الاختلاج الحروري

    • الاختلاج الحروري

      للدكتور جهاد طليمات جراح المخ والأعصاب بورد أمريكي -الاختلاج الحروري - التشنج الحراري - febrile convulsion


      ما هو هذا المرض ؟
      تحدث الاختلاجات الحرورية بين عمر 3 اشهر و 6 سنوات وهي تصيب 3 – 4 % من الأطفال وتصل إلى ذروة حدوثها بعمر 18 شهر . وتبلغ نسبة النكس بعد نوبة الاختلاج الحروري الأولى 50% عند الأطفال الذين عمرهم اقل من سنة واحدة و 28% عند الأطفال الذين هم فوق السنة من العمر . ونسبة حدوث النوبة الثالثة هي 40% عند كل الأطفال و 40% فقط من الأطفال الذين أصيبوا بالنوبة الثالثة سوف يحدث لديهم نوبة اختلاج حروري رابعة وبالتالي وبشكل عام فان 9 – 15 % فقط من مجمل الأطفال سوف يصابون بثلاث اختلاجات حرورية أو أكثر . وتترافق العوامل التالية مع ازدياد نسبة حدوث النكس :
      1. وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بالصرع
      2. وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب باختلاج حروري
      3. حدوث اختلاجات حرورية معقدة ( مثل الاختلاجات البؤرية – اختلاج يستمر لأكثر من 15 دقيقة – حدوث نوبة اختلاج لمرتين أو أكثر في سياق المرض الواحد المسبب للترفع الحروري )
      4. حدوث النوبة الاختلاجية الأولى بعمر اقل من 14 شهرا
      5. وجود الطفل في دار الحضانة
      وتكون نسبة النكس 80 – 100 % في حال وجود 3 أو أكثر من العوامل السابقة بينما تكون فقط 12 % إذا لم يتواجد أي من العوامل السابقة .

      كيف تتظاهر نوب التشنج الحراري على الطفل ؟
      يمكن أن تكون النوبة بسيطة و تمر دون ملاحظة الأهل , و قد تكون شديدة و تسبب الفزع لمن حول الطفل , ففي الحالات الخفيفة يصاب الطفل المصاب بالحرارة بتشنج مفاجئ في جسمه و تصبح عينا الطفل ثابتتين و متجهتين نحو الأعلى (تغريب العين ) , و قد يصاب الطفل بالإضافة للتشنج بحركات رجفانية خشنة في جزء واحد من الجسم أو في كامل الجسم , و تستمر النوبة عادة ما بين 2 الى 5 دقائق , و تترافق الاختلاجات دوماً مع تغير في وعي الطفل و ميله للنوم بعد النوبة.

      ما هي أنواع الاختلاج أو التشنج الحراري عند الطفل ؟
      هناك نوعان للتشنج الحراري عند الطفل :
      الأول هو التشنج أو الاختلاج الحروري البسيط , و هو النوع الأكثر مشاهدةً عند الأطفال , و أكثر الحالات لا تحتاج لأي تحاليل أو صور او تخطيط الدماغ عند الطفل , و ميزاته هي التالية :
      يحدث عند الاطفال ممن هم بعمر أكبر من سنة واحدة
      تستمر النوبة لفترة أقل من 15 دقيقة
      لا يحدث عند الطفل أكثر من نوبة واحدة في اليوم
      لا تكون النوبة مركزة في جزء معين من الجسم
      يكون الفحص العصبي للطفل طبيعياً
      لا يكون في عائلة الطفل سوابق أو إصابات بحالة الصرع
      النوع الثاني هو الاختلاجات الحرورية المعقدة أو الخطيرة , و هو النوع الأقل مشاهدةً عند الأطفال , و أكثر الحالات تحتاج لإجراء التحاليل أو الصور او تخطيط الدماغ عند الطفل لكشف أسباب الحالة , و تتميز بما يلي :
      تصيب الأطفال ممن هم بعمر أقل من سنة واحدة
      تستمر النوبة لأكثر من 15 دقيقة
      يمكن أن يصاب الطفل بأكثر من نوبة في اليوم
      تكون النوب مركزة في جزء ما من جسم الطفل
      يبدي الفحص العصبي للطفل علاماتٍ عصبية
      توجد حالات من الصرع عند أقارب الطفل
      كيف أميز بين رجفان الطفل بسبب البرد و بين حدوث نوبة اختلاج عنده ؟
      يمكن خلال رجفان الطفل العادي أو بسبب البرد تثبيت يد أو طرف الطفل الذي يرجف بسهولة بواسطة يد احد الوالدين او يد الطبيب , بينما لا تستطيع رغم قوتك العضلية أن تثبت يد او طرف الطفل الذي يختلج , و يكون الطفل الذي يرجف واعياً او باكياَ , بينما يضطرب وعي الطفل خلال الاختلاج.

      ما هي الفحوص التي يجب أن تجرى للطفل بعد حدوث النوب ؟
      يجب أن تملى الاستقصاءات التي ستجرى للطفل الذي أصيب بنوبة اختلاج حروري بناء على الموجودات السريرية ويمكن لبعض الأطفال أن يكون لديهم انتان خفي خطير ومن الحكمة إجراء البزل القطني للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرا حيث أن علامات التهاب السحايا عند هؤلاء الأطفال يمكن أن تكون خفية . ويجب أن يقتصر إجراء التحريات المخبرية والشعاعية على الأطفال الذين يشتبه سريرياً عندهم بوجود أي اضطراب يمكن كشفه بهذه التحريات . يمكن أن نشاهد شذوذات على تخطيط الدماغ الكهربائي EEG خاصة خلال الأسبوعين التاليين لحدوث نوبة الاختلاج ولكن تعتبر هذه الشذوذات ذات قيمة محددة في تقييم الإنذار و لا يجرى تخطيط الدماغ إلا في حالاتٍ خاصة مثل الاختلاج الذي يحدث عند طفل دون السنة من العمر و في حالات الاختلاج الحروري المعقد..

      هل من الضروري إجراء صورة لرأس الطفل الذي يختلج ؟
      غالباً لا , و الصورة العادية لا تفيد , و تجرى صورة الرنين المغناطيسي للرأس للأطفال الذين يصابون بإختلاجات حرارية معقدة خطيرة

      ما هي المشاكل التي قد يسببها الاختلاج الحراري ؟ اختلاطات الاختلاج الحروري SEQUELAE :

      هل تؤدي هذه الاختلاجات الحرارية إلى تأذي دماغ الطفل ؟
      من النادر أن تترافق الاختلاجات الحرورية مع أذية دماغية وقد بينت الاختبارات التي أجريت في المشروع العالمي المشترك لفترة ما حول الولادة NCPP عدم وجود أي دليل لأي تعوق تال لحدوث الاختلاجات الحرورية . أما الاختلاجات الحرورية المديدة التي يمكن أن تؤدي إلى تأذي قشر الدماغ فهي تحدث عادة كنوبة أولى ضمن هذه الاختلاجات . وقد بينت دراسة الـ NCPP أن خطورة حدوث نوبة اختلاج حروري طويلة بشكل لاحق هي 1.4% فقط فيما إذا كانت النوبة الحرورية الأولى ليست طويلة . وبالتالي فان خطورة حدوث تأذي دماغي بسبب تكرر الاختلاجات الحرورية هي خطورة قليلة .

      هل يمكن للحالة أن تتطور إلى حالة الصرع ؟
      يحدث الصرع بشكل تالي للاختلاج الحروري بنسبة 2 – 4.5 % فقط عند الأطفال الذين كانوا سابقا طبيعيين ( والمقصود بالصرع عند هؤلاء الأطفال هو حدوث نوبتين أو أكثر من الاختلاجات دون ترفع حروري والتي كانت تحدث سابقا مع ترفع حروري ) وتوجد دراسات عديدة آخرها دراسة أجريت في بريطانيا في عام 1970 على 1500 طفل تقترح بأنه من غير المرجح أن يكون هذا الصرع ناجما عن اختلاج حروري وتكون خطورة تطور الاختلاج الحروري نحو الصرع اكبر عند الأطفال التاليين :
      - وجود قصة اختلاج حروري معقد سابق
      - وجود قصة عائلية للصرع
      - وجود شذوذ عصبي سابق
      وعلى أية حال فان معظم الأطفال الذين تتوفر لديهم العوامل السابقة لن يتطور لديهم صرع تال للاختلاج الحروري .

      كيف تكون الوقاية من الاختلاج الحروري ؟
      نادرا ما يكون هذا الأمر ضروريا ولا يوجد دليل فيما إذا كان لهذه المعالجة الوقائية الدوائية أي اثر على المدى البعيد في منع حدوث التأذي الدماغي أو الصرع . كذلك يكون دور الأهل في الوقاية هو الإجراءات البسيطة كالسيطرة على ارتفاع الحرارة للوقاية من حدوث الاختلاج الحروري و إعطاء الطفل الباراسيتامول وتطبيق كمادات الماء العادي (و ليس البارد ) عليه إذا كانت حرارته أكثر من 38 درجة و نصف .