استنفذت جميع السبل المعقولة في ايجاد شغل فقرر اللجوء الى طريقة اخرى أثبتت جدواها في البلاد الغربية وهي التهديد بالانتحار من فوق العمارات الشاهقة فاختار قمة اعلى عمارة وسط المدينة وبدا يصيح باعلى صوته اريد شغلا والا ساقفز من هنا... ياحكومة يا مسؤولين اريد شغلا حالا والا انتحرت ... سانتحر ياجماعة ...



انا طالب مجاز اريد شغلا ...مرت اكثر من ساعة وهو يصيح ولم يلتفت اليه احدا وفي الاخير وبعد مرور وقت طويل شاهد من بعيد سيارة الشرطة تسير ببطئ ومعها سيارة الاسعاف مهترئة تقترب من العمارة فاعتقد انه على وشك حل مشكلة العمر وانه بعد قليل سيخير بين عشرات مناصب الشغل كما حصل للمواطن الاروبي . فناد عليه احد المسؤولين من الاسفل وفي يده سجارة ياولد الحرام ...الكلب السعور ماذا تفعل هناك ... يالله. يالله . بسرعة افعل ما تود الاقدام عليه ...اذا قفزت من هناك سنلقي بك هنا ( سيارة الاسعاف ) اما اذا تراجعت وقررت النزول عبر السلالم سنلقي بابوك هنا ( سيارة الشرطة ) فلاتضيع لنا الوقت ...بسرعة القبر او السجن اما الشغل فلن تحلم به ابدا ياولد الحرام انت ارهابي ومطلوب للعدالة بتهمة محاولة نسف بناية آهلة بالسكان الشرفاء...


هذه الطرائف الهزلية كانت منتشرة بين الناس في الماضي فالنهاية اما جهنم او الاختفاء وراء قضبان السجون لكن الان وفي ظل انتشار الفضائيات والانترنت تغيرت الامور بشكل نوعي واصبحت حياة هؤلاء لاتمر هكذا مرور الكرام بل صارت بمثابة قنبلة قد تنفجر في وجه النظام بكامله وتدمره من حيث لايحتسب .من كان يتوقع ان تنقلب الامور في تونس راس عن عقب ويسقط نظام احكم قبضبته على البلاد والعباد لمدة 23 سنة بسبب حالة تصفها الانظمة العربية بالفردية والمعزولة يتم التعتيم عليها ومن ثم الاجهاز عليها وابادتها في مهدها بازهاق الاف الارواح في ليلة واحدة ولا احد يسمع خبر وكانهم الدباب لولا وجود الانترنت والفضائيات التي تفضح الة القمع الوحشية في لحظة وقوعها وتوثيقها بالصوت والصورة. ثم هناك نقطة اخرى لازم الوقوف عليها فرار الطاغية بن علي بتلك الطريقة ربما اعتقد هو اسخلاص لدرس طاغية بغداد صدام حسين وخوفا من مصير مشابه خاصة بعد امتناع قادة الجيش الاستجابة لمطلبه في قمع الشعب خوفا من المسائلة .
تونسي يرد على تصريحات القذافي