نزوى - ش
"روائع عمان الجيولوجية والحضارية" كتاب جديد للمؤلف د.سليمان بن سالم الحسيني صدر مؤخرا يصف الطبيعة الجيولوجية والجغرافية للسطنة ويقف بكثير من التفاصيل عن إنجازات الإنسان العماني على أرض بلده خلال حقبة تمتد لآلاف السنين. لقد حرص المؤلف على أن يجعل فكرته تصل إلى القارئ ليس من خلال الكلمة وحسب، وإنما دعم الكلمة بما يزيد على 550 صورة عالية الجودة ينشر معظمها لأول مرة. كما احتوى الكتاب على الرسومات التوضيحية، والخرائط، والجداول. والكتاب الذي طبع طباعة ملونة، ويقع في 182 صفحة من الحجم المتوسط، قد صمم تصميماً متميزاً يشد انتباه القارئ من حيث المحتوى والشكل، قُسِّم الكتاب إلى 16 فصلاً تتحدث عن مواضيع مختلفة عن الأرض وطبيعتها والإنسان العماني وانجازاته.
يقول الكاتب أن إنجاز الكتاب قد امتد لمدة 6 سنوات من العمل الدؤوب من حيث تجميع مادة الكتاب العلمية وعمل الرسومات التوضيحية والتقاط الصور. وقد ساهم العديد من الأشخاص والمؤسسات الأهلية والحكومية في تزويد المؤلف بمادة الكتاب وبعض الصور. وقد اعتنى الكاتب بالقيمة العلمية للكتاب ودقة المعلومات ومصادقية الفكرة، لذا فقد حرص على توثيق مصادر المعلومات، وتدوينها تدوينا دقيقا. ولم تكن الكتب وغيرها من المنشورات هي المصادر الوحيدة للكتاب بل استعان المؤلف بعدد من الأشخاص الذين ساهموا بمعلومات تنشر لأول مرة تعبر عن بعض الممارسات الاجتماعية وعادات المجتمع العماني وثقافته غير المكتوبة. كما اعتمد المؤلف على مشاهدته الشخصية ومعرفته ببلده في وضع كثير من المعلومات. لذا يمكن أن يعتبر الكتاب مصدراً موثوقاً به لكثير من المعلومات المهمة عن عُمان.
ومن حيث الموضوعات التي قسمت إلى 16 فصلاً، اشتمل الكتاب على مدخل تاريخي تتبع فيه الكاتب وجود الإنسان في عُمان منذ القرن السادس قبل الميلاد وذلك من خلال ما أظهرته الحفريات في موقع القرم بمسقط، وغيرها من المواقع كموقع سلوت في المنطقة الداخلية. وتتبع الكاتب المكانة التي اكتسبها عمان قبل4500 سنة من خلال صناعة النحاس التي تمت فيما يقارب 44 موقع صناعياً متوزعة في عدة مناطق منها صحار وسمائل وسمد. كما تتبع الكاتب الدور الذي قامت به تجارة اللبان في ظفار في القرن الأول قبل الميلاد في ربط المنطقة بالحضارات القديمة مثل السومرية والفرعونية والبابلية. حيث ظهرت ميناء سمهرم (خور روري) في الخريطة التي رسمها الجغرافي القديم بطليموس، ثم تطرق المؤلف إلى دور عمان في التواصل الحضاري مع شرق أفريقيا، والهند والصين والمناطق المطلة على الخليج العربي.
وفي الفصل الثاني ناقش الكاتب النشأة الجيولوجية لعمان. حيث قدم عرضاً تفصيليا للجبال ونشأتها، وأنواعها، وأشكالها. ثم تطرق إلى السواحل الشواطئ مقدماً وصفا تفصيلياً للاختلافات التي تشهدها سواحل عمان بدءاً من سواحل مسندم مرورا بالباطنة ومسقط إلى الشرقية والوسطى وسواحل محافظة ظفار. بعد ذلك تحدث عن الصحراء والكثبان الرملية وأسباب تشكلها. ثم تحدث عن الأودية وأحواضها وأسمائها. ثم تحدث عن الكهوف وآلية تكونها وتأثيرات المياه في طبقات الأرض بحيث تكونت الكهوف الضخمة في عمان ككهف الهوتة المفتوح للسياحة، وكهف سلماه، وكهوف محافظة ظفار ككهف صحور وطيق وطوي اعتير. كما أن المؤلف تحدث عن حركة الصفائح القارية (الحركة التكتونية) وانتقال عُمان بين عدة مواقع مختلفة على سطح الأرض خلال 700 مليون سنة بدءا من المناطق الجليدية وإلى المناطق الاستوائية حتى استقرارها أخيراً في موقعها الحالي.
