صلالة ـ محمد الرواس
ظفار والنصر.. عندما تتحدث عن التاريخ والبطولات فلا بد أن يمر على لسانك "عمدا" أو بدون أن "تشعر" أحد هذه الأسماء، فأنت تتحدث عن 25 بطولة رسمية ما بين دوري وكأس تزخر بها خزائن الناديين، وأنت بالتأكيد تعلم أن ذاك الفريق الأزرق يلقب بالملك، بينما يتوشح أصحاب الفانيلات الحمراء بوشاح الزعامة، وما بين هذا وذاك فالتاريخ حتما يكن الاحترام والتقدير للأسماء والنجوم التي أنجبتها تلك المدارس الكروية، وقد لا نبالغ إن قلنا إنهما معا أكثر من أخرج وما زال يخرج المواهب ويمد المنتخبات باللاعبين "المتميزين" على امتداد تاريخ الرياضة العمانية، وبعيدا عن التاريخ والأمجاد التي جمعتهما معا.. ولكن الكرة زرعت بين أبناء المدينة الواحدة مفصلا وتحديا قائما منذ أعوام بعيدة بين الفريقين، ذلك التحدي الذي أوجد نكهة خاصة للقاءات الفريقين والتي لا يختلف اثنان على أنها تكنى بـ"ديربي السلطنة الأول".
ثلاثة أو أربعة كيلومترات.. تفصل بين مقر الناديين وكذلك الحال بالنسبة لعدد البطولات، مما يؤكد احتدام المنافسة وشدة التحدي الذي عهدناه بين الفريقين، بينما يفصلنا يوم واحد فقط عن "موقعة الديربي" الذي سيقام الجمعة على ملعب نادي النصر والملقب بـ "الغبة" كناية على صعوبة المرور من هناك.. بينما يراهن الظفراويون على لاعبيهم في هذه "المهمة الصعبة" بغية الحصول على النقاط الثلاث والخروج من معمعة الديربي محملين بالفوز، وذلك حتما ما لن يرضاه عشاق "الأزرق" وهم الذين يتغنون بالصفقات الجديدة والأسماء البارزة التي حطت الرحال على "صلالة" لتمثل الشعار في قادم الأيام.

أرقام وإحصائيات
عند الحديث عن الأرقام والإحصائيات بين الفريقين فإن أول ما سيذكر بالتأكيد هو أن النصر وظفار هما الناديان الوحيدان اللذان لم يهبطا قط إلى الدرجة الثانية (الأولى حاليا) ولم يغيبا يوما عن الدرجة الأولى (الممتازة حاليا)، وفيما يخص لقاءات الفريقين في السنوات الأخيرة بالدوري فقد تقابل ظفار والنصر 15 مرة منذ موسم 2003/2004 ، فاز النصر في أربع مواجهات وفاز ظفار في ثلاث وتعادل الفريقان ثماني مرات.. سجل النصر في مرمى ظفار 14 هدفا وسجل ظفار في مرمى النصر 12 هدفا.
آخر فوز لظفار كان في إياب الموسم الماضي بتاريخ 25 مارس 2010 بهدف نظيف، بينما كان آخر فوز للنصر قبل موسمين بتاريخ 8 مايو 2009 بهدفين مقابل لا شيء، تقابل الفريقين في شهر فبراير مرتين فاز النصر مرة بهدف حسن زاهر موسم 2006/2007 وتعادلا في الأخرى سلبيا وكان ذلك في موسم 2008/2009 وفي مثل هذا هذه الجولة والتي تصادف الأسبوع 13 من عمر بطولة الدوري لعب الفريقان مرة واحدة وتعادلا سلبيا في موسم 2004/2005.
رقم آخر مهم هو أن بطولات ظفار والنصر الـ 25 تعادل أكثر من نصف عدد بطولات الأندية الأخرى بالسلطنة والتي تمتلك 48 بطولة ما بين دوري وكأس، وأن ظفار والنصر هما أكثر فريقين فوزا بالألقاب من بين الفرق الموجودة في دوري عمان موبايل لهذا الموسم.

صفقات وانتدابات بارزة!
عقدت إدارات الناديين العزم على العودة بالفريقين إلى موقعهما الطبيعي في سلم الترتيب، فالمركز الرابع مكرر حتما لا يليق بظفار أكثر الفرق تتويجا بقلب "الدوري" وبالمقابل فالمركز الثامن لم يكن يوما يرضي طموح عشاق النصر.
فظفار تمكن من إتمام صفقة المغربيين عادل لطفي وياسين أمليل بعدما استغنى عن الجابونيين سيدريك وبيتو وانتقل لاعبوه الكويتيون إلى النادي العربي الكويتي فيما أبقى الفريق على المدافع المتميز الأنجولي "سيتا"، ولم تغفل إدارة النادي جلب مدرب يقود ذلك الزخم من الأسماء الكبيرة التي يتقدمها الأسطورة هاني الضابط وقائد منتخبنا محمد ربيع الوافد حديثا والعائد "لعشه القديم" والمهاجم الرائع المخضرم هاشم صالح وغيرهم من الأسماء الكبيرة، فجلبت الإدارة المدرب المصري (أيمن الرمادي) وعينت علي سالم الأبرك مساعدا له بعدما تولى الأخير تدريب الفريق لفترة وجيزة.
النصر بدوره كان له نصيب الأسد من حيث عدد التعاقدات الرنانة، التي تقدمها ثاني هدافي كأس آسيا البحريني "إسماعيل عبداللطيف" ذو الأربعة والعشرين ربيعا، والجابوني القادم من ظفار بيتو ولاعب الوسط الغيني الأمين بانجورا ومدافعان الأول برازيلي والآخر هو الكويتي عبدالله المشيليح، وعلى المستوى المحلي فقد تعاقدت الإدارة مع المهاجم عمرو الحمومي القادم من نادي صلالة، وفيما يخص الجهاز الفني فقد تم استدعاء المحلي محمد جعبوب الذي سبق وأن درب النصر في فترة سابقة وكان ضمن الأجهزة الفنية للفريق مرات عديدة ويساعده أكرم حبريش.

غيابات مؤثرة
سيغيب عن الفريقين لاعبو المنتخب الأولمبي الموجودين في معسكر تركيا في هذه المباراة المهمة، التي يحتاج فيها كل فريق لأوراقه الرابحة، فظفار سيفتقر لجهود نجمه المميز حسين الحضري ولاعب الوسط محب عوض، بينما سيخسر النصر خمسة أسماء يتقدمها الدولي الموهوب قاسم سعيد وكل من غالب السمين ومهيب عزت ونايف خميس وأحمد "الدوربين"، بينما يغيب عن النصر كذلك لاعبو الخبرة حمدي هوبيس وحسين مستهيل للإصابة.
وفي ظل تلك الغيابات تعالت الأصوات المطالبة بتأجيل المباراة خصوصا من قبل النصر وبعض جماهيره والذي يغيب عنهم 5 لاعبين دفعة واحدة، ولكن الرد والجواب الشافي لم يأتِ بعد إلى الآن من قبل الاتحاد العماني ومازال يفصلنا فقط يوم واحد عن المباراة ولو أن المعطيات الأكبر تشير إلى أن الديربي سيقام في موعده!

مواجهات داخل المواجهة المرتقبة
بيتو لاعب ظفار السابق والنصر الحالي سيلعب مرة أخرى ضد فريقه وزملائه السابقين في مواجهة حتما ستكون مثيرة، بينما يواجه كذلك المدافع محمد ربيع وزميله أشرف عيد لاعبا ظفار حاليا فريقهم السابق في الموسم الماضي، وكذلك الحال بالنسبة للاعب هاشم صالح.

تصريحات حول الديربي:
الضابط: معنويات اللاعبين مرتفعة
هاني الضابط كابتن ظفار و"هداف العالم" تحدث للشبيبة بقوله: فريقنا جاهز لخوض مباراة الديربي وغيرها من المباريات، والمدرب الجديد "أيمن الرمادي" أوجد الاستقرار بالفريق وسوف تتضح ملامح عمله خلال الفترة القادمة، وباعتقادي أن معنويات الفريق عالية في الفترة الحالية واللاعبون عاقدون العزم على تصحيح المسار واتضح ذلك جليا من خلال الفوز على الشباب في افتتاح مباريات القسم الثاني وأضاف الضابط: على ضوء المعطيات السابقة أتمنى أن نضع حدا لتذبذب نتائج الفريق في الفترة الماضية وأن نواصل المشوار نحو الصدارة والعودة لمعانقة بطولة الدوري.
وعن حساسية الديربي تحدث الضابط قائلا: الديربي لم يعد كالسابق من ناحية الإثارة والمتعة الكروية وأعتقد أن السبب الرئيسي هو غياب الجماهير وقلة اهتمامها بالكرة المحلية وتوجهها لمتابعة البطولات الأوروبية عوضا عن ذلك، ولكن المباراة رغم ذلك تكتسب أهمية بالنسبة للفريقين وذلك لا يعني أن الديربي فقد بريقه بالكامل، ومن يدري قد تعود متعة وإثارة الديربي من خلال المباريات القادمة وعودة الفريقين للمنافسة معا ووحدهم اللاعبون من سيحسم فوز فريق على الآخر!

عادل مطر: النصر قادم بقوة للمنافسة!
عادل مطر كابتن النصر السابق ومدير الفريق الحالي والذي تسلم المهمة الإدارية بعدما بدأ الموسم كلاعب في صفوف الفريق يتحدث قائلا: الفريق في أتم الجاهزية لخوض المباراة القادمة رغم الغيابات المؤثرة والكبيرة ولكن النصر يمتلك قاعدة كبيرة من اللاعبين والأسماء القادرة على تعويض النقص والتي تفضلت الإدارة مشكورة بالتعاقد معها وبسد الثغرات في صفوف الفريق خلال الفترة الماضية. وأضاف مطر: النصر قادم بقوة للمنافسة في الدور القادم وفريقنا يمتلك عناصر قادرة على ذلك وبرأيي أن التعاقد مع 5 لاعبين محترفين يعد أمرا رائعا وحتما سيخدم الفريق في قادم الجولات.
وعن حساسية الديربي أضاف عادل مطر قائلا: إثارة مباريات ظفار والنصر بالتأكيد لم تعد كالسابق ولكن نتمنى أن تعود خصوصا أن هذه المباراة تلعب وسط أسماء ونجوم بارزة يزخر بها الناديان في الفترة الحالية!
وعن موضوع التأجيل أضاف مطر قائلا: بالنسبة لنا ننظر للتأجيل كأمر ثانوي، حيث إننا نصب تركيزنا الحالي على المباراة وعلى الفوز بها وإذا ما جاء قرار التأجيل فحينها لكل حادث حديث والأهم كما ذكرت بالنسبة لنا هو الفوز خصوصا بأننا سنلعب على أرضنا وبين جماهيرنا.

يونس أمان: الديربي فقد بريقه
يونس أمان الأسطورة العمانية السابق تحدث قائلا: مباريات الديربي فقدت بريقها ولم تعد كالسابق، حيث إن الاهتمام أصبح أقل وابتعاد الأندية عن البطولات كان أحد الأسباب وكذلك ابتعاد الأسماء والنجوم الكبيرة عن الناديين في الفترة الماضية، حيث أتذكر أنه في السابق عندما كنا ندخل مباريات الديربي كانت الجماهير تحضر لمتابعة النجوم والأسماء الرنانة وكان لكل لاعب جمهوره، وأيضا أعتقد أن ابتعاد اللاعبين عن مخالطة الجماهير والجلوس معها والحديث عن أوضاع الفريق في (دكة النادي) وغيرها من الأماكن الأخرى أوجد ضعف إلمام وبالتالي قلة اهتمام بالفريق من قبل جمهوره، فيجب على اللاعب أن لا يكتفي بالتمرين داخل النادي، بل يجب أن يشعر الجماهير بحبه للنادي وباهتمامه بالجمهور من خلال مجالستهم.
وأضاف يونس أمان: الصحافة والتلفزيون وغيرهما من وسائل الإعلام المختلفة لم تعد تولي الديربي اهتماما كالسابق وذلك يعد سببا آخر في تدني المستوى وغياب المتعة والإثارة، ورغم ذلك فإني أتمنى أن أشاهد الديربي جيدا من الناحية الفنية والجماهيرية خصوصا في ظل التعاقدات الأخيرة للفريقين خلال الفترة الماضية ونتمنى أن تعود الجماهير لمكانها الطبيعي في المدرجات.

خالد الرواس: جاهزون لخوض الاستحقاقات القادمة
خالد الرواس كابتن منتخب الناشئين في كأس العالم ورئيس جهاز الكرة بنادي ظفار حاليا تحدث للشبيبة عن مباراة الديربي أمام النصر بقوله: جاهزون للديربي.. وجاهزون لجميع المباريات على حد سواء واستعداداتنا تجري على قدم وساق وبالتأكيد فإننا سنخوض جميع المباريات بتركيز عالٍ مدركين أهمية النقاط الثلاث لكل مباراة، وكوننا سنخوض البطولة الخليجية بعد 20 يوما فهذا يعبر عن جاهزيتنا التامة لجميع الاستحقاقات القادمة.
وعن موضوع تأجيل المباراة تحدث خالد الرواس قائلا: لعبنا مباراة العروبة في نصف نهائي الكأس في ظل غياب 3 لاعبين لوجودهم مع المنتخب الأولمبي ولم نطلب التأجيل، ولا أعتقد أننا سنطلبه الآن وبالعكس سنلعب المباراة بعناصرنا الموجودة وبالنسبة لي فإني أستنكر موضوع المطالبة بالتأجيل وأعتقد أنه أمر لن نقبله كفريق وفريقنا جاهز رغم غياب عناصر المنتخب الأولمبي وغيرها من الأسماء المصابة.
وعن مفاتيح فوز فريقه اختتم الرواس قائلا: بروح ورغبة اللاعبين ووقفة الجميع ومساندة الجماهير أعتقد أن الفريق قادر على الفوز في المباراة، ولا أعتقد أنه باعتبار المباراة ستلعب على ملعب النصر فإن ذلك سيكون عاملا مرجحا للنصر، فملاعب محافظة ظفار كلها سواء واللعب في أحدها لن يختلف عن الآخر من الناحية الجماهيرية وحضور جماهير الفريقين.

جحنون الحضري: لا يمكن نسيان ذكريات الديربي سابقا
جحنون الحضري المعلق في التلفزيون العماني تحدث عن الديربي قائلا: طبعا ديربي محافظة ظفار لم يعد ذلك الدربي الذي شاهدناه في الصغر بمتعته وإثارته فذلك أصبح من الذكريات الجميلة التي لا يمكن نسيانها وأعتقد أن الديربي الأقوى والأشهر الصامد إلى الآن لم يعد الديربي الذي يجر حديث المجالس والعشاق وأحد الأسباب وراء ذلك هي ابتعاد الفريقين عن التنافس على البطولات فظفار والنصر غابا عن بطولة الدوري لسنوات طويلة قد تصل لـ 7 سنوات وهي سنوات جفاء مع التاريخ وهذا الجفاء سبب تصحرا وعزوفا جماهيريا عن مبارياتهم وقلل من الإثارة التي كانت تنتقل من الجمهور إلى المستطيل الأخضر.
وأضاف جحنون قائلا: مباريات الفريقين منذ ولادتها هي المحرك الحقيقي لعشاقهما فعندما يكون النصر في القمة فإن ظفار يبحث عنها والعكس صحيح وهذه المعادلة اختفت في السنوات الأخيرة وإن كان ظفار في الفترة الأخيرة أفضل حالا من النصر على مستوى التنافس مع الفرق الأخرى على الألقاب المحلية ولا أعلم متى يعود الديربي كما كان في السابق.
وعن ترتيب الفريقين في السلم تحدث الحضري بقوله: وضعية الفريقين الآن قبل مباراة الديربي القادمة ليست وضعية أبطال.. بل وضعية تفوق مراكز فقط، وأعتقد ان ظفار -من وجهة نظري- وجد نفسه أخيرا مع المدرب المصري أيمن الرمادي وسينجح في تحقيق المطلوب منه وأن الفريق قدم مباراة جميلة جدا من الناحية الفنية أمام الشباب بينما النصر مازال يبحث عن نفسه وتعاقد مع أسماء مهمة وكبيرة كاللاعبين بيتو وإسماعيل عبدالطيف ويحتاج إلى الاستمرار في الانتصارات ليعود كما كان لأن وضعيته صعبة جدا وهي الوضعية التي لا تتناسب مع حجم النصر وختاما أتمنى أن يوفق الفريقان في تقديم مباراة كبيرة وأن يعودا في أقرب وقت إلى منصات التتويج.

أكثر...