها الأهواء ومحاولة وضع الذات في كفة والحق في كفة ، والابتداع والتعصب والتقول على الله ورسوله بدون علم ، والعناد للشرع ومضاهاة الشارع والمماراة والجدال ولفت الأنظار والتشبه بأهل الاجتهاد .
كما تنشأ هذه الفتنة من فهم فاسد ، ونقل كاذب ، وجهل بمقاصد الشرع ، وأحيانا من خفاء الحق وعدم الاهتداء إليه ولو لم يكن كذلك في الواقع ونفس الأمر ، إلا أنه خفي على رجل بذاته فكان ما كان .
ومردّ هذا كله إلى الران الذي يعلو القلب فيضعف بصيرته ، أو إلى ضعف رؤية العين بسبب ضيقها ، أو الطمع والحسد والمرض وكل ما من شأنه أن يحجب رؤية أو يحول بين القلب وسلامة البصيرة ، فتضعف ويقلّ العلم ، لا سيما مع فساد القصد وسيطرة الهوى ، والعجز عن اكتساب آلة الاجتهاد والتحصيل ، وحب الجدال والتطلع إلى منصب الإمامة .
ولو لم يكن إلا سيطرة الأهواء المتبعة لكفى .
فالهوى يصد عن الحق ، ويقود إلى البطالة ، ويغري بالخلاف وحب الانتصار ، ويوسع دائرة التنازع ، ويفسد العقل ويشغله بالمراء ، ويحمل على ترك الجماعة والتكاسل عن أداء الواجب ، وفعل الخير ، وعدم مشاركة أصحابه .
هذا كله مع التشويش المصاحب للأقوال والأفعال ، وكدر العبادة وعدم صفائها ، وقل ما شئت من ضلال كل من ساء قصده ، وفسدت طويته ، وزاغ بصره وقلبه ، وحكّم رأيه واتبع هواه .
ويجمع كل هذا أمران :
عمى البصيرة ، وفساد الإرادة .
فالنور في القلب ، وكمال حياة الإنسان وقوة إرادته ، أساس كل خير وصلاح وفلاح للإنسان في دنياه وفي أخراه ، وبهما معا تكتمل حياة المرء وتتم سعادته .
فإذا قويت بصيرة المرء ظهرت له صور الأشياء على حقائقها فعلم حسن الحسن وقبح القبيح ، ومن ثَمّ يؤثر بقوته وإرادته الحسن على القبيح ويقدّمه عليه .
ولأهمية النور و قوة الإرادة فقد جمع الله بينهما كما ضرب بهما المثل لوحيه ، قال تعالى (( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )) .
فجمع بين الروح أصل الحياة وأساس القوة ـ والنور الذي يحصل به الإشراق ، وأخبر أن القرآن متضمن لهما معا .
كما امتنّ الله على أنبيائه بالقوة والبصائر ، فقال سبحانه (( واذكر عبدنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار ))
قال ابن عباس : أولي القوة في طاعة الله والمعرفة به .
وقال مجاهد : الأيدي القوة في طاعة الله ، والأبصار البصر في الحق .
وقال سعيد بن جبير : الأيدي القوة في العمل والأبصار : بصرهم بما هم فيه من دينهم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
فإن فتنة الشبهات فتنة تحركها الرغبة ويدعو إليها الجهل ، وتبعث عليها الأهواء ومحاولة وضع الذات في كفة والحق في كفة ، والابتداع والتعصب والتقول على الله ورسوله بدون علم ، والعناد للشرع ومضاهاة الشارع والمماراة والجدال ولفت الأنظار والتشبه بأهل الاجتهاد .
كما تنشأ هذه الفتنة من فهم فاسد ، ونقل كاذب ، وجهل بمقاصد الشرع ، وأحيانا من خفاء الحق وعدم الاهتداء إليه ولو لم يكن كذلك في الواقع ونفس الأمر ، إلا أنه خفي على رجل بذاته فكان ما كان .
ومردّ هذا كله إلى الران الذي يعلو القلب فيضعف بصيرته ، أو إلى ضعف رؤية العين بسبب ضيقها ، أو الطمع والحسد والمرض وكل ما من شأنه أن يحجب رؤية أو يحول بين القلب وسلامة البصيرة ، فتضعف ويقلّ العلم ، لا سيما مع فساد القصد وسيطرة الهوى ، والعجز عن اكتساب آلة الاجتهاد والتحصيل ، وحب الجدال والتطلع إلى منصب الإمامة .
ولو لم يكن إلا سيطرة الأهواء المتبعة لكفى .
فالهوى يصد عن الحق ، ويقود إلى البطالة ، ويغري بالخلاف وحب الانتصار ، ويوسع دائرة التنازع ، ويفسد العقل ويشغله بالمراء ، ويحمل على ترك الجماعة والتكاسل عن أداء الواجب ، وفعل الخير ، وعدم مشاركة أصحابه .
هذا كله مع التشويش المصاحب للأقوال والأفعال ، وكدر العبادة وعدم صفائها ، وقل ما شئت من ضلال كل من ساء قصده ، وفسدت طويته ، وزاغ بصره وقلبه ، وحكّم رأيه واتبع هواه .
ويجمع كل هذا أمران :
عمى البصيرة ، وفساد الإرادة .
فالنور في القلب ، وكمال حياة الإنسان وقوة إرادته ، أساس كل خير وصلاح وفلاح للإنسان في دنياه وفي أخراه ، وبهما معا تكتمل حياة المرء وتتم سعادته .
فإذا قويت بصيرة المرء ظهرت له صور الأشياء على حقائقها فعلم حسن الحسن وقبح القبيح ، ومن ثَمّ يؤثر بقوته وإرادته الحسن على القبيح ويقدّمه عليه .
ولأهمية النور و قوة الإرادة فقد جمع الله بينهما كما ضرب بهما المثل لوحيه ، قال تعالى (( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )) .
فجمع بين الروح أصل الحياة وأساس القوة ـ والنور الذي يحصل به الإشراق ، وأخبر أن القرآن متضمن لهما معا .
كما امتنّ الله على أنبيائه بالقوة والبصائر ، فقال سبحانه (( واذكر عبدنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار ))
قال ابن عباس : أولي القوة في طاعة الله والمعرفة به .
وقال مجاهد : الأيدي القوة في طاعة الله ، والأبصار البصر في الحق .
وقال سعيد بن جبير : الأيدي القوة في العمل والأبصار : بصرهم بما هم فيه من دينهم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم