مسقط - ش

تقول سليمة بنت سعيد القرنية إن ما يجب أن تصرفه كل امرأة هو ان الحياة مليئة بالتقلبات العاطفية صعودا ونزولا ، وحينما تستمر العواطف الانحدار لمدة طويلة فإنها تؤثر في مقدرتك على العطاء وتعيق انجازك لمهماتك وبما تعانيه من أعراض مرض عام خطير – هو الاكتئاب . فقد أثبت الطب بأن الاكتئاب يؤثر على المزاج والعقل والجسد والسلوك إلا أنه بإمكان علاج هذا المرض وإزالة أعراضه بنسبة 80 % في جميع الحالات, وبما أن الاكتئاب لا تتم ملاحظته فإنه يستمر عند البعض لمدة طويلة .

ويصيب الاكتئاب النساء والرجال على السواء إلا أن معاناة النساء تكون ضعف معاناة الرجال . ولا يحدث الاكتئاب بنمط واحد لدى جميع الناس وإنما يتفاوت ، فالبعض قد تكون لديهم أعراض اكتئاب تتراوح في حدتها ومدتها ، والآخرون قد تطرأ عليهم الأعراض في وقت محدد ولأسباب معينة وقد يستغرق الاكتئاب فترة طويلة لدى بعض الأشخاص إذا لم يتم علاجه .

ووجود بعض أعراض الاكتئاب لا يعني بالضرورة أن الشخص مريض ، فعلى سبيل المثال فإن من غير العادي أن لا يشعر الذين يفقدون عزيزاً لديهم بالحزن والكآبة وعدم الاهتمام بالنشاطات المعتادة ، ولكن اذا استمرت هذه الأعراض لمدة طويلة فإنها تصبح غير عادية ولا بد عندئذ من الاشتباه بأن حالة الحزن قد تحولت الى مرض الاكتئاب .

كما تسبب أيضا ضغوطات الحياة والعمل والمشاكل المالية والأسرية في القلق وعدم القدرة على التفكير السليم ( التخبط ) ومع أن مثل هذه المشاعر تعتبر من طبيعة البشر إلا أنها عندما تتفاقم في حجمها ومدتها وحينما يصبح الشخص غير قادر على القيام بما كان معتاداً القيام به فعليه فإنه إذا بدا كأنه حالة مزاجية مؤقتة قد أصبح مرضاً يجب معالجته.

* أعراض مرض الاكتئاب :

لا يعاني كل شخص مكتئب جميع هذه الأعراض كما أن حدتها تتفاوت من شخص لآخر والأعراض هي : الحزن الدائم – القلق – فقدان الاهتمام أو الرغبة في النشاطات – عدم الراحة – التوتر – البكاء الزائد – الشعور بالذنب – عدم تقدير الذات – الانكسارية – التشاؤم – الندم كثيراً أو قليلاً – الاستيقاظ مبكراً – فقدان الشهية او الوزن – زيادة الوزن – تناقص الطاقة – الشعور بالإرهاق – الشعور بالثقل – التفكير في الموت أو الانتحار – عدم القدرة على التركيز أو التذكر أو اتخاذ القرارات – الأعراض الجسدية التى لا تتجاوب مع العلاج مثل الصداع الدائم وصعوبة الهضم والآلام المستعصية .

* بعض الأسباب العامة للاكتتاب :

إن فقدان شخص عزيز أوعلاقة عاطفية متعثرة أوالوقوع فى مشاكل مادية أو حدوث تغيير جذري في نمط الحياة , كلها عوامل تساهم في حدوث مرض الاكتئاب ، وفي بعض الأحيان فإن بعض أنواع الاكتئاب تكون مرتبطة بمرض عضال أو مستعص . والأشخاص ذو الطبيعة التشاؤمية والذين يعانون من عدم تقدير الذات وعدم القدرة على مسايرة الأحداث في الحياة والكثيري القلق هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض الاكتئاب .

* أبعاد الاكتئاب لدى النساء :

تساهم الضغوطات بصورة عامة في الاكتئاب لدى النساء , وتشمل هذه الضغوطات المسؤولية في المنزل والعمل – تربية الأطفال – الاهتمام والعناية بالأطفال والوالدين كبار السن . أما الطريقة التي تؤثر بها هذه العوامل على النساء فلا تزال غير مفهومة بالكامل .

وبالنسبة للنساء والرجال فإن معدلات الاكتئاب الرئيسية تكون عالية بين الأزواج المنفصلين والمطلقين وتقل لدى المتزوجين إلا أنه تكون دائماً بمعدلات أعلى لدى النساء أكثر من الرجال . وفي الحقيقة فقد اتضح أن معدلات الاكتئاب هى الأعلى بين النساء المتزوجات غير السعيدات في حياتهن الزوجية .

* الاكتئاب مرض يمكن علاجه :

كما هو الحال بالنسبة للعديد من الأمراض فمتى ما بدأنا العلاج مبكراً كلما كان فعالاً وقلت إمكانية عودته وبالطبع فإن العلاج سوف لن يلغي تماماً ضغوطات الحياة الكبيرة والبسيطة ولكن بإمكانه تعزيز قدرات الشخص على مجابهة مثل هذه التحديات ومساعدته في الاستمتاع بالحياة . ويجب أن تبدأ الخطوة الأولى في علاج الاكتئاب من خلال إجراء فحص للتأكد من عدم وجود أمراض جسدية قد تكون السبب في أعراض الاكتئاب .

* المعالجة المثلية (هوميوباثي) :

نشأ في السنوات السابقة القليلة اهتمام كبير بالمعالجة المثلية لعلاج حالات القلق والاكتئاب ، وبإمكان المعالجة المثلية تقديم الكثير للأشخاص المصابين بالاكتئاب إذ سيقوم أخصائي المعالجة المثلية بمعالجة كل شخص على حدة ، ودراسة كل حالة ومعرفة التاريخ الوراثي والتشخيص الطبي السابق وشخصية الفرد والقلق المؤدي للاكتئاب ، وبعد ذلك يتم إحداث توازن بين المستويات الجسدية والعاطفية , ولاتساعد المعالجة المثلية في معالجة أعراض الاكتئاب فقط وإنما تقوم أيضاً بتجديد طاقة وإحساس المرء لحياة أفضل ، ولا يجب علينا تجاهل أو اهمال القلق فهو يحدث نتيجة لاختلال التوازن في عمل الكيماويات بالمخ بالإضافة إلى العوامل الاخرى مثل الحالات المرضية المزمنة, وعليه لا بد لنا من معالجة القلق لنتمكن من التعامل مع المؤثرات الأخرى . وبالإضافة إلى المعالجة المحترفة فهناك أشياء أخرى بإمكانك عملها لمساعدة نفسك فى عملية الشفاء والتحسن ، وقد يكون من المفيد أيضاً قضاء بعض الوقت مع أناس آخرين والمشاركة في نشاطات تجعلك سعيداً مثل التمارين الرياضية السعيدة والسفر وزيارة الأماكن السياحية وممارسة التأمل .

أكثر...