فضل عملاق الجزائر الشاب سعد كعّيش الهرب من حر الصيف، الذي يضرب مدينة المسيلة الصحراوية، حيث يقيم مع عائلته، إلى سواحل العاصمة حيث يقضي أيامه في الشواطئ يمارس هواية السباحة المفضلة لديه.
يحاول سعد أن ينسى همه الذي يزداد مع ازدياد طول جسده، فهو الآن لا يتعدى الـ18 سنة وطوله بلغ مترين و35 سنتمترا، وقد أخبره الطبيب الذي يشرف عليه منذ سنوات أن معدل زيادة طوله يصل إلى سنتمتر واحد كل شهر، ولن يتوقف نموه إلا بعد سبع سنوات. يبحث سعد الآن عن علاج يوقف أو على الأقل يخفف من وتيرة نموه، لكنه غير متفائل من أن يجد الرعاية اللازمة في بلده، لذا فهو يخطط للهجرة «إلى فرنسا أو أي مكان آخر». المهم بالنسبة إليه هو «أن لا أبقى في الجزائر، هذا هو حلمي الوحيد الآن»، حسبما قال.

الرغبة الكامنة داخل سعد للهجرة تملكته لسببين، كما روى لـ«الشرق الأوسط» في لقاء معه أمس، الأول هو عدم توفر الإطار اللازم للاهتمام بالحالات المشابهة له في بلده، وأيضا ما سمعه من زميل له في «العملقة» يدعى منير سبقه إلى الهجرة، وهو الآن يقضي أيامه قرب برج إيفل بالعاصمة الفرنسية يلتقط معه السياح صورا تذكارية ويأخذ مقابل ذلك مالا يعيش به ويدخر منه أيضا.
سعد مغتاظ أيضا من وضعه في الجزائر لأنه يجد صعوبات كبيرة في الحصول على ملابس تناسب طوله، فهو الآن يلبس سروالا يقول انه الوحيد الذي يغسله ويعيد ارتداءه، أما الحذاء فله معه حكاية طويلة وعريضة. فهو الذي جعله يخسر أهم شيئا في حياته، فرصة التعلم والدراسة. يحكي سعد أنه اضطر إلى التوقف عن الدراسة وهو في السنة الخامسة ابتدائي، اذ كان عمره آنذاك عشر سنوات. ولدى سؤاله عن السبب، أجاب بكل عفوية «الصباط ما كانش». ثم يروي كيف أن والده الذي يعمل سائق سيارة أجرة جال مدنا عديدة يبحث لابنه البكر عن حذاء يليق بقدميه، لكنه عجز عن ذلك وكانت النتيجة أن قاطع سعد مقاعد الدراسة وبقي مدة عامين وهو يمشي حافي القدمين. بعد ذلك تكفلت إحدى مؤسسات المعاقين بصناعة أحذية على مقاسه قبل أن توفر له وزارة المجاهدين قبل أسابيع حذاء صنعته خصيصا على مقاسه الذي يقدر بنحو ضعف مقاس الرجل العادي.
يقول سعد إنه ليس معقدا من طوله، اذ تعود على نظرات الناس وزملائه إليه منذ سنوات عمره الأولى، فقد كان طوله في سن الـ12 يقارب المترين، وهو الآن يزن 123 كيلوغراما وينام على الأرض ويضطر في كل مرة يركب فيها سيارة الأجرة إلى دفع ثمن مقعدين.
أما إذا سُئل عن الزواج فإنه يرفع تلقائيا سبابته ويحركها يمينا وشمالا كعلامة بأنه لا يريد مجرد إثارة هذه المسألة.
وقد اعترف في الاخير بأنه لا يفكر في الزواج أصلا بسبب تجربة عاطفية سابقة حدثت معه، قبل سنوات، عندما كان يعرف فتاة ثم صادفها يوما مع شاب آخر.
ويروي سعد بعض طرائفه مع الناس وهو يبتسم، قائلاً: «كنت ذات يوم واقفا في شاطئ شنوة (80 كلم غرب العاصمة)، فسمعت أحد المصطافين يناديني ويسأل كيف أن البحر عميق في البداية وغير عميق في المكان الذي أوجد فيه فطلبت منه أن يأتي إلى حيث أوجد، لكن ما إن أراد أن يضع رجليه على الأرض حتى اختفى فسارعت إلى حمله ودفعت به نحو الشاطئ». في نفس الشاطئ صادف ايضاً عائلة كاملة تقف أمامه وهي مدهوشة، وعندما سأل الوالد عن الســـــبب رد عليه أن أولاده لاحظوا آثار أقدام عملاقة على رمال الشاطئ فقرروا اقتفاء أثرها إلى أن وجدوا أنفســهم أمامه.
