ياقارئ خطي لا تبكي على موتي. فاليوم أنا معك وغداً في التراب.
ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري بالأمس كنت معك وغداً أنت معي



للعلم منقول
فإن عشت فإني معك وإنمت فا للذكرى.


أمـــوت و يـبـقـى كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى 






Good your kids to read
قصة شاب عُماني شجاع يهاجر إلى قطر بسبب التحرش الجنسي

في قصة مؤثرة لشاب موهوب لا يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، تدق الناشطة الحقوقية حبيبة الهنائي أجراس الخطر لقضية مسكوت عنها، وهي قضية التحرش الجنسي بالذكور في المجتمعات الخليجية والحالة هذه المرة من سلطنة عمان.
مجموعة "أنين الجدران" على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، هدفها "التعريف بالحالات الإنسانية"، و"دعم الأعمال الخيرية" في سلطنة عمان. قدمت من خلالها الهنائي سلسلة تقارير حقوقية عن حالات وقضايا إنسانية ساخنة في المجتمع العماني، منها حالات اتجار بالبشر لفتيات أجنبيات، ومعاناة العمانيات المتزوجات من أجانب، وتلوث صناعي قاتل لإحدى القرى بولاية صحار. وحالات فقر وأمراض طفولة محزنة. تعمل الهنائي في، مبادرة استثنائية، بآلية الرصد والتحقيق الميداني وتقوم بنشر قصصها وتقاريرها وطلب المساعدة لحالات إنسانية عن طريق مواقع الإنترنت العمانية.
في آخر قصصها تتناول الناشطة الهنائي هجرة الشباب العماني الموهوب، ونظرة المجتمع الدونية للمهاجرين إلى درجة تخوينهم، وتبدي استغرابها من ذلك في محاولة لتغيير صورة نمطية مؤسفة لا علاقة لها بالواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي الذي يدفع الشباب العماني إلى الهجرة، وتستشهد بالمثال اللبناني في النتائج الإيجابية للهجرة وأثر المهاجرين على مجتمعاتهم الأصلية.
وتجري لقاء مع أحمد النوفلي، الذي تحدث بشجاعة بعد أن قويت ثقته بنفسه، وأخذت موهبته الكروية مسارها في قطر، وأصبح يشعر بواجبه في قول الحقيقة حتى لا يعاني غيره ما عاناه هو من مهانة وظلم.
×
نص اللقاء:
البطاقة الشخصية:
أحمد بن سيف بن سعيد النوفلي، عُماني الجنسية ، من مواليد الرستاق في عام 1989 ، لاعب سابق في نادي المصنعة، درجة الشباب ، بمركز لاعب وسط مهاجم. أقيم منذ ثلاثة سنوات ونصف في دولة قطر الشقيقة وحاليا ألعب في أحد أندية القمة في قطر وأكثرها جماهيرية.
كيف كانت بدايتك مع لعبة كرة القدم؟
أنا شخص محب للكرة منذ نعومة أظافري ولهذا انضممت إلى نادي المصنعة بحكم انه يقع في ولايتي.
لماذا لم تستمر مع ناديك المصنعة؟
رغم أني لم أكن أعتقد يوماً بأني سأبوح بما حدث لي ، لكن لابد أن أوضح الأسباب التي أعاقتني عن إثبات ذاتي، في فترة ممارستي للعبة الكرة القدم في السلطنة. فأنا مؤمن بأنه مهما طال الزمن، فإن الحق ينام ولكنه لا يموت. لعبت مع نادي المصنعة في الدوري العُماني، درجة الشباب، وكنت مؤهل للعب في الأول، لكن للأسف أصبحت احتياطي مظلوم! كنت لا أزال أدرس في مرحلة الثانوية العامة، وأواظب على التمارين، فقد كانت لدي أهداف واضحة، لكن ما حدث لي في الوطن، تسبب في تدميري.
ماذا حدث لك؟
كنت أتعرض للتحرش الجنسي من قبل أحد مدربي النادي، وكنت حينه صغير السن، ولم أعرف كيف أتصرف أو أحمي نفسي. وهذا أعاقني من إثبات ذاتي وقدراتي في المباريات، بسبب ذلك المدرب الذي كان يضعني في مواقف محرجة لكي أفشل، رغم أن الجميع كان يشيد بقدراتي. كان ذلك المدرب يردد إلى مسامعي بأن هناك العديد من اللاعبين دون المستوى، لكن بسبب علاقاته القوية، وشهرته الكروية الواسعة، نجح في إدراجهم ضمن لاعبين المنتخب! وكل المطلوب مني هو التجاوب معه جنسياً. وبصراحة كرهت الكرة بسببه، وهربت دون أن أفضح أمره، وأتساءل إلى الآن لماذا قبلت منه تلك الإساءة والإهانة؟ وعندما تم انتقائي للتدريب ضمن لاعبين الفريق الأول كثف ذلك المدرب مضايقاته لي، وقال لي أمهلك ثلاثة أيام لكي تفكر! وكان كل يوم أثناء فترة التسخين، يردد في مسامعي بأنه باقي من فترة التفكير يومان، ثم يوم، وكنت أشعر بالقرف والاشمئزاز من كل هذا، ورحلت بدون عودة مع إخفاء السبب. علماً بأن هذه المعاملة يتعرض لها الكثير من اللاعبين، لكنهم يكتمون الأمر خوفاً من خسارة الفرصة أو الفضيحة.
وهل أبلغت إدارة النادي بذلك؟
لا.. لقد كتمت كل هذا في قلبي مما أثر في نفسيتي ، لكن في النهاية بحت بسري إلى كابتن الفريق الذي بدا متفاجئ واتفقنا بعدم البوح لأحد خوفاً من أن يتم تكذيبنا.
ألهذا السبب قررت الهجرة والرحيل عن الوطن؟
بكل تأكيد، كانت هذه من ضمن الأسباب الأساسية، أيضا بعد انتهائي من المرحلة الثانوية العامة ، توجهت للتسجيل في الجيش ، وعندما تكرر معي نفس الموقف لكن هذه المرة من قبل رائد في الجيش! الذي قام هو كذلك بالتحرش معي، فقد قام باعتماد جميع الأوراق الخاصة بالفحوصات الطبية بدون إجراءها، وبعد ذلك أكد لي بقبولي! ثم بدأ بالتحرش بي، وعرض علي المال بشرط تلبية رغباته المريضة. وعندما رأيت أن الجهة التي يفترض أن أعمل فيها وكذلك حلمي الكروي بدأ يتهاوى أمامي قررت بدون تردد الرحيل عن الوطن.
اذن انت تؤكد بأن تعرضك للتحرش الجنسي هو السبب وراء اتخاذ قرارك بالهجرة؟
نعم .. وأيضاً عندما تأكد لي بأن الكرة في السلطنة لا يتم التعامل معها باحترافية، وبالتالي لن أتمكن من تحقيق أحلامي وطموحاتي الكروية في السلطنة. ولهذا اتخذت القرار في ترك النادي في تلك المرحلة، لكي لا أرتبط مستقبلا معه، ويكون حجرة عثرة نحو تحقيق طموحاتي، ولكي أرحل وأنا حر نفسي.
لماذا قطر دون غيرها من الدول؟
لأني كنت أتابع الدوري القطري منذ صغري وأحببته كثيراً، وتمنيت لو ألعب يوماً فيه.
وكيف وصلت الى قطر؟
عن طريق البر وكان في جيبي 150 ريالا فقط هو رأس مالي ، وبقى معي هذا المبلغ لفترة طويلة لحين تحسنت أوضاعي. حيث تواصلت مع أحد أصدقائي العمانيين المقيمين في قطر، وأقمت معه لفترة ما حتى استقرت أموري.
وماذا كان موقف أسرتك من قرارك بالهجرة؟
في البداية عارضت أسرتي الفكرة بشدة، لكن الآن وبعد أن استقرت أموري، واطمأنت بأني سأكون بخير، أصبحوا أكثر تجاوباً للفكرة، بل ومصدر دعم لي.
ما هي طبيعة العقد بينك وبين ناديك الجديد؟
ليس هناك عقد مبرم مع نادي حتى الآن، فقط هناك ثقة قائمة ومتبادلة بيني وبين النادي وبالمدرب العالمي.
لماذا؟ وكيف يحمي الطرفان حقوقهما؟
السبب لأنني لم أستوفي الشروط الخاصة بالإتحاد القطري ، فمن الشروط الأساسية إتمامي مدة الإقامة المحددة وهي خمس سنوات وبعدها أتمكن من توقيع العقد مع النادي واللعب تحت اسمه.
وكيف هي علاقتك مع ناديك الجديد؟
رائعة .. يعاملونني باحترافية ويعرفون كيف يكسبون اللاعب. لقد وفر لي النادي السكن والتغذية وكل سبل الراحة وإذا احتجت لأي شيء إضافي ليس أمامي سوى رفع سماعة الهاتف للإدارة وأطلب.
ومتى ستبدأ اللعب بشكل رسمي؟
في الموسم القادم بإذن الله، أخيراً سوف يتحقق حلمي وألعب في الدوري القطري. وأنا أنتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر لكي أثبت ذاتي ، بعد انتظار خمس سنوات ضاعت من عمري في الانتظار! وهي الضريبة التي دفعتها بسبب الظلم الذي تعرضت له في بلدي "فإن الله مع الصابرين".
وهل ستلعب كمحترف؟
لا .. لا يمكن أن أسجل نفسي كمحترف، لأن المحترف له مواصفات معينة وليس له علاقة بالمستوى فقط، حيث يتطلب أن يكون له سيرة ذاتية وسجل كلاعب. وبالنسبة لي سوف أسجل نفسي كمقيم وذلك بعد مرور خمسة سنوات إقامة في قطر، وحسب اللوائح المتبعة هنا، وبالتالي سوف أعامل معاملة المواطن.
وهل تفكر في التجنس؟
نعم .. وبكل تأكيد
لماذا تفكر في التجنس؟
لأن طموحي أن ألعب مع المنتخب القطري وليس فقط مع النادي. وبكل وفاء سوف أنشد النشيد الوطني القطري، وقد تدمع عيناي من شدة حبي لقطر.
هل هذا لأنك وجدت الحماية والأمان والاستقرار في قطر بدلا من وطنك؟
أكيد طبعا .. هذا صحيح. بالطبع أحب وطني لكن كروياً لم أرتاح فيه، حيث أغلب أصدقائي في المصنعة كانوا يعملون طوال اليوم في القطاع الخاص وبراتب ضعيف جداً، رغم ذلك يأتون للعب في النادي آملين في الحصول على فرصة لتحسين وضعهم المعيشي.
هل تفكر يوماً في العودة الى الوطن؟
نعم .. كما أرجو الله بأن ييسر أموري لكي أتمكن من تنفيذ بعض المشاريع في الوطن وأن أساعد أهلي. عُمان هي وطني ولن أنكر معروفها علي أبداً. أحب عُمان بسبب قيادة صاحب الجلالة قابوس بن سعيد المعظم. أما قطر هي ضمان لمستقبلي وفتحت لي أبوابها لتحسين وضعي المادي والمعنوي.
ما هي رسالتك لكل من قام بالإساءة إليك في الوطن؟
أدعو لهم بالهداية. فأنا إنسان مؤمن، ومواظب على صلواتي. وأن إيماني وتوكلي على الله، ودعاء الوالدين، ورضاهم عني، ومقاومتي للإغراءات، هو الذي حفظني من الأذى والحسد. وأنا أؤمن بأن الزمن مهما طال أو قصر فلا يفترض من الشخص بأن يسكت عن حقه. و لهذا بعثك الله إلي لكي يظهر الحق.
أي إغراءات تقصد؟
أنا بطبيعتي شاب ملتزم، أحب العلم، ومتابع جيد للجانب الثقافي. أواظب على العبادة وعلى التمارين. أتجنب كل الإغراءات، مثل السهر في النوادي الليلية، والسفر مع أصدقاء السوء، وشرب الخمر وغيره. لأني طموح، وأركز في مستقبلي، وأبحث عن التميز. كما أن والدتي متواصلة معي باستمرار، أستشيرها في كل شيء، وتتابع كل تحركاتي، ولهذا فإن ضميري مرتاح.
ماهي الرسالة التي توجهها لناديك السابق المصنعة؟
أن يتم مراعاة ظروف اللاعبين وعدم ظلمهم. كما أدعو المدربين بالابتعاد عن المحاباة والمزاجية عند انتقاءهم للاعبين ، فقط لأنهم من أبناء قريتهم! وليس على أساس الموهبة والكفاءة وإلا كيف تفسرون أن يتبناني أحد أرقى الأندية القطرية بينما في بلدي رأى المدربين غير ذلك!
وما هي رسالتك للمسئولين الرياضيين بالسلطنة؟
أتمنى بأن أكون سبباً في صحوة مسئولين الكرة العُمانية، لكي لا يُظلم غيري بهذا الشكل المهين، ولكي لا يتمادى هذا الوضع أكثر مما هو عليه.
ماهي حكمتك في الحياة؟
عش عزيزاً أو مت كريماً .. أربع كلمات تحمل معنى كتاب كامل.
قصة شاب عُماني شجاع يهاجر إلى قطر بسبب التحرش الجنسي
في قصة مؤثرة لشاب موهوب لا يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، تدق الناشطة الحقوقية حبيبة الهنائي أجراس الخطر لقضية مسكوت عنها، وهي قضية التحرش الجنسي بالذكور في المجتمعات الخليجية والحالة هذه المرة من سلطنة عمان.
مجموعة "أنين الجدران" على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، هدفها "التعريف بالحالات الإنسانية"، و"دعم الأعمال الخيرية" في سلطنة عمان. قدمت من خلالها الهنائي سلسلة تقارير حقوقية عن حالات وقضايا إنسانية ساخنة في المجتمع العماني، منها حالات اتجار بالبشر لفتيات أجنبيات، ومعاناة العمانيات المتزوجات من أجانب، وتلوث صناعي قاتل لإحدى القرى بولاية صحار. وحالات فقر وأمراض طفولة محزنة. تعمل الهنائي في، مبادرة استثنائية، بآلية الرصد والتحقيق الميداني وتقوم بنشر قصصها وتقاريرها وطلب المساعدة لحالات إنسانية عن طريق مواقع الإنترنت العمانية.
في آخر قصصها تتناول الناشطة الهنائي هجرة الشباب العماني الموهوب، ونظرة المجتمع الدونية للمهاجرين إلى درجة تخوينهم، وتبدي استغرابها من ذلك في محاولة لتغيير صورة نمطية مؤسفة لا علاقة لها بالواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي الذي يدفع الشباب العماني إلى الهجرة، وتستشهد بالمثال اللبناني في النتائج الإيجابية للهجرة وأثر المهاجرين على مجتمعاتهم الأصلية.
وتجري لقاء مع أحمد النوفلي، الذي تحدث بشجاعة بعد أن قويت ثقته بنفسه، وأخذت موهبته الكروية مسارها في قطر، وأصبح يشعر بواجبه في قول الحقيقة حتى لا يعاني غيره ما عاناه هو من مهانة وظلم.
×
نص اللقاء:
البطاقة الشخصية:
أحمد بن سيف بن سعيد النوفلي، عُماني الجنسية ، من مواليد الرستاق في عام 1989 ، لاعب سابق في نادي المصنعة، درجة الشباب ، بمركز لاعب وسط مهاجم. أقيم منذ ثلاثة سنوات ونصف في دولة قطر الشقيقة وحاليا ألعب في أحد أندية القمة في قطر وأكثرها جماهيرية.
كيف كانت بدايتك مع لعبة كرة القدم؟
أنا شخص محب للكرة منذ نعومة أظافري ولهذا انضممت إلى نادي المصنعة بحكم انه يقع في ولايتي.
لماذا لم تستمر مع ناديك المصنعة؟
رغم أني لم أكن أعتقد يوماً بأني سأبوح بما حدث لي ، لكن لابد أن أوضح الأسباب التي أعاقتني عن إثبات ذاتي، في فترة ممارستي للعبة الكرة القدم في السلطنة. فأنا مؤمن بأنه مهما طال الزمن، فإن الحق ينام ولكنه لا يموت. لعبت مع نادي المصنعة في الدوري العُماني، درجة الشباب، وكنت مؤهل للعب في الأول، لكن للأسف أصبحت احتياطي مظلوم! كنت لا أزال أدرس في مرحلة الثانوية العامة، وأواظب على التمارين، فقد كانت لدي أهداف واضحة، لكن ما حدث لي في الوطن، تسبب في تدميري.
ماذا حدث لك؟
كنت أتعرض للتحرش الجنسي من قبل أحد مدربي النادي، وكنت حينه صغير السن، ولم أعرف كيف أتصرف أو أحمي نفسي. وهذا أعاقني من إثبات ذاتي وقدراتي في المباريات، بسبب ذلك المدرب الذي كان يضعني في مواقف محرجة لكي أفشل، رغم أن الجميع كان يشيد بقدراتي. كان ذلك المدرب يردد إلى مسامعي بأن هناك العديد من اللاعبين دون المستوى، لكن بسبب علاقاته القوية، وشهرته الكروية الواسعة، نجح في إدراجهم ضمن لاعبين المنتخب! وكل المطلوب مني هو التجاوب معه جنسياً. وبصراحة كرهت الكرة بسببه، وهربت دون أن أفضح أمره، وأتساءل إلى الآن لماذا قبلت منه تلك الإساءة والإهانة؟ وعندما تم انتقائي للتدريب ضمن لاعبين الفريق الأول كثف ذلك المدرب مضايقاته لي، وقال لي أمهلك ثلاثة أيام لكي تفكر! وكان كل يوم أثناء فترة التسخين، يردد في مسامعي بأنه باقي من فترة التفكير يومان، ثم يوم، وكنت أشعر بالقرف والاشمئزاز من كل هذا، ورحلت بدون عودة مع إخفاء السبب. علماً بأن هذه المعاملة يتعرض لها الكثير من اللاعبين، لكنهم يكتمون الأمر خوفاً من خسارة الفرصة أو الفضيحة.
وهل أبلغت إدارة النادي بذلك؟
لا.. لقد كتمت كل هذا في قلبي مما أثر في نفسيتي ، لكن في النهاية بحت بسري إلى كابتن الفريق الذي بدا متفاجئ واتفقنا بعدم البوح لأحد خوفاً من أن يتم تكذيبنا.
ألهذا السبب قررت الهجرة والرحيل عن الوطن؟
بكل تأكيد، كانت هذه من ضمن الأسباب الأساسية، أيضا بعد انتهائي من المرحلة الثانوية العامة ، توجهت للتسجيل في الجيش ، وعندما تكرر معي نفس الموقف لكن هذه المرة من قبل رائد في الجيش! الذي قام هو كذلك بالتحرش معي، فقد قام باعتماد جميع الأوراق الخاصة بالفحوصات الطبية بدون إجراءها، وبعد ذلك أكد لي بقبولي! ثم بدأ بالتحرش بي، وعرض علي المال بشرط تلبية رغباته المريضة. وعندما رأيت أن الجهة التي يفترض أن أعمل فيها وكذلك حلمي الكروي بدأ يتهاوى أمامي قررت بدون تردد الرحيل عن الوطن.
اذن انت تؤكد بأن تعرضك للتحرش الجنسي هو السبب وراء اتخاذ قرارك بالهجرة؟
نعم .. وأيضاً عندما تأكد لي بأن الكرة في السلطنة لا يتم التعامل معها باحترافية، وبالتالي لن أتمكن من تحقيق أحلامي وطموحاتي الكروية في السلطنة. ولهذا اتخذت القرار في ترك النادي في تلك المرحلة، لكي لا أرتبط مستقبلا معه، ويكون حجرة عثرة نحو تحقيق طموحاتي، ولكي أرحل وأنا حر نفسي.
لماذا قطر دون غيرها من الدول؟
لأني كنت أتابع الدوري القطري منذ صغري وأحببته كثيراً، وتمنيت لو ألعب يوماً فيه.
وكيف وصلت الى قطر؟
عن طريق البر وكان في جيبي 150 ريالا فقط هو رأس مالي ، وبقى معي هذا المبلغ لفترة طويلة لحين تحسنت أوضاعي. حيث تواصلت مع أحد أصدقائي العمانيين المقيمين في قطر، وأقمت معه لفترة ما حتى استقرت أموري.
وماذا كان موقف أسرتك من قرارك بالهجرة؟
في البداية عارضت أسرتي الفكرة بشدة، لكن الآن وبعد أن استقرت أموري، واطمأنت بأني سأكون بخير، أصبحوا أكثر تجاوباً للفكرة، بل ومصدر دعم لي.
ما هي طبيعة العقد بينك وبين ناديك الجديد؟
ليس هناك عقد مبرم مع نادي حتى الآن، فقط هناك ثقة قائمة ومتبادلة بيني وبين النادي وبالمدرب العالمي.
لماذا؟ وكيف يحمي الطرفان حقوقهما؟
السبب لأنني لم أستوفي الشروط الخاصة بالإتحاد القطري ، فمن الشروط الأساسية إتمامي مدة الإقامة المحددة وهي خمس سنوات وبعدها أتمكن من توقيع العقد مع النادي واللعب تحت اسمه.
وكيف هي علاقتك مع ناديك الجديد؟
رائعة .. يعاملونني باحترافية ويعرفون كيف يكسبون اللاعب. لقد وفر لي النادي السكن والتغذية وكل سبل الراحة وإذا احتجت لأي شيء إضافي ليس أمامي سوى رفع سماعة الهاتف للإدارة وأطلب.
ومتى ستبدأ اللعب بشكل رسمي؟
في الموسم القادم بإذن الله، أخيراً سوف يتحقق حلمي وألعب في الدوري القطري. وأنا أنتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر لكي أثبت ذاتي ، بعد انتظار خمس سنوات ضاعت من عمري في الانتظار! وهي الضريبة التي دفعتها بسبب الظلم الذي تعرضت له في بلدي "فإن الله مع الصابرين".
وهل ستلعب كمحترف؟
لا .. لا يمكن أن أسجل نفسي كمحترف، لأن المحترف له مواصفات معينة وليس له علاقة بالمستوى فقط، حيث يتطلب أن يكون له سيرة ذاتية وسجل كلاعب. وبالنسبة لي سوف أسجل نفسي كمقيم وذلك بعد مرور خمسة سنوات إقامة في قطر، وحسب اللوائح المتبعة هنا، وبالتالي سوف أعامل معاملة المواطن.
وهل تفكر في التجنس؟
نعم .. وبكل تأكيد
لماذا تفكر في التجنس؟
لأن طموحي أن ألعب مع المنتخب القطري وليس فقط مع النادي. وبكل وفاء سوف أنشد النشيد الوطني القطري، وقد تدمع عيناي من شدة حبي لقطر.
هل هذا لأنك وجدت الحماية والأمان والاستقرار في قطر بدلا من وطنك؟
أكيد طبعا .. هذا صحيح. بالطبع أحب وطني لكن كروياً لم أرتاح فيه، حيث أغلب أصدقائي في المصنعة كانوا يعملون طوال اليوم في القطاع الخاص وبراتب ضعيف جداً، رغم ذلك يأتون للعب في النادي آملين في الحصول على فرصة لتحسين وضعهم المعيشي.
هل تفكر يوماً في العودة الى الوطن؟
نعم .. كما أرجو الله بأن ييسر أموري لكي أتمكن من تنفيذ بعض المشاريع في الوطن وأن أساعد أهلي. عُمان هي وطني ولن أنكر معروفها علي أبداً. أحب عُمان بسبب قيادة صاحب الجلالة قابوس بن سعيد المعظم. أما قطر هي ضمان لمستقبلي وفتحت لي أبوابها لتحسين وضعي المادي والمعنوي.
ما هي رسالتك لكل من قام بالإساءة إليك في الوطن؟
أدعو لهم بالهداية. فأنا إنسان مؤمن، ومواظب على صلواتي. وأن إيماني وتوكلي على الله، ودعاء الوالدين، ورضاهم عني، ومقاومتي للإغراءات، هو الذي حفظني من الأذى والحسد. وأنا أؤمن بأن الزمن مهما طال أو قصر فلا يفترض من الشخص بأن يسكت عن حقه. و لهذا بعثك الله إلي لكي يظهر الحق.
أي إغراءات تقصد؟
أنا بطبيعتي شاب ملتزم، أحب العلم، ومتابع جيد للجانب الثقافي. أواظب على العبادة وعلى التمارين. أتجنب كل الإغراءات، مثل السهر في النوادي الليلية، والسفر مع أصدقاء السوء، وشرب الخمر وغيره. لأني طموح، وأركز في مستقبلي، وأبحث عن التميز. كما أن والدتي متواصلة معي باستمرار، أستشيرها في كل شيء، وتتابع كل تحركاتي، ولهذا فإن ضميري مرتاح.
ماهي الرسالة التي توجهها لناديك السابق المصنعة؟
أن يتم مراعاة ظروف اللاعبين وعدم ظلمهم. كما أدعو المدربين بالابتعاد عن المحاباة والمزاجية عند انتقاءهم للاعبين ، فقط لأنهم من أبناء قريتهم! وليس على أساس الموهبة والكفاءة وإلا كيف تفسرون أن يتبناني أحد أرقى الأندية القطرية بينما في بلدي رأى المدربين غير ذلك!
وما هي رسالتك للمسئولين الرياضيين بالسلطنة؟
أتمنى بأن أكون سبباً في صحوة مسئولين الكرة العُمانية، لكي لا يُظلم غيري بهذا الشكل المهين، ولكي لا يتمادى هذا الوضع أكثر مما هو عليه.
ماهي حكمتك في الحياة؟
عش عزيزاً أو مت كريماً .. أربع كلمات تحمل معنى كتاب كامل.
للعلم منقول