وفيما يتعلق بالجانب الحضاري تناول الكاتب هذا الموضوع تحت عناوين مختلفة، حيث تحدث عن القرية العمانية موضحاً أن الموقع الجغرافي يعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تحدد طبيعة القرية العمانية. فهناك اختلاف واضح بين القرى الساحلية والقرى الجبلية، والقرى الصحراوية. كما أن هناك اختلاف بين قرى محافظة ظفار وقرى المناطق الشمالية من السلطنة، فمزارع النخيل التي تسقيها الأفلاج تعتبر أحد المكونات الواضحة للقرية في الجزء الشمالي من عمان. وحسبما يشير المؤلف أن القرية العمانية التقليدية تتشكل أساسا من مزارع النخيل والحارات التي يسكن فيها المواطنون. وقد قدم المؤلف عرضا مفصلاً لأنواع ومسميات مزارع النخيل، كما تحدث عن الحارات وأجزاء البيت العماني التقليدي. إلا أنه وفيما يتعلق بالجانب المعماري أفرد فصلاً مستقلا تحت عنوان الحضارة المعمارية تحدث فيها عن الحارات القديمة مثل حارة الجامع بأدم وحارة المنزفة بإبراء، وتحدث عن المساجد القديمة والأسواق التراثية، كما تطرق إلى القلاع والحصون متحدثا عن الجانب الجمالي في هذا الفن المعماري مثل النقوش والأشكال الهندسية الملاحظة في بعض الحصون كحصن جبرين. كذلك أفرد المؤلف فصلاً كاملاً عن مدينة مسقط متحدثاً عن الجوانب الجمالية وما تتميز به هذه المدينة من خصائص فريدة تشكلت عناصرها من الطبيعة كالبحر والجبال والسهول والكثبان الرملية من جانب، والعمران المميز المتمثل في البيوت التقليدية والقلاع والحصون، والطرق والمساجد الحديثة كجامع السلطان قابوس الأكبر. كما تحدث المؤلف عن الصناعات التقليدية باعتبار أنها رمز حضاري يدل على تفاعل الإنسان العماني مع بيئته ومحاولة الاستفادة من إمكانياتها في حياته اليومية. وقد أشار المؤلف أن الصناعات التقليدية لا تزال تلقى القبول بين أفراد المجتمع كما قد حظيت بالأهتمام الكبير من قبل الحكومة.
كما تحدث الكاتب بإسهاب عن النظام المائي في عمان. حيث تحدث عن الأمطار والعوامل الجوية التي تؤثر في هطول الأمطار في عُمان موضحاً الاختلاف بين الأمطار التي تهطل في فصل الشتاء، وتلك التي تتكون في فصل الصيف والتي تتسم بتقطعها وغزارتها أحيانا. كما تحدث عن الفيضانات والسيول الجارفة والعوامل الجغرافية التي تؤدي إلى جريان الأودية وأنواع الأدوية وتركيبتها من حيث الأرضية الصخرية والرملية وغيرها. و كذلك عن العيون الحارة مثل عين الكسفة، والعيون الباردة مثل عين جرزيز بصلالة، والفوراة بنخل، وعن الخيران كخور صلالة وخور المغسيل وتأثيراتها في التنوع البيئي في عمان. كما تحدث عن نظام الأفلاج وطريقة شق الفلج وتوزيع مياه الأفلاج في الري والاستخدام البشري الآخر. وقد اتخذ المؤلف نظام قعد الفلج في بلدة لزغ التابعة لولاية سمائل مثال على تداول الأهالي التقليدي لمياه الأفلاج لري مزروعاتهم. فقد شرح المؤلف آلية القعد شرحاً مفصلا بالجداول والرسومات التوضيحية.
