{ فليقُـــــل خـيــــراً أو ليصْمُــــتْ }

    • { فليقُـــــل خـيــــراً أو ليصْمُــــتْ }


      { فليقُـل خـيراً أو ليصْمُـتْ }


      الكثير منا يحفظ حديث رسولنا الكريم :( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت...ألخ ) رواه البخاري ومسلم ، ولعلّ الكثير منا يذكر هذه الحكمة الراسخة في عقولنا منذ الصغر (إذا كان الكلام من فضه، فالسكوت من ذهب )..

      ومضمون موضوعي الماثل بين يديكم هو حينما لا يجد الإنسان ما يقوله فالأفضل له أن يلزم الصمت والعكس صحيح إن وجد ما يقوله فليقل خيراً ، ويحفظ لسانه ، فمن السهل أن نتذمّر أو ننتقد أو نتشكّى من أمر ما، ولكن من الصعب جداً أن نجد شيئاً جميلاً نقوله أو نتحدث به عن شخص ما أو بشأن موضوع معين.

      غالباً ما يُجيب الإنسان حينما يُسأل عن أمر ما بذكر الأشياء السلبية المحبطة ، على سبيل المثال لا الحصر حينما يسألك زميل أو صديق عن أمور تتعلق بالعمل وكيف هي علاقتك مع المسؤولين في الإدارة ؟ ستجده يُجيب سريعاً عن الأمور السلبية ويترك الأمور الايجابية ، مهما كان الشخص سيئ أو الظروف المحيطة بأي موضوع لابد من وجود جوانب ايجابية له ، وتكمن مهمتنا أن نكتشف هذه الايجابيات ونُسخّرها فيما يعود لنا بالنفع ، وتُعطي عنها فكرة ايجابية بحيث تُشجّع الطرف الأخر بكلامك ، ولا تنظُر إلى الموضوع من زاوية واحدة فقط ، بل يجب علينا أن نُفكّر في الأمر وكأنه تحدّي ، وأخذ الأمور بجدّيه ، ودراسة ما يُعرض علينا قبل أن نُجيب .

      وأن تقول شيء طيب أو لطيف هو صعب لدى عامة الناس ، لأن طبيعتنا نحن البشر دائماً سريعيّ الملل والتذمر من الأشياء ، بحكم ميولنا الطبيعية للتذمر من الأشياء وفطُرنا على ذلك ، فلو سألك شخص ما كيف كانت إجازة نهاية الاسبوع من السهل أن نجيبه بأن الطقس كان حارا أو شديد الرطوبة أو أن الشارع كان مزدحماً ، والأماكن العامة لا يمكن الذهاب إليها بسبب الزحمة الشديدة.. ألخ .

      الكثير منا حينما يقع في مشكلة ما يُصاب بالإحباط واليأس وكأنه نهاية العالم ، لماذا لا ينظُر إلى هذه المُشكلة من منظور ايجابي ويعتبرها مغامرة ، ويخوض فيها حتى يصل معها إلى بر الأمان .

      مغزى كلامي أيها القارئ الكريم : أن تعوّد نفسك حينما يُطلب رأيك في قضية ما أو حول شخص ما أو شيء معين أو مكان ما أن تذكر الصفات الحميدة وتمتدح الأشياء الايجابية فيها ، وتخيّل معي أيُّها القارئ لو أن كل واحد منا عوّد نفسه على ذكر محاسن الشخص أو الشيء لحفظنا أنفُسنا أولاً من ثم مجتمعنا من الإشاعات والنميمة والغيبة وغيرها من سفاسف الأمور ..

      وهذا بالتأكيد لا يعني أن نغض الطرف عن الأمور السلبية ، وإنَّ لكُل إنسان الحقّ في انتقاد ما يشاء من الكلام ، مصييباً كان أم مخطئاً ، محقاً أم مبطلاً مخلصاً أم غير مخلص ؛ ولكن يجب علينا أن ننتقد بأسلوب راقي ومهذّب بحيث يكون نقدنا بنّاء ومجدي في نفس الوقت بدون تجريح أو اهانة ، لأن الانتقاد نوع من أنواع الاستحسان والإستهجان ، وهما حالتان طبيعيتان للإنسان لا تفارقانه ، فإن أصاب الناقد فقد أحسن إلى نفسه وإلى الناس ، وإن أخطأ فسيجد من الناس ما يدلّه على موضع الخطأ فيه .

      وحينما نفشل عن إيجاد جوانب ايجابية ، فمن المستحسن أن نلتزم الصمت ، فالبعض منا يُفتّش عن السيئات الموجودة حتى يُفرغ منها فيلجأ لإشاعتها أمام الناس ليضّر بها الطرف الأخر .

      فلنروض أنفُسنا حينما يُطلب نقدنا أو رأينا في موضوع معين أو في شخص ما ، فمن المستحسن أن ندلو برأينا في استحسان ما يُستحسن من الكلام ، واستهجان ما يُستهجن منه ، ولنعّود ألسنتنا بما نُريد نحن وليست بما تريد هي ، ولتتسع صدورنا للناس ، فلنقل خيراً فيهم ونذكر محاسنهم ، ومثلما لا نرضى لأنفُسنا أن يتحدّث عنا الآخرون بما يُزعجنا ، فالآخرون أيضاً لا يرضون لأنفسهم ذلك ، وبأن نُحبّ للأخرين ما نُحبه لأنفسنا .
      الكاتب : عاشق الأمل :)
      $$eالحيـاة أمـل من فقـد الأمـل فقد الحيـاة $$e


    • حياك الله أخي عاشق الأمل..


      أشكر لك موضوعك الجاد الحسن، وبالفعل.. من اساليب النقد والنصح السليمين

      أن نمهد للوصول إلى غايتنا.. فعلينا أن نتدارك نقطة أو نقطتين إيجابيتين، ونمتدحهما..

      فإذا ما مدحناهما، استخدمنا من عباراتنا مخرجاً لنسلط الضوء على النقص، ونوضح النقد

      بأسلوب عابر، مع التأكيد على وجود إيجابيات..

      في معاملاتنا اليوميه، لن يسمع لك أي شخص بدأت بتقريعه أو بذم أسلوبه أو عمله..

      ولكن، سينصت إذا وجد بعض المديح، فسيعتقد فيك التوازن الذي يدفعه للأفضل..


      مجدداً شكراً أخي عاشق الأمل، والموضوع جميل ومتشعب.. ويتخذ افتراضات مغايره

      مثل، هل يلتزم الأستاذ أو المعلم، هذه الطريقه في التوجيه والتدريس؟


      سأنتظر رأيك.. تحياتي
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

      موضوع جميل أخي عاشق الأمل...

      ومرحبا بك بيننا ....

      أعجبتني كثيرا طريقة طرحك للموضوع ....

      (فليقل خيرا أو ليصمت )

      بالفعل لو تأملنا هذه الحكمة الرااائعة لكنا أسعد حالا ....

      ولكننا في الكثير جدا جدا من الأحيان نتأثر بالحالة النفسية التي نمر بها ...

      فإذا كنا فرحانين ومرتاحين مثلا... تجد كلامنا ومنطقنا يختلف عنه عندما نكون متضايقين أو نمر بظروف نفسية صعبة....

      فلو طبقنا كلام رسول الله وعرفنا قيمة ما نقول وبأن كل الكلام الذي نقوله نحن محاسبون عليه .... لعرفنا كيف نتحكم بأنفسنا أكثر...


      لا بأس من النقد الهادف... الذي يكون بدافع الإصلاح والنصح ....



      أذكر في أحد المرات ... سألتني احدى الزميلات بالعمل عن شخص تقدم لخطبتها .... ومع أن الكل يعرف تاريخه السيء والحافل بالكثير من السلبيات ... إلا أن الجميع كان خائفا ولا يقول الحقيقة لا أعرف لماذا ...؟؟؟

      فعندما سألتني عن رأيي... قلته لها بكل صراحة لأنني وضعت في بالي بأنه من واجبي أن أخبرها بكل ما أعرف خصوصا وأنه من معارفنا ونعرفه أكثر عنها ....

      فتفاجأتُ كثيرا عندما قالت لي: أنتي الوحيدة التي قالت عنه هذا الكلام .... والكل يمتدحه ويشكره ....!!!


      استغربت كثيرا .... فقلت لها : ذاك كان رأيي وأنتي حره ...


      بعدها شعرت بالحيرة الشديدة .... هل كنت مخطئة عندما قلت لها ما أعرفه بدون زيف أو زيادة أو نقصان.....؟؟؟؟



      سبحان الله ......


      أحيانا نرى أمورا لا يراها غيرنا .... ولا يصدقوننا وحتى عندما يكتشفون أننا كنا على حق... فإنهم يبدأون بمعاداتنا نحن ......!!!!!!!!



      الله يهدينا جميعا ....


      الحمد لله ...
      سبحان الله وبحمد

    • الكثير منا يحفظ حديث رسولنا الكريم :( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت...ألخ ) رواه البخاري ومسلم ،
      ولعلّ الكثير منا يذكر هذه الحكمة الراسخة في عقولنا منذ الصغر (إذا كان الكلام من فضه، فالسكوت من ذهب )..



      ولأن الكثير يحفظها عن ظهر قلب لا نطبقها ..لا أعلم لماذا .....؟؟؟؟
      وكأن هذا الحديث وتلك الحكمة هي للحفظ دون التطبيق لأن التطبيق
      في عالما صعب ٌ جداً وكأنك تطلب منه شيئاً عسيرا ..

      أمل أن نطبقها فنحتاج الصمت في أوقات ٍ كثيرة ونحتاج الكلام في مثلها ..
      لأننا إن نطقنا كلمه لن تعود فسنندم ُ بعدها ..

      شكرا لك اخترت موضوعا ً رائعا ً


      كنت هنا
      قلب المحبة
    • صح كلامك اخي " فليصت "
      /
      المشكلة انه اذا تكلم اغتاب
      /
      المشكلة اذا تكلم كذب
      /
      المشكلة اذا تكلم سب
      /
      " فاليصمت " من لا يستطيع ردع نفسه
      /
      شكرا على الموضوع الهادف
      /
      دمتم بخير . فخر