الكتاب الاول







تعريف الحضارة *

الحضارة في اللغة العربية من الفعل حضر والحضر بفتحتين خلاف البدو والنسبة اليه (حضرى )
ةالحضارة سكون الحضر والحاضرة خلاف البادية وهي المدن والقرى والريف سميت بذلك لأن اهلها جضروا الامصار ومساكن الديار التي يكون لهم بها قرار

المصطلحات ذات الصلة في المعاجم العربية


المدر : هو الطين الذي تبنى به مساكن الحضر في المدن والقرى رمزا للحضارة ودلالة على ساكني هذه المدن 2/المدنية :وتشير عند الكثير لمعنى مرادف للحضارة

3/الثقافة :والثقافة في اللغة هي التهذيب والصقل والحذق فيقال ثقف الرمح اي قومه وسواه

4/النهضة : النهضة من نهض وهي في العربية بهذا المعنى ليس لها ارتباط مكاني بل تدل على الحركة والارتفاع ولا مانع ان يكون لها ارتباط بالنهوض والتقدم الذي يلازم اهل الحواضر والمدن غالبا






الاتجاه الاول وهو الاتجاه العامالذي يعرف الحضارة بانها جهد البشر في شتى الميادين ويجعلها شاملة ومحيطة بكل نواحي الحياة

تعريف ول ديورانت :

((نظام اجتماعي يعين الانسان على زيادة انتاجه الثقافي بعناصر اربعة :

1/الموارد الاقتصادية 2/النظم السياسية 3/العقائد الخلقية 4/متابعة العلوم والفنون




تعريف تيولر :

((ذلك الكيان المعقد الذي يضم المعرفة ،والمعتقدات ،والفنون ،والاداب ، والقوانين ،والعادات ،وجميع القدرات والتقاليد الاخرى التي يكتسبها الانسان بصفته عضوا في المجتمع ))

تعريف لارف لنتون

مجموعة منظمة من الاستجابات التي تعلمها الافراد واصبحت من مميزات المجتمع

تعريف الحوراني
(( عقائد دينية ،وازدهار اقتصادي ،وانجازات انشائية وفنية ،وانظمة تشريعية ،وتضامن اجتماعي وفق تقاليد وعادات موحدة او قوى حربية

تعريف الدكتور محمد محمد حسين
كل ما ينشئه الانسان في كل ما يتصل بمختلف جوانب نشاطه ونواحيه ،عقلا وخلقا ،مادة وروحا ، دنيا ودينا

تعريف حسين مؤنس (مؤلف الكتاب )

ثمرة كل جهد يقوم به الانسان لتحسين ظروف حياته ،سواء أكان الجهد المبذول للوصول الى تلك الثمار مقصودا ام غير مقصود سواء كانت الثمرة مادية ام معنوية



\\\\\\\\\\
لنا متااابعة ,,, مع لاتجاه الثاني وهو الاتجاه الانساني او الروحي #i:P

الاتجاه الثاني وهو الاتجاه الانساني او الروحي

تعريف كلود دلماس : تربية الضمير واستعمال الثقافة والعقل في البحث عن الافضل

تعريف غستاف لوبون : نضوج الاراء والمبادئ والمعتقدات وتغير مشاعر الانسان الى الافضل

تعريف الكسيس كاريل :بوجوب ان تتبع الابحاث العقلية والروحية والعلوم الخادمة لسعادة الانسان النفسية والخلقية والانسانية ))

تعربف مالك بن نبي :البحث الفكري والبحث الروحي

تعريف المودودي ((تصور سليم للحياة الدنيا وغايتها في نظام اجتماعي ،يقود الانسان الى الرقي والاخاء والامان ))

تعريف سيد قطب : ((ما تعطيه للبشرية من تصورات ومفاهيم ومبادئ تصلح لقيادة البشرية وتسمح لها بالنمو والترقي الحقيقيين ،االنمو والترقي للعنصر الانساني وللقيم الانسانية وللحياة الانسانية





الاتجاه الثالث : هذا التجاه لا يتناول الا الجانب المترف من النشاط البشري ،فيكون بهذا عكس الاتجاه الثاني ومن يمثل هذا الاتجاه ابن خلدون الذي يعرف الحضارة بقوله (( هي التفنن في الترف ،واستجادة احواله ،والكلف بالصنائع التي تؤنق من اصنافه وسائر فنونه ،من الصنائع المهيأة للمطابخ ،او الملابس ،او المباني او الفرش ،او الاواني ،ولسائر احوال المنزل ،ويلزم لهذا التأنق صناعات كثيرة ))