كذلك تحدث المؤلف عن الحيوانات البرية، والطيور والبيئة البحرية. وعن المحميات الطبيعية باعتبارها مظهرا حضاريا يظهر مدى الاهتمام التي توليه السلطنة بالبيئة البرية وما يعيش فيها من حيوانات وطيور ونباتات. ويرى المؤلف أن الأهتمام بالبيئة في السلطنة أدى إلى الحفاظ على التنوع البيئي وأعطى الفرصة لكثير من الكائنات الحية للتكاثر، بل إن مشروع المها العربية أعاد هذا الحيوان إلى بيئته بعدما هدد الإنسان وجوده وأوشك أن ينقرض. كما أشار المؤلف أن السلطنة باعتبارها طريق الهجرة لكثير من الطيور تشكل واجهة ذات أهمية لكثير من أنواع الطيور النادرة في العالم. ومن هنا فإن الحفاظ على بيئة الطيور في عمان تكتسب أهمية عالمية مثلها مثل الحفاظ على بيئة السلاحف التي تتخذ من عدد من شواطئ السلطنة أماكن للتكاثر.
وتحدث المؤلف عن الغطاء النباتي في عمان موضحا أن هناك بيئات نباتية متعددة مثل البيئة الرملية والبيئة الجبلية وبيئة الأودية. كما تحدث عن الغطاء النباتي في محافظة ظفار وتميزه عن الغطاء النباتي في الشمال. حيث إن الغطاء النباتي في محافظة ظفار يشبه الغطاء النباتي في القارة الإفريقية في حين أن الغطاء النباتي في الشمال يشبه في كثير من الجوانب الغطاء النباتي في القارة الهندية وإيران. كما تحدث المؤلف عن الأشجار المعمرة وما يتميز به الجبل الأخضر من تنوع في الأشجار البرية والمزروعة. وقد أفرد المؤلف فصلا كاملا عن النخلة معتبراً إياها شجرة المجتمع العماني. وفي هذا الإطار تحدث المؤلف عن أنواع النخيل ومسمياتها واستخدام المجتمع العماني لمنتجات النخلة من سعف وكرب وجذوع في كثير من أمور الحياة اليومية. كما أفرد المؤلف فصلا مستقلا عن شجرة اللبان التي تتميز بها محافظة ظفار.
وفيما يتعلق بالخيول والجمال فقد أفرد المؤلف الفصل الأخير للحديث عن اهتمام المجتمع العماني بتربية الخيول والجمال ومشاركتها في السباقات الرسمية والأهلية. حيث أجرى المؤلف لقاء مع عدد من المواطنين المشهورين بتربيتهم للخيول والجمال في السلطنة. وقد أشار إلى أن الهجن العمانية الأصلية تلقى قبولا في السوق الخليجية.
وقد أفرد المؤلف مساحة للشعراء العمانيين الذين اهتموا بالبيئة العمانية وفاضت قرائحهم بالقصائد المعبرة عن الطبيعة وحبهم لها. حيث أورد مقاطع وقصائد لشعراء تحدثوا عن الطبيعة من جبال وسهول وأمطار وشمس ونخيل وأشجار ورمال. ومن الشعراء الذين وجدوا مكانة في هذا الكتاب الشاعر المعروف ابو مسلم البهلاني، وابن شيخان السالمي، وسعيد بن علي اليعربي وخميس بن ماجد الصباري، وعبدالله بن أحمد الحسيني.
وبما أن التنوع الجغرافي والحضاري في عمان يشكل عامل جذب للإنسان، وانطلاقا من اهتمام كثير من المواطنين والمقيمين بالسياحة الداخلية ورغبتهم في قضا الأوقات الممتعة مع الأهل أو الأصدقاء في أحضان الطبيعة فقد أفرد المؤلف جزءا قدم فيه معلومات تخدم المهتمين بالسياحة الداخلية. وقد دعم المؤلف هذا الجزء بالخرائط والصور التي تشير إلى أماكن ذات قيمة سياحية وأخرى ذات قيمة علمية من حيث الجانب الجيولوجي أو التراثي.
أكثر...
"روائع عمان الجيولوجية والحضارية" كتاب جديد للمؤلف د.سليمان بن سالم الحسيني صدر مؤخرا يصف الطبيعة الجيولوجية والجغرافية للسطنة ويقف بكثير من التفاصيل عن إنجازات الإنسان العماني على أرض بلده خلال حقبة تمتد لآلاف السنين. لقد حرص المؤلف على أن يجعل فكرته تصل إلى القارئ ليس من خلال الكلمة وحسب، وإنما دعم الكلمة بما يزيد على 550 صورة عالية الجودة ينشر معظمها لأول مرة. كما احتوى الكتاب على الرسومات التوضيحية، والخرائط، والجداول. والكتاب الذي طبع طباعة ملونة، ويقع في 182 صفحة من الحجم المتوسط، قد صمم تصميماً متميزاً يشد انتباه القارئ من حيث المحتوى والشكل، قُسِّم الكتاب إلى 16 فصلاً تتحدث عن مواضيع مختلفة عن الأرض وطبيعتها والإنسان العماني وانجازاته.
يقول الكاتب أن إنجاز الكتاب قد امتد لمدة 6 سنوات من العمل الدؤوب من حيث تجميع مادة الكتاب العلمية وعمل الرسومات التوضيحية والتقاط الصور. وقد ساهم العديد من الأشخاص والمؤسسات الأهلية والحكومية في تزويد المؤلف بمادة الكتاب وبعض الصور. وقد اعتنى الكاتب بالقيمة العلمية للكتاب ودقة المعلومات ومصادقية الفكرة، لذا فقد حرص على توثيق مصادر المعلومات، وتدوينها تدوينا دقيقا. ولم تكن الكتب وغيرها من المنشورات هي المصادر الوحيدة للكتاب بل استعان المؤلف بعدد من الأشخاص الذين ساهموا بمعلومات تنشر لأول مرة تعبر عن بعض الممارسات الاجتماعية وعادات المجتمع العماني وثقافته غير المكتوبة. كما اعتمد المؤلف على مشاهدته الشخصية ومعرفته ببلده في وضع كثير من المعلومات. لذا يمكن أن يعتبر الكتاب مصدراً موثوقاً به لكثير من المعلومات المهمة عن عُمان.
ومن حيث الموضوعات التي قسمت إلى 16 فصلاً، اشتمل الكتاب على مدخل تاريخي تتبع فيه الكاتب وجود الإنسان في عُمان منذ القرن السادس قبل الميلاد وذلك من خلال ما أظهرته الحفريات في موقع القرم بمسقط، وغيرها من المواقع كموقع سلوت في المنطقة الداخلية. وتتبع الكاتب المكانة التي اكتسبها عمان قبل4500 سنة من خلال صناعة النحاس التي تمت فيما يقارب 44 موقع صناعياً متوزعة في عدة مناطق منها صحار وسمائل وسمد. كما تتبع الكاتب الدور الذي قامت به تجارة اللبان في ظفار في القرن الأول قبل الميلاد في ربط المنطقة بالحضارات القديمة مثل السومرية والفرعونية والبابلية. حيث ظهرت ميناء سمهرم (خور روري) في الخريطة التي رسمها الجغرافي القديم بطليموس، ثم تطرق المؤلف إلى دور عمان في التواصل الحضاري مع شرق أفريقيا، والهند والصين والمناطق المطلة على الخليج العربي.
وفي الفصل الثاني ناقش الكاتب النشأة الجيولوجية لعمان. حيث قدم عرضاً تفصيليا للجبال ونشأتها، وأنواعها، وأشكالها. ثم تطرق إلى السواحل الشواطئ مقدماً وصفا تفصيلياً للاختلافات التي تشهدها سواحل عمان بدءاً من سواحل مسندم مرورا بالباطنة ومسقط إلى الشرقية والوسطى وسواحل محافظة ظفار. بعد ذلك تحدث عن الصحراء والكثبان الرملية وأسباب تشكلها. ثم تحدث عن الأودية وأحواضها وأسمائها. ثم تحدث عن الكهوف وآلية تكونها وتأثيرات المياه في طبقات الأرض بحيث تكونت الكهوف الضخمة في عمان ككهف الهوتة المفتوح للسياحة، وكهف سلماه، وكهوف محافظة ظفار ككهف صحور وطيق وطوي اعتير. كما أن المؤلف تحدث عن حركة الصفائح القارية (الحركة التكتونية) وانتقال عُمان بين عدة مواقع مختلفة على سطح الأرض خلال 700 مليون سنة بدءا من المناطق الجليدية وإلى المناطق الاستوائية حتى استقرارها أخيراً في موقعها الحالي.
