لوى - ناصر الغيثي

أقيمت أمس في قاعة المحاضرات بفندق الكراون بلازا محاضرة بعنوان "العمل التطوعي وقيمته " وذلك برعاية مدير عام التنمية الاجتماعية لشمال الباطنة عامر بن محمد الحجري بحضور عدد من ممثلي ومندوبي الشركات العاملة بميناء صحار.ألقى المحاضرة مشرف تربية وثقافة إسلامية بوزارة التربية والتعليم حمد بن سليمان بن ناصر المعولي، بادئا بالتعريف بالعمل التطوعي بصفته العمل النبيل الذي يقوم به الإنسان بدون انتظار المقابل من الآخرين مشيرا إلى الجهات الحكومية التي تعنى بمثل هذه الأعمال في السلطنة كالتنمية ومكاتب أصحاب السعادة الولاة ووزارتي التربية والتعليم والصحة التي لعبت دورا كبيرا في هذا المجال.

وأضاف قائلا: الأعمال التطوعية هي أعمال نابعة من الذات البشرية يقوم بها المتطوع لوجه الله تعالى وتحقيق الرضا بدون انتظار المقابل من الآخرين وهو خارج عن الواجب والفريضة ولاينتظر مردودا ماديا من أحد مستشهدا بآيات من القران الكريم التي تحث على العمل التطوعي حيث قال تعالى "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" مشيرا كذلك إلى عدد من القصص القرآنية التي تبين دور العمل التطوعي في خدمة الشعوب كالعمل التطوعي الكبير الذي قام به ذي القرنين عندما قام ببناء السد لحماية القوم من هجمات يأجوج ومأجوج بدون أي مقابل مادي واستدل كذلك بعدد من الأحاديث الشريفة من السنة المطهرة.

ثم تطرق المعولي في محاضرته إلى مكانة التطوع في العالم الإسلامي من بداية بزوغ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا، فالنبي الكريم كان يقدم العطاء ويعمل بشكل فردي وجماعي مع أصحابه من غير الواجبات، مستشهدا ببعض عطاءات ومواقف الصحابة الكرام كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وهناك أعمال كثيرة جعلت وقفا في كثير من أقطار العالم الإسلامي، وهناك أوقاف الدولة الأموية والعباسية والخلافة العثمانية فهناك أكثر من 30000 عمل كوقف في تركيا فقط خلال الخلافة العثمانية فقط وأغلبها ما زال شاهدا للعيان حتى يومنا هذا مشيرا كذلك إلى لمحات من الأعمال التطوعية في السلطنة كبناء المساجد والمدارس وغيرها وهبة الشعب في مساعدة إخوانهم في المواقف الحرجة كما حدث في إعصار جونو وغيرها فالتطوع عمل يهدف إلى تقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد ويساهم في مسح دموع عدد من البائسين والفقراء والمحتاجين كما يسهم في تنمية خبرات المتطوع الذاتية وبه يتم القضاء على وقت الفراغ.

وفي نهاية المحاضرة قام راعي الحفل بتوزيع الشهادات والهدايا التذكارية على عدد من الشركات المساهمة والأفراد الذين كان لهم الدور الكبير في تقديم الدعم المادي والمعنوي لهذه الحملة، وقدمت رئيسة الحملة بدرية المعمرية باقة ورد لراعي المناسبة.

أكثر...