الفرق بين الساعة الخامسة والسابعة صباحاً

    • الفرق بين الساعة الخامسة والسابعة صباحاً






      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



      اتمنى قرائتها للآخِر .. لانها جداً رائعه و تحكي عن حالنا


      في الساعة الخامسة صباحاً، والتي تسبق تقريباً خروج صلاة الفجر عن وقتها تجد طائفة موفقة من الناس توضأت واستقبلت بيوت


      الله تتهادى بسكينه لأداء صلاة الفجر، إما تسبح وإما تستاك في طريقها ريثما تكبر (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه)..


      بينما أمم من المسلمين أضعاف هؤلاء لايزالون في فرشهم، بل وبعض البيوت تجد الأم والأب يصلون ويدعون فتيان المنزل وفتياته


      في سباتهم..

      حسناً .. انتهينا الآن من مشهد الساعة الخامسة.. ضعها في ذهنك ولننتقل لمشهد الساعة السابعة .. ما إن تأتي الساعة السابعة -


      والتي يكون وقت صلاة الفجر قد خرج- وبدأ وقت الدراسة والدوام.. إلا وتتحول الرياض وكأنما أطلقت في البيوت صافرات الإنذار..


      حركة موارة.. وطرقات تتدافع.. ومتاجر يرتطم الناس فيها داخلين خارجين يستدركون حاجيات فاتتهم من البارحة.. ومقاهي تغص


      بطابور المنتظرين يريدون قهوة الصباح قبل العمل..


      أعرف كثيراً من الآباء والأمهات يودون أن أولادهم لو صلو الفجر في وقتها، يودون فقط، بمعنى لو لم يؤدها أبناؤهم فلن يتغير شئ،


      لكن لو تأخر الابن “دقائق” فقط، نعم أنا صادق دقائق فقط عن موعد الذهاب لمدرسته فإن شوطاً من التوتر والانفعال يصيب رأس


      والديه.. وربما وجدت أنفاسهم الثائرة وهم واقفون على فراشه يصرخون فيه بكل ما أوتو من الألفاظ المؤثرة لينهض لمدرسته..


      هل هناك عيب أن يهتم الناس بأرزاقهم؟ هل هناك عيب بأن يهتم الناس بحصول أبنائهم على شهادات يتوظفون على أساسها؟ أساس


      لا .. طبعاً، بل هذا شئ محمود، ومن العيب أن يبقى الإنسان عالة على غيره..

      لكن هل يمكن أن يكون الدوام والشهادات أعظم في قلب الإنسان من الصلاة؟


      لاحظ معي أرجوك: أنا لا أتكلم الآن عن “صلاة الجماعة” والتي هناك خلاف في وجوبها (مع أن الراجح هو الوجوب قطعاً)، لا.. أنا


      أتكلم عن مسألة لاخلاف فيها عند أمة محمد طوال خمسة عشر قرناً، لااختلاف بين المسلمين في أداء الصلاة في وقتها، والكل متفق


      على أن إخراج الصلاة عن وقتها من أعظم الكبائر..


      بالله عليك .. أعد التأمل في حال ذينك الوالدين اللذين يلقون كلمة عابرة على ولدهم وقت صلاة الفجر “فلان قم صل الله يهديك”


      ويمضون لحال شأنهم، لكن حين يأتي وقت “المدرسة والدوام” تتحول العبارات إلى غضب مزمجر وقلق منفعل لو حصل وتأخر عن


      مدرسته ودوامه..


      بل هل تعلم يا أخي الكريم أن أحد الموظفين -وهو طبيب ومثقف- قال لي مرة: إنه منذ أكثر من عشر سنوات لم يصل الفجر إلا مع


      وقت الدوام.. يقولها بكل استرخاء.. مطبِق على إخراج صلاة الفجر عن وقتها منذ مايزيد عن عشر سنوات.


      وقال لي مرة أحد الأقارب إنهم في استراحتهم التي يجتمعون فيها، وفيها ثلة من الأصدقاء من الموظفين من طبقة متعلمة، قال لي:


      إننا قمنا مرة بمكاشفة من فينا الذي يصلي الفجر في وقتها؟ فلم نجد بيننا إلا واحداً من الأصدقاء قال لهم إن زوجته كانت تقف وارءه


      بالمرصاد (هل تصدق أنني لازلت أدعوا لزوجته تلك)..

      يا ألله .. هل صارت المدرسة -التي هي طريق الشهادة- أعظم في قلوبنا من عمود الإسلام؟!

      هل صار وقت الدوام –الذي سيؤثر على نظرة رئيسنا لنا- أعظم في نفوسنا من نظرة الله لنا، وقد تركنا لقائه في وقت من أهم


      الأوقات الخمسة التي حددها؟

      هذه المقارنة الأليمة بين الساعة الخامسة والسابعة صباحاً هي أكثر صورة محرجة تكشف لنا كيف صارت الدنيا في نفوسنا أعظم


      من ديننا ..


      بل وانظر إلى ماهو أعجب من ذلك .. فكثير من الناس الذي يخرج صلاة الفجر عن وقتها إذا تأخر في دوامه بما يؤثر على وضعه


      المادي يحصل له من الحسرة في قلبه بما يفوق مايجده من تأنيب الضمير إذا أخرج الصلاة عن وقتها..


      كلما تذكرت كارثة الساعة الخامسة والسابعة صباحاً، وأحسست بشغفنا بالدنيا وانهماكنا بها بما يفوق حرصنا على الله ورسوله


      والدار الآخرة؛ شعرت وكأن تالياً يتلوا علي من بعيد قوله تعالى في سورة التوبة:

      (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ


      مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ)

      ماذا بقي من شأن الدنيا لم تشمله هذه الآية العظيمة؟!

      هل بلغنا هذه الحال التي تصفها هذه الآية؟! ألم تصبح الأموال التي نقترفها والتجارة التي نخشى كسادها أعظم في نفوسنا من الله


      ورسوله والدار الآخرة؟!

      كيف لم يعد يشوقنا وعد ربنا لنا في سورة النحل إذ يقول (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ)

      أخي الغالي.. حين تتذكر شخير الساعة الخامسة صباحاً، في مقابل هدير السابعة صباحاً،فأخبرني هل تستطيع أن تمنع ذهنك من أن


      يتذكر قوله تعالى في سورة الأعلى (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)..


      (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ العَاجِلة * وَتَذَرُون الْآخِرَة * وُجُوهٌ يَومَئِذٍ ناضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَة).

      المقارنة بين مشهدي الساعة الخامسة والسابعة صباحاً هي أهم مفتاح لمن يريد أن يعرف منزلة الدنيا في قلوبنا مقارنة بحبنا لله..


      لا أتحدث عن إسبال ولا لحية ولاغناء (برغم أنها مسائل مهمة) أتحدث الآن عن رأس شعائر الإسلام .. إنها “الصلاة” .. التي


      قبضت روح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوصي بها أمته ويكرر “الصلاة..الصلاة..” وكان ذلك آخر كلامه


      الصلاة التي عظمها الله في كتابه وذكرها في بضعة وتسعين موضعاً تصبح شيئاً هامشياً في حياتنا!

      تأمل يا أخي الكريم في قوله تعالى (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا).





      بقلم : إبراهيم السكران

      ~!@@ah


      سبحان الله عــدد مـآكــآن وعــدد مآيكـون وعــدد آلـحـركـآٺ وآلسكــون
    • مشكوووووووووووووووووور
      ضحكت فقالوا ألا تحتشم ***بكيت فقالوا ألاتبتسم بسمت فقالوا يرائي بها ***عبست فقالوا أبدا ماكتم صمت فقالوا كليل اللسان ***نطقت فقالوا كثير الكلام حلمت فقالوا صنيع الجبان***ولو كان مقتدرا لنتقم يقولون شذ إذا قلت لا ***وأمعة حين وافقتهم (رضاء الناس غايه لاتدرك)
    • كلامك صح اختي العزيــــزه
      ألاحظ ان بعض النااس تهتم للدراسه والشغل اكثر من اهتمامهم للصلاه وغيرهاا من العبادات
      يعني لو الشخص فاتته صلاة الفجر مثلا عادي معه بس لو فاته موعد دراسته او شغله او اي موعد مهم معه بتحصله متضايق وحزيـــن وشايل هموم الدنيا فوق راسه وماحاسين بالدنيا انهااا فانيه ماراح ينفعهم غير ذكر ربهم وقيامهم بالعبادات والاعمال الصالحه التي أمر الله بهااا
      ما بقووول غير الله يهديهم

      تقبلي مروري
      :)
    • موضوع راقي بالفعل
      بارك الله فيك أختي على هذا الطرح
      من المؤسف حقا رؤية الشباب بهذا الحال
      لكن
      من الملام في ذلك؟
      هل هي الأسرة أم الشاب بذاته؟
      إذا كان طفلا لم يتجاوز العاشرة من العمر
      ففي نظري بإمكاننا أن نلوم الأسرة الملام الأول والأخير
      ولكن عندما يكون الشاب قد تجاوز الثامنة عشر من العمر
      وهو لا يدرك أهمية الصلاة
      فأنا أرى أن الأسرة ليست إلا عامل ثانوي
      والملام الأول هو الفرد
      لديه العقل
      وبإمكانه تمييز الحق من الباطل
      وبمقدورة تنظيم وقته والإعتماد على نفسه في عباداته وأعماله الدنيوية

      تحياتي
      قـــــــــــ الفنجان ـــــــارئة

    • الملكــة كتب:

      مشكوووووووووووووووووور



      الشكر موصول لكِ على المرور
      :)
      سبحان الله عــدد مـآكــآن وعــدد مآيكـون وعــدد آلـحـركـآٺ وآلسكــون
    • green eyes كتب:

      كلامك صح اختي العزيــــزه
      ألاحظ ان بعض النااس تهتم للدراسه والشغل اكثر من اهتمامهم للصلاه وغيرهاا من العبادات
      يعني لو الشخص فاتته صلاة الفجر مثلا عادي معه بس لو فاته موعد دراسته او شغله او اي موعد مهم معه بتحصله متضايق وحزيـــن وشايل هموم الدنيا فوق راسه وماحاسين بالدنيا انهااا فانيه ماراح ينفعهم غير ذكر ربهم وقيامهم بالعبادات والاعمال الصالحه التي أمر الله بهااا
      ما بقووول غير الله يهديهم

      تقبلي مروري
      :)





      للأسف هذا هو الواقع
      الناس صارت تهتم بالشكليات وتنسى الجوهر
      للأسف زاد الاهمال بأوقات الصلاة وبديننا .. ويزيد معه الاهتمام بالدنيا ومشاغلها

      اشكركِ على مرورك الرائع عزيزتي

      الله يهدي الجميع:)
      سبحان الله عــدد مـآكــآن وعــدد مآيكـون وعــدد آلـحـركـآٺ وآلسكــون
    • وردة الوفاء كتب:

      موضوع قيم جدا وواقعي أتمنى أن أرى الأقلام هنا تناقش الوااقع
      يثيت للأهمية وسأتابع الموضوع
      شكراا


      الشكرك لكِ على التثبيت والمرور

      اتمنى الاستفاده والافاده

      تحياتي :)

      سبحان الله عــدد مـآكــآن وعــدد مآيكـون وعــدد آلـحـركـآٺ وآلسكــون
    • قارئة الفنجان كتب:

      موضوع راقي بالفعل
      بارك الله فيك أختي على هذا الطرح
      من المؤسف حقا رؤية الشباب بهذا الحال
      لكن
      من الملام في ذلك؟
      هل هي الأسرة أم الشاب بذاته؟
      إذا كان طفلا لم يتجاوز العاشرة من العمر
      ففي نظري بإمكاننا أن نلوم الأسرة الملام الأول والأخير
      ولكن عندما يكون الشاب قد تجاوز الثامنة عشر من العمر
      وهو لا يدرك أهمية الصلاة
      فأنا أرى أن الأسرة ليست إلا عامل ثانوي
      والملام الأول هو الفرد
      لديه العقل
      وبإمكانه تمييز الحق من الباطل
      وبمقدورة تنظيم وقته والإعتماد على نفسه في عباداته وأعماله الدنيوية

      تحياتي
      قـــــــــــ الفنجان ـــــــارئة




      كلامك صحيح اختي
      بالفعل دور الاسره كبير في غرس المبادئ في الطفل
      وجعل الطفل فعلا يدرك اهمية الصلاة والمحافظة عليها وادائها في وقتها

      بس بالنسبة لشاب تجاوز 18 سنة ولازال مهمل في صلاته فأشوف حجم المشكله جدا كبير
      واقع جدا مؤلم بس للأسف يحاكي الواقع اللي نشوفه

      بس لو كانوا مدركين فعلا لأهميتها ما كانوا تهاونوا بأدائها

      اسأل الله الهداية .. وبارك الله فيكِ اختي

      عسى من يسمع الموعظه ان يتعظ :)
      سبحان الله عــدد مـآكــآن وعــدد مآيكـون وعــدد آلـحـركـآٺ وآلسكــون