وفيما يتعلق بالجانب الحضاري تناول الكاتب هذا الموضوع تحت عناوين مختلفة، حيث تحدث عن القرية العمانية موضحاً أن الموقع الجغرافي يعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تحدد طبيعة القرية العمانية. فهناك اختلاف واضح بين القرى الساحلية والقرى الجبلية، والقرى الصحراوية. كما أن هناك اختلاف بين قرى محافظة ظفار وقرى المناطق الشمالية من السلطنة، فمزارع النخيل التي تسقيها الأفلاج تعتبر أحد المكونات الواضحة للقرية في الجزء الشمالي من عمان. وحسبما يشير المؤلف أن القرية العمانية التقليدية تتشكل أساسا من مزارع النخيل والحارات التي يسكن فيها المواطنون. وقد قدم المؤلف عرضا مفصلاً لأنواع ومسميات مزارع النخيل، كما تحدث عن الحارات وأجزاء البيت العماني التقليدي. إلا أنه وفيما يتعلق بالجانب المعماري أفرد فصلاً مستقلا تحت عنوان الحضارة المعمارية تحدث فيها عن الحارات القديمة مثل حارة الجامع بأدم وحارة المنزفة بإبراء، وتحدث عن المساجد القديمة والأسواق التراثية، كما تطرق إلى القلاع والحصون متحدثا عن الجانب الجمالي في هذا الفن المعماري مثل النقوش والأشكال الهندسية الملاحظة في بعض الحصون كحصن جبرين. كذلك أفرد المؤلف فصلاً كاملاً عن مدينة مسقط متحدثاً عن الجوانب الجمالية وما تتميز به هذه المدينة من خصائص فريدة تشكلت عناصرها من الطبيعة كالبحر والجبال والسهول والكثبان الرملية من جانب، والعمران المميز المتمثل في البيوت التقليدية والقلاع والحصون، والطرق والمساجد الحديثة كجامع السلطان قابوس الأكبر. كما تحدث المؤلف عن الصناعات التقليدية باعتبار أنها رمز حضاري يدل على تفاعل الإنسان العماني مع بيئته ومحاولة الاستفادة من إمكانياتها في حياته اليومية. وقد أشار المؤلف أن الصناعات التقليدية لا تزال تلقى القبول بين أفراد المجتمع كما قد حظيت بالأهتمام الكبير من قبل الحكومة.
كما تحدث الكاتب بإسهاب عن النظام المائي في عمان. حيث تحدث عن الأمطار والعوامل الجوية التي تؤثر في هطول الأمطار في عُمان موضحاً الاختلاف بين الأمطار التي تهطل في فصل الشتاء، وتلك التي تتكون في فصل الصيف والتي تتسم بتقطعها وغزارتها أحيانا. كما تحدث عن الفيضانات والسيول الجارفة والعوامل الجغرافية التي تؤدي إلى جريان الأودية وأنواع الأدوية وتركيبتها من حيث الأرضية الصخرية والرملية وغيرها. و كذلك عن العيون الحارة مثل عين الكسفة، والعيون الباردة مثل عين جرزيز بصلالة، والفوراة بنخل، وعن الخيران كخور صلالة وخور المغسيل وتأثيراتها في التنوع البيئي في عمان. كما تحدث عن نظام الأفلاج وطريقة شق الفلج وتوزيع مياه الأفلاج في الري والاستخدام البشري الآخر. وقد اتخذ المؤلف نظام قعد الفلج في بلدة لزغ التابعة لولاية سمائل مثال على تداول الأهالي التقليدي لمياه الأفلاج لري مزروعاتهم. فقد شرح المؤلف آلية القعد شرحاً مفصلا بالجداول والرسومات التوضيحية.