الاتجاه الرابع وهو الاتجاه العدواني او الحيواني
تعريف كليسكليس ونيتشه واتباعهما (( الحضارة هي القضاء على العدل والاخلاق وترك العنان لطبيعتنا الحرة السافرة لتفعل ما تشاء ولو ادى ذلك الى ان نسير على الجماجم في سبيل تحقيق ذلك

صلة الحضارة بالمفهوم الاسلامي
لا شك ان نظرة الاسلام الحضارية تظرة متميزة تقوم على القيم والاخلاص والخصائص الانسانية العليا التي ينفرد بها الانسان عن الحيوان فمجتمع الاسلام يبنى على العقيدة لا على الجنس واللون عقيدة تجمع بين الاسود والابيض والاحمر والاصفر والعربي والرومي والحبشي والفارسي وسائر اجناس الارض في عبودية تامة لله سبحانه وتعالى حيث تطوع العادات والتقاليد والطبائع لتلك العبودية وليس هذا يعني ان المجتمع الاسلامي يحتقر المادة وانما يحترمها في صورتها النظرية باعتبار انها هي التي يتألف منها الكون البديع الذي نعيش فيه ونتاثر به فالانتاج المادي من مقومات الخلافة في الارض سخره الله لنا

طالما تساءلت لماذا تقوم فئة من البشر ( متنفذة وذات سلطة ومال ) بإشعال فتيل الحروب على وجه الأرض وخلق المآسي والأحزان في أماكن شتى منها في الوقت الذي تستطيع فيه تلك الفئة أن تنعم برغد العيش بشكل لا يتخيله أحد ( كما يستطيع كل البشر أن يعيشوا بسلام حيث أن ما على هذه الأرض من خيرات يكفي جميع سكانها وزيادة )
والجواب على ذلك بسيط وهو الجنون والهوس والسادية ونزعة الشر والعدوانية المتأصلة في نفوس بعض البشر والتي تعمي أبصارهم وبصيرتهم وهكذا يتم قصف المدنيين بالطائرات ويتم إلقاء قنبلة نووية على مكان ما دون أن تدمع عيون هؤلاء المجانين الذين اضطربت نفوسهم وعواطفهم فذهبت بعقولهم .
يقول الكاتب في صفحة 16 من الكتاب :

(( وواضح أن التفكير ، أي استخدام الذهن استخداماً منظماً ، عملية حضارية احتاجت إلى زمن طويل حتى أصبح هذا التفكير عنصراً أساسياً وفعالاً في توجيه أعمال الإنسان وصنع الحضارة والعملية ما زالت مستمرة .
وما زلنا نشهد ونحس في أنفسنا الصراع بين الغريزة والعقل والغريزة بطبيعة الحال أقوى لأنها مركبة في الطبع في حين أن العقل مكتسب وفي مستويات الحضارة الدنيا والعليا على السواء نلاحظ أن الغريزة تنجح في حالات كثيرة جداً في التغلب على العقل وتذليله لرغباتها كما نرى في حالات الإجرام والعدوان على الناس والأموال والأعراض في حالة الأفراد وكما نرى في ظواهر سيطرة الغريزة على أعلى مستويات العقل وهو العلم ، في صنع أدوات التدمير والتخريب أو في الهبوط في الإنسان إلى مستويات الإباحية والفوضى الخلقية في أرقى المجتمات . ))
وهكذا يتحكم بعض المجانين في هذا العالم المجنون وغير المتحضر !!

[ATTACH=CONFIG]54665[/ATTACH]

حقاً لقد كانت لنا حضارة متقدمة في زمانها ولا سيما في مجال العلوم والطب حتى جعلوا للأمة العربية مكانة مرموقة بين الأمم، لهذا علينا أن نبتعد عن سلبيات الماضي ونأخذ بالمضمون العلمي المعتمد على العقل ونبعد عن سلوكنا التصرف السلبي حتى تدفعنا تجارب الماضي إلى الأمام، ونبدل بوعي علمي السلبيات بالإيجابيات ونراعي تقدمنا بتربية جيل متمكن من تراثه، متطلع نحو التطور، يحب العمل والتفاني في بناء الوطن وحب النظام والطموح إلى رقي حضاري متقدم ليكون تطور الإنسان العربي كاملاً.

كتاب: الحضارة

المؤلف: حسين مؤنس