تحياتي
يحاول سعد أن ينسى همه الذي يزداد مع ازدياد طول جسده، فهو الآن لا يتعدى الـ18 سنة وطوله بلغ مترين و35 سنتمترا، وقد أخبره الطبيب الذي يشرف عليه منذ سنوات أن معدل زيادة طوله يصل إلى سنتمتر واحد كل شهر، ولن يتوقف نموه إلا بعد سبع سنوات. يبحث سعد الآن عن علاج يوقف أو على الأقل يخفف من وتيرة نموه، لكنه غير متفائل من أن يجد الرعاية اللازمة في بلده، لذا فهو يخطط للهجرة «إلى فرنسا أو أي مكان آخر». المهم بالنسبة إليه هو «أن لا أبقى في الجزائر، هذا هو حلمي الوحيد الآن»، حسبما قال.

الرغبة الكامنة داخل سعد للهجرة تملكته لسببين، كما روى لـ«الشرق الأوسط» في لقاء معه أمس، الأول هو عدم توفر الإطار اللازم للاهتمام بالحالات المشابهة له في بلده، وأيضا ما سمعه من زميل له في «العملقة» يدعى منير سبقه إلى الهجرة، وهو الآن يقضي أيامه قرب برج إيفل بالعاصمة الفرنسية يلتقط معه السياح صورا تذكارية ويأخذ مقابل ذلك مالا يعيش به ويدخر منه أيضا.
سعد مغتاظ أيضا من وضعه في الجزائر لأنه يجد صعوبات كبيرة في الحصول على ملابس تناسب طوله، فهو الآن يلبس سروالا يقول انه الوحيد الذي يغسله ويعيد ارتداءه، أما الحذاء فله معه حكاية طويلة وعريضة. فهو الذي جعله يخسر أهم شيئا في حياته، فرصة التعلم والدراسة. يحكي سعد أنه اضطر إلى التوقف عن الدراسة وهو في السنة الخامسة ابتدائي، اذ كان عمره آنذاك عشر سنوات. ولدى سؤاله عن السبب، أجاب بكل عفوية «الصباط ما كانش». ثم يروي كيف أن والده الذي يعمل سائق سيارة أجرة جال مدنا عديدة يبحث لابنه البكر عن حذاء يليق بقدميه، لكنه عجز عن ذلك وكانت النتيجة أن قاطع سعد مقاعد الدراسة وبقي مدة عامين وهو يمشي حافي القدمين. بعد ذلك تكفلت إحدى مؤسسات المعاقين بصناعة أحذية على مقاسه قبل أن توفر له وزارة المجاهدين قبل أسابيع حذاء صنعته خصيصا على مقاسه الذي يقدر بنحو ضعف مقاس الرجل العادي.
يقول سعد إنه ليس معقدا من طوله، اذ تعود على نظرات الناس وزملائه إليه منذ سنوات عمره الأولى، فقد كان طوله في سن الـ12 يقارب المترين، وهو الآن يزن 123 كيلوغراما وينام على الأرض ويضطر في كل مرة يركب فيها سيارة الأجرة إلى دفع ثمن مقعدين.
أما إذا سُئل عن الزواج فإنه يرفع تلقائيا سبابته ويحركها يمينا وشمالا كعلامة بأنه لا يريد مجرد إثارة هذه المسألة.
وقد اعترف في الاخير بأنه لا يفكر في الزواج أصلا بسبب تجربة عاطفية سابقة حدثت معه، قبل سنوات، عندما كان يعرف فتاة ثم صادفها يوما مع شاب آخر.
ويروي سعد بعض طرائفه مع الناس وهو يبتسم، قائلاً: «كنت ذات يوم واقفا في شاطئ شنوة (80 كلم غرب العاصمة)، فسمعت أحد المصطافين يناديني ويسأل كيف أن البحر عميق في البداية وغير عميق في المكان الذي أوجد فيه فطلبت منه أن يأتي إلى حيث أوجد، لكن ما إن أراد أن يضع رجليه على الأرض حتى اختفى فسارعت إلى حمله ودفعت به نحو الشاطئ». في نفس الشاطئ صادف ايضاً عائلة كاملة تقف أمامه وهي مدهوشة، وعندما سأل الوالد عن الســـــبب رد عليه أن أولاده لاحظوا آثار أقدام عملاقة على رمال الشاطئ فقرروا اقتفاء أثرها إلى أن وجدوا أنفســهم أمامه.
تحياتي