كذلك تحدث المؤلف عن الحيوانات البرية، والطيور والبيئة البحرية. وعن المحميات الطبيعية باعتبارها مظهرا حضاريا يظهر مدى الاهتمام التي توليه السلطنة بالبيئة البرية وما يعيش فيها من حيوانات وطيور ونباتات. ويرى المؤلف أن الأهتمام بالبيئة في السلطنة أدى إلى الحفاظ على التنوع البيئي وأعطى الفرصة لكثير من الكائنات الحية للتكاثر، بل إن مشروع المها العربية أعاد هذا الحيوان إلى بيئته بعدما هدد الإنسان وجوده وأوشك أن ينقرض. كما أشار المؤلف أن السلطنة باعتبارها طريق الهجرة لكثير من الطيور تشكل واجهة ذات أهمية لكثير من أنواع الطيور النادرة في العالم. ومن هنا فإن الحفاظ على بيئة الطيور في عمان تكتسب أهمية عالمية مثلها مثل الحفاظ على بيئة السلاحف التي تتخذ من عدد من شواطئ السلطنة أماكن للتكاثر.
وتحدث المؤلف عن الغطاء النباتي في عمان موضحا أن هناك بيئات نباتية متعددة مثل البيئة الرملية والبيئة الجبلية وبيئة الأودية. كما تحدث عن الغطاء النباتي في محافظة ظفار وتميزه عن الغطاء النباتي في الشمال. حيث إن الغطاء النباتي في محافظة ظفار يشبه الغطاء النباتي في القارة الإفريقية في حين أن الغطاء النباتي في الشمال يشبه في كثير من الجوانب الغطاء النباتي في القارة الهندية وإيران. كما تحدث المؤلف عن الأشجار المعمرة وما يتميز به الجبل الأخضر من تنوع في الأشجار البرية والمزروعة. وقد أفرد المؤلف فصلا كاملا عن النخلة معتبراً إياها شجرة المجتمع العماني. وفي هذا الإطار تحدث المؤلف عن أنواع النخيل ومسمياتها واستخدام المجتمع العماني لمنتجات النخلة من سعف وكرب وجذوع في كثير من أمور الحياة اليومية. كما أفرد المؤلف فصلا مستقلا عن شجرة اللبان التي تتميز بها محافظة ظفار.
وفيما يتعلق بالخيول والجمال فقد أفرد المؤلف الفصل الأخير للحديث عن اهتمام المجتمع العماني بتربية الخيول والجمال ومشاركتها في السباقات الرسمية والأهلية. حيث أجرى المؤلف لقاء مع عدد من المواطنين المشهورين بتربيتهم للخيول والجمال في السلطنة. وقد أشار إلى أن الهجن العمانية الأصلية تلقى قبولا في السوق الخليجية.
وقد أفرد المؤلف مساحة للشعراء العمانيين الذين اهتموا بالبيئة العمانية وفاضت قرائحهم بالقصائد المعبرة عن الطبيعة وحبهم لها. حيث أورد مقاطع وقصائد لشعراء تحدثوا عن الطبيعة من جبال وسهول وأمطار وشمس ونخيل وأشجار ورمال. ومن الشعراء الذين وجدوا مكانة في هذا الكتاب الشاعر المعروف ابو مسلم البهلاني، وابن شيخان السالمي، وسعيد بن علي اليعربي وخميس بن ماجد الصباري، وعبدالله بن أحمد الحسيني.
وبما أن التنوع الجغرافي والحضاري في عمان يشكل عامل جذب للإنسان، وانطلاقا من اهتمام كثير من المواطنين والمقيمين بالسياحة الداخلية ورغبتهم في قضا الأوقات الممتعة مع الأهل أو الأصدقاء في أحضان الطبيعة فقد أفرد المؤلف جزءا قدم فيه معلومات تخدم المهتمين بالسياحة الداخلية. وقد دعم المؤلف هذا الجزء بالخرائط والصور التي تشير إلى أماكن ذات قيمة سياحية وأخرى ذات قيمة علمية من حيث الجانب الجيولوجي أو التراثي.
أكثر...
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions