كان العرب قديما اكثر حرصا على اختيار الاسماء الشرسة والمخيفة لابنائهم مثلا حنظلة وشبل و كليب وذلك لاعتبرات قبلية لانه وكما هو معروف كانت القبائل العربية في حروب وصرعات دائمة يقتلون بعضهم البعض لاتفه الاسباب ويشعلون حروبا تسفك فيها الدماء و تستمر لعقود وما ان تهدأ حتى يشرعون في حروب اخرى لذلك اتجهوا إلى تسمية اولادهم باسماء مخيفة حتى ان سال الاعداء من هو زعيم وفرسان القبيلة الفلانية يكون الجواب وحش بن كليب ... طبعا فبمجرد سماعك هذا الاسم ستصيبك الهلع الشديد وتعلم انك مقبل على حرب ستواجه فيها قبيلة لافرق بينها و بين الوحوش الضارية واستمرت الامور حتى توحدت القبائل تحث راية الاسلام ومن تم تسميتهم اولادهم باسماء اسلامية.
اما الان وفي زمن العولمة راح البعض إلى تسمية اولادهم باسماء جديدة تيمناً بشخصية تلفزيونية أو رياضية او لمسايرة العصر وسمعت ان احداهن ارادت تسمية ابنتها تريزا نسبة الى المسلسل المكسكي المشهور ورفضوا طلبها لانه غير مدرج في الاسماء في الاسلام


مسؤولية الوالدين
احد المواطنين الذي اكد ان اختيار الاسم الحسن مسؤولية الوالدين اعتبر نفسه ضحية لسوء اختيار والديه لاسمه الذي سمياه به، واضاف «مشكلتي ان اهلي سموني باحد الأسماء النادرة، ونتيجة لهذا الاسم اصبحت موضع نقص بين زملائي في الدراسة، وهذا النقص صاحبني في المراحل الأولى من الدراسة، وما زال معي وانا في المرحلة الجامعية، وصدقني لقد وَلد هذا الاسم لدي شعورا لااعرف التعبير عنه، فمنذ ان بدات اذهب مع زملائي عندما كنا صغارا كانوا يضحكون علي، فهذا الاسم وإن كان اسما عربيا إلا أن زملاء الدراسة ينادون به علي من باب التهكم، لذالك نصحني بعض الزملاء بتغيير الاسم لكن بعدما فكرت في ذلك علمت انني إذا غيرته في هذا العمر فسيزداد التندر والتهكم علي لأن الجميع يعرفون اسمي الأول، من هنا أنصح الآباء والأمهات أن يختاروا أسماء حسنة لأبنائهم، وهذا كما علمت من بعض المشايخ يدخل في حقوق الطفل على أبيه ويجب ان لا يفرط الأب في اهم حق من حقوق الطفل، ولست الوحيد في هذه الحالة فهناك أسماء نكرة لا معنى لها أبدا،

رأي الشرع في تغيير الأسماء
يرى فضيلة الشيخ عبد الله سليمان العباد أن اسم الولد يعتبر حقا من حقوقه على أبيه، وبالتالي يجب عليه أن يختار له اسما حسنا، فهذا من الحقوق المترتبة للولد على الوالد، ورأي الشريعة الإسلامية في تغيير الأسماء ينقسم إلى واجب، ومستحب، وجائز، والأصل في الأسماء الإباحة والجواز، ويضيف «هناك بعض المحاذير الشرعية التي ينبغي اجتنابها عند اختيار الأسماء منها: التعبيد لغير الله عز وجل، سواء لنبي أو لملك، فلا يجوز التعبيد لغير الله عز وجل مطلقا، كعبد الرسول، وعبد النبي وغيرها من الأسماء التي تفيد التعبيد أو الذلة لغير الله عز وجل، وهذه الأسماء يجب تغييرها لمن تسمى بها أو سماه أهله بها»، ويردف الشيخ مدللا على حديثه «قال الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: كان اسمي عبد عمرو- وفي رواية عبد الكعبة -، فلما أسلمت سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالرحمن»، وأكمل العباد «لا يجوز أيضا التسمية باسم من أسماء الله تبارك وتعالى، التي اختص بها نفسه سبحانه، كأن يسمي الخالق أو الرازق أو الرب أو الرحمن ونحوها مما اختص بها الله عز وجل، أو باسم لا يصدق وصفه لغير الله عز وجل مثل ملك الملوك، أو القاهر ونحوه، وهذا النوع من الأسماء يحرم التسمي به ويجب تغييرها»، ويؤكد الشيخ عدم جواز التسمية بأسماء الكفار الخاصة بهم، الدالة عليهم دون غيرهم، مثل عبد المسيح وبطرس وجرجس ونحوها من الأسماء الدالة على ملة الكفر، أو التسمي بأسماء الأصنام أو الطواغيت المعبودة من دون الله كالتسمي بشيطان ونحوه، وعلى من تسمى بهذه الأسماء أو سمي بها أن يغيرها.
ما يكره من الأسماء
ويتابع العباد «يكره التسمي بما تنفر النفوس من معناه من الأسماء، لما يحمله من معنى قبيح أو مثير للسخرية، إذ إن فيه مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بتحسين الأسماء، ومثال ذلك اسم حرب، وحزن، ونحوها من الأسماء التي تحمل معاني قبيحة لأن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم الحسن من (حرب) إلى حسن، وغير اسم (حزن) إلى سهل ويكره التسمي بأسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية، مثل سارق وظالم، ويكره التسمي بأسماء الحيوانات المشهورة بالصفات المستهجنة، مثل الحمار والكلب والقرد ونحوها»، ويضيف الشيخ «أما الأسماء العادية فلا حرج في تغييرها إذا كان الشخص يرغب في ذالك على أن الأسلم والأولى أن يحرص الأبوان على تسمية أبنائهم بأسماء حسنة حتى لا يضطروا لتغيير أسمائهم».