للمرايا وجود آخر جديد dr-wighdan

    • للمرايا وجود آخر جديد dr-wighdan

      قراءة لقصص وجدان الخشاب


      الكاتب: طارق الشبلي
      17/04/2008

      كل الاشياء قيلت وليس هناك ما يقال امام ركامات هائلة من الجمل الوصفية المتراصة التي تحوم حول مضمون ، تمضي في زحمة طيف متتابع ومتناغم يتناسب مع حجم وجود الالم، غصات، انات، عتاب، ندم، وألم، وفي هذا الزمان المطلق اللامتناهي لنصوص مفتوحة بسحرها الخاص المعتمد على اعتمال العبارة المرصوفة بالشحنات غير المفرغة، لذا جاء هذا التراكم الكمهائل من فتات وشظايا المرايا بحيث يتعذر على احد-ان وجد افتراضا-
      ان يرى صورة واضحة المعالم لذات فيها الخشاب تبحث عن ذاتها بشكل جلي وواضح خارج النصوص الكامنة داخل محارات تقادم الزمن على تجارب احساسها عزف منفرد في الالم بدءا مم من طفولة مغمسة في هواجس حزن مزمن مضن مغلف بالعنفوان والكبرياء...
      في النبش الاخر للمرايا نحن امام نصوص شعرية تضج باتجاه تصاعد ثيمة الحدث فيها بمضامين فيها تهويمات تستلب الاتجاهات، تحورها وتحيدها حتى تتجه نحو مسارات العصب الحي النافر الذي تؤرقه قصدية الانتقاء، هذا المغلف بالمتراكم من الصراعات الحادة المحتدمة حد النخاع " الشوارع عطشى/ الاجساد عطاش " و " العشب يعرى ويعطش ويتضامن معي مختنقا " كأني به يقول لنا " من انا عندما يبدأ الجوع الحار فجأة بالغليان؟ جائع ... جائع ... جائع " . وفي مجموعتها القصصية تحيلنا وجدان الى عوالم مسكونة بالواقع حينا والغربة احايين كثيرة لانها مستلة عن فعل وليس بردود الافعال وتكشف فيها اقنعة النص بلذته محولة ايقاع لغة المضمون الى مضمون مضاف مركز لما تحتمله من تأويلات ودلالات ايحائية جاءت لتؤطر شخوص المجموعة بتوليفة جمعها لا يعني تضادها، بل هي جملة مضامين استرجاعية لا مجال للحدس في احداها.
      وجدان الخشاب ارغمت على ارتكاب التعرف على الاشياء المعروفة حد تقمص الاشياء والنفاذ فيها، ولم تكن حيادية بين المعرفة والقصد، ولكنها فككت فيها ما هو اشكالي وفق منظور زاوي متقاطع مع المحور الاساس الذي يعمل باتجاهين عمودي وافقي للانا الاخر فيها " آن لك ان تغافل الاكفان وان تقتل الصمت الغائم في موجة بكاء " .
      وعلى مستوى السرد يشتركان معا بكون الذات هي الراوي الذي يكون طارئا يحاول ان يفسد ما يجري من خلال اعادة ترتيب الشخوص والاحداث حتى تصدق حضورها من خلال ( المؤلف الضمني ) الذي ينتمي اليه النص، فهو المؤلف الواقعي للعمل الادبي. ومجموعة وجدان حوت اغلب مدارس الشعر من الرمزية / الواقعية / السريالية / التعبيرية... وهي مزيج من نضج براكين الغضب والاحتباس، الطيبة والغيرة، اللعنة واستمراء الثأر، وهذا الطيف الواسع الافق يكاد يخلو من ابطال وشخوص .. فالبطل غائب مهزوم يحاكم ، ويتهم ، وتفقأ عينيه، مطارد معتذر عن حضور لغياب في القيم والأخلاق أحيانا.. ومهزوم منفي في احايين كثيرة، كما تعقل فيها الاحالات التبادلية والرمز الإيحائي: العصب/ الانسان/ الرجل / الاغفاء/ نوع من الهروب الواعي/ اللاواعي، بوصفه بدائل عن يقظة الحلم، مليء بالكوابيس والهلع الذي يكبر ليستحيل حقيقة.
      في قصة ( الكاهنة تؤثر ) ستراتيجيات مختزلة ومقتصدة، وهذا ما خدم المضمون، هي تريد اجتراح لغة اخرى غير الكلام المألوف للاتصال بموضوعه، وثمة تأكيد على قيمة استباق موضوعات تخدم تشخيص النهايات، ولا يمكن انتزاع تعريف من الخشاب خارج أسوار لغة الشعر التي تشكل إطارا كثيفا يحف قراءة أي قصة، وفي اعمالها نلاحظ التوحد في المطلق النهائي لأواصر الملحمة.. نلمح في النصوص صرخات تأتي من اعماق الروح " لقاء يدندن للنهار " " تغفو خضرة عينيه " ، كما نلاحظ الانسنة " مد الجسد عينيه الخضراوين " " احلاما ونبؤات تستيقظ من مكامن غائرة " . اما ( نبشا لارقامهم ) فمليئة بالصورة:
      الرقم -1-
      - انسنة " الاشجار تفر من رذاذ المطر " " ترتدي عباءة من ذعر "
      -الثورة الداخلية لصراع مرير " امرأة تمزق الجراح التي لا تندمل " .
      -مخاطبة المجهول في / الرحيل هاجسنا "
      -انسنة الرحيل / الرحيل ارض بوار لها انياب واظفار
      الرقم -2-
      -تكرار مفردة ( العصب ) / تمد عصبها الى مدارها البدئي/ من يرصد عصبها النازف...
      -تكرار مفردة الاغفاء/ ليغفو بين صخور الشاطئ / يغفو بروتيوس وتغفو معه النبؤة.. اللحظات القادمات ، يلاحظ في هذه النماذج صورة وصفية عالية التركيز .
      الرقم -3-
      -انسنة/ القمر غادر مبتلا لينكسر في زاوية ما /
      -حالات ذاتية صرفة / من يمنح جسدي نسخة اخرى تواجه وجعي /
      -الاغفاء / ينحني ليغفو بين بقايا جثتي /
      وفي ( له دائما ) تتكرر مفردة الركام، مثلها مثل الانسنة/ النظرة والذاكرة تبصقان الاشياء، ويحضر الاغفاء ايضا / النظرة تغفو.. احيانا يتثاءب فيدفع الاحلام الى اغفاء.
      السيرة الذاتية للكاتبة
      الاسم :- د. وجدان توفيق حسين عثمان الخشاب
      المواليد :- الموصل 1959
      اللقب العلمي :- مدرس
      عنوان الوظيفة :- معهد الفنون الجميلة للبنات في الموصل
      الشهادات التي تم الحصول عليها :-
      1-البكالوريوس في اللغة العربية / 1983 .
      2-الماجستير في اللغة العربية / 1998 .
      3-الدكتوراه في اللغة العربية / 2004 .
      الوظائف التي شغلتها :-مدرسة في مدارس الموصل / ثم مدرسة في معهد الفنون الجميلة للبنات .
      المواضيع التي يقوم بتدريسها :-اللغة العربية
      عنوان أطروحة الماجستير :-قصص ( غانم الدباغ ) القصيرة .
      عنوان أطروحة الدكتوراه :- الاغتراب والتغريب في مسرحيات الفريد فرج .

      بقلم : طارق الشبلي رابط الموضوع الاصلي هنا




      المصدر : dr-wighdan


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions