*ريم السعدية ألقت محاضرة عرضت خلالها مراحل الرعاية الغذائية لمرضى التمثيل الغذائي في قطر

مسقط ـ ش

أقام مستشفى جامعة السلطان قابوس ممثلا في قسم التغذية والتغذية العلاجية يوما تثقيفيا للأمراض الأيضية في السلطنة وذلك برعاية مساعدة رئيس الجامعة للتعاون الخارجي صاحبة السمو السيدة د.منى بنت فهد آل سعيد، وبحضور مدير عام المستشفى الجامعي د.أحمد بن سالم المنظري وسط مشاركة واسعة من المختصين في علم التغذية العلاجية من الكادر الطبي وأخصائيي التغذية والكادر التمريضي وقسم الصيدلية، وبمشاركة من مؤسسة حمد الطبية بدولة قطر متمثلة بريم السعدية التي ألقت محاضرة عرضت من خلالها مراحل الرعاية الغذائية لمرضى التمثيل الغذائي في دولة قطر.

وانقسم اليوم التعريفي إلى قسمين: القسم النظري: حيث كان موجهاً نوعا ما إلى موظفي المستشفى بتخصصات مختلفة, ابتداء بإداريي المستشفى, والأطباء, وطاقم التمريض, وفنيي المختبرات, والصيدلية, وأخصائيي التغذية. حيث تمت مناقشة تاريخ وحاضر ومستقبل الأمراض الايضية في السلطنة, كذلك معرفة التحديات التي تواجه هذه الأمراض.

والقسم العلمي: حيث كان موجهاً بالدرجة الأولى للأمهات وعائلة الأطفال لحضور تدريب عملي من قبل طباخين متخصصين لتحضير وجبات قليلة البروتين. وكان إقبال العائلات ممتازا جدا حيث حضر أكثر من 37 عائلة وكانت هناك مداخلات وأسئلة من قبل الأمهات ما يدل على رغبة الأمهات في معرفة المزيد عن مهارات الطبخ لأغذية قليلة البروتين.

ويقام هذا اليوم التعريفي بهدف إضافة مهارات عملية جديدة لأمهات الأطفال المصابين بالأمراض الأيضية لتحضير وجبات قليلة البروتين لأطفالهم، وتشكيل مجموعة مساندة من الأمهات ذوات الخبرة بالأمراض الأيضية لمساندة أمهات ذوات أطفال حديثي الولادة مصابين بالأمراض الأيضية، وتقوية الرابطة الاجتماعية والتعاون بين المستشفى الجامعي وعائلات الأطفال المصابين بالأمراض الأيضية. حيث إن طبيعة هذا النوع من الأمراض يحتم على المريض زيارة المستشفى مدى الحياة تقريبا, ولذلك يجب إيجاد قنوات اتصال وتعاون بين الفرد والمؤسسة الصحية ويعد المستشفى الجامعي المركز الوحيد في السلطنة الذي يقدم خدمات علاجية لهذه الفئة من الأطفال ومن مصلحة كلا الطرفين التعاون المستمر, حيث يجب على العائلات مساندة المستشفى ويتم ذلك من خلال الانتظام على مواعيد الزيارة, والإنصات إلى تعليمات الكادر الطبي في المستشفى, ومعرفة كيفية مراقبة نمو وتطور الطفل من الناحية الجسمانية والتقدم الذهني والعقلي, وعدم الإسراف في العلاج من ناحية الغذاء العلاجي المقدم الى عائلة المريض من المستشفى, والأمر نفسه ينطبق على الأدوية المقدمة للمريض. وللمستشفى واجبات مثل توفير أفضل خدمة علاجية ممكنة للأطفال المصابين بالأمراض الأيضية ويتم ذلك من خلال الاستعانة بالكوادر الطبية المختلفة كالأطباء, وأخصائيي تغذية متخصصين بالأمراض الايضية, وصيدلي متخصص في الأمراض الايضية, فني مختبرات طبية وأجهزة مخبرية مناسبة وتجديد المستمر في طرق العلاج تتناسب مع المعاير الدولية.

التعريف بالأمراض الأيضية

الأمراض الأيضية هي أمراض وراثية تنشأ عن غياب أو نقص أحد المواد المهمة والتي تسمى أنزيمات (خمائر). تلعب الأنزيمات دورا مهما في تنظيم عمليات الأيض (البناء والهدم) في جسم الإنسان حيث إنها تقوم بتحويل المواد الضارة (التي تتراكم من تحطيم ما يستهلكه الإنسان من غذاء) إلى مواد غير ضارة أو مواد نافعة. إن تراكم المواد الضارة في الجسم قد يؤثر على الدماغ والكبد والكليتين وأعضاء أخرى مما يؤدي الى ظهور أعراض مرضية مختلفة.

مدى انتشار هذه الأمراض في السلطنة

الأمراض الايضية بصفة عامة أمراض نادرة, ولكنها أكثر شيوعا في عائلات أو قبائل معينة بخاصة بعد التزاوج بين الأقرباء. هذا لأن الأشخاص من نفس العائلة أو القبيلة يحملون غالبا نفس الصفات الوراثية وبالتالي يورثونها إلى أبنائهم.في السلطنة كما في معظم دول الخليج العربي نسبة المرض تنتشر 4 إلى 5 أضعاف الدول الغربية والتقديرات تشير إلى إصابة طفل من كل 1000 حالة ولادة.

ما هو تاثير هذه الأمراض على الجسم؟

إن تأثير الأمراض الأيضية تختلف باختلاف العضو المتأثر، وفي أسوأ الأحوال تكون الصورة عادة لطفل يولد طبيعيا وبعد أيام قليلة من الولادة والرضاعة من الحليب الطبيعي, تظهر على الطفل أعراض مثل كثرة النوم والانزعاج المستمر وعدم الرغبة في الرضاعة والقيء. إذا لم يتم علاج الطفل في هذه المرحلة, فقد تتدهور حالته لتصل الى صعوبة في التنفس أو حدوث تشنجات عصبية أو فقدان الوعي أو قد تصل الى الوفاة. حتى لو عاش الطفل بعد هذه المرحلة, فسيكون معرضا للإصابة بتلف دائم في الدماغ, لهذا فإنه من الضروري جدا أن يتم تشخيص وعلاج هذه الأمراض في أسرع وقت ممكن، وفي بعض الأحيان يتأخر ظهور الأعراض لأسابيع أو أشهر قليلة عندما يكون النقص في الأنزيم.

ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الأنواع الأخرى من الأمراض الايضية التي تظهر في وقت متأخر من مرحلة الطفولة وذلك لأن المواد السامة تأخذ وقتا أطول للتراكم ومن ثم ظهور الأعراض.

الفائدة المرجوة من هذا اليوم التعريفي

الفائدة الأساسية هي إكساب الأمهات مهارات طبخ جديدة لوجبات قليلة البروتين لأطفالهم, والتي هي من أساسيات العلاج لهذا الأنواع من الأمراض. والتنويع في نوعية الوجبات قليلة البروتين المقدمة للأطفال تضمن تقيد العائلة والطفل باتباع الإرشادات المقدمة من قبل أخصائي التغذية, مما يجنب الطفل حدوث وعكات صحية بسبب قلة الغذاء المتناول وكذلك تمنع لجو العائلة الى إعطاء أطفالهم أغذية قد تكون مضرة لأطفالهم بسبب ارتفاع نسبة البروتين فيها, والتنويع في الوجبات قليلة البروتين المقدمة للأطفال تساعد أيضا على تحسين جودة حياة الأطفال المصابين بالأمراض الايضية, حيث تساعد الأطفال المصابين على عدم الإحساس بالفرقة مع قرنائهم من الأطفال الآخرين وهذا يساعدهم من الناحية النفسية وكذلك يساعدهم على الانخراط في المجتمع لكي يصبحوا أفرادا عاديين لهم رغبات وطموح وأحلام يسعون لتحقيقها.

أكثر...