"جايّين".. حملة أردنية للتغيير أخبار الشبيبة

    • "جايّين".. حملة أردنية للتغيير أخبار الشبيبة

      عمّان – ش
      يبدو أن الساحة العربية ستشهد ظهورا لعدد متزايد من التنظيمات والحركات وجمعيات المجتمع المدني الداعية الى التغيير في اكثر من دولة عربية، وفي هذا الاطار وتمشيا مع حركات احتجاج اجتماعية عربية سبقتها في هذا المضمار، مثل حركة "كفاية" في مصر وَسَميَّتِها في الأرض الفلسطينية، أشهرت الحملة الأردنية للتغيير "جايّين" عن نفسها بوصفها إحدى القوى الشعبية الاردنية التي قادت الشارع في مسيرات احتجاجية شعبية طالبت برحيل الحكومة والشروع في تنفيذ الإصلاح في الاردن.
      الحملة التي يعني اسمها "إننا قادمون لأجل وطننا"، وفق ما قالته لـ"الشبيبة" الناشطة النسائية صفاء بطاينة (31 عاماً)، تضم في بنيتها عدداً من اللجان الشعبية التي كانت حاضرة في المشهد العام في المملكة الاردنية منذ سنوات، من مثل لجنة الدفاع عن عمال المياومة، فيما المجموعات الأخرى حديثة التكوين، مثل لجنة المعلمين، ولجنة المتقاعدين العسكريين. وإلى جوار هؤلاء ثمة جماعات سياسية ونقابية وحزبية يمتلك رموزها خبرة في العمل الوطني العام، ولديهم آراء متبلورة وناضجة إزاء قضايا وطنية تشغل الناس، من مثل حركة اليسار الاجتماعي، و"المبادرة الوطنية"، والتيار الوطني التقدمي، فضلاً عن اتحادات وروابط شبابية وثقافية.
      في الثاني والعشرين من يناير الفائت، أصدرت الحملة بيانها الأول من مدينة الكرك (200 كم جنوب العاصمة عمّان)، وتحديداً من بيت أحد المعلمين الذين يطالبون بإنشاء نقابة تحفظ حقوقهم، إلا أن شرارة الحملة أوقِدت في "ذيبان" (في الجنوب أيضاً)، البلدة التي أشعلت نار الاحتجاجات والمسيرات الشعبية التي أسهمت في إقالة حكومة سمير الرفاعي مطلع فبراير الجاري، وتكليف معروف البخيت تشكيلَ حكومة جديدة.
      وتتبنى الحملة مطالب جماهيرية تعبّر عن نبض الشارع، ولذا فإنها تستلهم قوتها وامتدادها من هذا الشارع. وهي تدعو إلى الشروع بتنفيذ سلسة إجراءات ترى أنها تنقذ البلاد من تغول سلطة على حساب أخرى، وتنهي حالة الاحتقان والتردي المعيشي لقطاعات من الموظفين.
      وللوصول إلى هذه الغاية، فإن الحملة تطالب بإعادة تشكيل القطاع العام، وإنشاء وزارة للتموين بصلاحيات واسعة وتدخلية، وإقرار قانون ضريبي ينتهي بإلغاء الضرائب عن السلع الخدماتية والمعيشية، وإنشاء نقابة للمعلمين.
      ومن بين مطالب الحملة التي تحققت، رحيل حكومة سمير الرفاعي، ليصار بعدها إلى المطالبة بتشكيل "حكومة إنقاذ وطني" تأخذ على عاتقها "إنشاء محكمة خاصة بملفات الفساد الكبرى، بما فيها ملفات الخصخصة وبيوعات موجودات القطاع العام، واسترداد أموال الشعب وإعادتها إلى الخزينة".
      الحركة اتفقت في بيانها الأول على تسمية القيادي العمالي محمد السنيد، ناطقاً إعلامياً باسمها، هو الذي يُعَدّ من أبرز الشبّان النشطاء في المجال العام في البلاد، حيث قاد أكثر من 50 اعتصاماً عمّالياً، وهو مؤسس لجنة عمال المياومة التي تشكلت لتطالب بتثبيت عمّال وزارة الزراعة العام 2006 (بمعنى منحهم راتباً منتظماً وضماناً اجتماعياً وتأميناً صحياً، وبقية الامتيازات الوظيفية). واستطاعت اللجنة إزعاج الحكومات المتعاقبة. وقد فُصِلَ السنيد من عمله في "الزراعة" العام الفائت، بسبب تزعّمه للّجنة بحسب تصريحه لـ"الشبيبة"، إلا أن القرار الذي وقّعه وزير الزراعة يشير إلى أن سبب فصله "تغيبه عن العمل"، وهو ما ينفيه السنيد جملة وتفصيلاً.
      السنيد (34 عاماً)، لا يجد اليوم في جلوسه عن العمل أسفاً وندماً على ما آلت إليه أوضاعه حيث يعيل أربعة أبناء، إلا أنه يرى في قيادته الشارعَ وتحريك الناس مبتغىً وطنياً حمله على عاتقه. وهو الأمر الذي يشترك معه فيه "سياج المجالي" (45 عاماً)، وهو منسق حملة "جايّين" في جنوب البلاد، الذي يبدو فخوراً بإسهامه في تحريك الشارع للمطالبة بحقوقهم "المشروعة" وفق تعبيره.
      وقد نجحت الحركة في قيادة الشارع ووحّدت رايات المشاركين في المسيرات، في وقتٍ لم تكن فيه رايات الإسلاميين الخضراء أو رايات اليساريين الحمراء نقطة التقاء الجميع. إذ اتفق أعضاء الحملة على أن يكون العلَم الأردني رايتهم. وقد نالت الحملة تأييدا من جانب عدد من الكُتّاب والمحللين، بعد أن أخفقت قوى حزبية ذات تاريخ طويل، في قيادة الشارع، بل ترددت في إيقاد شعلة الاحتجاجات وآثر كلٌّ منها الخروج بمسيرات منفردة بمنأى عن تلك التي نظمها مواطنون لا يحملون أي أجندات أو خلفيات حزبية وتنظيمية، فالمسيرات من النوع الأخير هي التي تثير الاهتمام من جانب الحكومة.
      وتؤكد حملة "جايّين" أن المجتمع الأردني بات يشهد اليوم حركات اجتماعية وسياسية صاعدة تمتلك روحاً وديناميكية جديدتين ومختلفتين عن تلكما اللتين تَسِمان أحزاباً سياسية يبدو بعضها خارج زمنه. ويمكن لـ"جايّين" بحسب الكاتب فهد الخيطان، أن تكون التعبيرَ الأردني عن التيار المطالب بالتغيير، "شرط أن تحافظ على طابعها الشعبي، وأن لا تبحث عن مكاسب حزبية وفئوية، أو تدخل في دهاليز العلاقة مع الحكومات والبنى التقليدية للأحزاب".
      حملة "جايين" اجتازت الاختبار المتمثل في تشكيل معارضة جديدة غير تقليدية، وهو ما من شأنه "تحجيم القوى السياسية التقليدية، واللحاق بها وربما إجبارها على اللهاث وراء المبادرات الشابة والتفاعل معها"، بحسب ما يرى الناشط اليساري ناهض حتر، عادّاً هذه الحملة تطوراً جديداً في السياسة الأردنية، ستكون له آثار بعيدة المدى على صعيد "إعادة تكوين الحركة الوطنية".
      أما الكاتب الأردني المقيم في لندن أمجد ناصر، فهو الذي يتابع نشاطات حملة "جايّين" من بعيد، ويرى أن هذه الحملة "تمثل شباباً أردنياً يعيد خلط الأوراق ويغير قواعد لعبة القط والفأر المستقرة بين السياسة الاردنية "، وهو يرى أن "تلك اللعبة انتهت"، وأن الشباب لم يعودوا يقبلون بـ"عمليات تجميل".. إنهم يريدون - والكلام لناصر - "تغييراً جذرياً في جوهر العملية السياسية والاقتصادية".

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions